تعريف الخائض بجواز مس المصحف للجنب والحائض

[مالك العبيدي]

قبل أن ينبري لي قلم ويبدأ يعزف على ألحان اللوم علي، فإنني أقرر من البداية أن هذه المسألة من مسائل الخلاف والتي كثر فيها الجدال،لكنني أقدم لك وجهة نظر فقهية من بطون الكتب العلمية،أسردها إليك لأنني رأيت أن الحرج موجود عند الكثير من الناس-وخاصة النساء-،وهي مسألة أرجو أن يكون الكلام فيها علميا بحتا لا تأتي لي إلا بدليل، ولا نريد سخفا في الكلام لكي لا يخرج الأمر عن جديته،ولك بعد كل هذا أن تختار ما تريد فإننا قوم لا نحجر على عقول الناس.

أولا:عرض لآراء الفقهاء في المسألة:

يرى الحنفية حرمة لمس المصحف للجنب والنفساء والجنب،لكنهم يجيزون مس غلاف المصحف وكتب التفسير إلا موضع القرآن فيها،ويحرمون القراءة فيه على أي وجه كان،أما الشافعية والحنابلة فيمنعون لمس المصحف والقراءة به على أي وجه كان وحتى الغلاف،وكذلك المالكية لكنهم استثنوا النساء الحافظات للقرآن اللواتي يخشين على أنفسهن نسيان القراءة من عدم لمسهن للمصحف بشرط اللمس دون القراءة (أي بتحريك الشفتين)،وذهب الظاهرية -ومنهم الإمام ابن حزم- إلى جواز المس والقراءة للجنب والحائض.

ثانيا:أدلة المانعين:

1-قوله تعالى:(لا يمسه إلا المطهرون)،على أن تفسير المطهرون هم الذين تطيبوا من الحدث،والإجابة على هذا القول من وجوه سأذكر بعضها وهي:

أ-أن لفظ (المطهرون)غير لفظ (المتطهرون)لأن اللفظ الأول يدل على أن طهارتهم ذاتية بلا اكتساب،أما اللفظ الثاني فيدل على قيام بفعل الطهارة ألا ترى أنك تقول بعد الانتهاء من وضوءك:(واجعلني من المتطهرين)،ولو قال:(لا يمسه إلا المتطهرون)لكان هذا المعنى من أنهم المؤمنون سائغا.

ب-انظر إلى سياق الآية:(إنه لقرآن كريم*في كتاب مكنون*لا يمسه إلا المطهرون)فالآية تقول لك إنه في كتاب مكنون،وأين هذا الكتاب؟الجواب-وباتفاق-: في السماء،إذا هل من يغتسل يستطيع لمس القرآن الذي في السماء كما هو سياق الآية؟ الجواب بالتأكيد:لا،إذا من هم المطهرون؟الراجح أنهم الملائكة،وهو أوفق مع الآية من ناحية المعنى والسياق،لكن قد يحتج بعضهم بحادثة عمر-رضي الله عنه- مع أخته فاطمة حينما قالت له:(لا يمسه إلا المطهرون)،ويجاب عنه أن القصة غير ثابتة كما بين ذلك ابن حجر في المطالب العالية وابن القيم،وحتى لو صحت فلا حجة لأن عمر كان كافرا وليس بجنب.

2- حديث أبو بكر عمرو بن حزم عن أبيه عن جده-رضي الله عنهم-أن النبي –صلى الله عليه وسلم-كتب إلى أهل اليمن كتابا وكان فيه:(لا يمس القرآن إلا طاهر)رواه النسائي والدارقطني والبيهقي والأثرم،والحقيقة أن لفظ طاهر مشترك بين المؤمن أو المحدث،فأيهما نقدم؟ انظر إلى أن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال أولا:(المؤمن لا ينجس)ثم انظر إلى أن أهل اليمن عندهم أهل كتاب،فالمعنى المؤيد بالإتباع أنه من جنس أن النبي-صلى الله عليه وسلم-نهى عن السفر بالقرآن إلى أرض العدو.

3-حديث علي-رضي الله عنه-أن النبي-صلى الله عليه وسلم-لم يكن يحجزه شيء عن القرآن شيء سوى الجنابة،وقد روى الحديث أهل السنن،لكن الحديث ضعيف كما بين ذلك النووي والمنذري والإمام أحمد وغيرهم-رحمهم الله أجمعين-،وحتى لو صح أين الدليل على الحرمة فهو بالكاد يدل على الكراهة حتى يدل على الحرمة،ثم إن ما رآه الصحابي إن كان لها معارض كحديث عائشة الآتي فالمثبت مقدم على النافي لأنه لعله رأى شيئا لم يره النافي.

4-حديث علي-رضي الله عنه-قال:(رأيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-توضأ، ثم قرأ شيئا من القرآن،ثم قال:(هكذا لمن ليس بجنب،فأما الجنب فلا ولا آية))رواه أحمد وأبو يعلى،وهذا الحديث في غاية الضعف.ومن خالط السنة ونظر إلى هذا الحديث علم استحالة أن يكون هذا الحديث منها.

ثالثا:أدلة المجيزين:

1-استدل المجيزون بالقواعد العامة لشريعة أولا من أن الأصل في الأمور الإباحة ما لم يرد نص يدل على التحريم،وأن الإسلام مبني على اليسر وان النبي-صلى الله عليه وسلم-ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما.

2-حديث عائشة-رضي الله تعالى عنها-حيث قالت:(كان النبي-صلى الله عليه وسلم-يذكر الله على كل أحيانه)رواه مسلم وأبو عوانة،والحديث عام وشامل للقرآن وغيره وسواء كان على أي حال بلا قيد.ولهم أدلة أخرى ذكرها ابن حزم في المحلى كذلك هناك رسالة للأستاذ إحسان عايش على صفحته في موقع صيد الفوائد بإمكانك النظر إليها فهي مفيدة في بابها.

رابعا:حاصل المسألة:

أنه لا يلحق من قرأ القرآن جنبا أو حائضا أي وزر،لكن يبقى كراهة مس المصحف أو القراءة فيه لأن النبي-صلى الله عليه وسلم-قال:(إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر)،وهذا هو مذهب ابن حزم وداود الظاهري ورواه عن ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة.والمسالة فيها سعة لكننا لا نريد أن نضيق واسعا كما أننا لا نوسع ضيق،فمن باب الأدب الأولى أن لا يمس القرآن إلا كامل الطهارة من الحدثين الأصغر والأكبر،لكن لا حرمة على من قرأ فيه محدثا،وفي الأمر سعة ...والله اعلم.

[MZohairy]

نفس فتوى الشيخ خالد الجندي

الله يفتح عليك

كلام جميل ومعتدل

[بركات]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

• 
  

جزاك الله يا اخ مالك

لو تبدا معنا من البداية في ان تجيب على اسئلة الاعضاء

او ان رجل قام الى صلاة الفجر يريد الصلاة و لم يبقى على صلاة الفجر لا قليل

و كان على جنابة فهل يجوز له ان يذهب الى الصلاة في المسجد دون اغتسال ؟

طيب اذ كان في العمل و لن يرجع حتى وقت متاخر و لم يسطيع الاغتسال عندما قام من النوم هل يجوز ان يصلي الظهر اذ احس انها سوف يدركه وقتها ؟

و جزاك الله عنا كل الخير

مع التحية

بركات

[Folana]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

• 
  

جزاك الله يا اخ مالك

  لو تبدا معنا من البداية في ان تجيب على اسئلة الاعضاء

  او ان رجل قام الى صلاة الفجر يريد الصلاة و لم يبقى على صلاة الفجر لا قليل

  و كان على جنابة  فهل يجوز له ان يذهب الى الصلاة في المسجد دون اغتسال ؟

  طيب اذ كان في العمل و لن يرجع حتى وقت متاخر و لم يسطيع الاغتسال عندما قام من النوم هل يجوز ان يصلي الظهر  اذ احس انها سوف يدركه وقتها ؟

و جزاك الله عنا كل الخير

مع التحية

بركات

<{POST_SNAPBACK}>

السلام عليك ورحمة الله .........

الاخ الفاضل ..اسمحى لى اجاوب الى ان نقرأ ردود للاخوة ...ولن افتى طبعا ..والكلام اللى حاكتبه منقول من كتاب فتاوى المرأة المسلمة ..

اذا تعذر استعمال الماء لعدمه او التضرر باستعماله ...فانه يعدل بذلك الى التيمم ...وذلك بأن يضرب الانسان بيديه على الارض ثم يمسح بهما وجهه ويمسح بعضها ببعض

والمثال المذكور امامى عن الطهارة من الجنابة اذا كان الوقت بارد ...مش عارفة بتكون نفس الظروف ولا ايه ..

السؤال بيقول :...استيقظ وهو على جنابة قريب اذان الفجر ..وكان الماء بارد وخشى من الاغتسال به واذا سخنه فاته صلاة الفجر ...فهل يجوز تفويت الصلاة الى حيث الاغتسال او يتيمم ويصلى ؟

الجواب :هذه المسألة فيها قولان ...فالاكثر كأبى حنيفة والشافعى واحمد يأمرون بطلب الماء وان صلى بعد طلوع الشمس

ومالك يامر بالصلاة للوقت بالتيمم لان الوقت مقدم على غيره من واجبات الصلاة .

سؤال :...هل الافضل للانسان اذا لم يجد الماء ان يؤخر الصلاة الى وقت اخر ام يتيمم ويصلى فى اول الوقت ؟

الجواب :...هذا فيه تفصيل ...

اولا :...يترجح تأخير الصلاة الى اخر الوقت فى حاليين :

1- اذا علم وجود ماء فالافضل ان يؤخر الصلاة ولا يقال بالوجوب - لان علمه ليس امرا مؤكدا

2- اذا ترجح عنده وجود الماء فيؤخر الصلاة - لان فى ذلك محافظة على شرط من شروط الصلاة وهو الطهارة بالماء وفى الصلاة فى اول الوقت محافظة على فضيلة فقط ...وعلى هذا يكون التاخير والطهارة بالماء افضل .

ثانيا :....يترجح تقديم الصلاة فى اول وقتها فى ثلاث حالات :...

1- اذا علم انه لن يجد ماء

2- اذا ترجح انه لن يجد ماء ....

3- اذا تردد فلم يترجح عنده شىء (يعنى مش متأكد حيكون فيه ماء ولا لأ)

سؤال :...من اصبح جنبا فى وقت بارد هل يتيمم؟..

الجواب :..اذا كان الانسان جنبا فان عليه ان يغتسل لقوله تعالى "وان كنتم جنبا فاطهروا "..(المائدة6)...فان كانت الليلة باردة ولا يستطيع ان يغتسل بالماء البارد فانه يجب عليه ان يسخنه اذا كان يمكنه ذلك ..فان كان لا يمكنه ان يسخنه لعدم وجود مايسخن به فانه يتيمم عن الجنابة ويصلى ...لقوله تعالى .."وان كنتم مرضى او على سفر او جاء احد منكم الغائط او لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه مايريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون "".....(المائدة)

واذا تيمم عن الجنابة فانه يكون طاهرا بذلك ويبقى على طهارته حتى يجد الماء فاذا وجد الماء عليه ان يغتسل

والمتيمم اذا تيمم من جنابة فانه يكون طاهرا منها حتى يحصل له جنابة اخرى او يجد الماء ..وعلى هذا فلا يعيد تيممه عن الجنابة لكل وقت وانما يتيمم بعد تيممه من الجنابة عن الحدث الاصغر ..

والله تعالى اعلى واعلم ...

بس بالله عليك يااخى الفاضل استنى لما احد المتفقهين فى هذه النقطة يفيدك لانى اخشى ان اكون بأثم كده وباكتب حاجة غلط ....

[MZohairy]

يا جماعة

قوانين المحاورات تمنع اصدار الفتاوى داخلها وهذا نص القانون:

تنص إحدى قواعد الاشتراك فى المحاورات على:

"باب هدي الإسلام ليس جهة مؤهلة للإفتاء بغض النظر عن مدي علم المشتركين فيه و لكننا وفرنا وصلات بالمواقع التي تحتوي علي الفتاوى الشرعية و المراجع الإسلامية و ننصح بالاسترشاد بها"

ومن هنا فإننى أنصحكم بالتوجه إلى إحدى الجهات المنوط بها إصدار الفتاوى من خلال الروابط المذكورة أو من خلال دار الإفتاء بشكل مباشر ...

تحياتى

[مالك العبيدي]

أخmzohairyشكرا لك ولكن طلب الأخ فيما أظن ينحصر في بيان فقهي عام ،وليس قضايا فقهية تفصيلية ومناطة لكبار أهل العلم وإن كان ك>لك فالأمر فيه سعة ،وبما أنني سألت لا أستطيع كتم علم في مسألة علمتها أما بعد:

أشكر الأخ بركات على الثقة الزائدة عن حدي وأشكر الأخت folanaعلى إجابتها المفيدة لكنها لا تفرق بين المعتمد عند الم>هب وغيره مما هو موجود فيه،وتحقيق المسألة أن المعتمد عند الحنفية والمشهور عند الحنابلة انه يباح التيمم لخشية فوات الوقت وهو مرجوح لأن الأمر في الآية (وإن كنتم جنبا فاطهروا)عام لم يخصصه أي عذر وليس عليه دليل،وه>ا م>هب الشافعية والمالكية ورواية عن أحمد مال إليها صاحب الروض المربع.أما با قي الإجابة فالأخت جزاها الله خير كفتنا مؤونتها.