عمرو منير بتاريخ: 12 ديسمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 ديسمبر 2005 شاهد قبر (قصة) (1) تصبب جبين العراقي عرقا، أخذت أنفاسه في التسابق، اقترب الموعد المحدد من قبل الإدارة الأمريكية لاستصلاح الأراضي، فإما استصلاح الأرض في وقت قياسي وإما سحب الأرض منه، أخذ الرجل يعمل كعقارب الساعة في الأرض، كادت ذراعاه أن تتيبسا لكن لا يهم..المهم الأرض. (2) أخذ الرجل يتذكر وهو يعمل الأيام السابقة لدخول الأمريكان، كيف أنهم كانوا في عيشة هنيئة بارغم من كل الظروف…حصار، فقر، قهر من الحكام، ولكن نار ابن البلد ولا جنة الغريب، تذكر رغما عنه تخلي العالم العربي عن العراق، تساءل: كيف يترك أب ابنه للغريب لكي يؤدبه؟ بالرغم من أن أباه على قيد الحياة. (3) أحس البصري أنه أضاع وقتا في التفكير، فما كان قد كان ولا بكاء على اللبن المسكوب، أخذ يحفر ويحفر ويحفر وبينما هو يحفر تعثر الفأس في شيء معدني أخذ يحاول إخراج الفأس وأخذت رأس الفلاح تدور في اتجاهات متعددة، ربما كان كنزا أثريا من عصر الكلدانيين، أو ربما معدن نفيس وجد طريقه لتلك الأرض لحظه. (4) بدأ الرجل يحلم: "سأصبح ثريا، سأترك تلك الأراضي لكلاب الاحتلال، سآخذ المال، وأسافر إلى أوروبا أنا وأهلي، سأعيش آخر أيامي في رغد العيش كالملوك." (5) هنا تسارعت دقات قلب الرجل ومعها يده التي أخذت تنبش الأرض نبشا بحثا عن الكنز، انطلق الحفار وأخذ يخترق الرمال، يدفعه الأمل. (6) اقتربت الشمس من وداع النهار، والرجل ما زال يحفر، لم تخر عزيمته فقد أصبح غنيا من حيث لا يعلم وفجأة اخترق الفأس قطعة قماش خضراء اللون، تعجب الرجل ما الذي أتى بتلك القماشة إلى هذا المكان العميق , وتساءل أين رأى هذا النوع من القماش من قبل؟!! (7) أكمل الحفر فإذا به يصعق برؤية جثتين لرجلين: الأول يرتدي زي الجيش العراقي الأخضر، والثاني ملابسه لا تمت بصلة للجيش العراقي، كانت يدا الرجلين متشابكة مع بعضها البعض في حالة توتر رمي كأنهما في حالة صداقة أبدية. (8) أخذ الرجل يزيح الرمال عن رأس كل من الجثتين فوجد حل اللغز: فالجثة الثانية كانت متعصبة بشريط مكتوب عليه:"مجاهد مصري" متلفحة بشال الانتفاضة والجثة الأولى وجد عليها هي الأخرى شعار الجندية العراقية واسم الشخص ولقبه. (9) أخذ الرجل يتخيل شكل هذين الشابين وهم يدافعان عن البصرة في استماتة حتى فازوا بالشهادة، وعندما انتصر الأمريكان لم يجدوا غير دفنهم بهذه الطريقة الأشبه بدفن حيوانين متوحشين. (10) رمى الفلاح الفأس وقرر إعادة دفن الجثتين بالشكل اللائق، دفن الجثتين بالفعل في قلب الأرض ووضع شاهدا كتب عليه آيات قرآنية شريفة وعبارة واحدة فقط: "هنا يرقد وطن عربي واحد". رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
bentmasria بتاريخ: 12 ديسمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 ديسمبر 2005 :blink: :blink: :D :blink: ممتاز يا عمرو صورة وايقاع وحبكة وبنية فعلا ممتازة وممكن اضيف على حدود اللامعقول ربما نجلس نتخيل ان فى قلوبهم وقلوبنا شاهد قبر لوطن ورجلان ............اصدقنى القول سيدى هل هما حقا كذلك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ام انه حلم كسير لمواطن مقهور فى مكان ما تم محوه من خريطة العالم ونفيه الى قاع اللا انسانية المهدور سامح تشاؤمى دمت بكل الود عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة يسكننى الفرح فمنك صباحاتى يا ارق اطلالة لفجرى الجديد MADAMAMA يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى يكفينى .....انك........................تكفينى مدونتى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shahd بتاريخ: 12 ديسمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 ديسمبر 2005 هنا يرقد وطن عربي واحد". جملة تهز الوجدا وتزلزل الكيان اخي عمرو قصة رائعه ومعبرة سلمت اناملك :blink: طـــــــفولــــة شــــــهـــد رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان