اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

( عودة الأشكيف ) مش قصة رعب زى ما انتم فاكرين


emadiab

Recommended Posts

الأشكيف

مملة هى قريتى يا سادة كما ترون و لكنكم على أى حال لم تقطعوا كل هذه المسافة طلبا للإستجمام

إن ما يحدث هنا كل ليلة غامض و خطير و لكنكم لن تستطيعوا أن تظفروا بحرف واحد من أفواه أهل القرية فهم يخشون إن تحدث أحدهم عنه أن تصيب أبناءهم اللعنة ، أما أنا فبرغم ما يبدو من صغر سنى إلا اننى لم يعد أمامى ما اخشاه و لدى الكثير مما سيملأ جعباتكم بالأخبار و سيملأ أنفسكم بالحبور

إنه الأشكيف يا سادة ، هو سبب كل ما نعانيه و نكابده فى البلدة ، فبالرغم من أنه لم يمض وقت طويل منذ ظهوره الا ان ما قام به امر مروع ، فلم يعد هناك فى قريتنا أبا أو أم يجرؤ أن يغمض جفنيه خوفا من أن يفتحهما على الحقيقة المروعة

إن ما يحدث فى قريتنا كارثة حقيقية لا تستطيع أى قوة بشرية مهما كانت أن تمنع إستمرارها ، و إن ظل هذا الأمر مستمرا فستخلو القرية عما قريب من سكانها ، كما خلت تقريبا من أطفالها ، إنهم لم ينقرضوا كما خيل إليكم و لكننا نحتفظ بهم فى مكان سرى تحت حراسة مشددة و عيونا لا تغفل عنها ليلا أو نهارا ، لقد زار الأشكيف معظمهم ليطمئن أنهم ينامون ملئ اعينهم فهذا يسهل مهمته كثيرا ، حيث يمنحهم القبلة الأخيرة و يترك هديته لذويهم كى يجدوا فى الصباح جسد كان يمتلأ منذ عدة ساعات بالحياة ترتسم على وجهه أقصى إمارات الرعب و الألم و المعاناة

لقد اصبح أمر الأشكيف تابو محظور الخوض فيه ككثير من الأشياء فى حياة هؤلاء البسطاء و لذلك لم يعد أحدا راغب فى الحديث عنه ، و كـأنما تجنب الحديث عن الذئب كافى لإبعاده عن خرافك ، لكن الشيوخ و العجزة هنا كانوا يقولون أشياء كثيرة ، يقولون أن لعنة الأشكيف هى لعتة تتجدد كل خمسين عاما ، و إن ضحاياه من الأطفال فقط فهو يمتص ارواح الأطفال ليحتفظ بطفولته الدائمة ، حيث يزورهم فى منامهم و يعتصر قلوبهم حتى الموت ، و فى الصباح يجده الأهل اطفالهم موتى بلا تفسير ، أما أطباء القرية فهم لا يملكون إلا الحديث عن القضاء والقدر و إظهار الحسرة و الألم و هم يواسون إهل الضحية و من ثم يمضون

لإنجازعملهم ، و يعاود الإشكيف الكرة كل ليلة دون أن يشعر به أو يراه أحد و حتى كل من رآه أصابه نفس المصير ،تقول أمى أنها ذات وجدت شيخ البلد ينتفض بعنف بجوار فراش إبنه و كان يهذى بقوله (( لقد جاء لزيارة طفلى و لكننى منعته ، نعم إن هو ألإشكي ..... )) مسكين أبى لم يمهله القدر كى يعيش و يحكى لأهالى القرية عما رآه فى هذه الليلة

و يقولون أيضا أنه فى الصباح يتخذ هيئة بشرية عادية و ربما إتخذ هيئة أحد ضحاياه لكنه يكون فى اللحظة واهنا تماما و لا يجرؤ على الظهور علنا ، بل و ربما يكون الإشكيف معنا هنا ونحن لا ندرى

لا أدرى يا سادة ما سر هذه النظرات المتشككة فى أعينكم و الإبتسامات الساخرة على أفواهكم يبدو أن عقولكم تأبى أن تصدق غلاما مثلى حتى لو كان صادقا تماما فيما يقوله .. حسنا يا سادة كما تشاؤون و لكن لاحظوا إن الوقت قد تأخر و إن رحيلكم من القرية أمر غاية فى الخطورة فى مثل هذه الساعة فلذلك أنتم مضطرون أن تبقوا الليلة فى ضيافتى ، و لن أبخل عليكم بالطبع ب .......

(( شيكوووووووووو ، لقد خيم الظلام و أنت ما تزال جالسا هنا أيها الكسول ))

(( آسف أيها السادة كنت أود حقا أن أفيدكم بكل ما أعرفه عن الأشكيف و لكننى مضطر للرحيل فلدى الكثير من العمل هذه الليلة ، و لكنى قبل أن أرحل يجب أن أودعكم وداعا لائقا و إن كان هذا سيفسد نظامى الغذائى ))

تمت

بقلم / عماد دياب

رابط هذا التعليق
شارك

قصتك جميلة يا أخي عماد .. بصراحة أسرتني حتى انتهيت منها ..

تحياتي لك .

بسم الله الرحمن الرحيم

( إن الذينَ أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلِهمُ انقلبوا فكِهين * وإذا رَأوْهُم قالوا إن هؤلاء لضآلون * وما أرسِلوا عليهم حافظين * فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الآرائك ينظُرون * هل ثوِبَ الكفارُ ما كانوا يفعلون )

063.gif

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...