هل هناك مسئوليات على الأب "البيولوجى"

[عادل أبوزيد]

الموضوع رديئ و لم أقصد أن ندخل دوامة غير منهية من الحوار حوله و لم أكتبه من أجل الرياضة الذهنية و لكنى أردت أن أستطلع إنطباع مجموعة راقية من مثقفى مصر هنا أقصد جمهور محاورات المصريين.

فى الغرب يوجد ما يسمى بالتبرع بالنطفة أو دعونا ندلف إلى الموضوع مباشرة فى الغرب يمكن أن يحدث الإنجاب بدون زواج .

هنا فى مصر حدث إنجاب و أشارت الأم إلى الأب الذى رفض الإعتراف ببنوة الطفل و لجأت الأم للمحكمة التى حولت الموضوع للطب الشرعى الذى أثبت بنوة الطفل للرجل عن طريق ال DNA و رأت المحكمة أن تسترشد بدار الإفتاء التى أفتت بعدم البنوة لعدم وجود عقد زواج.

و سؤالى هنا فى هذه الحالة حالة إنكار الأب مع الثبوت اليقينى للبنوة - علميا - و مع عدم الدخول فى نقاش دينى لن يوصلنا - بحكم أننا غير خبراء - إلى شئ ... سؤالى هو ما هى مسئوليات هذا الأب من الناحية القانونية بوصفه الأب "البيولوجى" لهذا الطفل ؟ هل يلزمه القانون بالإنفاق على الطفل و دعونا نفترض أن الرجل و السيدة و الإبن ديانتهم ليست الإسلام أو المسيحية أو اليهودية.

ما تصورك لوضع طفل يرفضه أبوه و هو ليس بلقيط و الأم لا تريد إيداعه ملجأ

هل نلزم الأب " النذل " بالإنفاق على إبنه حتى لو رفضه ؟

أتصور أن هذه الحالة و الواردة اليوم فى بريد الأهرام ربما ترجع لقصة أحمد الفيشاوى و هند الحناوى.

و هذا ما جاء ببريد الأهرام :

بـريــد الأهــرام

43513 ‏السنة 130-العدد 2006 يناير 24 ‏24 من ذى الحجة 1426 هـ الثلاثاء

حسب لغة العصـــر‏!‏

تابعت قصة السيدة التي أنجبت طفلا سفاحا وعرفت أباه لكن محاولاتها ومحاولات الأهل والجيران لدفع الرجل للاعتراف ببنوة الولد ذهبت أدراج الرياح‏,‏ وقررت المحكمة إحالة الأم والأب إلي الطب الشرعي فجاء تقريره مطابقا لدعوي الأم‏,‏ ورأت المحكمة الاستئناس برأي دار الافتاء ـ وهي سنة حميدة ـ فأفتت بأن نسب الطفل للرجل إنما يثبت عن طريق الشرع وليس عن طريق الطبع‏,‏ ومعني هذا أن المتخلق من ماء الزنا بالطبع إنما هو ابن الاجتماع بين الرجل والمرأة دون عقد زواج مما يترتب عليه بالطبع أن هذا الطفل ابن للزانية‏,‏ ولا يثبت نسب الطفل للرجل إلا بعقد زواج صحيح‏,‏ وهكذا أصدرت المحكمة حكمها برفض الدعوي وذهب الولد إلي الضياع‏.‏

ولا شك في أنني لا أوافق ولا أشجع علي ما حرم الله وما أبته الفطرة البشرية منذ بدء الخليقة لكننا بصدد قضية اجتماعية خطيرة وإذا كانت الزانية محترفة فإنها تختلف عن قاصر غرر بها وأتت فعلتها مع رجل بذاته أيا كانت صيغة الارتباط بينهما‏,‏ فالذي يتحمل ذلك هما طرفا الواقعة وحدهما وعليهما يقع الحد السماوي أو الوضعي طبقا لما حفل به الشارع او المجتمع نفسه‏.‏

أما بشأن الضحية في ظل خصائص الـ‏DNA‏ وهو أمر لم يكن مدركا وقت نزول الرسالة ولا في وقت المجتهدين من فقهاء الدين ـ فإذا جاءت النتائج تربط بين الطفل والمنسوب إليه علي نحو يقطع علميا بعدم تكرار تلك البصمة فإنه من الأرجح إعادة دراسة ما انتهي اليه السلف في مجتمع يؤمن برسالة يأمر منزلها بعدم إشاعة الفاحشة بين الناس‏.‏

أرجو من فقهاء زماننا أن يجتهدوا في تفسير لا يخرج عن الاحكام‏,‏ ويكون بلغة معطيات العصر‏,‏ وهم يعلمون أن الله لا يقبل أن يتحمل إنسان وزر غيره ولا أن تختلط الانساب بغير صحيح الزواج حفاظا عليها‏,‏ فما بالنا إذا أنكرنا نسبا صحيحا علميا نتج عنه جهالة قد تربط بين محرمين وساهمنا في دفع أبرياء خارج حضن المجتمع‏,‏ وقد يكون منهم من ينقم عليه وينتقم منه؟‏..‏ إن الله لا يحب أن تشيع الفاحشة وهو سبحانه وتعالي لا يضيع أجر من أحسن عملا والهادي إلي سواء السبيل‏.‏

د‏.‏كمال متولي

‏

محرر بريد الأهرام‏:‏

حقا إنها قضية خطيرة ينبغي علي علماء الإسلام الأجلاء دراستها وإصدار فتوي واضحة بشأنها‏,‏ ثم علي القائمين علي أمور التشريع في بلدنا ان يصدروا قوانين جديدة في هذا الصدد تراعي هذه المستجدات في الأدلة الطبية‏,‏ وتلزم من تثبت أبوته للطفل بنسبه إليه‏,‏ والاعتراف به أمام المجتمع حتي ينشأ الجميع في سلام اجتماعي وتعم الطمأنينة التي نفتقدها في هذا الزمان‏.‏ لقد تكررت حكايات انكار النسب كثيرا في الآونة الأخيرة‏,‏ ويحاول كثيرون ممن وقعوا في الخطيئة أن ينفوا أي علاقة لهم بما هو منسوب إليهم‏,‏ وللأسف الشديد فإن الأطفال الناتجين عن هذه العلاقات غير الشرعية هم الضحايا وسوف يعيشون ساخطين علي المجتمع‏,‏ وواجبنا ان ننتشلهم من الضياع الذي يجدون انفسهم فيه بلا ذنب أو جريرة‏.‏ وعلي الأسرة توعية أبنائها وبناتها بمخاطر العلاقات المحرمة وعليها ايضا ان تتساهل في مطالب الزواج وتشجع العلاقات الواضحة التي يقرها المجتمع والدين‏,‏ ويجب الا ننسي دور التليفزيون الخطير في هذا الصدد بعد أن وصل الي كل قرية ونجع في مصر‏.‏

[khedr]

موضوع شائك..والحديث فيه صعب

من وجهه نظري ..ان الحديث سوف يشمل جوانب كثيره من القضيه ..لكي تتم معالجتها بالصوره المتوقعه

اولا...الارقام الواقعيه لتلك المشكله

ثانيا...دور المؤسسات الاجتماعيه في الموضوع

ثالثا...دور المجتمع والاسره والسلوكيات العامه في الموضوع

رابعا...دور الازهر والقائمين علي الفتوي في مشاكل هذه الايام

ولكن لو لي رأي مباشر في الموضوع:

هل نلزم الأب " النذل " بالإنفاق على إبنه حتى لو رفضه ؟

<{POST_SNAPBACK}>

الندل...هل هي حكم ..ام قانون...ام سلوك احتماعي

فماذا نتوقع من الندل...مهما الزمته....!!!!!!

[الأفوكاتو]

يمكننى التعليق على هذا السؤال::

سؤالى هو ما هى مسئوليات هذا الأب من الناحية القانونية بوصفه الأب "البيولوجى" لهذا الطفل ؟ هل يلزمه القانون بالإنفاق على الطفل و دعونا نفترض أن الرجل و السيدة و الإبن ديانتهم ليست الإسلام أو المسيحية أو اليهودية.

عندما نتكلم عن القانون, فنحن نفترض أن هناك قانون يحكم الحالة, و لكن المحكمة المصرية فى االقضية التى نتعرض لها هنا, قد أحالت الموضوع إلى الإفتاء الدينى, الذى أفاد بعدم مسئولية الأب.

و نظرا لأن الإفتاء فى الشرع يعطى حجية فى الشيئ المقضى فيه, فإن حكم المحكمة بناءا على الفتوى أصبح حكما قانونيا , و إذا تم تأكيده فى محكمة أعلى درجة, يصبح فى حكم السابقة القضائية اللازمة الإتباع. أى أن هذه الفتوى قد تصبح فى مقام التشريع.

و رغم أن هذا الحكم قد يبدو ظالما من وجهة النظر الأخلاقية, و منافيا لأصول العدالة , إلا أن السند القانونى, الذى من المفروض أن يعكس ثقافة و حضارة الشعب,قد قرر أن الأب الطبيعى ليس ملزما برعاية طفله.

هذا فى مصر,

و لكن فى الدول المتحضرة, فإن " القانون" يلزم الأب " البيولوجى" بالمساهمة فى تربية إبنه أو بنته, متى ثبتت " أبوته", و عدم مقدرة الأم على رعايته بمفردها.

[nancy]

استاذ افوكاتوا

حضرتك بتقول فى المجتمعات المتحضرة بس للاسف احنا دولة بتاخد راى اليدن لما يكون على الهواء وناخد راى العلم لما يكون على الهواء انما اننا نتكلم بالحق الخالص مهما كانت العواقب لا

يعنى ممكن الراجل يقول كان فية علاقة بس علشان هو نذل فيلمح ان ممكن ميكونش هو وبس ممكن كانت تعرف غيرة

لان الراجل الشرقى كتير منهم بيفكروا انها مدام امنتلى يمكن كمان تكون امنة لغيرى يمكن هى مشاع وانا معرفش

لازم تيكون الغلط على البنت الى تامن لواحد لان كلة فى الاخر حيجى على دماغها وبس

لان قانونا مش بيحميها ابدا

[White heart]

انا ببساطة أتناول تلك القضية من مفهوم المتضرر .. و المسبب للضرر ....

من مفهوم المعتدى عليه .... و المعتدى .....

.... الضحية .... و الجانى .....

و هنا أنا لا أرى الا " طفلة " لا حول لها و القوة بالدرجة الأولى ... و معها امها بالدرجة الثانية كطرف متضرر .. كطرف معتدى عليه .... كطرف ضحية .....

و المؤسف ان حجم الضرر فى مجتمعاتنا بسبب مثل هذه القضايا مضاعف ... أى مادى و معنوى ..... فردى و إجتماعي ......

ما أفهمه انه اذا قام أحدهم بصدم آخر و تسبب فى وفاته و هرب ( أى قرر التخلص من الوزاع القانونى ..... الوازع الإنسانى ... الوازع الدينى ) فهو بكل أسف برئ فى نظر الجميع لعدم كفاية الأدلة ... وحسابه عند خالقه ....

و لكن بكل تأكيد سوف يختلف الأمر تماما و سيتحمل النتيجة كاملة اذا ما تبين بالدليل المادى انه هو الفاعل ..... و سيصبح مسئول مسئولية كاملة و طبعا عقابه فى هذه الحالة مضاعف على الأرض - هذا بخلاف حسابه عند الخالق و هو أعلم به ....

المتهم برئ حتى تثبت إدانته .....

فى قضيتنا هنا أعتقد انه من غاية الأهمية الإتفاق على تحديد و بوضوح من هو الضحية ، المتضرر، المعتدى عليه ..... و من هو المتسبب أو المعتدى أو الجانى ؟

و هل أم لا توجد الوسيلة التى تثبت إدانة المسئول ... و بالتالى تحميله المسئولية كاملة؟؟

اذا كان المسئول أو الجانى نفسه قد تبرأ تماما من الوازع الإنسانى و الأخلاقى و الدينى ... و تشبث بالوازع المادي، فهل يعقل أن تستمر محاسبته فقط من الوازع الأخلاقى أو الإنسانى أو الدينى .... حتى مع يقيننا و بالدليل المادى و القاطع و الذى يثبت مسئوليته الكاملة ... و الذى أيضا بكل تأكيد يرفضه لنفس الأسباب المشار اليها ؟؟؟!!!!!

نحن نقول بالعامية المصرية : " قالوا للحرامي إحلف ..... قال جالك الفرج " .... هل هذا المثال صحيح أم لا؟

المتهم برئ حتى تثبت إدانته .... و متى ثبتت إدانته يجب أن يحاسب ... و من وجهه نظرى الخاصة ... يجب أن يصبح الحساب هنا حتى مضاعف .....

و يكفينا هذا الشلال من مثل هذه القضايا المؤسفة و المحزنة .....

[kfaya]

فى ظل القوانين الحالية ... لا يوجد أدنى مسئولية على مثل هذا الأب البيولوجى .... أى تتحمل الأم كامل المسئولية و مع ذلك تمتلء الشوارع و الملاجئ بأولاد السفاح و يوجد عدة ألاف قضايا اثبات النسب متداولة فى المحاكم ..

الموضوع صعب و شائك و به متعارضات كثيرة ...

السؤال هو هل لو تم أقرار قانون الزام المدعى عليه ( الرجل فى معظم الأحوال ) بأجراء تحليل البصمة الوراثية سوف يسهم ذلك فى تقليل عدد أبناء السفاح ( أو الزواج العرفى ) ... أم سيزيدها تعقيدا ؟؟

[White heart]

kfaya كتب:

السؤال هو هل لو تم أقرار قانون الزام المدعى عليه ( الرجل فى معظم الأحوال ) بأجراء تحليل البصمة الوراثية سوف يسهم ذلك فى تقليل عدد أبناء السفاح ( أو الزواج العرفى ) ... أم سيزيدها تعقيدا ؟؟

أعتقد و بلا أدنى شك سيسهم ذلك فى الحد منها .....

بإقرار مثل هذا القانون .... سوف يجبر قطاع عريض من العامة الذين و بكل أسف مازالوا يرمون بكل سهولة و بساطة كامل المسئولية على كاهل طرف واحد فى معظم الأحوال و بكل تأكيد هو الطرف الأضعف " المرأة " ..... و هذا ليقينهم و معرفتهم مسبقا و كما ذكرت انت فى الشق الأول من مداخلتك بأنه:

فى ظل القوانين الحالية ... لا يوجد أدنى مسئولية على مثل هذا الأب البيولوجى .... أى تتحمل الأم كامل المسئولية

و ما أكثر الأمثلة المحيطة الواقعة ... و للأسف انه من تسبب أخيرا فى كشف أبعاد مثل هذه القضية أو هذا الملف و بهذه الحدة هم ممن يحتسبون على الطبقة المتعلمة المثقفة ... فما بالنا بالطبقة الأقل تعليما و ثقافة ..... نحن هنا بصدد ثقافة ما منشرة بقدر غير بسيط يمكن تلخيصها فى عبارة تتردد بالعالمية " الست هى اللى بتخسر كل حاجه .. الراجل ما بيخسرش حاجه " .... و يمكن بإقرار مثل هذا القانون أن يوفر نوع من أنواع الردع التى تعيد حسابات من لديهم مثل هذه القناعة .....

تحياتى.