اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

التكفير والهجرة


khaled_eid

Recommended Posts

لقد دأب نظام مبارك الفاسد والمستبد منذ سنوات على تطبيق سياسة التكفير والهجرة تجاه الشعب المصري بملايينه المتنوعة:

أولا ـ التكفير بالوطن

عندما يعجز الإنسان على أن يجد سكن مناسب يأوي أليه ولا يجد أمامه غير العشوائيات العديمة المرافق والخدمات لا بد أن يكفر بالوطن.

وعندما لا يجد معه أجرة الميكروباص ويموت تحت عجلات السيارات الفارهة في سباقات الجنون لا بد أن يكفر بالوطن.

وعندما يجتهد في دراسته لينهى تعليمه ولا يجد وظيفة ويجلس بلا عمل لا بد أن يكفر بالوطن.

وعندما يجتهد ليحصل على وظيفة ولكن الواسطة والفساد والمحسوبية تقف في طريقه لا بد أن يكفر بالوطن.

وعندما يجتهد الإنسان ويعمل في أكثر من وظيفة ولا يكفى دخله لاحتياجات أسرته لا بد أن يكفر بالوطن.

وعندما يجد الأسعار نار ويرى الحسرة والحاجة في عيون أطفاله دون أن يستطيع تلبية احتياجاتهم لا بد أن يكفر بالوطن.

وعندما يذهب أبنائه للمدارس فيحشرون في فصول غير مجهزة ويتلقون مواد جامدة ويلقنهم معلم غير كفئ ويجبرون على أخذ دروس خصوصية تلتهم مليارات الجنيهات من دخل الأسرة المصرية لا بد أن يكفر بالوطن.

وحين يصاب بمرض ويعجز على أن يجد العلاج ويموت أحبائه أمام عينيه دون أن يستطيع إنقاذهم لا بد أن يكفر بالوطن.

وعندما يتعامل مع الجهات الحكومية ويواجه الفساد والرشوة والمحسوبية لا بد أن يكفر بالوطن.

وعندما يعاني من اضطهاد الشرطة وتعسفها بلا مبرر لا بد أن يكفر بالوطن.

هكذا نجح نظام الحكم الفاسد في تكفير المصريين في عشيتهم وتحويل حياتنا إلى جحيم.

فاما اطعام الافواه فى الوطن من اغوار الغربة واما البقاء في بلد لا يحكم فيه القانون بل السلطة والمال.

في بلد تعالى معايا, الباشا عايزك!

ثانياً ـ الهجرة من الوطن

عندما تصبح الهجرة من الوطن فرض وليست اختيار يفقد الإنسان انتمائه للوطن.

وعندما يجبر على أن يقضى أفضل سنوات حياته من أجل توفير شقة للأسرة أو سيارة أو تأمين تعليم الأبناء يفقد الوطن معناه.

وعندما يواجه الاضطهاد والفساد ويجد أنه لا مكان للشرفاء وان المستقبل مفتوح للفاسدين والمرتشين والطبالين والزمارين تصبح الهجرة هي الحل.

وعندما يعجز عن توصيل صوته للمسئولين أو يتجاهله المسئولين يضطر لترك الوطن والبحث عن وطن آخر.

وعندما تصبح الاعتقالات العشوائية والتعذيب سمة مميزة لعصر الحكم الفاسد تصبح الهجرة امر لا مفر منه.

وعندما يغيب المشروع القومي وتعلو العصبيات القبلية والنعرات الطائفية والحزبية وتعلو القيم المادية تصبح الهجرة ملاذ الضعفاء.

هكذا نجحوا في تهجير ملايين المصريين لتكتمل حلقات مخطط إفراغ الوطن من أصحابه الحقيقيين.

تتفجر عشرات المشاكل والقضايا التي تحتاج لتصدي الطلائع السياسية لمواجهتها بينما جموع المصريين منصرفين بالكامل عن الحياة السياسية وقضايا الفساد والتمديد والتوريث والتفعيص.

إن لدينا عشرات الجبهات المدافعة عن الإصلاح السياسي والقضايا السياسية الكبرى والتي اظهرت عملا جسورا خلال الأسابيع السابقة لانتخابات الرئاسة فأين هى الان؟

لقد سقطت ضحية الشعب المتكاسل عن انقاذ نفسه؟

اين مساندة الشعب؟

واين الشعب؟

إنها لحظات حاسمة في تاريخ الأمة وإما أن تكون طلائعها السياسية على مستوى اللحظة أو لنبحث لنا من الآن عن عمل آخر.

فهل انت على مستوى هذه اللحظة؟

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...