محمد عبد المجيد بتاريخ: 19 يناير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 يناير 2006 أوسلو في 19 يناير 2006 رسائلُ كثيرة تصلني مطالبةً بالتوقف عن تذكير المصريين بفاجعتهم، وبأنّ حذاءَ الرئيس يلعقه الملايين، وبأنّ كرامةَ المصري في عهد أسرة مبارك أقلّ مِنْ كرامةِ جيفة ملقاة في أحد الشوارع الجانبية! مللٌ شديدٌ وواضحٌ بدأ منذ فترة يتسلل إلى نفوس القرّاء الكرام الذين كانوا يتسابقون لمطالعة كتاباتي، والشَدّ الدافيء على يدي، وتشجيعي بكلمات رائعة تمنح القلمَ طاقة جديدة للاستمرار في معركة من أجل الحق والعدل والحرية. عندما تدلف إلى أحد المنتديات والمواقع ستجد حتما مقالاتي هي الأقل قراءة وتعقيبا، ويمر عليها الموجوعون والوطنيون وكل الغاضبين من حكم الرئيس حسني مبارك مر الكرام، فكما قال لي أحدهم: إنك تُذكرّني بكرامتي التي مسح بها الرئيس الأرض من ثغرها إلى حلايبها، وتجعلني أتحسس قفاي ومؤخرتي صباح كل يوم، وأكاد أبصق على المرآة التي تعكس صورة واحد من ملايين الخائفين المرتعدين ذعرا من حاكم لا يملك من أمر جسده أو روحه شيئا. ثم يردف صاحبنا: لذا لم أعد أقرأ لك، ويفعل مثلي كثيرون، فأنت تحوّل أحلامَنا إلى كوابيس، وصمتنا إلى جُبن غير مبرَر، ورضانا العبودي لنهب وطننا إلى مذلة وهوان. أكثر من عشرين عاما وقلمي المسكين أغمسه في قلبي، وأحَبّر ريشته بدمي، وتشغلني كرامةُ المصري كما لم تشغلني من قبل كل قضايا الدنيا وما فيها. لماذا لا يعيش المصريون كبقية خلق الله؟ لماذا قطعنا ألسنتنا بأيدينا، وثبّتنا عيوننا في الأرض، وعَرّينا ظهورَنا لسوط الرئيس وابنه؟ عشرون عاما وكلما انتهيت من مقال ظننت أنه الأخير، وأنه سيجتث العفن والفساد، وستفور الدماء في عروق قارئيه، وستسري في أوصال أبناء بلدي رعشة كرامة كأنها البيان رقم واحد للقضاء على أعفن نظام فاسد حكم مصر منذ بناة الأهرام. أحلم لبلدي بالتحرير من ربقة أعتى الطغاة، وأجلس دامع العينين لأخطط لكل صغيرة وكبيرة، من حرية الرأي والسجون والمعتقلات والتعليم ودور النشر والتربية واختيار الأكفاء ونظام الادارة السليمة وكيفية الانتهاء من ملايين القضايا المعروضة على العدالة البطيئة، أعني الظلم الطويل. أفكر بتفاصيل دقيقة في فتاة على وشك الزواج وهي تحلم بأن يقرأ والدها الفاتحة مع عريسها، لكن الوالد غائب في زنزانة باردة ورطبة تحت الأرض منذ سنوات طويلة وبدون محاكمة وفقا لمزاج وغضب السيد الرئيس. ثم تشغلني صورة شاب يعود إلى بيته في أول أيام الدراسة ويتمنى في الطريق أن يجد أباه الذي لم يره منذ طفولته فهو قابع في معتقلات الرئيس ولا أمل في خروجه مادام الاجرام طليقا، ورقاب شعبنا تنحني في امتهان لم تعرفه أقل شعوب الدنيا امتهانا وانكسارا وسخرة. منذ عشرين عاما كتبت ( كرامتنا يا فخامة الرئيس)، وظللت أكتب، وكلما دب اليأس في نفسي تأتيني كلمات أكثر دفئا من شمس مسقط رأسي لتعيد لي تركيب الروح في الجسد، وتدفعني للاستمرار في أعنف كتابات ضد أعتى الطغاة. قال لي محاوري: لو هدأ قلمك، وكتبت عدة كلمات في مديح الرئيس القادم جمال مبارك فستتمكن من زيارة بلدك، وتسير في شوارعها، وتضرب غطسا في بحرها ليغسل أحزانك، وتقوم بزيارة قبري والديك، رحمهما الله، وتقبل ما رضي به الملايين، أي أمل كاذب في أن يُغيّر الذئبُ أنيابه، وتتحول تخشيبات أقسام الشرطة إلى صالونات أنيقة يغوص فيها جسد الشاهد والمتهم ريثما يأتيك مأمور القسم بقدح من الشاي بالنعناع بعدما كان يُعلق قدميك في سقف حجرته. خُمْس قرن وقلمي يعصي رغبتي في قليل من الهدوء لئلا يتسرب الملل إلى القراء، لكن قشعريرة غضب ينتفض لها الجسد والفكر معا عندما أتذكر حجم المأساة التي يعيشها أبناء بلدي. أبعث آلاف النسخ من المجلة مع صدور كل عدد، وأرسلها لأكثر من تسعين سفيرا مصريا في دول العالم، ثم جاء الانترنيت فموقع طائر الشمال فضلا عن المنتديات والمواقع ومئات العناوين التي تتلقى مقالاتي. لم يعد قارئو مقالاتي قادرين على الاستمرار حتى السطر الأخير، فهي وصف للنكد والحزن والكوارث، وتكرار مُملّ وصارم وجاف لحقيقة يعرفها القاصي والداني وهي انهيار وانحدار أم الدنيا، وانحسار دورها الانساني والسياسي والاجتماعي والروحي والتسامحي والعلمي والثقافي والرياضي، ثم يُخْرج لنا سيّدُ القصر لسانه، فهناك ست سنوات كاملات باختياركم الطوعي لكي أحرق لكم بلدكم وأسَلّمها لأجيال من بعدكم خرابا وبوما ناعقا ومصارف مفرّغة ورجال أعمال من أصدقاء ابني يتمتعون في منتجعات أوروبية بأموالكم. ويشتعل الغضبُ في نفسي عندما يتعمد قراء كثيرون القفز فوق الموضوع وفحواه وتعمد اهمال حقائق الوضع المصري المأساوي ليبدأ الهجوم الأحمق على شخصي وغربتي وعدم مصداقية كلماتي لأنني بعيد عن زائر الفجر، وكف المخبر، وسوط الباشا المأمور. حتى لو انسحبت من الساحة رافعا الراية البيضاء، ومقدما ولائي لليأس طريقا وحيدا لحياة هادئة لكي أختار التغزل في الطبيعة في شمال الشمال، والطلب من العناية الالهية أن تتولى عنا القيام بهذا العمل الشاق، واعتبار كل أبناء بلدي جبناء غير قادرين على التغيير، فلن أستطيع وسيعصيني قلمي فالقارعة في مصرنا الحبيبة أشد هَوّلاً من أعنف طوفان شهده بلد آمن في يد رب رحيم. تلك هي خلجات نفس تقف حائرة بين رغبة القراء في تقديم أوراق مزيفة لوطن يحتضر وبين رغبة قلم في أن يستمر إلى ما شاء الله، لعل الله يُحدث بعد ذلك أمرا.ولا يزال قراء مقالاتي في انحسار وابتعاد وملل حتى ينفض آخرهم. محمد عبد المجيد رئيس تحرير طائر الشمال عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين http://www.tearalshmal1984.com Taeralshmal@gawab.com Taeralshmal@hotmail.com Fax: 0047+ 22492563 رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عادل أبوزيد بتاريخ: 23 يناير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 23 يناير 2006 سيدى الفاضل تحادثنا تليفونيا منذ أكثر من سنة و حاولت أن أنقل لك بكل دبلوماسية أن كتاباتك لا تتطلب حوارا و أنك تنصب نفسك مفكرا بدلا من الجميع. و الآن هذا الموضوع إسمحلى أن أعقب عليه ببساطة و بلغة ليست رمادية ... بصراحة ياسيدى الفاضل كتاباتك تفتقر بشدة للذوق و اللياقة و نحن فى مصر فى كل الظروف نتمسك باللياقة فى الحديث و التمسك بقواعد الذوق. أشعر بالخجل من أن أصدمك بهذا الرأى و لكن إلحاحك هو الذى دفعنى للرد أطيب تحياتى مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Alshiekh بتاريخ: 24 يناير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 يناير 2006 الأستاذ / محمد عبد المجيد فى الحقيقة المصريين زهدوا أى أمل فى التغيير للأفضل بعد أن أصبح الحديث عن التغيير كمثل المطرب فى وسط مجموعة من الصم والعميان. إذا نزلت بين الناس وسألتهم عن الأحوال ستسمع مر الشكوى من سوء الحال وفساد النظام وحايختموها بكلمة اشتهر بها الشعب المصرى ،" الحمد لله على كل حال " أو " الحمد لله الذى لايحمد على مكروه سواه ".ستسمع مر الشكوى مختومة بعبارة " لا أنا ولا أنت اللى حانغير " " ياعم دى بلدهم ، خليهم يولعوها ". نحن شعب يشتكى ولايثور ، والثورتا الوحيدتان للتان شدتهما ، كانتا ثورات الخبز عامى 1968 ، وعام 1976 وفى كلتا المرتان كانت بسبب ارتفاع السلع الاساسية الخبز ، الدقيق والارز ، وعلى الرغم من ان العهد الحالى رفع جميع الاسعار عدة مرات ، الا أن الافواه خرست عن الاعتراض ، كل من يعلو صوته يقتلع من وسط أهله ، ولا من معترض ، واذا اعترض البعض ، فالنظام يصم آذانه عن سماع اعتراضهم ، الاعتراض الوحيد الذى استجاب له النظام رغما عن كونه ضد القانون ، كان بالإيجاب عندما اعتصم البابا شنودة لتسليم السيدة وفاء قسطنطين بدلا من حمايتها، ولم يكن ذلك اكراما لعيون البابا ، ولكن لاجل اصحاب الصوت العالى من المتطرفين القريبين من عضو او عضوين بالكونجرس الامريكى. استاذ محمد عبد المجيد ، يمكنك ان تقول ان الناس آثرت السلامة والامان والهوان فى نفس الوقت .! -- {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}(11){اَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ}(12)وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ}(11) ذو العقل يشقى في النعيم بعقله *** وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم***************مشكلة العالم هي أن الحمقى والمتعصبين هم الأشد ثقة بأنفسهم ، والأكثر حكمة تملؤهم الشكوك (برتراند راسل)***************A nation that keeps one eye on the past is wise!AA nation that keeps two eyes on the past is blind!A***************رابط القرآن كاملا بتلاوة الشيخ مصطفى إسماعيل برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط القرآن كاملا ترتيل وتجويد برابط ثابت مع رابط للقراءة***************رابط سلسلة كتب عالم المعرفة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ابو احمدين بتاريخ: 24 يناير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 يناير 2006 عادل أبوزيد سيدى الفاضل تحادثنا تليفونيا منذ أكثر من سنة و حاولت أن أنقل لك بكل دبلوماسية أن كتاباتك لا تتطلب حوارا و أنك تنصب نفسك مفكرا بدلا من الجميع. و الآن هذا الموضوع إسمحلى أن أعقب عليه ببساطة و بلغة ليست رمادية ... بصراحة ياسيدى الفاضل كتاباتك تفتقر بشدة للذوق و اللياقة و نحن فى مصر فى كل الظروف نتمسك باللياقة فى الحديث و التمسك بقواعد الذوق. أشعر بالخجل من أن أصدمك بهذا الرأى و لكن إلحاحك هو الذى دفعنى للرد أطيب تحياتى الأخ عادل ابوزيد حبي وتقديري في البداية كلنا وطنيون .. من هنا اقول لك بصراحة انك تحاملت كثيرا بتعليقك هذا على الاخ كاتب الموضوع .. فما جاء بمقالته لايجافي الواقع الذي نحن بصدده جميعا ولا يتجاوز الكثير مما تثيره صحف المعارضة وخاصة مقالات ابراهيم عيسى بالدستور وصوت الامة .. فالرجل هنا واقعي لدرجة الصدمة وهذا هو المطلوب في هذا المنعطف الخطير الذي نعيشه جميعا مهما كانت الحقيقة مؤلمة فقد وصلت الامور للحد الذي لاينفع معه الكلمات المنمقة التي تتسم بالذوق واللياقة .. مع تقديري الكامل ان الباعث عندك هو حبك وغيرتك على مصر وطنا وشعبا ، واعتقد انه نفس الباعث عند الاخ محمد عبد المجيد ولكن لكل طريقته في التناول .. شكرا لكما رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
geny بتاريخ: 25 يناير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 يناير 2006 الاخ محمد عبد المجيد ارحب بك هنا مرة اخرى بعد قرار ابعادك عن منتدى جامعة القاهرة وذلك بسبب الكتابات الغريبة التى تكتبها احيانا ولكننى ااعترف ان هناك بعض وليس كل المقالات تعجبنى وشكرا :wub: المعرفه بحر واسع ، فهل انت مستعد للسباحة بها؟ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
وليد صفوت بتاريخ: 25 يناير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 يناير 2006 الأخ عادل ابوزيدحبي وتقديري في البداية كلنا وطنيون .. من هنا اقول لك بصراحة انك تحاملت كثيرا بتعليقك هذا على الاخ كاتب الموضوع .. فما جاء بمقالته لايجافي الواقع الذي نحن بصدده جميعا ولا يتجاوز الكثير مما تثيره صحف المعارضة وخاصة مقالات ابراهيم عيسى بالدستور وصوت الامة .. فالرجل هنا واقعي لدرجة الصدمة وهذا هو المطلوب في هذا المنعطف الخطير الذي نعيشه جميعا مهما كانت الحقيقة مؤلمة فقد وصلت الامور للحد الذي لاينفع معه الكلمات المنمقة التي تتسم بالذوق واللياقة .. مع تقديري الكامل ان الباعث عندك هو حبك وغيرتك على مصر وطنا وشعبا ، واعتقد انه نفس الباعث عند الاخ محمد عبد المجيد ولكن لكل طريقته في التناول .. شكرا لكما <{POST_SNAPBACK}> عزيزى ابو احمدين استاذ عادل لا يتحدث عن هذا المقال تحديداً ,و لكنه يتحدث عن مُجمل مقالات الفاضل محمد عبد المجيد , و التى فى نظرى لا تصدم على قدر ما تخدش الحياء بالفاظ يتعافى اللسان عنها ..... تحياتى ,... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان