الآسر بتاريخ: 5 يناير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 يناير 2006 (معدل) " في ألبوم الذكريات .. صفحات بيضاء وأخري سوداء لقطات باسمة وأخري دامعة .. ولكنها في النهاية لا تنسي " محـــمد فيض من الذكريات تدفق الي عقله وهو يقود سيارته عائدا من منزله بعد عناء يوم طويل قضاه في شركته الصغيرة محاولا كسب بعضا من النجاح ومحاولا النسيان .. لكل منا ذكرياته تختزن في الكمبيوتر الآدمي الا وهو العقل وتمضي هناك بقية عمرها .. مولدها حين تحدث بعد أن يوجدها القدر في حياتنا ومنزلها كما قلت هو العقل .. بعض هذه الذكريات ذا عمر قصير مثل دودة القز التي تتبلور الي فراشة في النهاية بعد عمر قصير.. والمؤلم أن بعضها عمره طويل مثل رجل فلاح تربي علي المسلي البلدي وغرق في بحر من الأكسجين النقي لصحوه كل يوم وقت الفجر .. والكارثة أن بعضا من الذكريات عمره غير فاني .. تظل معك .. ملتصقة بك الي أن تموت تأبي فراقك .. تحبك الي درجة الجنون .. دائما ماثلة أمام عينيك مثل محمــد .. تذكر كيف ذهب مع أصدقائه الي ذلك المنزل المخيف القابع في أطراف المدينة بمفرده .. هجره كل أهالي المدينة بل وهجروا كل المساحة التي حوله وظل هناك وحيدا .. لا يعلم متي وجد هذا المنزل ومن بناه ولكن هو وأصدقائه كانوا يسمعون عنه حكاية واحدة من كل كبارات المدينة "هذا المنزل بناه أحد الباشوات قبل ثورة 1919 وكان لديه هو وزوجته ولدا معاق ذهنيا .. ابتلاهم الله به .. وصبروا صبرا جليلا عليه ولكنهم فرضوا عليه حصارا وكبلوه في المنزل حتي لا يحتك بأقرانه من الأولاد ويؤثرا عليه تأثيرا سيئا ومرت الأيام وكبر هذا الشاب وأصبح خطيرا ثم قتل والديه وانتحر بعدهما" وكعادة الشباب في سن المراهقة .. يقبلون علي التحدي .. يعشقون التمرد .. و.. يدوسون علي الضعيف بأقدامهم ومن كان الضعيف .. "عمر" .. ذلك المسكين الذين أرغموه وتحدوه أن يدخل هذا المنزل بمفرده حتى يقبلوه في " شلة الرجالة " .. كان المسكين يملؤه الرعب من أنفه حتى قدميه ولكن هل يتراجع ويعيش ذليلا ما بقي من عمره لا لن يعيش ذليلا وحسم أمره ونظر نظرة أخيرة للوجوه الساخرة الشامتة .. ودخل الي ذلك المنزل المظلم المخيف .. غاب في داخله عدة دقائق ثم سمعوا جميعهم صرخة لم يسمعوا بمثلها الي الآن .. ما زالت تلك الصرخة تدوي في آذانهم حتى الآن .. صرخة رعب وذعر وموت .. حينما سمعوها .. هرول كلا منهم مسرعا هاربا .. وتركوه خلفهم وحيدا .. ونسوا أمره تماما أو تناسوه ولم يذكروا شيئا لأحد حتى والدته لم تعرف أين هو الي الآن. أحمـــد هذا هو اسمه .. الصديق الثاني للطفل عمر .. والأول في الضخامة والحجم بينهم .. كان هو الآخر في هذا الوقت من السنة يقضي أجازته السنوية مع أسرته في تركيا .. أول مرة يذهب فيها الي اسطنبول ويري كم هي بلد أوروبي في كل شيء ولكنه مسلم خليط عجيب لا تراه الا في تركيا .. ومع هذا كله تأبي هذه الذكري فراقه تذكر والدة عمر وهي تبكي ليلا ونهارا وتنادي علي ولدها الحبيب .. تذكر حين قدمت الي منزلهم وسألته عن ولدها انه كان صديقه وربما يعرف أين يكون وأجاب في إصرار وخوف أنه لا يعلم شيئا عنه وسمع عنها بعد ذلك أنها توفت سريعا حين لم تعثر علي ولدها أو أي دليل له .. نظر الي السماء فوجد زرقتها تـميل الي اللون البرتقالي .. ما هذا هل هذا وقت الغروب ؟ .. انه ليس وقت الغروب هذا وقت الظهيرة .. نظر الي السماء مجددا أصبحت حمراء داكنة ... بلون الــدم . أيمن يقف محدقا الي المنزل المشؤوم .. حبيبات العرق الذهبية تنساب في نعومة علي وجنتيه مستسلمة لقوانين الجاذبية الأرضية .. نسمات الريح تتراقص مع خصلات شعره الأسود الطويل .. حاول مرارا أن ينسي هذه الليلة بلا جدوي .. باءت كل محاولاته بالفشل .. أصبحت حياته جحيما .. كوابيس مروعة في منامه وتوتر وقلق في مقامه تقابل كثيرا مع أصدقائه لعله يجد عند أحدهم ما يريح به ضميره ولكنه وجدهم نادمين علي ما فعلوا ودائما ما ينتهي نقاشهم بالصمت .. ويترك كلا منهم الآخر دون كلمة وداع واحدة . لقد حسم أمره سيدخل الي هذا المنزل .. ويواجه مصير صديقهم الطيب عمر لأنه لا يحتمل الحياة هكذا "بسم الله الرحمن الرحيم" قالها ودخل الي المنزل وفي يده مصباح يدوي صغير .. رغم أن الوقت ظهرا الا أن هذا المنزل من الداخل معتما جدا .. حمد الله أنه أتي بهذ المصباح .. الآن هو في الداخل .. علي يمينه غرفة صغيرة .. ماذا وراءك يا غرفة .. شبح الباشا .. أم شبح ابن الباشا ؟ ان الرعب الذي يملأ قلبه كفيل بأن يقتل قرية صغيرة تنتظر النداهة كل ليلة .. مسكين يا عمر يا صديقي .. كيف احتملت كل هذا الرعب وحدك وأنت صغير هكذا .. كم كنت قاسيا علي هذا الفتي .. سامحني يا ربي!! فجأة وجد أمامه مجموعة من العظام الآدمية .. جمجمة .. ذراعان .. وقفص صدري وبجوار هذه العظام .. وسط التراب الذي يملأ المكان .. بقايا أثر حركة لولبية لجسم ضخم طويل مثل ثعبان . تم تعديل 5 يناير 2006 بواسطة الآسر ************************************************** IF YOU CAN UNDERSTAND THE ME THEN I CAN UNDERSTAND THE YOU رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
شاعرالرومانسية بتاريخ: 6 يناير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يناير 2006 اسلوب متميز ورائع فى عرض الافكار.. أعتقد ان ماهو ات .. سيكون اكثر روعة .. فلا تحرمنا منه وتقبل خالص امنياتى،،، http://www.postpoems.com/members/sha3r_elromansya/ حتى وأنت بعيد..حبيبى *** حتى وأنت مش معايا قولى مين غيرك داريبى *** حتى لو فى هواك أسايا مع خالص شكرى وتقديرى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الآسر بتاريخ: 6 يناير 2006 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 يناير 2006 شكرا لك يا عزيزي ولكن كان لي عنك استفسار في أحد الردود علي قصيدة تغيبين عني فأين هو؟ ************************************************** IF YOU CAN UNDERSTAND THE ME THEN I CAN UNDERSTAND THE YOU رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان