كيف ترضي مديرك(حفظه الله)

[khedr]

قضي سنوات عمره بين جدران الوظيفة وجاء حقه في الترقي وقف أمامه سد منيع

رئيسه لايرغب في ترقيته حتي لايرأس زوجته في نفس العمل..

لاذ بالقضاء عدة مرات.. أنصفه القضاء.. أكد أحقيته في الترقي.. لكن جبروت رئيسه حال دون ترقيه ضاربا عرض الحائط بدولة القانون..!

لم يعد لديه ما يفعله.. إحساسه بالقهر والظلم وضياع حقه أقوي من أن يقاوم نزعات الموت لديه.. الانتحار يريحه من عذاب قهره.. لم يعد أمامه وسيلة لإسماع صوته غير الانتحار!!.

وكما جاء بالصحف.. 'قرر الموظف التخلص من حياته للفرار من جحيم رئيسيه في العمل وهما المدير العام وزوجته..

ألقي بنفسه من الدور التاسع بوزارة العدل'.

وكأننا لم نقرأها في الصحف وبالتفصيل الممل..

ربما نكون قد اعتدنا قراءة مثل هذه الأخبار فتجمدت أحاسيسنا وتصورنا ولو للحظة أنها حادثة عادية للتخلص من الإحساس بالقهر. وهو أشد الأحاسيس إيلاما للنفس..

نار تكوي الروح ويصبح العالم وحشا مخيفا ولا سبيل غير الانتحار لاتقائه..!

تري هل حقق رسالته وسمعنا صوته عبر انتحاره.. هل فكر وتدبر فيما يمكن ان يقوله لنا بانتحاره علنا من الدور التاسع ليتهشم جسده ويتناثر حتي لايبقي شيء من جسده يفكره بقهره وتعطيل القانون وعدم مبالاتنا..!

هل فكر ولو للحظة انه سيصبح خبرا في صفحة الحوادث نقرأه ونتثاءب قليلا في انتظار فيلم السهرة..

هل تصور اننا سنخرج في مظاهرة نطالب بالعدل وتنفيذ أحكام القضاء التي تتراكم عاما بعد عام ولا نعرف جهات التنفيذ واستشكالات المحامين المحترفين للقضاء علي كل حق ما دمت الأتعاب تدفع ممن يملك السلطة والثروة!

والآن تخلص من القهر وربما يشعر بالسعادة لتخلصه من مكان أكل عمره وبخل عليه بالقليل.. وأراح رئيسه وأسعده وقدم له خدمة جليلة.. فبانتحاره مقهورا.. لم يعد أحد ينافس زوجة رئيسه في العمل في الترقي.. وستنفرد بمكتبها ومكتب زميلها المنتحر.. وستذكر فضله عليها وإراحتها من القضايا وهل هو أحق بالترقية ليصبح رئيسها بالعمل.

وستذكر دائما فضل القهر وتمدحه فقد مكنها ومكن زوجها من الانفراد بالعمل.

[khedr]

المقال..والموقع

http://www.elakhbar.org.eg/issues/16764/0209.html

والشكر للدكتور محمود عطيه كاتب المقال