ضرورة تفكيك جهاز أمن الدولة

[wessam_abo_zed]

"لا سبيل للإصلاح في مصر من غير تفكيك جهاز أمن الدولة"

جهاز أمن الدولة هو الجهاز السياسي الأمني الأهم في مصر بل هو الذي يحكم من خلاله الرئيس كل مناحي ونواحي الحياة فلا يمكن تعيين عمده في كفر ولا رئيس وحدة محلية في قرية ولا معيد في كلية ولا عميد في جامعة ولا رئيس تحرير في صحيفة حكومية ولا عامل في مطبعة ولا خطيب في جامع ولا مذيع في تليفزيون أو إذاعة ولا أحد في أي وظيفة في مصر لها علاقة بالناس أو الدولة إلا ولابد من موافقة أو استئذان أو ممالأة أو منافقة جهاز أمن الدولة بل يمكن أن تكون أجهزة أخرى ، كالرقابة الإدارية أو جهاز الكسب غير المشروع معترضة على تولي شخص ما مسئولية في أي مكان ما ولا يوجد اعتراض من جهاز أمن الدولة ، إذن يعين.

بالطبع لن نبدأ فى سرد مسئولية أمن الدولة عن جرائم الاعتقال والتعذيب والتي تكفي لمحاسبة أي مسئول أو ضابط في هذا الجهاز منذ عصر عبد الناصر وحتى فترة مبارك الحالية أمام محاكم جنائية دولية ، فهذا أمر يطول شرحه ويتسع جرحه وفيه من المآسي الإنسانية والضعة البشرية والوضاعة الآدمية ما لايعد ولايحصي من هجو وضرب وفرم وخدش وفعص وسحل ونفخ وخوزقة وحرق وتعليق وتغطيس وتزغيط وكهربة وابر وتحرش ودناءات وكلاب وعرس وثعابين الخ لا تطيقها نفس وتعف عنها حتى الحيوانات في الغابة ، لكن ما هو مؤكد أن نظام مبارك مدين لهذا الجهاز بتأمين استقراره واستمرار بقائه ، فقد تكمن هذا الجهاز عبر عمل دءوب من تجنيد عدد كبير من الضمائر الخربة من العاملين بالحقل السياسي والإعلامي الخ ليصبحوا أتباعا له أو متعاونين معه ، واستطاع الجهاز نفسه ترهيب وتهديد كثيرين من المشتغلين بالإعلان أو المهتمين بالسياسية والوطنيين في الجامعة حتى خفت اصواتهم وأنحسر وجودهم ، وكذلك ألح الجهاز في مكافأة رجاله وعملائه وتصعيدهم وترقيتهم والعلو بهم إلى مناصب صارت المتحكمة في عصب وأعصاب البلد كلها وصار الجهاز الأمن في أزهي عصوره انتشارا وافتخارا ، وقد تمكن من بسط نفوذه على جميع منافذ وثغور الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر.

ولكن يبدو أن أخطر دور يلعبه جهاز أمن الدولة واضحا في الصحافة والأحزاب السياسية ، فقد اخترق أمن الدولة الصحافة ومؤسساتها وصحفييها تماما ، سواء الاختراق المباشر عبر تجنيد أو تعامل أو تعاون عاملين بالحقل الصحفي مع الجهاز الأمني واستخدامهم في كل المهام المطلوبة أو عن طريق التنصت والتجسس والتلصص ، أو عن طريق التحكم في تصعيد الصحفيين للمناصب ، والذي يبدو أن رضا الأمن وصداقة الصحفي للأجهزة هي الشرط الأول للترقي وتولي المناصب ، ومن قمامة القول أن يعتبر البعض الولاء لجهاز أمن الدولة والعلاقة الوطيدة والوطيدة معه أمرا عاديا لا ينتقص من الشرف ولا يلوث السمعة ، وبالإضافة إلى اختراق وتحكم وحصار أمن الدولة للصحفي ، فهي كذلك تحاصر المهنة سواء بالتحكم المريع في المطابع أو وسائل التوزيع أو المكتبات وباعة الكتب والصحف .

أما الأحزاب المصرية فهي خاضعة تماما لسيطرة واختراق جهاز أمن الدولة فلا يمكن خروج حزب أساسا إلا عن طريق موافقة أمن الدولة واتفاقه مع رجال الحزب ورؤسائه ثم هناك عدد كبير من خبراء الأمن ورجال الجهاز أعضاء في هذه الأحزاب وكذلك قيادات أحزاب تحت إشراف وتعليمات مباشرة من جهاز الأمن ، كما أن هناك قيادات حزبية في هيئات ولجان كل حزب منتمية بالعمالة أو بالتوافق لجهاز أمن الدولة ويحركهم الضابط المسئول كيفما شاء وبما أراد في أي وقت ولحظة وليس بعيدا عنا حقيقة أن كل انشقاق داخل حزب ( من أول حزب العمل والغد ومرورا بكل الأحزاب المجمدة وحتى آخر المسرحيات التي نشاهدها حاليا هو انشقاق صنعه جهاز أمن الدولة عبر رجاله في كل حزب لتجميد الحزب أو تأديبه وتهذيبه.

كلما عرضنا وحللنا مشهدا في حياتنا المصرية ، نتسأل: وما الحل؟

والثقة كل الثقة أن تفكيك جهاز أمن الدولة هو الحل.

فلا يمكن أن تتقدم مصر وتتحضر ويصبح هناك حراك سياسي أو حيوية أمة أو يقظة شعب وانتخابات حقيقية وأحزاب قوية وهناك من يراقب كل معارض ويعد عليه انفاسه وخطواته ويتجسس عليه ويفتح له ملفات، إذا كان المطلوب هو مواجهة الإرهاب!!! او العبث في أحشاء العمل السياسي والإعلامي!!! ،فهناك أجهزة المخابرات والأمن القومي ، ولكن أن يكون في مصر جهاز مهمته مطاردة المصريين والتحكم في وجهات نظر المعارضين ومصادرة الكتب وإغلاق الصحف والمطابع وضرب الأحزاب وتدميرها وتعيين أساتذة الجامعات والقضاة والسيطرة على العمد والمحافظين ، فهذا معناه أننا نعيش في ظل نظام بوليسي فاشى.

عن الحركة المصرية من اجل التغيير

تم تعديل 11 نوفمبر 2005 بواسطة wessam_abo_zed