صعود "حماس".. وحمى التصريحات

[mb14]

مصر بالنسبه للعالم العربى والاسلامى هى القلب النابض وما يجرى به تجد صداه فى كل انحاء العالم العربى ثم الاسلامى وآخر هذه النتائج هى بعد دخول الاخوان الى مجلس الشعب المصرى المفاجئ للغرب .انطلقت التصريحات المحذره من دخول حماس فى الانتخابات التشريعيه الفلسطينيه ومحذره ومتوعده السلطه بقطع المساعدات .

اليكم هذا المقال من المركز الفلسطينى للاعلام

صعود "حماس".. وحمى التصريحات!!

د. أحمد محمد بحر

يبدو أنه ومنذ إعلان حركة حماس قرارها المشاركة في انتخابات المجلس التشريعي المزمع عقده في 25 /1 / 2006 م قد أخذ حيزا ً كبيراً لدى الدوائر الأمنية خاصة الأمريكية والإسرائيلية على اعتبار أن حماس تريد تحقيق الشرعية الدستورية وحماية المقاومة – بعد أن حققت الشرعية الجهادية على أرض الواقع – من خلال مؤسسة المجلس التشريعي ومحاولة إصلاحه ليقوم بدوره في خدمة الشعب الفلسطيني وتحقيق مصالحه الوطنية التي تعطل تنفيذها السنوات العشرة الماضية.

لقد كان الهدف من تلك الانتخابات هو ترويض المقاومة أو تذويبها، أو تميعها حتى تلقى سلاحها أو يسهل نزع هذا السلاح خاصة بعد أن فشلت "إسرائيل" من حسم المعركة لصالحها، فقد أمضت خمس سنوات من الملاحقة والقتل والاغتيال والهدم والاجتياح ووضعت كل المخططات والإمكانات الهائلة للقضاء على المقاومة فلم تفلح، بل ازدادت قوة إلى قوتها فأسفرت المقاومة عن الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة بعد ثمان وثلاثين عاماً من الاحتلال اندحر العدو الصهيوني مذلولاً مخذولاً، الأمر الذي جعلهم يفكرون ملياً في كيفية إضعاف حماس من خلال التعاون مع كل قوى الشر في العالم وعلى رأسهم أمريكا من أجل الوصول إلى ما يريدون فلم ولن يفلحوا بإذن الله تعالى " يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ" الصف 8-9

لقد كان لفوز حماس الكبير في المرحلة الرابعة من الانتخابات المحلية وخاصة في البلديات الكبرى مثل نابلس وجنين والبيرة إشارة إلى التفاف قوي حول خيار المقاومة وحمايتها من عبث العابثين، وإشارة ثانية لما قد يحدث في الانتخابات التشريعية القادمة من فوز محقق لحركة حماس خاصة بعد انتصار الإخوان المسلمين في مصر.

لذا تولد الشعور بالتفكير الجدي لدى إسرائيل وأمريكيا بعرقلة الانتخابات التشريعية القادمة خوفاً من صعود حماس وحصولها على أكبر نسبة من مقاعد المجلس التشريعي.

وهذا يفسر التصريحات المحمومة لدى "خافير سولانا" مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي يوم الأحد 18 /12/ 2005 م أثناء زيارته لمعبر رفح الحدودي، حيث قال: إن الاتحاد يضم 25 دولة تعارض مشاركة حماس في الانتخابات، وأن الاتحاد سيواجه مشاكل كبيرة في العمل مع السلطة إذا ما فازت حماس في الانتخابات التشريعية، وأضاف: وقد قلنا بوضوح أن العملية السياسية التي يمكن أن يدعمها الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن تكون مؤيدة للعنف، وقال: إذا رفضت حماس الاعتراف بحق الدولة العبرية في الوجود ولم تعلن نهاية لحملة العنف فإنه سيكون من الصعب جداً التعامل معها.

ويأتي التهديد الأوروبي عقب تهديد مجلس النواب الأمريكي والذي يطالب فيه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بحل المنظمات الإرهابية والمقصود بذلك فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس، كما هدد مجلس النواب الأمريكي بقطع الدعم والمساعدة عن السلطة إذا تم السماح لحركة حماس بالمشاركة في الانتخابات المقبلة.

وأما مجلس الوزراء الصهيوني فقد ناقش فوز حماس في الانتخابات البلدية وأبدى قلقه وتخوفه من سيطرة حماس في الانتخابات القادمة، وقال رئيس الاستخبارات العسكرية الصهيونية: إن الوضع لا يبشر بخير وأن الاحتمالات تتزايد من أن تتحول السلطة في العام المقبل إلى ( حماس –ستان )، وأما رئيس جهاز الأمن العام – الشاباك – فقد أبدى قلقه من صعود حماس فقال: إن قوة حماس تزداد وأن تراجع قوة فتح مثير للقلق.

إن هذا التخوف من قبل أكبر القوى العالمية (أمريكا وإسرائيل، والاتحاد الأوروبي) من حركة حماس التي لا تملك إلا سلاح العقيدة والإيمان وما تعتمد عليه من الأخذ بالأسباب والإمكانات المتاحة لها دلالة واضحة على أن حماس تملك قوة خفية يرهب الله بها هذه القوى العالمية مصداقاً لقوله تعالى: " لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ " الحشر 13.

إن التحريض على المقاومة وعلى رأسها حركة حماس واستعمال سياسة التجويع وقطع الأرزاق والتلويح بقطع الأموال عن السلطة إذا دخلت حماس الانتخابات هو تدخل سافر في الشئون الفلسطينية وهو تحريض يراد منه إثارة الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني الأمر الذي لا يخفى حتى على أطفال الانتفاضة، وهذه خطة الجبناء اللئام الخبثاء الذين لا يفكرون في الحياة إلا من منظور مادي كما يتصورون، وقد اقترح من قبلهم شمعون بيرز مثل هذا الاقتراح حين فازت حماس في الانتخابات البلدية في المرحلة الأولى والثانية فقال: علينا أن نعطى أبناء الشعب الفلسطيني من غير حماس كل واحد مائة دولار حتى ينفض الناس عن حماس ويا ليته فعل!! فالشعب الفلسطيني يدرك أين تكمن المصلحة فسوف يأخذ المائة دولار وينتخب حماس.

هذه الخطط التي يطرحونها اليوم ليست بالجديدة، فقد استعمالها كفار قريش حين قاطعت بني هاشم في الشعب لينفضوا عن نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي خطة المنافقين لينفض أصحاب الحق عن نصرة الحق، وهي خطة أعداء الإسلام في كل مكان وزمان ممن يحاربون الدعوة إلى الله بالحصار والتجويع وقطع الأرزاق والترغيب والترهيب ظانين أن هذا سيمنع أو يضعف أهل الحق عن مواصلة الطريق نحو الدعوة والجهاد والاستشهاد في سبيل الله، ولكن أني لهم ذلك!! خطة اليوم هي خطة الأمس وقد حكى القرآن الكريم هذه الخطة وفضح مدبريها حين قال سبحانه "هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ" المنافقون 7.

ورحم الله الشهيد سيد قطب حين عقب على هذه الآية بقوله: "وهي قوله يتجلى فيه خبث الطبع، ولؤم النحيزة.

وهي خطة التجويع التي يبدو أن خصوم الحق والإيمان يتواصلون بها على اختلاف الزمان والمكان في حرب العقيدة ومناهضة الأديان، وذلك أنهم لخسة مشاعرهم يحسبون لقمة العيش هي كل شئ في الحياة كما هي في حسهم فيحاربون بها المؤمنين.. ومن خزائن الله في السماوات والأرض يرتزق هؤلاء الذين يحاولون أن يتحكموا في أرزاق المؤمنين، فليسوا هم الذين يخلقون رزق أنفسهم، فما أغباهم وأقل فقههم وهم يحاولون قطع الرزق عن الآخرين.. والذي يعطى أعداءه لا ينسى أولياءه!! " إن الله الذي اختار الشعب الفلسطيني ليكون رأس الحربة في مقارعة أعداء الله من اليهود والأمريكان ومن لف لفهم، لقادر بإذن الله أن يمنحه القوة وأن يرزقه من حيث لا يحتسب رغم الكيد والمكر والمؤامرات التي تحاك ليل نهار وصباح مساء.

" إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا، وَأَكِيدُ كَيْدًا، فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا "

تم تعديل 24 ديسمبر 2005 بواسطة mb14