اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

ما أمسي الشارع ضيقا


الآسر

Recommended Posts

ما أمسي الشارع واسعا .. أخذ يضيق ويضيق حتي كدت أختنق .. لطالما كان براحا تنعم به النفس ولكنه الآن وفي هذه اللحظة بالذات يشعرني بالاختناق والضيق .. أفكاري تجوب بخلدي تدمر كل ما يقابلها من آمال وأحلام .. الواقع المرير .. الحياة وما فيها .. غيوم سوداء تتلبد في سماء أفكاري

اليوم هو اليوم المشهود في عملي .. يوم النقود والا نقود .. الشهرية كل سنة وانت طيب .. أول أيام الشهر

وآخر أيامه أيضا في نفس الوقت .. تري لماذا؟

أقول لك لماذا..لأن هذا المرتب لا يغني من جوع .. قليل القليل نتحصل عليه من العمل في هذه المؤسسة الحكومية .. لقد كانت لي أحلام .. كثير من الأحلام .. تتطاير في فضاء أيام طفولتي وشبابي .. سقطت سهوا .. لا أعلم ربما عمدا .. علي أرض الواقع .. واقع الحياة وكل الأيام الوردية والطموحات الخضراء اغتيلت علي يد هذا المارد الجبار .. القدر وظروف الحياة

وها أنا اليوم بعد حصولي علي بكالوريوس التجارة بتقدير جيد ولم أكن من الطلبة الذين يقضون أوقاتهم ما بين الكافتيريا والسينمات وكنت من المجتهدين ولكن لم أكن مجتهدا بما فيه الكفاية حتي لا أكون مبالغا .. ولكن اتابع محاضراتي وأركز فيها .. تخرجت منها وقضيت فترة تجنيدي وأنا كلي أمل في غد أفضل.. وظيفة مرموقة في مكان جديد نظيف وراتب يكفيني ويكفي عائلتي .. يا لهذه العائلة الرائعة .. شقاء وفقر وكفاح مثل كثير من الأسر المصرية من أجل وضع يد أبنائهم علي مفاتيح أبواب حياتهم ونجاح معقول ليكون ثمرة التعب والشقاء .. ولكن مع الأسف كل ما تحصلت عليه هو هذا العمل ذو الراتب القليل الذي يكفيني بالكاد

"ازيك يا عبد المنعم "

التفت بجانبي لأجد أحد أصدقائي يهرول مسرعا نحوي

"أهلا رامي .. ازيك انت؟"

"الحمد لله .. كويس اني شوفتك علشان أنا مسافر بكرة الكويت.. لكن انت مالك شايل طاجن ستك ليه"

"ده أنا شايل طشت سيتي .. مش طاجن بس "

"ليه بس .. مالك"

"ما تخدش في بالك .. المهم انت ايه أخبارك في الكويت"

"الغربة تعبتني قوي يا عبده .. أنا بقالي تلت سنين مسافر وزهقت"

"كله بتمنه يا زعيم .. ولا ايه!!! .. انت دلوقتي معاك فلوس كتير"

"الحمد لله .. أنا اشتريت شقة وعربية وبدور علي بنت الحلال"

شعرت أن الشارع يضيق أكثر فأكثر وأن روحي تكاد تفلت من أذني

"تروح وتيجي بالسلامة يا رامي .. سلام"

تركته خلفي وأنا أحدث نفسي .. غربة أي غربة وأنت الآن لا تخاف من الغد .. أصبحت تبحث عن عروسة بدلا من أن تبحث عن بادرة أمل..ما أقساكي يا حياة .. البعض له خلف أفندي يجلس بجواري كل يوم في العمل يشرب كوب الشاي السادة وهو يقرأ في الجريدة التي استعارها من مدام زينب والبعض الآخر يشتري سيارة آخر موديل .. وفي أثناء سيري وجدت نفسي أمام – قهوة المصريين- القابعة في حينا ووجدت شلة من الأصدقاء يجلسون عليها يدخنون الشيشة في قرف

"السلام عليكم يا رجالة"

"وعليكم السلام يا أبو عبده"

"ازيكم عاملين ايه؟"

"زي ما انت شايف .. ملناش غير القهوة والشيشة اصحاب في النهار وخناقة كل يوم بالليل في البيت"

"ايه يا دكترة .. مالك؟"

"بلا دكتور بلا نيلة .. ايه البلد دي .. ازاي أطفح الدم في الكلية سبع سنين وبعدين أتخرج علشان أداوي الشيشة بدل ما أداوي….... أف "

"بكرة هتتعدل ان شاء الله"

يمسك بذراعي فؤاد في قوة ويقول

"يا عبده .. لسه مظبتنيش في الشغلانة بتاعتك"

"انت عاوز تيجي عندنا الشغل برده مصمم"

"يا رب ده منايا .. أرجوك ساعدني "

"حاضر ربنا يسهل .. بالأذن بقي "

تركتهم في همومهم وأنا أشعر بأن الشارع ظهرت فيه فرجة صغيرة .. خيط أبيض من الضوء يتسلل علي مهل

ووجدت أمامي في ورشة عم أحمد الميكانيكي زميل لنا في الماضي اسمه سامح أيام الدراسة الاعدادية ولكن لفقر أهله وجهلهم بأهمية العلم ترك المدرسة..وجدت عم أحمد يضربه بشدة في الشارع لأنه أخطأ في أمر ما يخص سيارة ما.. مسكين سامح شعرت بالشفقة تجاهة وأحسست باني والحمد لله في وضع أفضل منه كثيرا..وفجأة وجدت أمامي كهلا مريضا يستند علي خشبة بالية وكأنها –عكاز- ويتحرك في صعوبة وملامح الحزن تنحت في قسمات وجهه أعتي ملامح الألم ..قصة هذا العجوز أنه كان لدية خمسة أبناء .. وكلهم ذكور .. تعب معهم كثيرا حتي أصبحو جميعا من الرجال الأقوياء في مراكز مقبولة .. خطأه الوحيد أنه تزوج بامرأة أخري بعد وفاة والدتهم .. فهجروه جميعا بلا تردد بلا رحمة مع أن هذا حقه الشرعي .. تركوه وحيدا في الشوارع بلا مأوي أو مأكل .. وبلا شعور مني وجدت نفسي أدس يدي في جيبي وأخرج منها عشرة جنيهات أضعها في يد هذا المسكين .. نظر لها ثم نظر لي وصمت برهة وهو يحدق في وعيناه تقول لي الكثير والكثير حتي كدت أبكي وأرتمي في حضنه .. ولكنه نطق في النهاية .. "حفظك الله من السؤال والحاجة يا بني .. شكرا "

ما أمسي الشارع ضيقا .. شعاع الضوء المتسلل أصبح يملأ الشارع ويصرخ بالفرح

الحمد لله.

تم تعديل بواسطة الآسر

girlball.gif

**************************************************

IF YOU CAN UNDERSTAND THE ME

THEN I CAN UNDERSTAND THE YOU

رابط هذا التعليق
شارك

الأسر قصتك اسره تحمل في طياتها الكثير من المعاني الراقيه , تتحدث بلسان حال الكثير

خاتمتك كأنت رائعه

سلمت اناملك

رابط هذا التعليق
شارك

شكرا لكي يا شهد

ياللي انتي كلامك كله شهد

وأتمني من الله أن يتبدل حال البلد ولا يصبح هذا واقعنا

girlball.gif

**************************************************

IF YOU CAN UNDERSTAND THE ME

THEN I CAN UNDERSTAND THE YOU

رابط هذا التعليق
شارك

الآسر..

لن اعلق على قصتك سوى بمثل مشهور هنا واعتبر ان حكايتك تفسره اجمل تفسير ..

اذا ضاقت بك الدنيا فانظر خلفك...

احيانا يهيأ لنا ان الدنيا ضاقت بما رحبت ..واننا نجرى فى اماكننا ...وان المجهود المبذول لا يعادل النتيجة المرجوة .

نتمرد على الواقع ...ونتساءل فى حيرة وقهر ...لماذا ؟؟

لقد اديت واجبى على اكمل وجه....لقد زرعت وآن اوان الحصاد ...ولم اجد شيئا.الا اقل القليل..

و...بالصدفة ....تنظر خلفك...تنظر لمن هو اقل منك جاها ومالا ...و..و...اشياء كثيرة .....ووقتها فقط ...وبنور البصيرة تكتشف الحقيقة ...

وتحمد الله...

وتكتشف وقتها ان البقعة السوداء فى ثوب الحياة ماهى الا فجوة او طاقة نور ...من الممكن ان تتسع وتملأ الدنيا بهاء ..

شكرا للحكاية الجميلة ذات المغزى العميق...

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

معانى جميلة ورائعة كلنا بنحسها ف بعض الاوقات

لكن الامل ف بكرة اللى باذن اللة هيكون احسن من النهاردة

اليقين باللة والصبر هوة اللى هيدفعنا للامام

واكيد هيتتحقق الحلم ويبقى حقيقة

اذا اردت ان تعرف نعم اللة عليك............ اغمض عينيك.]

رابط هذا التعليق
شارك

ليت كان هنا وجها ساخرا ... يخرج لسانه فى غيظ خبيث و يقول : و حياتك فاهمك ...

و على الرغم من الاسقاطات التى لا يفهمها الا أصحابها .. و على الرغم من كم الانتقادات التى يصل الى حد كبير أحيانا ... لكن ماشى ..

القصة فى مجملها جيدة .. أعجبنى المدخل و المقدمة .. جاء متناسقا مترابطا .. مؤهلا لما سيأتى من بعده .. لكن نصيحتى لك .. حاول أن تخرج قليلا من دائرة السرد .. بعض الوصف لما يراه و يحسه البطل بشكل عفوى سيعطى تأثيرا أفضل ...

نيجى بقى (للبطحة) اللى المفروض كل واحد (يحسس) عليها .. لم تعجبنى بالطبع المقارنة بين صديقه المغترب و أوضاع موظفى الحكومة اياهم .. انت تعرف لماذا ... ليست الحياة بالبساطة تلك .. ذهب ليجمع أموالا يشترى بها سيارة و شقة و زوجة ... كما أنك أنسيتنا و سط خضم المشاعر يا عزيزى .. أن عبدالمنعم بطل الرواية هو من آثر العمل فى مبانى الحكومة الصفراء ذات الهورن العالى الذى يوقظ الموتى .. (أين ذلك الوجه ذى الابتسامة الخبيثة؟؟؟ ) ان الناس يدخلون التجنيد برغم عنهم ... لكنهم لا يعملون فى الحكومة رغما عنهم أيضا .. أليس كذلك ؟؟؟

تبقى النهاية .. لم يعجبنى طريقة صياغة قصة العجوز بشكل سردى .. و ان اعجبنى الاسقاط فى حد ذاته .. لكن الصياغة لم تكن موفقة كالفكرة .. كما أنه ليس من المستحب فى هذا النوع من القصص أن تذكر تفاصيلا على غرار المبلغ الذى أعطيته للسائل .. فقد يراه البعض مبلغا تافها لا يتناسب مع ما شرحته من حالة و يراه البعض مبلغا كبيرا مبالغ فيه بالنسبة لشخص يشكو الفاقة كبطل القصة .. ناهيك عمن سيرونه بخلا و تقتيرا اذا كان من النوع الأول و من سيرونه تفاخرا أو تباهيا .. اذا كان من النوع الثانى .

القصة فى مجملها جيدة .. و الفكرة جيدة و جادة و ذات معالجة .. فى النهاية أحب أن أذكر اعجابى الشديد بالعنوان .. و بفكرة العنوان فى حد ذاتها ... خاصة و أن أفضل العناوين هى ما يتكشف فى النهاية سببه .

ننتظر منك الجديد ...

مهيب

تم تعديل بواسطة مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

مدام سلوي

أشكرك جدا علي اطرائك .. أدام الله عليكي بالعافية .. فعلا لقد لخصتي كل ما يدور في خلدي من جراء كتابة هذه السطور البسيطة المستوحاة من الواقع .. بعيدة عن الخيال

رعد وسهيلة

شكرا لكما جدا ولم تقل لي يا رعد ما آخر أخبار الكارتون والحياة الصاخبة الشقية

وسهيلة .. اسم له ذكري معي جميلة جدا .. كان لي صديق في الجيش أيام فترة تجنيدي .. اسمه يحيي وكان يحب فتاة منذ مدة طويلة .. والجميل في الموضوع

انهما اتفقا علي أن يجعلا اسم ابنتهما سهيلة ان رزقهما الله بها .. وحدثت الكثير والكثير من المشاكل حتي تمت خطبتهما ثم زواجهما والحمد لله

والمفاجأة .. انهما رزقا بفتاة جميلة

وطبعا اسمها .... سهيــــلة

..................................................................ز

مهيب المهيب ذو الصورة المهيبة التي تهيب من تهب له نفسه النظر اليها

عبد المنعم بطل الرواية لم يؤثر أن يعمل في الحكومة .. لا لا ولقد أشرت الي هذا

هو لم يجد أمامه غيرها وكانت له طموحات وآمال .. ولكن يبدو أن هناك عبد المنعم آخر في خيالك ... (أين تلك البتسامة الأن ؟)

وأنا أتحدث هنا بنظرة أكثر شمولية عن واقعنا .. واقع مصر وواقع البطالة

حتي أن له صديقا وغيره ألاف الآن يتمنون هذه الوظيفة الحكومية ذات الهورن العالي

وليس كل المؤسسات الحكومية بها هورن إنذار والا أصبحنا دولة راقية متقدمة

يا عزيزي...!

وقصدت من ذكر المبلغ بالذات .. وأنا في اعتقادي أنه مبلغ كبير تتعطف به في الشارع .. لا أعلم .. ربما قليل.. يا جماعة هل هو قليل!!!

المهم .. قصدت ان الشاب الحكومي هذا .. رق قلبه كثيرا لهذا الكهل وخصوصا أنه يعلم قصته فأخرج هذا المبلغ من راتبه القليل وهو سعيد جدا

وعلي العموم يا أخ محـ أقصد مهيب .. النصيب والرزق من عند المولي سبحانه وتعالي .. واحنا بنحاول جميعا يحاول وفيه ناس يائسة ومش بتحاول.

تم تعديل بواسطة الآسر

girlball.gif

**************************************************

IF YOU CAN UNDERSTAND THE ME

THEN I CAN UNDERSTAND THE YOU

رابط هذا التعليق
شارك

كويس انك لسه فاكر الهواية الطيفة دى لحد دلوقتى مش لاقى افلام كرتون انتاج 2005كويسة لازلت مقتنع بالأفلام اللى قبل كده واللى من اشهرها ليتل توينى تونز وانت اخبارك ايه

كل سنة وانت طيب وبلاش تغيب علينا

LIVE....................AND LET THEM DIEEEEEEEEEE

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...