اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ان لم نخرج الى الشوارع!


wessam_abo_zed

Recommended Posts

لو لم تنجح المعارضة اللبنانية في (حشد) هذا العدد من المواطنين اللبنانيين، وتنظيمهم، وتوحيد علمهم الذي يرفعونه، وشعارهم الذي يتلونه، ولو لم تنجح في توجيههم لتجنب الفوضي والشغب وتدمير المنشآت في الشارع، لما كان لها هذا الصدي، وهذا الدوي وهذه القوة في فرض شروطها.

يقول بعضهم ان نسبة الامية في الشعب اللبناني اقل منها بكثير بين المصريين، وان الشعب اللبناني (في عمومه) مثقف سياسيا، ومدرب للتظاهر السلمي المنظم علي مدي عقود من الزمن، وهو صغير العدد وبلده صغير المساحة.

ولكل تلك الاسباب وغيرها امكن حشده بسهولة.

اضافة الي كونه شعبا (واعيا) اصلا بقضيته، بينما مصر بلد اكبر مساحة، كثير المدن والمحافظات والقري، وشعبها يبلغ سبعين مليون نسمة، والنظام اكثر وحشية بمراحل من نظيره اللبناني، بل المقارنة بينهما تظلم النظام اللبناني، الذي لا يفرض علي شعبه قانون طوارئ بينما النظام المصري يفرض علي شعبه حالة طوارئ منذ ربع قرن، يعتقل بموجب قوانينها كل عدد صغير يتجمهر، وكل معارض وكل محتج وكل متظاهر.

والكارثة الاكبر ـ في رأي البعض ـ ان الغالبية الساحقة الماحقة من المصريين تربطهم بالسياسة علاقة شائهة، لاسباب تاريخية في اساسها، اضافة الي السبب المباشر الصريح الفج، وهو القمع البوليسي الذي تواجه به اي (حالة تسيس) في مصر!

وقد يدهش المواطنون ـ علي ما هم فيه من بؤس ـ اذا طالبتهم بالخروج الي الشارع.

ففي الوقت الذي تعتبر فيه البعض زيادة عدد سكان مصر الي سبعين مليونا، احد العراقيل، هناك رأي آخر يقول بان هذا العدد يعني ان الطبقة الوسطي ـ التي يخرج منها عادة افراد النخبة المتمردة ـ هي طبقة عريضة، وبالتالي سيزيد نسبيا عدد الواعين بقضيتهم، الي درجة تكفي لقيادة شرائح اخري في المجتمع اقل وعيا.

ثانيا من قال ان المصري البسيط حتي ولو كان في اقاصي القري والنجوع، لا يعرف ان معاناته هي بسبب (الحكومة)، هذا بحد ذاته يكفي!

فالحكومة هي الاسم الشعبي للنظام المستبد!

لكن الخوف الذي يسيطر علي البعض قد يترجم الى انتكاسة قد تصيب تلك الحركة، لتجعلها تشبه احزاب المعارضة البائسة، التي سلمت رقابها لنظام تلاعب بها وهو يحتقرها، الي حد انه انتزع منها موافقة علنية علي تأجيل تعديل الدستور، ثم اعلن رغبته في تعديله بعد ذلك بايام!

تاركا زعماء تلك الاحزاب في وضع لا يحسدون عليه.

وذلك الانتكاس قد يأتي اذا صارت حركة التغيير في نفس الاتجاه الذي سارت فيه احزاب المعارضة (الحكومية) تلك في العقود السابقة، طريق الاجتماع النخبوي في الصالات المغلقة، فقد تحججت بقانون الطوارئ الظالم حتي لا تنزل الي الشارع، فتصطدم بالشرطة والقانون، واكتفت بمناهضة الحكومة على صفحات الجرائد من اجل تعديل الميزانية المسموح لها بها!

لكن الامر الآن يختلف، فمن قال ان (تجنب) المواجهة مع النظام هو هدف؟!

ان العكس هو الصحيح! هذه الحركة قامت للتصادم مع النظام، وان كان تصادما سلميا بالطبع، وبالتالي لم يعد مهما مخالفة قانون الطوارئ، فصار هدفا اساسيا ان يتم التوجه الي المواطنين اكبر قاعدة من المواطنين.

لذلك فان المراقب لخط سير الحركة المصرية من اجل التغيير يرى انها (تصر) علي عقد مؤتمراتها القادمة في الميادين العامة، حتي ولو بدون اذن حكومي! بل بدونه! كما اننا سنخرج تلك المؤتمرات من القاهرة، الي المدن الرئيسية الاخري.

فنحن قد رأينا الشواهد التاريخية لامم اخري ما يدل علي ان المواجهة المباشرة مع نظام فاسد لا تنجح الا اذا كانت علي الملأ وبين الناس، فكيف ستعرف الغالبية الساحقة عن امر شعار (كفاية ولا) مثلاً؟

هل كل المصريين يبحرون في الانترنت؟

هل كلهم يتوجهون الي مؤتمرات القاعات المغلقة في نقابة الصحافيين او غيرها؟

هل كلهم يتابعون قنوات التليفزيون الدولية؟

كيف سيتحول عدد من يرفعون شعار (كفاية ولا) من بضع الالاف الي... عشرات بل مئات الآلاف ان لم نخرج الى الشوارع؟!

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...