اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

للطموحين : الإعتكاف .. حكمه وفضله


ENG. BEHAIRY

Recommended Posts

الاعتكـاف حكــمه وفضــله

الشيخ محمد المنجد ( بتصرف)

الاعتكاف هو لزوم المسجد بنية مخصوصة، لطاعة الله تعالى ، وهو مشروع مستحب باتفاق أهل العلم، وقال الزهري رحمه الله: عجبا للمسلمين ! تركوا الاعتكاف، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم، ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل .

فائدة الاعتكاف وثمرته :

في العبادات من الأسرار والحكم الشيء الكثير، فمدار الأعمال على القلب، كما قال عليه الصلاة والسلام : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب " رواه البخاري ومسلم

وأكثر ما يفسد القلب الملهيات، والشواغل التي تصرفه عن الإقبال على الله عز وجل من شهوات المطاعم، والمشارب، والمناكح، وفضول الكلام، وفضول النوم، وفضول الصحبة، وغير ذلك من الصوارف التي تفرق أمر القلب، وتفسد جمعيته على طاعة الله، فشرع الله تعالى قربات تحمي القلب من غائلة تلك الصوارف، فيقوى في سيره إلى الله، وينعتق من أغلال الشهوات التي تصرف المرء عن الآخرة إلى الدنيا.

وكما أن الصيام درع للقلب فكذلك الاعتكاف، ينطوي فى بعض أسراره على حماية العبد من آثار فضول الصحبة، فالصحبة قد تزيد عن حد الاعتدال يصير شأنها شأن تخمة الطعام كما قال الشاعر:

عدوك من صديقك مستفاد *** فلا تستكثرن من الصحاب

فإن الـداء أكثـر ما تراه *** يكون من الطعام أو الشراب

وفي الاعتكاف أيضا حماية القلب من جرائر فضول الكلام، لأن المرء غالبا يعتكف وحده، فيُقبل على الله تعالى بالقيام وقراءة القرآن والذكر والدعاء ، وفيه كذلك حماية من كثرة النوم، فالعبد إنما اعتكف في المسجد ليتقرب إلى الله، بأنواع العبادات، ولم يلزم المسجد راحة ولينا ، وتخلص العبد من فضول الصحبة والكلام والنوم نجاح وإسهام في دفع القلب وإقباله على الله .

الجمع بين الصوم والاعتكاف :

لا ريب أن اجتماع أسباب تربية القلب أدْعى للإقبال على الله تعالى والتوجه إليه ، ولذلك استحب السلف الجمع بين الصيام والاعتكاف، حتى قال الإمام ابن القيم رحمه الله: " ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطرا قط، بل قالت عائشة: " لا اعتكاف إلا بصوم " أخرجه أبو داود ، ولم يذكر الله سبحانه وتعالى الاعتكاف إلا مع الصوم، ولا فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مع الصوم.

فالقول الراجح في الدليل الذي عليه جمهور السلف: " أن الصوم شرط في الاعتكاف،

وأما قول الإمام ابن القيم رحمه الله: " ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطرا قط " ففيه بعض النظر، فقد نقل أن النبي صلى الله عليه وسلم، اعتكف في شوال " رواه البخاري ومسلم. ولم يثبت أنه كان صائما في هذه الأيام التي اعتكافها، ولا أنه كان مفطرا. فالأصح أن الصوم مستحب للمعتكف، وليس شرطا لصحته.

مع النبي صلى الله عليه وسلم في معتكفه :

اعتكف عليه الصلاة والسلام في العشر الأول من رمضان ثم العشر الأواسط ، يلتمس ليلة القدر، ثم تبين له أنها في العشر الأواخر فداوم على اعتكافها.

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجاور في العشر التي وسط الشهر، فإذا كان من حين تمضي عشرون ليلة، ويستقبل إحدى وعشرين، يرجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، ثم إنه أقام في شهر، جاور فيه تلك الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس، فأمرهم بما شاء الله، ثم قال: " إني كنت أجاور هذه العشر، ثم بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليبت في معتكفه، وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين ".

قال أبو سعيد: مطرنا ليلة إحدى وعشرين، فوكف المسجد في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظرت إليه، وقد انصرف من صلاة الصبح، ووجهه مبتل ماء وطينا فتحقق ما أخبر به صلى الله عليه وسلم وهذا من علامات نبوته.

ثم حافظ صلى الله عليه وسلم، على الاعتكاف في العشر الأواخر، كما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده. رواه البخاري ومسلم.

وفي العام الذي قبض فيه صلى الله عليه وسلم اعتكف عشرين يوما رواه البخاري. أي العشر الأواسط والعشر الأواخر جميعا، وذلك لعدة أسباب:

1- أن جبريل عارضه القرآن في تلك السنة مرتين رواه البخاري. فناسب أن يعتكف عشرين يوما، حتى يتمكن من معارضة القرآن كله مرتين.

2- أنه صلى الله عليه وسلم أراد مضاعفة العمل الصالح، والاستزادة من الطاعات، لإحساسه صلى الله عليه وسلم بدنو أجله كما فهم من قول الله تعالى: " إذا جاء نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا، فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا " سورة النصر. فإن الله عز وجل أمر نبيه عليه الصلاة والسلام بالإكثار من التسبيح والاستغفار في آخر عمره، وهكذا فعل صلى الله عليه وسلم، فقد كان يكثر في ركوعه وسجوده من قول: " سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي " يتأول القرآن. رواه البخاري ومسلم

3- أنه صلى الله عليه وسلم فعل ذلك شكرا لله تعالى على ما أنعم به عليه من الأعمال الصالحة من الجهاد والتعليم والصيام والقيام وما آتاه من الفضل من إنزال القرآن عليه ورفع ذكره وغير ذلك مما امتن الله تعالى به عليه.

وكان صلى الله عليه وسلم يدخل معتكفه قبل غروب الشمس فإذا أراد مثلا أن يعتكف العشر الأواسط دخل المعتكف قبل غروب الشمس من ليلة الحادي عشر، وإذا أراد أن يعتكف العشر الأواخر دخل المعتكف قبل غروب الشمس من ليلة الحادي والعشرين.

و لا حرج على المعتكف أن يتنظف، ويتطيب، ويغسل رأسه، ويسرحه، فكل هذا لا يخل بالاعتكاف .

تم تعديل بواسطة ENG. BEHAIRY

أليسَ مِنَ الخسـرانِ أن لياليًا :.:.:.تمرُ بِلا عِلمٍ وتحسبُ من عُمرى

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...