حكومة الظل

[مفروس]

اخواني صباح الفل...

مرة زمان في المرحوم منتدى أخبار اليوم كان فيه اقتراح بعمل حكومة ظل في المنتدى بس أفسده أشياء كتيرة أولها قلة النظام...

ايه رأيكم لو نعمل حكومة ظل هنا...

الاخوة المراقبين يفتحوا باب جديد باسم حكومة الظل...و يفتح تحته باب لكل وزارة...باب مثلا لوزارة الداخلية و آخر للخارجية و شرحه للاقتصاد و التعليم و الصحة و الاعلام و هكذا...

و تحت كل باب تفتح المواضيع ووجهات نظرنا المختلفة فيها....و اقتراحاتنا و غيره...

ممكن تكون دي خطوة جايز حد يقرا أو حد ياخد فكرة أو أو أو...مين عارف ربنا كبير...

مجرد اقتراح...

و السلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالام

[Alshiekh]

حكومة الظل واجبة على إئتلاف المعارضة فى مجلس الشعب ، ويجب ان يعملوا عليها ، علهم فى حال سقوط حكومة الوطنى ان يتم تكليفهم بتشكيل الحكومة.

وليست فى منتدى محاورات المصريين.

[# الساحر #]

و الله يا اخ مفروس الأفكار الجيدة في هذا المنتدى يتم التقفيل عليها دائما و ابدا

و دة شيء اتعودنا عليه .

مش عارف فيه ايه بالظبط .

[الأفوكاتو]

أخى الساحر,

لقد نجحت كثير من الأفكار الجيدة فى هذا المنتدى, و رأى عضو واحد نقدره ليس دليلا على عدم جودة الفكرة التى تقدم بها الأخ العزيز مفروس .

كان من الممكن أن يتقدم شخص لكى يشرح لبقية الأعضاء, ماهى حكومة الظل, و كيف تعمل. و لكنك تسرعت, و أصدرت حكما لا يستند إلى الحقيقة و أعتقد أنه كان غير موفق.

و سوف أكتب هنا موضوعا عن

" حكومات الظل فى النظم الديمقراطية"

حتى يمكن لبقية الزملاء الأعزاء فهم أبعاد الموضوع, و إمكانية المشاركة فيه.

تقبل تحياتى.

[مفروس]

الأخ الساحر...اتمنى أن لا يكون الموضوع بهذا السوء لكي لا تزيد فرستي :D

الأخ الأكبر الأفوكاتو...منتظرين مقالك على أحر من الجمر

و السلالالالالالالالالالالالام

[الأفوكاتو]

عزيزى الأخ مفروس

بدأت اليوم كتابة مقال عن حكومات الظل, و سوف يتم نشره غدا بإذن الله.

تقبلوا تحياتى.

تم تعديل 4 ديسمبر 2005 بواسطة الأفوكاتو

[الأفوكاتو]

حكومات الظل:

مقدمة :

قبل أن أتكلم عن ماهية حكومة الظل, يلزم أن أشرح بعض المصطلحات التى سترد فى شرحى:

1- أعضاء المجلس النيابى: هم الأفراد الذين فازوا فى الإنتخابات العامة بمقاعد فى البرلمان بمجلسيه, ( مجلسى الشعب و الشورى فى مصر) .

2- المعارضة: تتكون من الأحزاب المعارضة لحزب " الحكومة" , أو لأحزاب "الإئتلاف" التى قد تتكون منها الحكومة.

3- الإئتلاف الحاكم: هو نتيجة تضامن حزبين على الأقل للحصول على الأغلبية البرلمانية اللازمة لتكوين الحكومة.

4- الإئتلاف المعارض: يتكون من حزبين أو أكثر لتكوين جبهة معارضة متوحدة الأهداف.

5- الديمقراطية النيابية: طريقة الحكم فى البلاد التى تتكون حكومتها و مجلس تشريعها بالإنتخاب العام, , و يكون رئيس الحكومة هو الرئيس الفعلى لها, و تكون سلطة الملك, أو رئيس الجمهورية هى سلطة فخرية رمزية, لها إختصاصات شرفية تشريفية.

6- الديمقراطية الرئاسية: يراس الحكومة رئيس الجمهورية المنتخب, بعد حصول حزبه على الأغلبية المطلوبة دستوريا فى الإنتخابات العامة, و لا يشترط أن يكون الوزراء الذين يختارهم قد نجحوا فى الإنتخابات. و و تكون الكلمة الأخيرة فى إدارة شئون الدولة لرئيس الجمهورية, الذى يقوم أيضا باختيار رئيس الوزراء.

و التعريفات التى شرحتها عاليه ليست تعريفات أكاديمية, و إنما هى وصف مبسط لما هو موجود على أرض الواقع السياسى.

و لا تنجح حكومات الظل إلا فى نظم الديمقراطية النيابية( أى البرلمانية) كما سيتضح من الشرح.

و النموذج الذى سأسترشد به للشرح مستمد من النظام النجلوساكسونى المطبق فى كل من إنجلترا, و نيوزيلاندا, و أستراليا, و مصر, قبل الثورة.

عند إستقالة الحكومة, أو عند إقالتها ( فى الملكيات بواسطة الملك, و فى الجمهوريات بواسطة سحب الثقة البرلمانية من الحزب الحاكم,) يعلن رئيس الدورة عن إنتخابات جديدة لتشكيل حكومة جديدة.

و النظام الديمقراطى النيابى يعتمد على التعددية الحزبية, لذا, يلزم تواجد حزبين كبيرين على الأقل, يمثلان اليمين و اليسار¸كما يتواجد بجانبهما أحزاب تتفاوت أحجامها, و لكن أهميتها تبدوا واضحة عند الجاجة إلى إستقطاب الأصوات " المترددة".

و فى التاريخ المحدد للإنتخابات, يتوجه الجمهور إلى مراكز الإقتراع, التى يكون مقرها عادة فى مكتبات المدارس الإبتدائية, و الثانوية.

و خارج اللجان, يقف مندوبوا المرشحين, فى هدوء شديد, و يقوموا بإعطاء الناخب منشور يشرح أهداف المرشح السياسية و الإجتماعية, و الإقتصادية.

و فى داخل اللجنة, يقوم شخص من هيئة إجراء الإنتخابات, بالإشراف على العملية بصمت,

كما يقوم بجمع أوراق الترشيح أفراد يتم توظيفهم لهذا الغرض فقط, و عادة يكونوا من ممارسى المهن الكتابية, مثل موظفى المكتبات, و مدرسى و مدرسات المدارس الإبتدائية, و سكرتيرات المكاتب الكبيرة... الخ.

يدخل المنتخب القاعة, و يتم توجيهه إلى صندوق يجلس أمامه موظف أو موظفة, و يقوم الموظف بسؤال الشخص عن إسمه, ثم يسأله عما إذا كان قد أدلى بصوته فى مكان آخر, بعد لك, يقرأ الموظف إسم الشخص من الكشوف للتأكد أنه هو المقصود, ثم يقوم بالتعليم فى خانة بجانب الإسم كدليل على حضور الناخب لأداء الإنتخاب.

يلى ذلك أعطاء الناخب ورقة مكتوب عليها أسماء جميع المرشحين لهذه الدائرة, و على الناخب أن يضع أرقام تمثل الأولية و ترتيب خياراته التنازلية. فيعطى لمرشحه رقم 1 و يعطى بقية الأرقام لمن لا يرغب إعطائهم صوته,

و الفشل فى وضع أرقاما أمام أسماء كل المرشحين , يجعل الصوت باطلا,

و بعد ذلك, يتوجه الناخب ‘لى الصندوق, و يضع البطاقة بداخله بنفسه, ثم ينصرف.

يلاحظ الآتى:

1- الهدوء التام أثناء عملية التصويت

2- لا تواجد لشرطة, أو حرس خاص, أو أمن مركزى.

3- لا تواجد لقضاة, لأن القضاة فى البلاد التى ذكرتها لا يمرغون سمعتهم فى هذه الأمور, فوقتهم من ذهب.

4- الأدب المتناهى الذى تتم به معاملة الناخب من جميع الأطراف.

تعلن نتائج الإقتراع فى اليوم التالى لتاريخه, و لكن بعض الدوائر التى تتقارب فيها الأصوات, قد يجئ إعلان نتيجتها متأخرا , فى إنتظار وصول الأصوات المعطاة فى الخارج, أو أصوات الغائبين الذين صوتوا فى اماكن غير محل إقامتهم.

الآن نتكلم عن تكوين الحكومة, و تكوين حكومة الظل:

إذا فاز حزب بعدد 50% + 1 من أعداد مقاعد البرلمان( القسم الذى يعادل مجلس الشعب المصرى, حيث أن الحزب الفائز فى إنتخاب هذا المجلي, هو الحزب الذى سيفوز بالحكومة كما سيلى شرحه), أصبح من حقه أن يكون حزبا حاكما.

و لكن , إذا لم يحصل أى من الأحزاب على هذه النسبة, فإنه هناك حل لهذه المشكلة.

ذكرت عاليه أنه عادة يكون هناك على الساحة السياسية حزبين كبيرين, و بعض الأحزاب الأقل أهمية. و غلبا ما يكون أحد هذين الحزبين عماليا, و الآخر ليبراليا, أو محافظا, و إلى جانبهم تكون هناك أحزاب ذات ميول أخرى, مثل حزب الخضر, أو أحزاب ذات إتجاهات دينية.

و لا نتخيل أن ينضم الحزبين الكبيرين لكى يكونا إئتلافا, لذا, نرى الحزب الذى حصل على أكثر الأصوات, يحاول أن يكون إئتلافا مع حزب آخر هامشى, لا تتعارض أفكاره إيديولوجيا, مع أهداف الحزب الحاصل على نصيب أكبر.

إذا توصل هذين الحزبين لهذا الإتفاق, كما هو الحال فى أستراليا, التى يحكمها إئتلاف المحافظين مع الحزب الوطنى ( الذى يمثل فئات المزارعين). أو كما حدث فى ألمانيا, فإن الإئتلاف يعطيهما الأغلبية المطلوبة.

و نتيجة فوز حزب واحد, أو إئتلاف من حزبين, يجعل هذا الحزب, أو هذا الإئتلاف , هو الحزب الحاكم.

و لكن للمستقلين هنا فرصة لجعل دفة النصر تميل فى صالح حزب أو آخر, و خاصة إذا كان الحزب الذى كان على وشك الفوز بمفرده ينقصه مقعد أو مقعدين فقط , فى هذه الحالة لا يغير المستقل إنتمائه لكى يصبح عضوا فى الحزب الذى كاد أن يكسب, كما يحدث فى مصر ,بل ينضم بصفته كمستقل, لتكوين الحكومة الجديدة, و عادة ما يمنح له الحزب الأكبر إمتيازات تصل إلى جعله رئيس إحدى اللجان, أو حتى وزيرا فى المزارة الجديدة.

إذا تشكلت الحكومة من إئتلاف, تتشكل الوزارة من أعضاء هذين الحزبين بنسبة المقاعد التى حصل عليها كل حزب, و لكن رئيس الوزراء يكون دائما رئيس الحزب الأكثر مقاعدا, و يكون نائبه هو رئيس الحزب الذى إنضم إلى الحكومة.

و قبل أن أتكلم عن حكومة الظل, يجب أن أنوه أن الوزراء يتم إنتخابهم من أعضاء الحزب الحاكم, أو الحزبين المؤتلفين, و يجلس الوزراء فى الصفوف الأمامية, و يُشار اليهم بالإنجليزية

, Front Benchers

و يطلق على من لم ينالوا هذا الشرف لقب:

Back Benchers

و نعود الآن مرة أخرى إلى حكومة الظل:

فالمفروض أن حكومة الظل تتكون من أعضاء المجلس الذين ينتمون إلى الحزب المعارض, إذا كانت نسبة تمثيله كافية, و كما يحدث فى تشكيل الوزارة, يمكن لحزبين تكوين إئتلاف, بحيت تتكون حكومة الظل من أعضاء هذين الحزبين, و يعهد إلى ذوى الخبرات منهم مهام تعادل المهام الممنوحة للوزراء فى الحكومة الفعلية.

و يعنى هذا أن مقابل كل وزير, سيكون هناك شخص معارض, يحمل مثل نفس الحقيبة, بحيث لو تخيلنا أن الحكومة قد خسرت الإنتخابات, فسيكون عضو حكومة الظل ( إذا نجحت المعارضة), هو الوزير الجديد.

و وزراء الظل يجلسون فى المقاعد الأمامية, و بقية المعارضة, فى المقاعد الخلفية.

و لكن حكومة الظل ليست حكومة هزلية, فإن وزير الظل يجب أن يكون ملما بكل بما يقوم به الوزير نفسه, فهو الشخص المكلف بانتقاد سياسة أو تصرف الوزير إذا أخطأ.

و إذا تغيرت الحكومة بعد هزيمتها فى الإنتخابات, يكون وزير الظل دائما مرشحا لمنصب الوزير الجديد لهذه الوزارة, بشرط أن ينجح فى الإنتخابات.

لهذا, لا أعتقد أن حكومات الظل ستنجح فى نظامنا البرلمانى لسببين:

الأول:

عدم التكافؤ, فالنظام الذى تتبعه مصر حاليا يختلف عن نظام ما قبل الثورة, و أصبح نظاما رئاسيا, يتم إختيار وزرائه من خارج البرلمان. و لا يمكن للمعارضة أن تكون حكومة ظل من خارج المجلس.

الثانى:

هو أن المعارضة فى نظامنا الحالى تتكون من شرازم أحزاب, لن يمكنها تكوين إئتلاف معارض قوى, يمكنه الرد على الحكومة بصوت واحد, و خاصة إذا كانت أهداف هذه الأحزاب متعارضة, و ينقصها التنسيق.

و بالطريقة التى تتم بها الإنتخابات, لا أعتقد أن نصيب المعارضة من الكفاءات المطلوبة لمثل هذه المهمة سيسمح بتكوين جبهة ظل قوية, قادرة متابعة و مراقبة أداء الحكومة, و التصدى لها فعليا عند الضرورة, مع القدرة على تقديم سياسات بديلة.و هذا هو عماد تكوين حكومات الظل التى تتصدى للحكومة فى كل تصرف تقوم به, معتمدين على الخبرة, و العلم و المعرفة, و ليس على الجاه أو القبلية, أو المحسوبية.

أرجو أن أكون قد شرحت طبيعة حكومة الظل, و مهامها,

و إذا كانت هناك أية نقاط تحتاج لمزيد من الشرح, فأرجو أن لا تترددوا فى السؤال.

و تقبلوا تحياتى.

تم تعديل 4 ديسمبر 2005 بواسطة الأفوكاتو

[سقراط المصري]

شكراً للاخ الفاضل الافوكاتو......... فقد اثريت معلوماتي بسردك الهادىء المفصل البسيط.

تحياتي الخالصه

سقراط

[الأفوكاتو]

شكرا يا أخى العزيز سقراط على تعليقك الكريم.

تحياتى.

[مفروس]

شكرا يا عم أفوكاتو...

صحيح شكلها كده للأسف مش حتنفع هنا بس على الأقل استفدنا من معلوماتك الغزيرة...

[الأفوكاتو]

لا شكر على واجب أخى مفروس .