shawshank بتاريخ: 28 ديسمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 ديسمبر 2005 السؤال: ينادي الإسلاميون بدولة إسلامية لا دينية، فما الفرق بينهما؟؟؟ وهل الحاكم في الدولة الإسلامية ظل الله في أرضه، لا يمكن لأحد أن يناقشه ولا أن يحاسبه طالما أنه يحكم باسم الإسلام. الإجابة: بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :- فرق كبير بين الدولة الإسلامية - أي الدولة التي تقوم على أساس الإسلام - والدولة الدينية التي عرفها الغرب النصراني في العصور الوسطى وعلة ذلك أن هناك خلطًا كبيرًا بين ما هو إسلامي وما هو ديني فكثيرون يحسبون أن كل ما هو إسلامي يكون دينيًا . والواقع أن الإسلام أوسع وأكبر من كلمة دين حتى إن علماء الأصول المسلمين جعلوا الدين إحدى الضروريات الخمس أو الست التي جاءت الشريعة لحفظها وهي: الدين والنفس والعقل والمال وزاد بعضهم: العرض. أضرب مثلاً موضحًا نحن ندعو إلى تربية إسلامية متكاملة وهذه التربية تشمل أنواعًا من التربية تبلغ بضعة عشر نوعًا إحداهما: التربية الدينية إلى جوار التربية العقلية والجسمية والخلقية والعسكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية والأدبية والمهنية والفنية والجنسية.... إلخ. فالتربية الدينية شعبة واحدة من شعب التربية الإسلامية الكثيرة. فالخطأ كل الخطأ الظن بأن الدولة الإسلامية التي ندعو إليها دولة دينية إنما الدولة الإسلامية (دولة مدنية) تقوم على أساس الاختيار والبيعة والشورى ومسئولية الحاكم أمام الأمة وحق كل فرد في الرعية أن ينصح لهذا الحاكم ويأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر بل يعتبر الإسلام هذا واجبًا كفائيًا على الإسلام ويصبح فرض عين إذا قدر عليه وعجز غيره عنه أو جبن عن أدائه. إن الحاكم في الإسلام مقيد غير مطلق فهناك شريعة تحكمه وقيم توجهه وأحكام تقيده وهي أحكام لم يضعها هو ولا حزبه ولا حاشيته بل وضعها له ولغيره (رب الناس، ملك الناس، إله الناس) ولا يستطيع هو ولا غيره من الناس أن يلغوا هذه الأحكام أو يجمدوها فلا ملك ولا رئيس ولا برلمان ولا حكومة ولا مجلس ثورة ولا لجنة مركزية ولا مؤتمر للشعب ولا أي قوة في الأرض تملك أن تغير من أحكام الله الثابتة شيئًا. ومن حق أي مسلم أو مسلمة إذا أمره الحاكم بما يخالف شريعة الله مخالفة بينة أن يرفض بل من واجبه أن يرفض لأنه إذا تعارض حق الحاكم وحق الله فحق الله مقدم ولا شك إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق . والقرآن حين ذكر بيعة النساء للنبي وفيها طاعة النبي وعدم معصيته عليه السلام - قيد ذلك بقوله: (ولا يعصينك في معروف) ( الممتحنة: 12) هذا وهو المعصوم المؤيد بالوحي فغيره أولى أن تكون طاعته مقيدة وفي الحديث الصحيح المتفق عليه: (إنما الطاعة في المعروف) والحديث الآخر: ( السمع والطاعة حق على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة). (متفق عليه عن ابن عمر). وقد قال أول خليفة في الإسلام في أول خطاب له: (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني). والحاكم أو الإمام أو الخليفة في الإسلام ليس وكيل الله بل هو وكيل الأمة هي التي تختاره وهي التي تراقبه وهي التي تحاسبه وهي التي تعزله إذا استوجب العزل وقد قال عمر: (من رأى منكم في اعوجاجا فليقومني). ورفض سلمان أن يسمع لأمير المؤمنين عمر حتى يفسر له: كيف كفته قطعة (القماش) التي وزع مثلها على سائر الصحابة وهو رجل طوال لا تكفيه قطعة واحدة لثوب كامل ؟. واستجاب أمير المؤمنين وقام ابنه عبد الله يفسر ذلك بأنه تنازل عن قطعته التي كانت من نصيبه لأبيه. وردت امرأة على عمر وهو يخطب فرجع عن قوله إلى قولها. ودخل الفقيه التابعي الجليل أبو مسلم الخولاني على معاوية بن أبي سفيان وهو خليفة فقال: السلام عليك أيها الأجير فأنكر عليه بعض من حوله وأعاد قوله وأعادوا قولهم فقال معاوية: دعوا أبا مسلم فهو أعلم بما يقول. وقال عمر بن عبد العزيز بعد أن وَلي الخلافة: إنما أنا واحد منكم غير أن الله جعلني أثقلكم حملاً. وقال صلاح الدين الأيوبي: إنما أنا عبد الشرع وشحنته أي شرطيه وجنديه أي مهمتي الحراسة والتنفيذ. والله أعلم . يوسف القرضاوي - "إسلام أون لاين" كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
khedr بتاريخ: 28 ديسمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 ديسمبر 2005 الاخ العزيز........ .................... شكرا شكرا يامصر... يامصر...يامصر ياااااااااااااااااااااااااااااامصر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shawshank بتاريخ: 28 ديسمبر 2005 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 ديسمبر 2005 العفو يا سيدي ... كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ناصر الملك و الملكية بتاريخ: 28 ديسمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 ديسمبر 2005 السؤال الأهم , هل دولة الإسلام التي أسسها الرسول - صلي الله عليه و سلم - كانت مدنية أم دينية ؟ أظنها كانت دولة دينية و الله أعلم ... بدون توقيع مؤقتاً رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
هادي بتاريخ: 29 ديسمبر 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 ديسمبر 2005 (معدل) جميل جدا أخي الحبيب shawshank اوجزت ونفعت وانتهز المناسبة لابارك لك على شهادة الدكتوراة حيث انقطعت فترة بسيطة عن المنتدى وعدت لأجد تلك الاخبار المفرحة زادك الله علما وحلما و نوراً وهدى وادعو الله أن نراك دوما من نجاح الى نجاح والى شخصك الحبيب اهديك ثلاثون وصية للنجاح في الحياة الوصلة فهي من أجمل ما قرأت مؤخراً أخوك الصغير هادي تم تعديل 29 ديسمبر 2005 بواسطة هادي رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shawshank بتاريخ: 29 ديسمبر 2005 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 ديسمبر 2005 بارك الله فيك أخي هادي ... متشكر جدا على التهنئة و عقبال عند حضرتك قرأت ما في الوصلة ... أعاننا الله على العمل بها ، جزاك الله كل خير . كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان