wessam_abo_zed بتاريخ: 3 نوفمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 نوفمبر 2005 ليس من عاقل في مصر يتصور أن التغيير ممكن بانتخابات رئاسية أو برلمانية على الطريقة المرعية - نسبة الى مرعى - التي جرت وتجرى بها ، وهو ما قد يستعيد السؤال مجددا بعد هوجة الانتخابات البرلمانية الوشيكة. فإذا كان طريق الانتخابات قد انسد ، وهو مسدود بلا ريب بحكم الرئيس وعائلته ونظامه وحزبه الناهب، فلا يجب أن نخدع انفسنا ولا أن نخادع الغير، ولا أن نتصور أننا بصدد إعادة اختراع العجلة أو اكتشاف البخار من جديد. فلا طريق جدي للتغيير في مثل ظروف مصر الآن بغير تعبئة الناس بالتظاهر والاعتصام والإضراب السلمي ، وبوضوح أكثر: ما من طريق مفتوح للتغيير بغير العصيان السياسي سبيلا لعصيان مدني ، وهذا هو التحدي المطروح حتى لا نهرب منه وراء أوهام انتخابية لا محل لها من الإعراب السياسي، فالطريق لانتخابات نزيهة حقا يبدأ بإنهاء كل صور الديكتاتورية وإطلاق الحريات العامة أولا وليس اخراً. وبديهي أن أطرافا في الصورة الراهنة للجبهة الوطنية للتغيير قد لا تجد نفسها متحمسة ولا مستعدة لسلوك العصيان السلمي ، ربما لأن عصمتها ليست في يدها ، وربما لأنها احترفت سلوكا سياسيا ساكنا في محل مختار بالقرب من مخافر الأمن العام، وربما لأن بنيتها على قدر من التهالك والجزع وجفاف الروح يجعلها أقرب للخروج من التاريخ لو تغيرت مشاهده ، المعني: أن الجبهة الوطنية للتغيير بصورتها الراهنة قابلة للتجاوز وربما لإعادة التأسيس ، وربما تكون أيام ما بعد الانتخابات حاسمة ، فسوف تتساقط أوراق وتتداعى أطراف، وسوف تنكشف وجوه وحقائق وتظهر فواتير حساب. وسوف يعاد السؤال بالتأكيد عن مدى بطلان حكم الرئيس وعائلته تمديدا فتوريثا، وسوف يعاد السؤال باليقين عن مدى قبول واستعداد أطراف بعينها لسلوك العصيان السلمي، وربما يحين وقتها موعد افتراق الطرق، وبالطبع لا نبشر بفُرقة ، بل باجتماع على خارطة الطريق الذي لا طريق غيره ، ونضع الأطراف كلها أمام سؤال التغيير باستحقاقاته. فلم يعد من محل لترف في إضاعة المزيد من الوقت الحرج ، ولا لمماحكات ومراهنات خابت وتخيب للمرة الألف ، فمصر اللحظة إلى واحد من مصيرين، إما جبهة للغضب السياسي تنتهي بطريق العصيان السلمي الراشد إلى تغيير يبدأ من الرأس، أو أن يسبقنا الغضب الاجتماعي الأعمى إلى انفجار طافح بالدم لا قبل لنا به ، وبوضوح أكثر: إما جبهة سياسة تخلع بالغضب المشروع رئيسا بلا شرعية ، أو أن تنزلق مصر لغضب اجتماعي موبوء طائفيا قد يذهب بسلامة البلد مع الرئيس الذاهب. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان