اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

رد على سؤال زميل عزيز


الأفوكاتو

Recommended Posts

الأخوة الأعزاء,

سألنى الزميل العزيز حلاوة العنتيبلى سؤالين رأيت أن أرد عليهما فى الباب الأكثر مناسبة للرد, أى هذا الباب:

و السؤال الأول كان نصه:

لماذا تخصصتم في تدريس تاريخ القانون بالذات وهل المناهج في جامعة ليدز تدرس الشرائع القانونية الأخرى فقد درسنا في مصر قوانين بلاد ما بين النهرين ومدونة جوستنيان والقانون الروماني وبعض الملامح عن التاريخ القانوني لقدماء المصريين

فهل هم معنيون بدراسة التاريخ القانوني للحضارات القديمة والشرقية بصفة خاصة؟

و ردى على هذا السؤال هو الآتى:

عندما وصلت إلى إنجلترا, لم أكن أتوقع أن أزاول مهنة المحاماة من الوهلة الأولى, و قمت ببعض الأعمال المكتبية فى مكتب محاماة كنت قد تعرفت به أثناء قيامى بأعمال قانونية فى مكتب الهيئة التى كنت أمثلها فى لندن.

و كان لا بد أن أعادل مؤهلاتى المصرية حتى يمكننى مزاولة المهنة فى إنجلترا,

و قد سعدت كثيرا أنى أتخذت هذا القرار, الذى جعلنى أحاول التوفيق بين ما درسته فى مصر, و بين ما يجب أن أدرسه فى إنجلترا لكى يمكننى مزاولة المهنة.

لم تكن هناك فروق كثيرة فى الموضوعات التى كان علىّ دراستها, و لكن الفرق كان فى الكيف, و ليس فى الكم.

فطريقة الدراسة فى الغرب تختلف إختلافا بينا عن طريقة التلقين التى تعتمد على حشر المعلومات فى مخ الطالب المصرى منذ الحضانة, إلى أن يصبح أستاذا جامعيا.

و كان أسلوب الدراسة الممتع هو ما جعلنى أغير رايى تدريجيا من فكرة الإستمرار فى مزاولة المهنة, إلى قرار إختيار الطريق الأكاديمى.

و كان أهم جزء من الدراسة الإنجليزية لمعادلة مؤهلاتى المصرية هو دراسة

Common Law “ " أى " القانون العرفى الإنجليزى" .

و أول ما يدرسه الطالب البريطانى, سواء فى المدارس الثانوية, أو فى الجامعة, هو تاريخ نشأة هذا القانون. و هذا تماما هو ما فعلت, و لكنى وقعت فى حب دراسة تاريخ هذا القانون, و كانت المراجع متاحة لى فى مكتبة الجامعة, كما أنى تعرفت وقتها على بعض الأصدقاء الإنجليز الذين ساعدونى فى تحسين طرق إستيعاب المعلومات, و كيفية كتابة البحوث و الدراسات, كما يكتبها الإنجليز, و ليس عن طريق التفكير بالعربية, ثم تحويل الناتج إلى اللغة الإنجليزية, و هو الضعف الذى يشوب أداء كثير من المصريين الذين درسوا فى إنجلترا, مهما طالت مدة دراستهم أو إقامتهم.

و بعد حصولى على المعادلة و بدأت الممارسة المهنية بعد قيدى ك ( سوليسيتور), رأيت أهمية دراسة تاريخ القانون الإنجليزى لفهم منطقه, و خاصة أن معظم القانون الإنجليزى مستمد من أحكام المحاكم, و ليس كثيرا منه مستمد من التشريع مباشرة كما ذكرت فى عديد من مقالاتى السابفة.

و عندما حاولت مقارنة القانون الإنجليزى بالقانون المصرى الذى كان معظمه مستمدا من القانون الفرنسى الذى يوصف أكاديميا بأنه ينتمى إلى مجموعة " Civil Law " تمييزا له

عن " Common Law " و إن كان هذا لا يعنى أنه قاصر على القانون المدنى, بل يتصمن القانون الجنائى, و الدستورى, و التجارى( مازال جزء من المدنى) .. الخ , و حاولت أن أجد علاقة بين القانون المصرى كما درسته فى مصر, و تاريخ مصر, و لم أجد من تاريخ مصر ما يمت بصلة إلى القانون المصرى سوى مبادئ الشريع الإسلامية التى تم إقتباس بعض أحكامها فى القانونين المدنى( بمافيه التجارى) و القانون الجنائى.. و بعض التشابه فى قوانين الملكية ببعض النصوص الفرعونية القديمة, كما شرحت فى مقال سابق عن عظمة القانون فى عصر الفراعنة.

و قد وجدت تشابها كبيرا بين أصول القانون الإنجليزى, و بين القواعد القانونية المستمدة من الشريعة الإسلامية, فكلاهما إستند إلى الكتب السماوية, و إن كان تأثير الدين ليس ملحوظا فى الوقت الحالى فى القوانين التشريعية الإنجليزية, إلا أن جميع القوانين القديمة قد تطورت من تطبيق التوراة و الإنجيل,

و لاحظت أيضا تشابه غريب فى بعض أحكام القانون المدنى المستمد من القانون الفرنسى الرومانى المرجعية, ببعض قواعد الشريعة الإسلامية, و خاصة فيما يختص بالعقود, و بالملكية, و بتعريف الأشياء, و تعريف العقار, و حق الشفعة, و حق المرور, و حقوق الجار.

كذلك لاحظت أنه حتى متصف القرن الثالث عشر, كان لرجال الدين فى إنجلترا سلطات قانونية مباشرة, ليس هنا مجال الحديث عنها, و لكن رجوع أغلب النظم القانونية إلى مصادر دينية جعلنى أهتم بتاريخ هذه القوانين, و خاصة أن من قام بتدريسى فى الجامعات المصرية مادتى القانون الرومانى, و القانون المصرى الفرعونى, كانا من أغزر الأساتذة علما, و و كان لهما فضل عشقى لهاتين المادتين, مما ساعدنى على أستساغة دراسة تاريخ القانون الإنجليزى بتفاصيل و دقة.

و كانت رسالتى للحصول على الدكتوراة تركز على حتمية تواجد الأديان لكى تتكون القوانين, و أن الدين هو مصدر القوانين, و فى هذه الدراسة, قارنت بين الشريعة الإسلامية, و الشرائع الأخرى,, و دورها فى تنمية إحترام القانون, و دور القانون فى الحفاظ على القيم الأخلاقية التى تضمنتها الأديان السماوية.

لم تكن جزئية التاريخ هى عصب الدراسة, بل كان لبها هوا دور المنطق, و صلته بفهم العقل البشرى, و كيف أن الله سبحانه و تعالى خص الإنسان بنعمة إعمال العقل, و أن الهدف النهائى للقانون هو أسعاد الفرد داخل مجتمعه, و تكريم الإنسان كفرد, و أيضا كعضو فى جماعتة, و الحفاظ على الجماعة فى شكل أمة.

كما ذكرت عاليه, كانت المراجع التى ساعدتنى فى دراستى متاحة, لأن أغلب دراستى للدكتوراة كانت فى لندن, فرع East London Uni, و فى جامعتها تجد كليات تدّرس فيها جميع العلوم التى تخطر على البال,

و كانت الكتب التى تناولت تاريخ مصر الفرعونى يزيد عددها حوالى خمسين مرة عن عدد الكتب المنشورة بالعربية فى نفس الموضوع, سواء كان مؤلفها مصرى, أم كانت مترجمة.

و فى مكتبة جامعة أوكسفورد يوجد ما يزيد عن ألف و خمسمائة مؤلف فى الشريعة الإسلامية, لكتاب مسلمين, و غير مسلمين, أغلبها باللغة الإنجليزية, و لكن المنشور باللغة العربية منها يزيد عدده عن 200 كتاب.

و هناك دراسات فى جميع الأديان الأخرى, , و البوذية تحظى بقدر كبير من إهتمام العلماء, و كذلك يمكن للدارس أن يختار أية ديانة فى العالم, و سيجد من يقوم بتدريسها ا, أو من يحاضر فيها, أو من يؤلف فيها كتبا.

و لقد لاحظت هنا أيضا إبداع المجلات العلمية التى تكتب عن آثار مصر, فهى بالآلاف, و مطبوعة طباعة فاخرة, و لها تقديم جميل, و تبويب مريح, و يجعل كل ما يُكتب فى مصر عن السياحة, مثل كتب رياض الأطفال.

كان هذا هو ردى على السؤال الأول الذى طرحه العزيز حلاوة العنتيبلى,

و سأرد على السؤال الثانى غدا بإذن الله.

تقبلوا تحياتى

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

فارس الاخلاق الراقية

كما جاء في وصفك على لسان الاخت الفاضلة فريدة في منتدى شؤون

أشعر بسعادة غامرة عندما أقرأ مداخلاتك في هذا المنتدى أو غيره

استاذ بحق

و أفوكاتو بحق ..

دُمت لي ..

بل .. دُمت لنا جميعا ..

كُلي شوق لاستكمال الموضوع الشيق

1.png
رابط هذا التعليق
شارك

فارس الاخلاق الراقية

كما جاء في وصفك على لسان الاخت الفاضلة فريدة في منتدى شؤون

أشعر بسعادة غامرة عندما أقرأ مداخلاتك في هذا المنتدى أو غيره

استاذ بحق

و أفوكاتو بحق ..

دُمت لي ..

بل .. دُمت لنا جميعا ..

كُلي شوق لاستكمال الموضوع الشيق

أخي الكريم هادي

أهديتني هذا التشبيه الراقي، وهو يليق بالأستاذ فعلاً ونظراً

نرجو الاستمرار يا أستاذنا ، فقد أحببت أن ترد على أسئلتي في موضوع عام، وكان ذلك أحد دروسك لي في حب الآخرين والرغبة في أن يعم الخير الجميع ولا يقتصر على نفس (السائل) ...

حقاً لم يأت في بالي هذا الخاطر النبيل إنما دفعتني الحاجة للفائدة لأن أسأل ببساطة، ولم تمتد نظرتي امتداد نظرك لتشمل الآخرين ليس حباً للذات أو استئثاراً بالمعرفة، لكن البساطة والعفوية..

فأرجو منك المعذرة ومن الأخوة والأخوات العفو

ولكم جميعاً تحياتي

ومع بقية فوائد أخونا الكبير الدكتور

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه)

( صحيح الجامع 5654).

رابط هذا التعليق
شارك

الأخوة الأعزاء هادى و حلاوة,

أاخجلتمونى بهذه الصفات ألتى إنهلتم علىّ بها,

و حتى لا أعتبر كلماتكم الرقيقة مجاملة, فإن من واجبى أن أثبت لنفسى أنى أستحق هذا المديح,

لهذا,

سوف أرد على السؤال الثانى بتفصيل لم يكن قد ورد فى بالى وقت إعداده,و بذا, أكون أنا قد دفعت ثمن ما جنته يداى, و تكونوا أنتم قد استحققتم ثمن كلماتكم الطيبة.

تحياتى القلبية لكم و لجميع أعضاء الحوارات الكرام.

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الرد على السؤال الثانى للزميل الأخ حلاوة و نصه:

ثم هل درستم علوماً قانونية أخرى وكيف كانت علاقتكم بطلابكم؟

و أعتقد أنه يمكن تقسيم هذا السؤال إلى شطرين, و الإجابة على شطره الأول هى:

الشطر الأول:

هل درستم علوما قانونية أخرى؟

الشطر الثانى:

كيف كانت علاقتكم بطلابكم؟

و لنبدأ بالشطر الأول:

نلاحظ فى بلاد منطقتنا العربية الشرق أوسطية, أن خريج الجامعة الذى يجد عمل فى مجاله, أو فى مجال قريب منه, تنسد نفسه عن الدراسة إلا إذا كان يرغب فى الحصول على ترقية تتطلب هذه الدراسة, أو إذا كانت طبيعة العمل تستلزم إستمرار الدراسة كشرط للبقاء, أو الإرتقاء.

و لى أصدقاء يقبعون فى هاتين الطائفتين, فبعضهم لا يفتح كتابا واحدا بعد حصوله على الليسانس أو البكالوريوس, إلا إذا كان هذا الكتاب قصة بوليسية, أو غرامية, أو كتاب فى كيفية حل الكلمات المتقاطعة.

و لى أصدقاء فى حالة دراسة و تحصيل دائمة, ليس فقط للحصول على مؤهلات, أو ترقيات, بل بقصد تنمية مداركهم, و التوصل فهم أكثر لحياة متطورة متغيرة.

و فى المجتمعات الغربية, تجد أن المواطن, الذى لم يحصل على موهل عالى, ينفق قدرا كبيرا نسبيا من دخله فى شراء و قراءة كتب فى مختلف الموضوعات.

و المناخ العام يساعد ذلك, ففى كل حى توجد مكتبة "عامة", بها كل ما يخطر أو لا يخطر على البال من الكتب فى جميع المجالات, و إذا أردت كتابا جديدا ليس موجودا لديهم, يقومون بشرائه, ثم يخطرونك تليفونيا لكى تحضر لإستعارته.

و الإستعارة مجانية, و لكن عليك أن تثبت أنك تسكن فى النطاق الجغرافى الخاص بهذه المكتبة. و أقوم أنا و زوجتى باستعارة عدد من الكتب التى يصل حدها الأقصى لكل فرد واحد 8 كتب, و عدد 2 فيديو, أو سى دى, و ذلك لمدة ثلاثة أسابيع, يمكن مدها لمدة ثلاثة أسابيع أخرى بمكالمة تليفونية.

فى هذا المناخ , و بهذه الإمكانيات, تزداد رغبة المواطن للمعرفة, و تصبح الدراسة متعة, و إدمان.

و كما يقول الأستاذ عادل أبو زيد, كان هذا إستهلالا لابد منه.

من يدرس القانون هنا ( أى فى إنجلترا) لا بد أن يدرس فى نفس الوقت مواد أخرى, بل أن هناك من تتضمن دراسته مؤهل فى القانون إلى جانب مؤهل فى الآداب, أو التجارة.

و المحاسب يدرس القانون, و الطبيب يدرس القانون, و المحامى يدرس المحاسبة, والإقتصاد, و السياسة.

و فى أثناء معادلة مؤهلاتى المصرية, و بعد مزاولة المهنة لحين حصولى عل الدكتوراة, لم أتوقف عن الدراسة, ليس فقط فى مجال القانون, بل فى مجالات أخرى مختلفة, ليس الغرض منها ممارسة مهنة أخرى, بل للتعرف على أمور لها صلة بالمجتمع, و بالثقافة بوجه عام.

لذا, فعندما أرد على السؤال:

هل درست علوما قانونية أخرى؟

يكون ردى:

نعم, لقد درست علوما قانونية أخرى, فقد تبحرت فى قانون , Law of Torts, الذى كان محصلة تطور القانون الإنجليزى فى المحاكم, و بلغ من العظمة أن بريطانيا تفخر بأنها لا تحتاج لوثيقة حقوق الإنسان ,) التى ينص عليها الدستور الأمريكى,( حيث أن هذا القانون الذى ذكرته يحمى حقوق المواطن الإنجليزى بدون حاجة إلى تشريع جديد.

و قد قمت بتدريس Law of Torts إلى جانب تدريس فلسفة و تاريخ القانون الإنجليزى

)ربما يمكننى التحدث عن هذا القانون فى موضوع آخر , فى المستقبل القريب)

, و لكنى أيضا درست علوما غير قانونية,

و لشرح ذلك أقول:

يفهم من السؤال أن العلوم القانونية, هى ما يدرس فى كليات القانون, أى العلوم القاونية التقليدية.

و لكن دارس الدكتوراة يكون قد درس معظم هذه العلوم قبل حصوله علي شهادتها, و لكن كما ذكرت فى مقدمة الرد, فإن من يقوم بالتدريس الجامعى لا يتوقف عن الدراسة يوما واحدا, و فى خلال فترة عملى بالجامعة, درست, أى غصت بعمق, فى موضوعات ليست قانونية من الناحية الأكاديمية, و لكنها مكملة و لازمة لها.

و قد فرضت طبيعة عملى, حضور ندوات, و مؤتمرات دورية لدول الكومنولث, و كان يلزم أن أكون ملما بمواضيع عديدة, منها:

الهجرة الدولية, أسبابها الجاذبة و الطاردة, و المشاكل الإجتماعية, و السياسية, و الإقتصادية التى تتطلب سياسات و تشريعات خاصة لضبط معاييرها.

إنتشار المخدرات, و كيف تتعامل الدول المختلفة مع مدمنى المخدرات, و مروجيها

البعد الإنسانى لعقوبة الإعدام

السياسات العقابية فى الدول المتقدمة, و دول العالم الثالث

الطب الشرعى, و أهميته فى جمع و تقييم الأدلة.

التلوث البيئى, و كيفية مواجهته إجتماعيا, و سياسيا, قبل اللجوء إلى سياسات عقابية.

كل هذه الموضوعا قد أخذت من وقتى مئات الساعات فى القراءة و التمحيص, ثم مثلها فى إعداد المشاركات المتوقعة منا, قبل التقدم بتوصيات.

هذا المجهود لا يُدرس فى كلية أو جامعة, و لكن كل أكاديمى يقوم بهذا العمل المجهد, بالأسلوب المناسب له, و فى الفترة الزمنية المتاحة له.

سوف أتوقف الآن, و سأرد على الشطر الثانى من السؤال الثانى غدا بإذن الله.

تحياتى للجميع.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

في أثناء الدراسة تكونت في رأسي فكره وهيا ان المجال الحقوقي أو القانوني مجال عظيم بل ظننت انه محور المعرفة في المجال الأدبي - عكس العلمي أعني - وأنه يستحق أهتمام وتكريم أكتر وأن يدرس بطريقة تليق به وليس بالطريقة التي كنت أراها ولا لطلاب من تلك العينة التي تنتسب لكليات الحقوق فالابواب الفرعية فيه عظيمه ومنها تاريخ القانون الذي كنت أعشقه ولكن يبدو أن الاخوه في بلاد الضباب يعرفون أكثر ويفهمون كيف يدرسون التاريخ وإلا ما تعلق به عمنا الأفاكاتو وجعله موضوع رساله الدكتوراه الخاصة به

ادامك الله لنا عمنا الأفاكاتو وسلمت يمناك

أنا لا أكتب الأشـــعار فالأشعـــــــــار تكتبني

أريد الصمت كي أحيا ولكن الذي ألقاه ُينطقني

رابط هذا التعليق
شارك

أكرمك الله يا أخى لخبطة,

لعلك لاحظت أنى تكلمت كثيرا عن " المناخ المناسب"

و هذا هو سر نجاح المصرى فى الخارج, و خيبته فى بلده.

أشكرك مرة أخرى,

و تقبل فائق تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الشطر الثانى من السؤال الثانى للأخ حلاوة العنتيبلى كان:

كيف كانت علاقتكم بطلابكم؟

و الرد:

كانت تجربتى كطالب بكلية الحقوق تجربة فريدة, فرغم أن عدد دفعتى ( ثالث دفعة حقوق عين شمس) زاد عن ألفين, و كنا نحشد فى ثلاثة مدرجات, رغم هذا الزحام, تواجدت بين بعضنا و بعض أساتذتنا بعض العلاقات الإجتماعية, و ليس بالضرورة شخصية.

كان بعض رواد جامعة عين شمس من أفضل أساتذة جامعات مصر, و قد كتبت عنهم فى موضوع آخر, أعبر فيه عن شكرى و امتنانى لكونى تلميذهم.

و من الأساتذة الذين جعلت الظروف تجمعنى بهم خارج مدرجات الكلية, سأسمى ثلاثة منهم, يرجع فضل نجاحى فى التعامل مع طلبتى الإنجليز إليهم.

وهم: الدكتور على راشد

الدكتور حلمى مراد

الدكتور أحمد خليفة.

أبدأ بالدكتور على راشد, الذى كان وكيلا للكلية, و أستاذا للقانون الجنائى.

درس الدكتور على راشد, رحمه الله, فى المانيا أثناء الحرب العالمية الثانية, و حصل على الدكتوراة من هناك, و لكنه أعتقل فى آخر أيام الحكم النازى, و أمضى بعض الوقت فى سجون ألمانيا النازية, إلى أن إنتهت الحرب, و رجع إلى مصر.

كان الدكتور على راشد رئيسا لإتحاد الطلبة فى الوقت الذى كنت فيه عضوا فى هذا الإتحاد, و قد كان لى نشاط فى جمعية الأبحاث الجنائية التى أنشأها أعضاء الإتحاد, و كان رئيسها المرحوم الدكتور أحمد خليفة, الذى أصبح أول مؤسس لمركز البحوث الجنائية و الإجتماعية, الذى كان مقره على شاطئ النيل فى منطقة بين المنيل و الجيزة, كما أنه أصبح وزيرا للشئون الإجتماعية فى عصر ناصر.

شارك فى هذه الجمعية زميل كان من الدفعة الأولى للكلية, الذى أصبح شخصية سياسية معروفة, و مازال له نشاط سياسى, وهو الدكتور عبد الأحد جمال الدين,

و كان الدكتور عبد الأحد جمال الدن من أوائل من انضموا إلى مركز البحوث الجنائية و الإجتماعية فور عودته من الخارج, يعد حصوله على رسالة الدكتوراة.

إذن, فقد تكونت جمعية البحوث الجنائية, التى كان رائدها الدكتور أحمد خليفة, و كان الدكتور عبد الأحد جمال الدين ( قبل حصوله على الدكتوراة) سكرتيرها أثناء عمله كمعيد فى الكلية, و كان الدكتور على راشد رئيس الإتحاد, و كنا أسرة قانونية سعيدة, زرنا السجون, و مستشفيات الأمراض العقلية, و الليمانات, و مراكز البوليس, فضلا عن رحلات أخرى خارج القاهرة لزيارة سجون فى أماكن متطرفة.

كنا نجتمع فى الكلية, ثم اجتمعنا بمركز البحوث الجنائية, و فى منازل بعض الأعضاء الذين كانت عائلاتهم ذات صلة بمهنة القانون.

كانت هذه هى أول تجربة لى فى مقابلة استاذ جامعى, و الجلوس معه فى حجرة واحدة, أو فى مكان واحد, بدون أن يكون الهدف هو توبيخى, أو نهرى, أو إعطائى أوامر .

تكررت هذه التجربة مع الدكتور حلمى مراد, الذى أصبح وزيرا فى عهد ناصر, و أستقال إحتجاجا على ديكتاتوريته.

كان المرحوم الدكتور حلمى مراد من أظرف الشخصيات الجامعية, و كان محبوبا جدا من الطلبة, فكان مجاملا, مهذبا, دمه خفيف, و يحب النكنتة الجيدة, و خاصة السياسية منها.

و كان المرحوم حلمى مراد يرأس جمعية الرحلات, و كنا نطلب منه أن يكون معنا فى رحلات جمعية الأبحاث الجنائية, و كان دائما يرحب بتواجده معنا, و شاركنا فى تجمعاتنا الإجتماعية, كما دعى عدد منا للعشاء بمنزله.

كان هذا الجو من الألفة, و الصداقة , و الإندماج فى المجتمع الذى يضم الطالب, مع المعيد, مع الأستاذ, مع وكيل الكلية, له تأثير كبير على حياتى بعد ترك الكلية, و النزول إلى معمعة الحياة.

و بقدر ما استرحت إلى الأساتذة الذين علّمونى, بقدر ما كرهت رؤسائى فى العمل بعد أن تركت مكتب المحاماة, و قبلت وظيفة قانونية فى هيئة مصرية , فقد عانيت من فظاظة و تخلف رؤسائها, و بيروقراطيتهم, إلى أن أستقلت و لحقت بوظيفة أخرى فى مؤسسة أخرى لها مكاتب فى لندن, و البقية معروفة.

ما كتبته أعلاه كان مقدمة لا بد منها للرد على سؤال الأخ حلاوة, الذى سأستكمله غدا بإذن الله,

و تقبلوا تحياتى.

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

الشطر الثانى من السؤال الثانى للأخ حلاوة العنتيبلى كان:

كيف كانت علاقتكم بطلابكم؟

و الرد:

كانت تجربتى كطالب بكلية الحقوق تجربة فريدة, فرغم  أن عدد دفعتى ( ثالث دفعة حقوق عين شمس) زاد عن ألفين, و كنا نحشد فى ثلاثة مدرجات, رغم هذا الزحام, تواجدت بين بعضنا و بعض أساتذتنا بعض العلاقات الإجتماعية, و ليس بالضرورة شخصية.

كان بعض رواد جامعة عين شمس من أفضل أساتذة جامعات مصر, و قد كتبت عنهم فى موضوع آخر, أعبر فيه عن شكرى و امتنانى لكونى  تلميذهم.

و من الأساتذة الذين جعلت الظروف تجمعنى بهم خارج مدرجات الكلية, سأسمى ثلاثة منهم, يرجع فضل نجاحى فى التعامل مع طلبتى الإنجليز إليهم.

وهم: الدكتور على راشد

الدكتور حلمى مراد

الدكتور أحمد خليفة.

أبدأ بالدكتور على راشد, الذى كان وكيلا للكلية, و أستاذا للقانون الجنائى.

درس الدكتور على راشد, رحمه الله, فى المانيا أثناء الحرب العالمية الثانية, و حصل على الدكتوراة من هناك, و لكنه أعتقل فى آخر أيام الحكم النازى, و أمضى بعض الوقت فى سجون ألمانيا النازية, إلى أن إنتهت الحرب, و رجع إلى مصر.

كان الدكتور على راشد رئيسا لإتحاد الطلبة فى الوقت الذى كنت فيه عضوا فى هذا الإتحاد, و قد كان لى نشاط فى جمعية الأبحاث الجنائية التى أنشأها أعضاء الإتحاد, و كان رئيسها  المرحوم الدكتور أحمد خليفة, الذى أصبح أول مؤسس لمركز البحوث الجنائية و الإجتماعية, الذى كان مقره على شاطئ النيل فى منطقة بين المنيل و الجيزة, كما أنه أصبح وزيرا للشئون الإجتماعية فى عصر ناصر.

شارك فى هذه الجمعية زميل كان من الدفعة الأولى للكلية, الذى أصبح شخصية سياسية معروفة, و مازال له نشاط سياسى, وهو الدكتور عبد الأحد جمال الدين,

و كان الدكتور عبد الأحد  جمال الدن من أوائل من انضموا إلى مركز البحوث الجنائية و الإجتماعية فور عودته من الخارج, يعد حصوله على رسالة الدكتوراة.

إذن, فقد تكونت جمعية البحوث الجنائية, التى كان رائدها الدكتور أحمد خليفة, و كان الدكتور عبد الأحد جمال الدين ( قبل حصوله على الدكتوراة) سكرتيرها أثناء عمله كمعيد فى الكلية, و كان الدكتور على راشد رئيس الإتحاد, و كنا أسرة قانونية سعيدة, زرنا السجون, و مستشفيات الأمراض العقلية, و الليمانات, و مراكز البوليس, فضلا عن رحلات أخرى خارج القاهرة لزيارة سجون فى أماكن متطرفة.

كنا نجتمع فى الكلية, ثم اجتمعنا بمركز البحوث الجنائية, و فى منازل بعض الأعضاء الذين كانت عائلاتهم ذات صلة بمهنة القانون.

كانت هذه هى أول تجربة لى فى مقابلة استاذ جامعى, و الجلوس معه فى حجرة واحدة, أو فى مكان واحد, بدون أن يكون الهدف هو توبيخى, أو نهرى, أو إعطائى أوامر .

تكررت هذه التجربة مع الدكتور حلمى مراد, الذى أصبح وزيرا فى عهد ناصر, و أستقال إحتجاجا على ديكتاتوريته.

كان المرحوم الدكتور حلمى مراد من أظرف الشخصيات الجامعية, و كان محبوبا جدا من الطلبة, فكان مجاملا, مهذبا, دمه خفيف, و يحب  النكنتة الجيدة, و خاصة السياسية منها.

و كان المرحوم حلمى مراد يرأس جمعية الرحلات, و كنا نطلب منه أن يكون معنا فى رحلات جمعية الأبحاث الجنائية, و كان دائما يرحب بتواجده معنا, و شاركنا فى تجمعاتنا الإجتماعية, كما دعى عدد منا للعشاء بمنزله.

كان هذا الجو من الألفة, و الصداقة , و الإندماج فى المجتمع الذى يضم الطالب, مع المعيد, مع الأستاذ, مع وكيل الكلية, له تأثير كبير على حياتى بعد ترك الكلية, و النزول إلى معمعة الحياة.

و بقدر ما استرحت إلى الأساتذة الذين علّمونى, بقدر ما كرهت رؤسائى فى العمل بعد أن تركت مكتب المحاماة, و قبلت وظيفة قانونية فى هيئة مصرية , فقد عانيت من فظاظة و تخلف رؤسائها, و بيروقراطيتهم, إلى أن أستقلت و لحقت بوظيفة أخرى  فى مؤسسة أخرى لها مكاتب فى لندن, و البقية معروفة.

ما كتبته أعلاه كان  مقدمة لا بد منها للرد على سؤال الأخ حلاوة, الذى سأستكمله غدا بإذن الله,

و تقبلوا تحياتى.

تحية لكم يا دكتور وللعلماء الأجلاء ...

لقد قلت سابقاً أن الدكتور رؤوف عبيد قد درسني علم الإجرام والعقاب كما درسكم، وعلى الرغم من الفارق الزمني بيننا إلا أن الرجل بقى في خدمة العلم ما مد الله في عمره ..

لقد وجهت تحية إلى الدكتور محمد حلمي مراد عالم القانون والمعارض النزيه المترفع عن سفاسف السياسة والذي خدم بلده بإخلاص حتى توفاه الله، وقد وجهت له تحية في موضوعي " رجال في سجل الشرف" الذي حالت ظروف معينة دون إكماله.

لقد درسني تلامذة الدكتور علي راشد كما درسني تلامذة الدكتور شفيق شحاته والدكتور عبد الحي حجازي .. رحم الله الجميع

لن أعلق على الدكتور عبد الأحد جمال الدين الذي درسني ، وله حق الاحترام للأستاذ لكن للمواقف الأخرى قصة ... أخرى

وما أرقاها علاقة التلميذ والأستاذ حين تأخذ شكلها الذي حكيت عنه ...

رحمكم الله يا أساتذتنا

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه)

( صحيح الجامع 5654).

رابط هذا التعليق
شارك

بقية الرد على الشق الثانى من السؤال الثانى للأخ حلاوة العنتيبلى:

عنما قدمنى عميد الكلية لبقية المدرسين و المعيدين, كان التقديم فى مكتبه, بدون رسميات, و فى جو منبسط , حيث الكل يبتسم, ثم يتقدم و يصافحنى, و يهنئنى على الإنضمام إلى هيئة التدريس.

كان ذلك بعد أن أنهيت تدريبى فى جامعة" لندن", و تم تعيينى فى جامعة " لييدز",

و كان أول لقاء لى مع طلبتى , فى بداية العام الدراسى, أثناء الأسبوع المفتوح, و قد شرحت فى مكان آخر كيف يتم تعريف الطلبة الجدد و المدرسين الجدد لأسرة الكلية بداية كل عام.

تحدد لى جدول الدراسة, و أعلنت أنى أريد لقاء غير رسمى مع طلبتى الذين كان أغلبهم فى سنوات دراستهم الأولى, و قد عقدت إجتماعى معهم فى مجموعات, فى مكتبة الكلية طبقا لوقت فراغهم, بحيث لم أجتمع بأكثر من 20 طالبا فى كل دورة.

قدمت نفسى مرة أخرى لطلبتى, و كنت قد تعلمت فن الخطابة بحكم تدريبى السابق كمحام, و لصقت إبتسامة كبيرة على وجهى, ووضعت فى مخى صورة الأساتدة المصريين الذين أحببت السماع إليهم, و استبعدت صورة هؤلاء الذين نادرا ما حضرت محاضراتهم المملة, التى تبدأ و تنتهى فى كلام بنغمة رتيبة واحدة, ووصلة مستمرة لمدة ساعة ونصف, كان يتملكنى خلالها الملل, و أنعس أحيان إلى أن يدفعنى زميل فى جنبى, لينبهنى أن شخيرى قد إرتفع.

و كان الطلبة من مختلف المشارف, و مختلف الأعمار, و لكن كانت تجمعهم صفة واحدة,:

الجدية فى طلب العلم.

و كانت اسابيعى الأولى من أحرج أيام حياتى, فقد كنت" أدرسهم", و كانوا" يدرسوننى", ثم تعودت عليهم, و تعودوا علىّ, ثم بدأت مرحلة تقيم أدائهم, و مرحلة تقييمهم لأدائى.

لم يكن وقوفى أمام جمهور كبير يخيفنى, فقد تدربت على ذلك عندما كنت أترافع فى المحاكم, و عندما حاضرت فى قوانين العمل, فى المركز الثقافى التابع للجهة الدولية ألتى عملت بها. و لكن الجمهور هنا كان مختلفا, لغويا, و حضاريا, و جغرافيا, و مناخيا.

و لكنى تحسست خطاى, و تقدمت خطوة بعد خطوة, شاعرا طوال الوقت بأنى تحت المنظار, و لم أسمح لنفسى بأية هفوة ولو بسيطة, و لكن,

فى يوم من الأيام, تقدمت طالبة بشكوى لعميد الكلية, تتهمنى بأنى وجهت لها ملحوظة غير لائقة, و لكن هذه الواقعة تستحق موضوعا منفصلا.

و لا أدرى كيف ابتدأت أحس بأنى سعيد فى عملى, و أن طلبتى يحبوننى, و يثقون فى, و لكن ربما تعرفت على السببأثناء حديثى مع زميل مصرى, فى شئون العمل الجامعى, و كان يسألنى كيف أتعامل مع طلبتى.

فقلت له الآتى:

1- أولا, أنا أحترمهم, و هم يحترمونى

2- ثانيا, أنا لا أعاملهم كطلبة, أو صغار سن, بل كند لى , أناقشه و يناقشنى

3- لا أرفع صوتى, و لا أغضب من أى سؤال

4- أتأكد فى نهاية المحاضرة أنه لا توجد أسئلة لم أجب عليها

5- إذا تأكدت أن أحدا من طلبتى لم يتمكن من فهم نقطة معينة, أطلب منه, أو منها, الحضور إلى المكتبة أثناء فترة راحتى, أو فى الكفاتيرية أثناء تناول الغذاء, أو الشاى, لمناقشة الموضوع.

بدأت بعدد قليل من الطلبة فى مكتبة الكلية, وزاد العدد بمرور الوقت, و طلب منى العميد أن أجد لنفسى مكان آخر لعقد ندواتى الإضافية , و فكرت فى حل , ثم وجدته.

كنا , لمجرد التغيير, نخرج من الحرم الجامعى, و نتمشى إلى كفاتيريا فندق قريب لتناول الغذاء أو العشاء حسب الظروف, و بعد طلب العميد نقل " دوار العمدة " إلى مكان آخر, فكرت فى إستعمالالصالون الخاص بهذا الفندق لكى أقابل فيه الطلبة ذوى الإحتياجات الخاصة, و ذكرت للعميد هذه الفكرة, و لدهشتى, رحب بها, بل قال أنه سيحضرإحدى هذه الندوات.

( رحبت إدارة الفندق بهذه الفكرة التى جذبت زبائن جدد, و لكنى لم أحصل على عمولة)

و فى فترة غذاء اليوم التالى, و أثناء جلوسى مع أستاذ قانون آخر, و خمسة من طلبة الدراسات العليا, طب علينا العميد, و جلس على مائدتنا الممتدة, و شارك فى الحديث و المناقشة, ثم استدعانى صباح اليوم التالى, حيث قال لى:

لا أدرى لماذا لم يقم غيرك بابتكار هذه الفكرة؟

ثم سألنى:

هل تعلم لماذا حضرت إلى الكافيتيريا؟ لقد حضرت بنفسى لأتأكد مما سمعته من الطلبة عنك.

و هنا سقط قلبى فى قدمى, و لكنى تماسكت, و لسان حالى يقول... خير إنشاء الله.

فقال,

أنت تعلم أننا نقيٍم عمل المدرس منذ اليوم الأول من بدأ عمله, و لقد قمت بذلك, و أستدعيت بعض الزملاء, كما استدعيت بعض الطلبة, و سألتهم عنك, و كانت ردودهم إيجابية:

فقد أحسوا بانهم يستفيدون علميا من محاضراتك.

لقد ذكروا أنهم لا يترددون فى سؤالك فى أى موضوع, و أنك دائما تستجيب بترحيب.

لقد ذكروا أنك Friendly without familiarity

لقد ذكروا أنك تعطى من وقتك أكثر مما تعودوا من الأساتذة الآخرين.

كنت أستمع إلى العميد, و أسرح, و أفكر كيف استلهمت هذا الأسلوب من بعض أساتذتى,

و كيف بعدت عن أسلوب بقية أساتذتى, الذى ربما كان قد أدى إلى فصلى من الجامعة, لو كنت قد أتخذت أسلوبهم قدوة لى.

لم تنقطع صلتى بطلبتى بعد تخرجهم, فقد تزاوروا معى , و تزاورت معهم, و أصبح بعضهم زملاء لى قبيل تقاعدى, و مازلت أرى كثير منهم, فى البيت, وفى الشارع, و فى الفندق, و فى المطعم , و فى الأنوبيس, و فى مخيلتى.

تحياتى للأخ حلاوة الذى أجبرنى على العودة إلى ذكريات قديمة لا أريد أن أنساها.

تقبلوا تحياتى,

و كل عام و أنتم بخير بمناسبة بدأ العام الهجرى الجديد, أعاده الله عليكم و على الأمة الإسلامية بكل الخير و البركات.

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

بقية الرد على الشق الثانى  من السؤال الثانى للأخ حلاوة العنتيبلى:

عنما قدمنى عميد الكلية لبقية المدرسين  و المعيدين, كان التقديم فى مكتبه,  بدون رسميات, و فى  جو منبسط , حيث الكل يبتسم, ثم يتقدم و يصافحنى, و يهنئنى على الإنضمام إلى هيئة التدريس.

كان ذلك بعد أن أنهيت تدريبى فى جامعة" لندن", و تم تعيينى فى جامعة " لييدز",

و كان أول لقاء لى مع طلبتى , فى بداية العام الدراسى, أثناء الأسبوع المفتوح, و قد شرحت فى مكان آخر كيف يتم تعريف الطلبة الجدد و المدرسين الجدد لأسرة الكلية بداية كل عام.

تحدد لى جدول الدراسة, و أعلنت أنى أريد لقاء غير رسمى مع طلبتى الذين كان أغلبهم فى سنوات دراستهم الأولى, و قد عقدت إجتماعى معهم فى مجموعات,  فى مكتبة الكلية  طبقا لوقت فراغهم, بحيث لم أجتمع بأكثر من 20 طالبا فى كل دورة.

قدمت نفسى مرة أخرى لطلبتى, و كنت قد تعلمت فن الخطابة بحكم تدريبى السابق كمحام, و لصقت إبتسامة كبيرة على وجهى, ووضعت فى مخى صورة الأساتدة المصريين الذين أحببت السماع إليهم, و استبعدت صورة هؤلاء الذين نادرا ما حضرت محاضراتهم المملة, التى تبدأ و تنتهى فى كلام بنغمة رتيبة واحدة, ووصلة مستمرة  لمدة ساعة ونصف, كان يتملكنى خلالها الملل, و أنعس أحيان إلى أن يدفعنى زميل فى جنبى, لينبهنى أن شخيرى قد إرتفع.

و كان الطلبة من مختلف المشارف, و مختلف الأعمار, و لكن كانت تجمعهم صفة واحدة,:

الجدية فى طلب العلم.

و كانت اسابيعى الأولى من أحرج أيام حياتى, فقد كنت" أدرسهم", و كانوا" يدرسوننى", ثم تعودت عليهم, و تعودوا علىّ, ثم بدأت مرحلة تقيم أدائهم, و مرحلة تقييمهم لأدائى.

لم يكن وقوفى أمام جمهور كبير يخيفنى, فقد تدربت على ذلك عندما  كنت أترافع فى المحاكم, و عندما حاضرت فى قوانين العمل, فى  المركز الثقافى التابع للجهة الدولية ألتى عملت بها. و لكن الجمهور هنا كان مختلفا, لغويا, و حضاريا, و جغرافيا, و مناخيا.

و لكنى تحسست خطاى, و  تقدمت خطوة بعد خطوة, شاعرا طوال الوقت بأنى تحت المنظار, و لم أسمح لنفسى بأية هفوة ولو بسيطة, و لكن,

فى يوم من الأيام, تقدمت طالبة بشكوى لعميد الكلية,  تتهمنى بأنى وجهت لها ملحوظة غير لائقة, و لكن هذه الواقعة تستحق موضوعا منفصلا.

و لا أدرى كيف ابتدأت أحس بأنى سعيد فى عملى, و أن طلبتى يحبوننى, و يثقون فى, و لكن ربما تعرفت على السببأثناء حديثى مع زميل مصرى, فى شئون العمل الجامعى, و كان يسألنى كيف أتعامل مع طلبتى.

فقلت له الآتى:

1- أولا, أنا أحترمهم, و هم يحترمونى

2- ثانيا, أنا لا أعاملهم كطلبة, أو صغار سن, بل كند لى , أناقشه و يناقشنى

3- لا أرفع صوتى, و لا أغضب من أى سؤال

4- أتأكد فى نهاية المحاضرة أنه لا توجد أسئلة لم أجب عليها

5- إذا تأكدت أن أحدا من  طلبتى لم يتمكن من فهم  نقطة معينة, أطلب منه, أو منها, الحضور إلى المكتبة أثناء فترة راحتى, أو فى الكفاتيرية أثناء تناول الغذاء, أو الشاى, لمناقشة الموضوع.

بدأت بعدد قليل من الطلبة فى مكتبة الكلية, وزاد العدد بمرور الوقت, و طلب منى العميد أن أجد لنفسى مكان آخر لعقد ندواتى الإضافية , و فكرت فى حل , ثم وجدته.

كنا , لمجرد التغيير, نخرج من الحرم الجامعى, و نتمشى إلى كفاتيريا فندق قريب لتناول الغذاء أو العشاء حسب الظروف, و بعد  طلب العميد نقل " دوار العمدة " إلى مكان آخر, فكرت فى إستعمالالصالون الخاص بهذا الفندق لكى أقابل  فيه الطلبة ذوى الإحتياجات الخاصة, و ذكرت للعميد هذه الفكرة, و لدهشتى, رحب بها, بل قال أنه سيحضرإحدى هذه الندوات.

( رحبت إدارة الفندق بهذه الفكرة التى جذبت زبائن جدد, و لكنى لم أحصل على عمولة)

و فى فترة غذاء اليوم التالى, و أثناء جلوسى مع أستاذ قانون آخر, و خمسة من طلبة الدراسات العليا, طب علينا العميد, و جلس على مائدتنا الممتدة, و شارك فى الحديث و المناقشة, ثم استدعانى صباح اليوم التالى, حيث قال لى:

لا أدرى لماذا لم يقم غيرك بابتكار هذه الفكرة؟ 

ثم سألنى:

هل تعلم لماذا حضرت إلى الكافيتيريا؟ لقد حضرت بنفسى لأتأكد مما سمعته من الطلبة عنك.

و هنا سقط قلبى فى قدمى, و لكنى تماسكت, و لسان حالى يقول... خير إنشاء الله.

فقال,

أنت تعلم أننا نقيٍم عمل المدرس منذ اليوم الأول من بدأ عمله, و لقد قمت بذلك, و أستدعيت بعض الزملاء, كما استدعيت بعض الطلبة, و سألتهم عنك,  و كانت ردودهم إيجابية:

فقد أحسوا بانهم يستفيدون علميا من محاضراتك.

لقد ذكروا أنهم لا يترددون فى سؤالك فى أى موضوع, و أنك دائما تستجيب بترحيب.

لقد ذكروا أنك Friendly without familiarity

لقد ذكروا أنك تعطى من وقتك أكثر مما تعودوا من  الأساتذة الآخرين.

كنت أستمع إلى العميد, و أسرح, و أفكر كيف استلهمت هذا الأسلوب من بعض أساتذتى,

و كيف بعدت عن أسلوب  بقية أساتذتى, الذى ربما كان قد أدى إلى فصلى من الجامعة, لو كنت قد أتخذت أسلوبهم قدوة لى.

لم تنقطع صلتى بطلبتى بعد تخرجهم, فقد تزاوروا معى , و تزاورت معهم, و أصبح بعضهم زملاء لى قبيل تقاعدى, و مازلت أرى كثير منهم, فى البيت, وفى الشارع, و فى الفندق, و فى المطعم , و فى الأنوبيس, و فى مخيلتى.

تحياتى للأخ حلاوة الذى أجبرنى على العودة إلى ذكريات قديمة لا أريد أن أنساها.

تقبلوا تحياتى,

و كل عام و أنتم بخير بمناسبة بدأ العام الهجرى الجديد, أعاده الله عليكم و على الأمة الإسلامية بكل الخير و البركات.

حياك الله يا دكتور، وربنا ما يحرمنا منك ومن نورك

توقفت كثيراً عند عبارة Friendly without familiarity وحاولت إسقاطها فعلياً على الشخصية التي أعرفها على حداثة المعرفة وعلى طبيعتها ، وما زلت متوقفاً عندها ..

وأحاول معرفة كيف يمكننا أن نستفيد شخصياً من هذا السلوك المتوازن في بناء علاقة سوية وتوازنة مع الآخرين على اختلاف درجات قربهم .. القريب .. الزميل .. الصديق .. حتى المخالف

ثم علاقتنا بمن يفترض أن ننقل إليهم (كعلاقة الأستاذ والطالب ، أو الوالد والولد، أو الرئيس والمرؤوس) ..

للحديث بقية يا أستاذ .. أين تذهب ؟؟

أكمل لو سمحت

عفواً ، ممكن تطلب من الإدارة تغيير العنوان إلى رد على سؤال ""تلميذ"" عزيز

تم تعديل بواسطة حلاوة العنتبلي

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه ، ولا نزع من شيء إلا شانه)

( صحيح الجامع 5654).

رابط هذا التعليق
شارك

أخى حلاوة,

سوف أكتب أولا عن تاواقعة التى ذكرتها فى آخر رد, أى شكوى إحدى الطالبات ضدى, و نتيجة هذه الشكوى,

و لكن عليك الإنتظار قليلا حتى أكتب ملخصا لهذه الواقعة.

تحياتى لك و للجميع.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

أسرح بخيالي في احيان كثيرة واتعجب أشد العجب

كيف لآلة صماء .. شاشة و لوحة من المفاتيح

كيف يسخرها الخالق العظيم لتنقل مشاعر واحاسيس

لتقرب الارواح من بعضها البعض ، برغم البعد المكاني بل و الزماني

كيف أن الخلق سبحانه - لو شاء - قادر

قادر بحق على فعل الكثير

فقط ..

لو أردنا

فقط .. لو عقدنا النية و العزم

يحضرني مثل يلخص ما وددت الثرثرة به في ليلتي هذه الى حضراتكم

expect good, go and get it

نعم والله

لو أردنا .. وعقدنا العزم والنية على التواصل مع الآخرين

مع الـ (إنسان)

سنجد هذا الانسان

هذا الاخ

هذا الصديق

هذا الاستاذ والمعلم

ومازلت طفلا في رياض عجائب الله وبدائع صنعته وقدرته

اللهم احيني .. طفلا

واكمل صياغتي .. بشرا

واجعلني كما تريد .. إنساناً

وارزقني الانسان حيثما خلقته وصغته وحفظته

ما أجمل أن يرزقنا الله بتلك القلوب الصافية

والارواح النقية

والاخوة الكرام الافاضل

يا استاذ محمود

اخاطب تلك الـ .. روح .. التي سكنت هذا الانسان

ما أجمل صنيع الله فيك

وما أروع معروف الله فينا

دُمت بخير

إنساناً في كل حين

1.png
رابط هذا التعليق
شارك

أخى هادى,

لا أدرى ماذا أقول.

إن الخبرة فى الحياة لا معنى لها إلا إذا تمكنا فى جعلها متاحة لأبنائنا و أصدقائنا, و مواطنينا.

و الإحتفتظ بالخبرة للنفس, دون مشاركتها مع الغير هو أسوء صور الأنانية, رغم أن البعض قد يقول " أنا حر فيما أملك"

لهذا, أشارك فى المنتديات, لكى أقاسم ما أعطانى الله, مع من قد يستفيد من كرم الله.

تحياتى للجميع ,

و شكرى للأخ حلاوة العنتيبلى على تعقيبه, و للأخ هادى على جميل تعبيره, و صدق و إخلاص كلماته, و عمق تفكيره.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...