طوف وشوف - معالم من بلدي

[se_ Elsyed]

بصراحة إسم زميلنا العزيز الجديد Nubian Eng. أوحى لي بحتة فكرة موضوع .... سميته

( طوف وشوف – معالم من بلدي )

هانحاول فيه جميعاً ( سامعينني أنا بأقول جميعاً أنا مش هاحارب لوحدي زي كل موضوع وألاقي الناس بتنفض لي ) إننا نلقى الضوء على معالم بلادنا الجميلة ومدنها العريقة الأصيلة .. وأهم من المدن والبيوت .. هانتكلم عن الناس .... اللي بنوا المُدن دي وهما اللي بيعطوها الحيوية والجمال .. او زي ما بنقول .. إن الناس في أي بلد هما الكريزة اللي بتزين التورتة ...

أنا مش هاطول عليكوا وهادخل شمال على طول ...

1-

النوبة ( بلاد السحر والجمال والغناء والشعب الأصيل )

لما يُذكر إسم النوبة أمامي لازم أفتكر ... الأصالة ... والحاضر الضارب بجذورة في التاريخ ( أنا ما بعرفش أقول الكلام اللي زي ده .. بس إستحملوني ) ... بأفتكر النيل وهو جاي من عندهم يتهادى ... وتحس إن النيل لما بينعطف من عند النوبة وأسوان كده .. تحس إنه بيحضن الناس بتوع النوبة ... ومش بس كده .. دول هما كمان بيحضنوه وما يقدروش يستغنوا عنهم ... بعكس إحنا بقى سكان الشمال ... ممكن الواحد يقضي عمره كله .. وتكون علاقتة بالنيل عبارة عن الحنفية اللي بيشرب منها في حوض المطبخ أو طشت الميه اللي بيملاه لما ياخد حمام قبل العيد ... أو الفلوكة اللي بيأجرها في العيد ( بعد ما استحمى طبعاً ) ... أما النوبة واسوان فلا تستطيع أن تفرق بين النيل وبين سكان تلك المنطقة الذين قضوا فيها آلاف السنين ... إمتزجوا بالنيل وأمتزج بهم فأخذوا سمرته في تكوينهم .... وحركته الدائبة في نشاطهم المستمر ... وعطاءه في كرمهم ... ونسماته العليلة في خفة دمهم ... وهديره وصوته الرخيم الذي لا يسمعه إلا من يحبونه في غناءهم وسمرهم ... ( إيه الكلام الكبير ده ؟ )

ومن خلال معرفتي بالنوبيين كأصدقاء دراسة وجيران سكن .. أود أن أقول بإنهم شعب في منتهى الجدعنة وخفة الدم والوفاء ...ولكن بالرغم من ذلك فمجتمعهم وعاداتهم ولغتهم الخاصة كل هذا مُحاط بسياج من السرية لا تستطيع أن تنفذ إليها بسهولة .. فالنوبي بطبعه حذِر في التعامل مع كل ما هو ليس نوبياً ... ويأخذ منهم ما يريد ويُعطيهم أيضاً ما يُريد ... حتى شبابهم الصغار أو الأجيال التي نشأت في المُدن الكُبرى الغير نوبية .. تجد لديهم شيء غامض يخفونه .. أو سر يكتمونه ولا يطلع عليه سواهم ... وهم قد توارثوا ذلك من الأباء والأجداد ... وأهم ما لاحظته في عادادت الزواج مثلاً ... بإن النوبي ممكن يتزوج بغير النوبية .. ولكن النوبية غالباً ما يُجبرها أهلها على الإرتباط بنوبي مثلها وغالباً أيضاً ما يكون من أقربائها .. ولقد لاحظت ذلك في أشخاص مقربين مني ..

فلي صديق طفولة منذ مرحلة الإبتدائي حتى الآن من أسوان ( ولا يعرف عن اسوان غير الإسم فقط حيث أنه نشأ وترعرع في القاهرة ) هذا الشاب أحب فتاة زميلته بالجامعة من النوبة .. وعندما رغب في التقدم إليها .. والدها إده له السكة من أول مُقابلة وقاله إنت ما في نوبي يا صديج .. أخرج وخد الباب وراك .... وذات يوم لقيت طنط أم أحمد ( والدته ) بتتصل بي وتقولي إلحق يا سين سين صاحبك عامل فيها عبد البديع حافظ في فيلم الخطايا وقافل على نفسه بقى له 3 أيام .. روحت للواد لقيته سايب دقنه ... وما أستحماش بقى له إسبوع وعمال يسح ويعيط بالدموع .. وقابلني والدموع في عنيه وقالي : ركبت الطفطف يا سين سين وأبوها الندل رفضني مع إني جاهز من مجاميعه .. قال إيه لأني مش نوبي ... طب مانا أسمر أهو ياعم... وقريب منكم من أسوان ... طب أعمل إيه يعني ؟ لازم إسمي يبقى محمد منير أو عبد القادر .. يا جماله ؟

الواد ماكدبش خبر وساب لهم مصر وراح روسيا يكمل تعليمه .. وقعد 4 سنين بالظبط ورجع لنا بحتة ماركة خوروشوف وإتجوزها وعايشين لحد دلوقت في تبات ونبات ... ونقل 180 درجة من أقصى الجنوب حيث السمار الرباني .. لأقصى الشمال حيث البياض الرباني برضوا ( إوعد يارب إوعد .. خلينا نحسن النسل ونمتزج بالحضارة البلشيفية )

ما علينا نرجع للنوبة .

أكاد أُجزم بإنك لن تجد نوبي لا يُغني ... فهم شعب أرتبطوا بالغناء إرتباطاً وثيقاً جداً وأعتقد إن ده ورثوه عن الفراعنة .. وكمان البيئة هناك تدفع لذلك فهم يُغنوا لكي يتغلبوا على قسوة الطبيعة وحرارة الجو ... وهما يُغنوا في موسم الحصاد الذي يُمثل لهم الحياة ... وهم يغنوا لمعشوقهم النيل .. وهم يغنوا في أفراحهم وأحزانهم ....

ولا زلت أتذكر هذا المراكبي الذي إصطحبنا للبر الغربي حيث معبد " فيله " وظل يُغني بصوت رخيم يجعلك تنسى الدنيا وتلك النغمات تتسلل إلى جسدك ...

ولا زلت أتذكر جاري السابق النوبي .. حينما كنت في الثانوية العامة وعقدت العزم على أن اذهب وأتشاجر معه لإني لا أستطيع أن أستذكر دروسي من صوت الراديو عنده .. أتاريه هو اللي بيغني وأنا أندمجت معاه وتركت المذاكرة وكان هايضيعني ..

حتى أفراح النوبيين الذين يعيشون بجوارنا في القاهرة .. فهي مختلقة تماماً وبها بهجة وتنوع غير موجودة في الهرتلة اللي موجودة في الأفراح الأخرى ...

وإذا ذكرنا الغناء النوبي فيجب أن نذكر المجرم محمد منير .. الذي شهرته تسبق إسمه وأصبح عالمياً لتمسكه بمحليته وبلونه النوبي الأصيل ..

وأسيبكوا بقى مع شوية صور نقاوى ....

[se_ Elsyed]

[se_ Elsyed]