maxpayne_007 بتاريخ: 3 يناير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 يناير 2006 بقلم: وائل عبدالفتاح جسم المقال: عاكف وجورج ونور: ثلاثة ضد مبارك. هذه اصعب سنة فى حكم مصر. كان من المفترض ان تشهد نهاية الرئيس الفرعون. والملكية العسكرية. وان نتخلص مبدئيا من سلطة الحاكم المطلق (نصف الاله) الذى بيده كل شىء. لكن هذا لم يحدث.. تماما. انتهت الديكتاتورية ولم تنته. كسر تابو الكلام عن الرئيس و عائلته.. وتجاوز النقد الخطوط الحمراء ووصل الى حدود لم تكن متوقعة. لكن الرئيس لم يتغير . ولم تتقلص سلطته. اى لم يحدث تغيير بالمعنى الذى انتظره الناس. صحيح ان هناك حركة ما هزت النظام الحديدى الذى حكمنا 25 سنة. لكنها حركة ضعيفة فى جدار سميك.. نظام عجوز تراكمت فيه طبقات فساد واستبداد.. من الصعب تفكيكها بين يوم وليلة. الانهيار يحدث من الداخل..وتقريبا لم يبق سوى الصراع على التركة الثقيلة.. سوى توزيع الغنائم من المناصب الى الثروات المنهوبة برعاية السلطة. لم يبق ايضا غير اطلال تحكم وتتحكم. اطلال نظام سياسى بلا ملامح (لم يعد عسكريا.. ولم يصبح مدنيا.. يريد التخلى عن فكرة رعاية المواطنين.. لكنه فى نفس الوقت يعتمد على شراء الولاء.. نظام فخور باقتصاديات السوق.. بينما يحمى البيروقراطية المتوحشة). 2005 كان عام الهزات الكبيرة.الخروج من الشقوق.والاحتجاج عالى الصوت على الوضع الذى وصلت اليه مصر. والمعركة كانت على رأس الدولة. لم يكن مطلب التغير خاص بحكومة او مسئولين.. بل بالرئيس. لاول مرة ينزل الرئيس الى ملعب الانتخابات ويقدم برنامج.. ويتورط فى وعود غالبا لن يستطيع تنفيذها فى نظام يعتمد على الاستبداد والفساد. نظام يفرز نخبة حاكمة بلا خيال.ادواتها قديمة. عاجزة عن التعامل مع مايحدث حولها باسلوب مختلف. مازالت تفكر باسلوب "الامن" و"الوصاية".. والسيطرة عبر الصفقات السرية. بدلا من استيعاب التغيرات.. تخرج الة القهر القديمة لتقف فى مواجهة الصحفيين والعمال والمحامين واخيرا القضاة. ثورة القضاةكسرت المعادلة و كشفت المستور.. وقالت بمعنى واضح: لن نشارك فى لعبة التزييف بعد الان. نطالب بسلطة قضائية تحفظ للمجتمع حقوقه و تبعد القضاة عن عصا الترهيب و جزرة الترغيب. يحدث هذا فى لحظة توصف بانها لحظة عجز كامل. وفراغ كبير لكن مجرد حركة صغيرة فى المجتمع.. حركت معها ماكينات التمرد "المركونة".. وخرج الجميع عن اتفاق التواطؤ الذى كان يمنح السلطة طريقة الاستمرار رغم عدم الكفاءة فى الادارة. لم يشعر القضاة بالخوف من خسارة بعض الارباح المالية.. وساروا عكس خطوط السير. وهذه حركة ديمقراطية من اسفل. فالديمقراطية ليست مجرد قانون انتخابات. ولا تعديل شكلى فى طريقة انتخاب الرئيس. انما هو عقد اجتماعى يقوم على حق الاختيار الحر ومواجهة اقتناص السلطات ومصادرة الحريات لصالح الحاكم او النخبة الغارقة فى نعيم الفساد والتسلط. وبعد فوز كاسح لقائمة المستشار زكريا عبد العزيز يتحرك القضاة باتجاه هدف واحد: الاستقلال.. او ابعاد السلطة عن فرض رايها وصورتها على سلطة القضاء. وكان الفوز مزعجا لدرجة انه لم تصل برقية التهنئة التقليدية من قصر الرئاسة لاول مرة الى نادى القضاة. وهى اشارة و اضحة الدلالة الى غضب السلطة من ثورة القضاة التى تفجرت ضدتاميم كل السلطات فى يد الرئيس.. والحاشية. وفى المقابل كان نجاح قائمة المعارضة وسقوط قائمة الموالاة.. اشارة الى ان هناك تصويت احتجاج ضد كل ما يمت بصلة الى النظام المنهار من الداخل. وبدت تقارير القضاة قنبلة ستفجر النظام وشرعيته. لكن النظام لا يهتم ولا يسأل. هناك فقط صراع حول القرب من الرئيس. وعزله لكى يبدو الامر وكأننا محكومين باشباح لا نرى ملامحها لكننا نشعر باثارها المدمرة. نحن نعيش الان تحت حكم الاشباح الذين يديرون مصر من وراء الستار. يقفون فى منطقة مظلمة. ويحركون خيوط اللعبة لتصب فى مصلحتهم. هكذا يمكن ان نفسر الفشل فى تشكيل فريق بداية من منتخب الكورة.. وصولا الى الحكومة. هناك رغبات وغرائز تضغط لتنتصر فى حرب المسافات الطويلة. ونحن فى الانتظار. ليس انتظار من يحكمنا او يدخل معركة لاستمراره (وهناك 3 شخصيات وقفت لكى تنازع الرئيس او ترفض استمراره). ولكن من اجل تغيير قانون اللعبة. ووضع قواعد لنظام لا يصل بسهولة الى مصير الانقراض او الدخول فى دوامة الفوضى المرعبة. 1 مهدى عاكف المرشد الاخير لم يستطع مهدى عاكف مخالفة اوامر حسن البنا. ترك الدراسة فى كلية الطب.. ودرس الالعاب. المرشد الاول راى انه جسد قوى يصلح لمهام معينة "فى التظيم الخاص" (التنظيم السرى المسلح للاخوان). تدخل حسن البنا فى تحديد مصير شاب عمره 18 سنة وقتها (فى 1946).. واختار بدلا منه طريق حياته. اى ان مهدى عاكف.. تربية نظام السمع والطاعة. ومكانه فى الجماعة محجوز من اليوم الاول لقوته البدينة. المدهش انه ولد فى السنة التى ولدت فيه الجماعة. وظلت محطات حياته مرتبطة بخطوط حركتها: السجن.. الهجرة من مصر.. بناء التنظيم الدولى فى ميونيخ..والعودة ودخول مجلس الشعب فى تحالف حزب العمل 1987. طوال الوقت هو موظف بالحكومة (وصل الى درجة مدير عام للشباب فى وزارة التعمير).. ومرتبط بحركة الشباب (مسئول للطلاب فى الجماعة.. ومتخصص فى اقامة معسكرات الشباب داخل التنظيم او فى اغطية نشاط التيار الاسلامى). وكانت هجراته الاولى الى السعودية حضانة الاخوان (سافر اليه سنة 1974.. بعد الخروج من السجن وعمل مستشارا للندوة العالمية للشباب الاسلامى.. ومسئولا عن مخيماتها و مؤتمراتها).. ومنها الى مركز اسلامى باوربا (ميونيخ). مسيرة طبيعية لعضو من التركيبة القديمة للاخوان.. التى كان الدور الاكبر فيها للكشافة وانشطة تربية الكوادر بطريقة شبة عسكرية (اقرب الى الفاشية) من اجل تكوين ميليشيات للوصول الى السلطة. هو اول مرشد يتحول الى نجم اعلامى و مصدر اخبار عمومية (اجرى حوارات فى صحف الحكومة).. كلهم قبله كانوا نجوم فى الظل. زعماء لجماعة ترى انها شهيدة الحياة السياسية.. ضحايا عداء السلطة التاريخى. لكنه اول مرشد يخرج الى النور ويضطر ان يتحدث مثل الجنرالات عن مرحلة مابعد الانتصار. وهذا مأزق كبير ..فهو متعود على اللغة السرية..و كلام يستحوذ على تعاطف جاهز.. مخصوص للمضطهدين. لكنه الان انتصر. غزوته فى الانتخابات انتهت بمفاجاة للجميع.. وكان السؤال: ماذا سيحدث اذا حكم الاخوان ..؟! انهم الان فوق الارض. وهناك من يتخيل ماذا سيحدث اذا حكم مهدى عاكف..؟! تحدث هو فى اكثر من حوار بهذا الشعور.. ورغم تدريبه المعقول على الخطاب الموجه خارج الجماعة الا انه و منذ النجاح فى الانتخابات الاخيرة ..كلما تحدث تتفجر مشكلة: بداية من تطمين الاخوة الاقباط.. وحتى الخلاف مع حزب الوسط ..مرورا طبعا بتكذيب محرقة اليهود فى اوربا. يبدو انفعاليا. سريع الغضب.يوجه اتهامات حادة الى خصومة (اتهم ابو العلا ماضى فى معركة "الوسط " بالكذب) . والمرشد ليس وحده فى مكتب الارشاد. معه اجيال و تيارات ...تلعب كل منها ادوار فى تنويع صورة الاخوان ..عصام العريان و عبد المنعم ابو الفتوح..كلاهما من جيل لا يحب القطيعة مع الدولة الحديثة . هما من جيل السبعينات صاحب الحساسية الجديدة فى التنظيم الذى انشاه 1928 مدرس تقليدى على ضفاف القنال اسمه حسن البنا . لم يحلم المرشد الاول بحكم مصر لكنه وضع بذرة حلم رومانتيكى بدولة تعيد مجد دولة الخلفاء الراشدين...دولة تحكم بالقران..و تسير على كتالوج سنة النبى محمد. رومانتيكا داعبت المشاعر المهزومة من الاحتلال. وادخلت معها العشرات والمئات.. فى اخطر لعبة ندفع فاتورتها حتى الان.. لعبة خلط الدين بالسياسة. لم يكن الاخوان رجال مؤسسة دينية يحكمون باسم قداسة السماء.. ويحملون صكوك الغفران.. لكنهم استمدوا جاذبيتهم من كونهم على الهامش.. فى المعارضة.. بعيدا عن السلطة. وهى جاذبية كادت ان تنتهى حين ارادوا اقتسام السلطة مع الضباط الاحرار لتكون هذه هى الشرارة الاولى لحرب بين السلطة والاخوان مستمرة حتى الان. هذه الحرب هى سر جاذبية الاخوان حتى الان و بعد ظهور لاعبين اكثر تطرفا فى الغرام بلعبة الدين والسياسة. المدهش ان الاخوان هم الوجه الاخر للسلطة.. رغم انهم يعيشون ازمة منتصف العمر فى التنظيمات فهم يحبون صورتهم الجديدة كتنظيم معتدل ينعم بتوازن مع السلطة ومع كل التيارات الاخرى.. وفى نفس الوقت لا يستغنون عن اوهام التنظيم الكبير.. القوى.. الجبار.. المكتسح للجميع.وهى خرافة لكن الجميع يصدقها.. فالصورة المتخيلة عن الاخوان اضخم بكثير من الصورة الواقعية.. وهم يعيشون على الخرافة.. رغم انه بحساب القوى وتصور ان التنظيم بهذا الحجم لكانوا قادرين على الوصول الى السلطة بسهولة الانتقال من حجرة النوم الى الحمام. يريد الاخوان ان يستمروا كجماعة دعوة (بكل ما فيها من احترام للقداسة وتصور انهم يمتلكون حقيقة مطلقة.. وتراتب فى جهاز الجماعة يشبه الكهنوت الدينى) وفى نفس الوقت يعلنون رغبتهم فى التحول الى حزب سياسى (اى مدنى.. يقبل بتداول السلطة.. ونسبية الافكار.. وقابليتها للتغيير) . لا يستغنى المرشد مهدى عاكف عن فكرة السمع و الطاعة. يقبل ان يجلس على مقعد مثل البطاركة.. ويمر الاعضاء يقبلون يده (من اجل البركة او اعلان للطاعة.. او رمز لاحترام لا يحدث الا فى ثقافة ريفية ترفع من درجة احترام الصغير للكبير الى حد الخضوع التام له). مازال مهدى عاكف هو المرشد: اى القائد الروحى الذى يضع على اول برنامج جماعته: اعادة تربية الانسان التربية الاسلامية. وهذا هو قانون الاحزاب الفاشية :التى لا تترك اختيار للانسان. بل تتصور ان لديها ماكينة تصنيع مواطن صالح. هل يمكن ان يصبح المرشد هو الرئيس..؟! هل يمكن ان يحكم الاخوان ..؟! سؤال ربما لن تشهد 2006 اجابته .لكن على عكس كثيرين ارى ان الاخوان فى مازق. فهم الان مطالبين بالتخلص من علاقة السمع و الطاعة. من المرشد. ومن اثبات انهم ابناء دولة حديثة وابتعدوا عن حلم العودة الى دولة الخلافة الراشدة. هنا سيكون مهدى عاكف هو المرشد الاخير. 2 موجة جورج اسحاق تفكر"كفايه"فى التحول الى حزب سياسى. تنتزع حق الوجود بالقوة. والاعتراف من جهة واحدة. هذا اخر ما قاله جورج اسحاق.منسق كفايه. والشاب الذى يلعب الان بعد الستين. هو صورة "كفايه".. شاب من بورسعيد تعلم السياسة فى جو مابعد الانتصار على العدوان الثلاثى فى 1956.. فى القاهرة كانت كل الوان الطيف السياسية موجودة.. لكنه لم يعمل بالسياسة الا فى حزب التجمع اولا (كان من هيئة المؤسسين)..وترك الحزب بعد 1977 حين بدأت موجة من التضييق فى اعقاب انتفاضة الخبز فى 18 و 19 يناير...انضم جورج اسحاق بعدها الى حزب العمل المجمد ..لكنه اراد الخروج من زنزانة حزب موقوف و الخروج الى حركة ولدت فى الشارع . لم يتوقع احد ان تكون كلمة صغيرة من 5 حروف بداية عصر جديد فى السياسة المصرية. "كفايه". كان الشعار مرفوعا من نوفمبر 2003.. ومرت عليه وثيقة الاسكندرية.. ولم يكن احد يلتفت الى الشعار الذى لخص"الحركة المصرية من أجل التغيير". كانت الكلمة تعبر عن عجز سياسى او هى اعتراف بعجز سياسى نتيجة احتكار السلطة وتأميم السياسة منذ خمسين عاما.. اعترض مؤسسي الحركة على هذا الرأى وذهبوا الى ان:"..هذا ليس عجزا.. انها اول حركة حقيقية منذ ربع قرن.. اننا نحاول كسر حاجز الخوف..". هى جبهة من معارضين عابرى الاحزاب. كلهم لهم مرجعيات سياسية لكن الاحزاب المعترف بها من الحكومة والمصابة بموت اكلينيكى نتيجة خضوعها لمنطق الصفقات السياسية مع اجنحة السلطة المتباينة.الجبهة تجمع طيف سياسى واسع من اقصى اليسار الىاقصى اليمين تحت شعارات حد ادنى تلخص المطلب الرئيسى الان:الديمقراطية.. وقبلها الحرية. وهذا سر قوتها..وفى نفس الوقت نقطة الضعف. كسرت كفاية حاجز الخوف. ساعدها فى ذلك الطبيعة اللطيفة لجورج اسحاق . وطبيعتها المرنة كحركة احتجاج..عابرة للاحزاب ليست مطالبة ببرنامج سياسى او دخول انتخابات. لكنها فى ارتباك الاسئلة حول المستقبل دخلت فى تحالف المعارضة الذى ولد فى الانتخابات البرلمانية (وكان معهم الاخوان رغم شعارهم الطائفى).. وقبلوا باستبعاد حزب الغد ارضاء لنعمان جمعة الذى لا يحب ايمن نور. اى انها تعرضت لفيروسات متوحشة من المعارضة القديمة (الميتة اساسا).. لكنها مازالت تحول السير بمحاذاة تكوين "الطريق الثالث" البعيد عن السلطة والاخوان. ماذا سيحدث اذا تحولت كفايه الى حزب..؟! هل ستتكرر تجربة حزب الوفد عندما ولد اكبر تنظيم سياسى.. من رغبات الشعب وتوكيلات الناس..؟! ام ان هذا زمن اخر..؟! ولابد من ان يعبر الحزب عن مصالح شريحة اجتماعية تبدع وجودها السياسى.. وتكسر حواجز اكبر من الخوف وتدخل مع السلطة حرب مواقع..؟! هل يمكن ان تنقذ مصر حركة مثل كفايه تصبح هلى بديل الصدامات المرعبة بين القوى الجبارة..؟! هذه هى اسئلة 2006. 3 خطيئة ايمن نور ايمن نور هو خطيئة النظام فى 2005 . لم يكن من الممكن لشخص غيره صنع فضيحة طويلة المدى لاجهزة السلطة من صغيرها الى كبيرها. شخص مناسب تماما .طموح .وطموحه فى بلد تصادره سلطة شرسة لن يجد سوى ديناصورات تتضخم منذ 24 سنة. الديناصورات تحب ايمن نور . فهو شخص مثير للارتباك. لا يمكن ان تتخذ ضده موقفا كاملا . وفى نفس الوقت لا يمكن ان تتحالف معه اكثر من ربع ساعة. شخص يعشق الاستعراضات .لكنه ذكى لا يعرف خسارة من يحتاجهم فى يوم من الايام .وهذا ما يجعل الاختلاف دائما على شخص ايمن نور و ليس على افكاره. وهى لعبة سهلة من العاب النظام السياسى..الذى كان صعبا عليه محاصرة تيارات تعمد على افكار مغلقة مثل الاخوان المسلمين او الشيوعيين..او حتى الجماعات الاسلامية. لكنه من السهل ارباك الحياة السياسية كلها بشخص مثل ايمن نور. هو اليوم رمز لاغتيال الحرية. ومحاربة المعارضة. ضحية لسلطة غاشمة تلفق القضايا.وهذا حقيقة. لكنه ليس حقيقة كاملة . ايمن نور لم يكن خارج اللعبة .بل هو احد عناصرها .واحد من كورس كبير .تم اختياره بعناية ليقف فى الصفوف الخلفية لنجوم النخبة الحاكمة.ولأن المسرحية اصبحت مملة بعد انفراد الحزب الوطنى بالسلطة..وحق الوجود..واكتفاء احزاب اليمين ( فى مقدمتها الوفد ) و اليسار ( من التجمع الى الناصرى ) ..بصفقات و معاش حكومى مبكر..كان لابد من ثورة فى الكورس.واصطفاء مواهب تصلح للعب ادوار جديدة . لم يعد مطلوبا ان يكون البطل مثاليا ..او مجمعا لاخلاق الفرسان النبلاء..تكفى نظرة وديعة و نفسية الضحية. ستنسى الناس فور الصدام مع السلطة كل الملفات القديمة .وتتصور السلطة باجهزتها القديمة انها تملك مفاتيح اللعبة . واللعبة قديمة جدا. لعبة الملفات . كل شخص داخل الملعب لديه ملف لفضائح و مخالفات..وتاريخ من اعاب ضد القانون او تتعلق بسمعة صاحب الملف. لكن الملف لا يخرج من المخزن الا فى وقت الحاجة. هذا اسلوب للسيطرة لمعت فيه شخصيات شهيرة فى السياسة من قبل الثورة و حتى الان . هل مازال اسلوب السيطرة بالملفات موجودا..؟! لا نعرف لكن على ما يبدو ان هناك من يستخدمه حتى الان . اجنحة فى النخبة السياسية تلعب نفس اللعبة القديمة .تحتاج الى ابطال يلعبون دور المعارضة ولكى تسيطر عليهم تضع فى ادراجها ملفات تستخدمها لحظة خروجهم عن النص المتفق عليه. وكان هذا موعد ايمن نور مع القدر. هو شاب فى اوائل الاربعينات ..يمتلك مهارة ركوب الموجات السياسية .فى الجامعة دخل الوفد وعرف كيف يصل الى عقل و قلب الباشا (فؤاد سراج الدين ) بعد سنوات قليله من وصوله القاهرة قادما من المنصورة...كان يحمل فى حقيبته شطارة من نوع خاص.يقيم علاقة مع اجهزة تدير كواليس السياسة ..ويشاغب على هوامشها ..ليس لاعبا تقليديا ..لكنه مميز ..يوسع العلاقة لتسمح له بحجز مكان وليس تغيير افكار . فى مكتبه صورة لعبد الناصر فى مشهد مع الجماهير بجوار صورة لوالده المحامى فى مرافعة بالطربوش..( فى اطار صناعة اسطورة خاصة تحدث عن والده باعتباره بطل فى السياسى و عضو فى مجلس النواب )...وسط علامات من زمن الملكية وصور و تماثيل لملوك عائلة محمد على خاصة احمد فؤاد اول ملك دستورى فى مصر وامام المكتب علم مصر . توليفة تعبر عن رغبة فى الوصول الى اقصى موقع ..وتتحرك بشطارة الجمع بين الرموز المتباينة والمتباينة على حائط واحد..وربما فى سلة واحدة. وهو شاطر ايضا فى العلاقات الاجتماعية .يعتنى بمظهره و يختار تسريحة شعره ولون ربطات العنق واوضاع التصوير ..ويهتم بمساعديه ..ارتبط صعوده السياسى بقفزة فى ثروته اثارت الاسئلة و النميمة ..خاصة بعد محاولته السابقة مع رجل الاعمال الهارب (قبل هروبه ) رامى لكح لشراء حزب و جريدة..قبل ان يفكر طبعا فى تاسيس حزب اسماه" الغد" ليكون له نفس رنة اسم حزبه القديم " الوفد " ..وكأنه يقوم على انقاض التركيبة التى كان الوفد رمزها اللامع. اختار ايمن نور اللون البرتقالى شعارا قبل ان يتابع اخل السياسة فى مصر " الثورة البرتقالية" فى اوكرانيا وعلاقتها بسيناريوهات امريكية فى تغيير الانظمة القديمة بشعارات والوان تكاد تكون واحدة.تركيبة الحزب كانت اقوى من كل الاحزاب التى مرت بصعوبة من لجنة الاحزاب.وقيل انها تركيبة جاءت لتحكم لا ان تكون جزءا من ديكور الحزب الوطنى ..خاصة ان ملعب ايمن نور هو نفسه ملعب الجناح الاصلاحى فى الحزب الحاكم . هل تحركت القضية بسبب الخوف من منافسة ايمن نور ..؟! خاصة انه يلعب بطريقتهم (طريقة الحرس الجديد للحزب الوطنى) ..وفى ملاعبهم. تصور البعض ان القضية محاولة لصناعة ديك رومى يمكنه المنافسة اذا فكر جمال مبارك ودخل الانتخابات. او انها قرصة اذن و تمر. حساب بين اصدقاء قدامى . وعقاب على خطأ (ليس هو المعلن ) من شخص مفترض ان يكون حليف وعدو وتابع ربما. لكن ايمن نور ذاق طعم النجاح بعيدا عن عطايا الاجهزة الحماية ..واراد فى لحظة تفكك النظام اللعب على انفراد. وهذا سبب الاستفزاز و تحويل الخلاف العادى الى خطيئة . النظام فتح ملفاته الجاهزة و اخرج التوكيلات المزورة التى لا نعرف درجة تورطه فيها . لكننا نعرف كيف ادار النظام الامة التى تسببت عنها اتهام ايمن نور بالتزوير. كانت الصورة فى الخارج وعند قطاعات من المجتمع: ان النظام الذى لم يحكام مزورى الانتخابات يحاكم ايمن نور.. اول سياسى فى مصر يخوض معركة الرئاسة ويحقق موقعا مميزا بالنسبة لسنه و للاشاعات المحيطة به . الصورة هذه صنعت من ايمن بطلا على طريقة الفيديو كليب..بطولة سريعة . ايقاعها ملتهب . ساخنة . استعراضية .بلا تفاصيل .ولا تامل . بطولته من صنع اشياء خارجه. ظلم النظام و عناده . وضغط القوى الجبارة دفاعا عنه (امريكا تهدد بوقف اتفاقية التجارة.. التى تربط مصر بالسوق العالمى ..والاتحدا الاوربى هدد بقطع المعونة). وهناك ايضا القصص الدرامية حول انتحاره او قتله فى السجن.. او اختيار نفس القاضى الذى حكم على سعد الدين ابراهيم للحكم عليه. قصص تصلح لمسلسلات التليفزيون. لكن الواقع مختلف . ايمن ليس البطل الطيب الذى تطارده الحكومة. هو خرج عن النص ..والاتفاق غير المعلن ولعب وحده ..لصالحه مستفيدا من شطارته و من مواتاة رياح خارجية تبحث عن لاعب ...مناسب للحظة الراهنة..ايمن استفاد ايضا من تفتت النظام و الانشغال فى حرب الغرائز المتوحشة و بعد ان كان فى 1999 يدفع ثمن لوحة عند خطاط يكتب عبارات التاييد لحسنى مبارك اصبح هو منافسه فى انتخابات 2005.. ويقود حملة فى صحيفته ضده شخصيا..ويهتف بسقوطه من قفص المحكمة. هكذا كلما تبخرت سيرة ايمن نور.. وزالت الاضواء عنه (كما حدث بعد الانتخابات) ..اعاده الغباء والعناد الى نفس دائرة الضوء. وكلما اصبح مجرد سياسى معارض يهوى استعراضات مراهقة ...تحول الى رمز لاقتل الحرية.. وبطل مع سبق الاصرار والترصد . وهذه من عجائب السياسة فى مصر. الفجر YOU CAN IF YOU THINK YOU CAN رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان