moody00x بتاريخ: 23 ديسمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 ديسمبر 2005 بـريــد الأهــرام 43481 السنة 130-العدد 2005 ديسمبر 23 21 ذى القعدة 1426 هـ الجمعة يــد اللــــــــــــه * سيدي.. أنا شاب عمري32 عاما, أعمل بفرع شركة أجنبية في مصر.. دخلي والحمد لله كبير, وأنتمي إلي أسرة طيبة ومعروفة.. نشأت في أجواء دينية, لذا لم أنجرف يوما مثل زملائي نحو المغامرة أو الخطأ, فكنت أراعي الله في كل تصرفاتي, إن لم أكن أراه فهو يراني.. أخذتني دراستي وحياتي العملية من الدخول في أي علاقة عاطفية, فالفتاة التي أحبها هي التي سأتزوجها.. فاختزنت مشاعري لتلك المجهولة حتي أطلت علي!. فاظفر بذات الدين تربت يداك كان هذا هو منهجي في البحث عن شريكة حياتي.. لذلك لم أصدق نفسي حين التقيتها, فتاة محترمة جميلة من أسرة ثرية طيبة, وقبل وبعد كل ذلك علي خلق ودين.. تلاقت العيون والأحلام, فسألت عنها واطمأن قلبي, فلم أتردد لحظة.. اصطحبت والدي وذهبنا لزيارة أسرتها. لقد أحسست يا سيدي بأن الله قد رضي عني, لم أكن أحلم بكل هذه المزايا, لقد فتح الله قلوبهم لي, والدها يعرض علي شقة في عمارته, فأشكره علي كرمه, مؤكدا له أن كل طلباتهم مجابة بإذن الله, أو مثل هذا النسب لا يستحق كل التكريم. لن أطيل عليك, تمت الخطبة بأسرع ما يمكن.. عام كامل من السعادة يؤكد لي حسن اختياري, كل ما ظننته وجدته.. أصبح لي والدان وأمان وحبيبة.. أعددنا شقة الزوجية ونحن نرسم أيامنا في كل ركن بها, وكنا نحطم الزمن حتي نعجل بالزفاف. حجزنا يا سيدي في أحد فنادق مدينتي, ولم يبق علي السعادة إلا أسبوع واحد.. وبيما أنا غارق في سعادتي استيقظت علي الكابوس الذي حطم روحي وسرق ثقتي في نفسي وفي كل ما آمنت به. كنت عائدا من عملي لموعد مع خطيبتي, وكان اتفاقنا أن أحادثها هاتفيا, ولكني اكتشفت أن هاتفي المحمول مغلق بعد أن نفد شحنه. بجوار كابينة تليفون في الطريق, ركنت سيارتي, وفي يدي كارت للاتصال.. آلو يا حبيبتي, هكذا قلت, ففوجئت بصوت خطيبتي يسأل: من يتحدث.. ضحكت داخل نفسي, لم تتعرف علي صوتي واصلت اللعبة أنا... وقلت لها أول اسم طرأ علي ذاكرتي, ففوجئت بها تصرخ في الهاتف:معقولة انت جئت من السفر امتي.. هنا بدأت أتوقف وقلبي يرتجف وأحسست بأني مقدم علي شيء مخيف.. حرصت علي تغيير نبرة صوتي حتي لا تكتشفني.. تعتقد ماذا اكتشفت يا سيدي؟ خطيبتي, حبيبتي, كانت علي علاقة مع شاب يحمل هذا الاسم, تركها غاضبا وسافر إلي الخارج, في المكالمة أخبرتني أنا ـ ويالسخرية القدر ـ أنها لم ترتبط حتي الآن لأنها لم تنسه يوما.. وليت الأمر وقف عند قصة حب سابقة أو كامنة, لا, خطيبتي وحبيبتي كانت علي علاقة كاملة مع هذا الشاب, قالت لي بكل الحب في الهاتف معتقدة أني حبيبها القديم: هل تذكركم مرة التقينا في شقتك؟ وبالطبع تعللت بالنسيان, فأجابتني, سبع مرات أتذكرها كل يوم, وأتذكر لمساتك وهمساتك و.. لم ينته الموقف بعد يا سيدي, كدت أفقد وعي وسيطرتي علي نفسي, قلت لها بصوت حزين: لقد خدعتني. خمن معي يا سيدي ماذا كان ردها وهي مازالت معتقدة أني حبيبها القديم. قالت بكل ثقة: لماذا؟ لقد اعترفت لك بعلاقتي السابقة وقلت لك انه خدعني باسم الحب وسلمت له نفسي بعد اتفاقنا علي الزواج ولكنه كان نذلا.. حكيت لك التفاصيل أكثر من مرة. إلي هنا لم يعد في مقدرتي أن أواصل.. أنهيت المكالمة, وأنا غير مصدق لما حدث.. هل أنا ساذج إلي هذا الحد؟.. لماذا قبلت خطبتي وهي تحب آخر؟.. هل تصدق أنها لم تسمح لي حتي الآن بتقبيلها؟ كل هذا تمثيل؟.. كل الناس مخدوعة فيها؟! كل الناس لاتفهم؟!. عجزت عن التفكير, وهمت علي وجهي لا أعرف ماذا أفعل وإلي أين أسير؟.. لن أحكي لك كيف فكرت, ولكني اتخذت قراري, لم أخبر أحدا من أهلي بماحدث هربا من كلمات الشفقة أو المواساة, ولم أخبرها, وأشفقت علي أهلها الطيبين من معرفة حقيقة ابنتهم, تحملت اتهامي بالخسة والنذالة, وأبلغت الجميع دون إبداء الأسباب قراري بعدم إتمام الزواج. لم يهمني كثيرا ما دار ويدور حولي وحول سر قراري, ولكن الذي همني ويهمني ولا أجد له إجابة: لماذا فعل الله بي ذلك؟ اتبعت ما أمر به, ورضحت لحديث رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم, وبحثت عن ذات الدين, وكانت هذه هي النتيجة.. هل تعتقد يا سيدي أنني يمكنني الثقة في فتاة أخري, وأنني سأفكر في الزواج مرة أخري؟.. لا أعتقد. * سيدي.. لن أقول إنك تسرعت في الحكم علي هذه الفتاة, وكان عليك التأكد من حسن أخلاقها.. ولن أقول لك: ليس كل ما يلمع ذهبا, ولن أطالبك بتذكر قول الشاعر لأؤكد لك أن الحب وحده أحيانا لا يكون كافيا: وما شرف الإنسان إلا بنفسه أكان ذووه سادة أم مواليا. لن استبعد أبدا أن سلوك هذه الفتاة المعلن قد يضللك ويضلل غيرك, فما أكثر الرجال أصحاب الصولات والجولات في عالم النساء الذين وقعوا في نوائب اختياراتهم, فالزواج مثل ورقة اليانصيب مكلفة وغير مضمونة. سأقول لك يا سيدي إن حكمة ما أنت فيه ماثلة أمام عينيك وأنت عاجز عن رؤيتها, ولو أبصرت قليلا لنمت قرير العين ومارست حياتك بكل سعادة ورضا, وما اهتزت ثقتك في عدل الله ورحمته بعباده الصالحين, فافتح يا عزيزي باب حياتك للداخل ولا تدفعه مغلقا في الاتجاه الخطأ. لقد راعيت الله في اختيارك, حفظت نفسك وتجنبت المعاصي واخترت ذات المال والحسب والجمال وتمنيت أن تترب يداك بالظفر بذات الدين.. ولأنها ليست كذلك, ولأن الله لا يخذل عبده الطائع, ربت عليك بيده الرحيمة, أنقذك وأنت مقدم علي ابتلاع الخديعة, فجعل الأشياء التي قد نراها مجرد مصادفة ـ تنصاع لأمرك, ينتهي شحن هاتفك, وتتحدث من هاتف في الشارع, ويصم سبحانه وتعالي أذن تلك الفتاة, فلا تتعرف علي صوتك, وتختار أنت اسما, يكون هو المراد, فتتدفق اعترافاتها علي مسامعك.. يا الله ماذا تريد يا رجل بعد كل هذه الإشارات؟! عاهدت الله علي الطاعة, فسترك, وأطل عليك بنوره الكريم لينير بصيرتك, لينقذك مما لا يليق بك.. ألا يستحق كل هذا أن تخر ساجدا شاكرا, مستغفرا لكل أسئلتك الغاضبة المستنكرة؟. إن إشارات الله إليك هي التي جعلتك ـ وأنت المطعون في شرفك وكبريائك ـ تتصرف بشهامة تتناسب مع حسن خلقك.. وهي نفس الإشارات التي تفرض عليك بكل ثقة أن تبحث عن زوجة صالحة من جديد, تبحث عن نفس الاشتراطات التي قالها الله في كتابه الحكيم وعلي لسان نبيه الكريم محمد صلي الله عليه وسلم, وفي كل الكتب السماوية, كما فعلت في المرة الأولي, وأنت مطمئن القلب, مادمت حريصا علي أن تظفر بذات الدين.. وإلي لقاء بإذن الله http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=post1.htm&DID=8709 " إملأ عيناك بوجه من تحب فسوف تفتقده كثيراً فى يومٍ ما" رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان