أبو حميد بتاريخ: 24 ديسمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 ديسمبر 2005 هذا المقال من صحيفة " الوفد " للكاتب عبد الرحمن الأبنودي " هيا بنا نسرق " " صار المال العام سداحا مداحا. استطالت الأيدي المسئولة عنه ولم يعد يحجبه عنها حجاب ولا يردها وازع من شرف أو مسئولية أو خوف .. وجد الجميع أن الجميع يسرق فاطمأنوا وراحوا يمشون وراء أقدام سادتهم والناس كما نعلم على دين ملوكهم. هكذا استبيحت مصر ، ومن رأى نفسه علي قمة مؤسسة صناعية أو زراعية أو تجارية أو مالية اعتبر أنها ملكه فاستباح مالها وتصرف فيها بما يحقق له الفائدة وخلق من حوله دائرة من لصوص اقل قليلاً في المقام والدخل يسهلون له السرقة نظير ريع يقتطعونه بعلمه أو من خلف ظهره العريض. هكذا انتشر هذا الوباء من أقصى مصر إلى أقصاها وهو أمر حقيقي ومحزن ويليق به الشعار المعجز الذي أطلقه منذ وقت قريب الأستاذ محمد حسنين هيكل (أحزان الحقيقة)! صار من لا يسرق غبيا متخلفا عن الركب لا يساير خلق العصر الذي أعادت فيه مصر من جديد زهو عصر المماليك. في الحقيقة فان الأجهزة الرقابية ترصد الكثير من هذه المخالفات غير الأخلاقية وهناك عشرات الآلاف من الاضابير والدوسيهات التي تضج في داخل بطونها الأجنة الحرام، إلا أن الدولة بفضل الاحتفاظ بتلك الدوسيهات لتظل تملي على أصحابها ما يفعلون ولكي يظلوا تحت يد الطاعة والأمر فإذا حاد احدهم عن الخطوط المرسومة ظهر الدوسيه للنور وعرفت الأساور طريقها إلى المعاصم ووقف الذين كانوا محترمين ومهيبين بالأمس خلف القضبان بعد أن توضع أموالهم وأموال أزواجهم وأبنائهم تحت القيد الجبري وتسلب أموالهم المسروقة لتذهب إلى لصوص جدد وهكذا، فالسرقة في بلادنا مقننة ولها فكر وايديولوجيا كما نعلم، وليس من حق أي احد ـ عمال على بطال ـ التمتع بديمقراطية سرقة مال مصر. السرقة لأناس دون غيرهم، فهناك من يسمح له بسرقة المليارات عبر سنوات وسنوات تحت أعين الجميع، وهناك من يضبط متلبسا عند سرقة أول قميص من حبل غسيل، أو من يسجن متهما بسرقة هو منها براء!! " . وأضاف الابنودي " أدرك اللصوص جيدا هذه النظرية ودرسوا قوانينها جيداً وعرفوا انك في مأمن من حبس طالما أن الذي يحميك لص قوي ويا ويلك إذا ما غضبت الدولة على نصك القوي واهتز جداره فان هذا الجدار أول ما يسقط سيسقط عليك لتكون أول ضحاياه، وربما هرب هو بجرائمه ليتركك تفطس وتنخر وتموت وتتعفن ذكراك ليردد: " علي الغبي أن يدفع ثمن غبائه " !! إن من يجب أن يحاكم في قضية عبد الرحمن حافظ وإيهاب طلعت ليس المتهمين اللذين نهبا بفجر ونهم أموال مدينة الإنتاج وماسبيرو، وإنما النظام الذي سمح لهم بالاستمرار في أداء مهامهما الطبيعية على الرغم من روائح الفساد التي سممت الهواء من حولهما ودوي الهمس العام عن مسلكهما إزاء مال مصر الذي نهب علنا وكأن مصر ستغلق أبوابها غدا فليلحق اللاحقون. لماذا لم يوقف فسادهما منذ بدأ خاصة وأننا متأكدون من أن الأجهزة الرقابية سجلت عليهما كل ذلك؟ لماذا انتظرت »الدولة« كل ذلك الوقت الذي أهدرت فيه مئات الملايين وهربت إلى الخارج والذي صار للأباطرة طائرات خاصة وقصور بنيت من عظام أبناء مصر.. لماذا؟ سؤال يؤكد أن الدوسيهات تظل نائمة إلى حين الاحتياج إليها لتطفح بما فيها وتعلن عن روائحها الكريهة. إنها مصر .. هكذا تدار ، الفساد يرمح في ميدانها الكبير بحصانه ليهزم كل من يتحداه أو يقف أمامه بالكلمة أو بالرأي، هذا والدولة يصيبها العجب العجاب من تفضيل الناس الإخوان المسلمين عليها، ليس من سبب لما حدث سوى البطالة والفساد، البطالة تمت بسبب الفساد فأموال الفساد التي تنتقل في الظلمة المريبة من تحت موائد الاتفاقات هي مرتبات أبنائنا الذين لم يوظفوا ولم يقبضوها ولم يكفوا عن مراقبتها ومحاولة حصرها، وليس من المنطقي أن يسرق أو يرتشي موظف صغير إذا كان رئيسه شريفا " . مفيش حياة إلا عند غيرك تعيش في خيره ويعيش في خيرك "فؤاد حداد" رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان