عادل أبوزيد بتاريخ: 26 نوفمبر 2016 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 نوفمبر 2016 الدم حولنا في كل مكان حتى في أقصى الأرض بإسم الإسلام دين الرحمة ، قرأت مقالا اليوم بجريدة الأهرام يقدم فيه لكتاب الشاعر أحمد الشهاوي معنون ب "نواب الله" يخوض في موضوعات أغلقها السلف و فتحها الكاتب و فتح على نفسه أبوابا لا تغلق من إتهامات بالكفر و إنكار السنة ، في سعيه للإنتصار للدين الحق من مختطفيه. اقتباس «نواب الله».. عندما يفسدون؟! د. محمد حسين أبوالحسن; 194 طباعة المقال يخوض الشاعر أحمد الشهاوى فى موضوعات أغلقها السلف بقفل غليظ، وألقوا بها فى نهر بعيد، مؤمنا بأنه قفز فى النهر وظفر بمفتاح القفل، عبر كتابه الأخير المشكل «نواب الله»، لكنه فتح على نفسه أبوابا لا تغلق من المشكلات والاتهامات بالكفر وإنكار السنة، خلال سعيه لتنقية طيات التراث من بواعث الدم والحرق والاستبداد، تجديدا لصور العقلانية والتنوير والتسامح الخلاق. حفر عميقا فى خبايا التاريخ الإسلامى، وما تعرض له من تشويه، خاصة الوقائع الطافحة بالأسى، التى تشكل جذور ما تعانيه الأمة وشعوبها اليوم، من تكفير وإرهاب وعنف وفتن مذهبية فاجعة. وهو يدرك من البداية أنه ليس مؤرخا أو فقيها، إنما فنان ناقد، يعرف خطورة ما أقدم عليه، ولو كان الثمن حياته، فلا وقت للبكاء بعد أن يلفظ القوس سهمه.. يقول ما يراه حقا ويدق ناقوس الخطر، مزيحا أصباغ الزيف التى تغطى حياتنا. وإن جره حماسه الهادر– أحيانا- إلى دائرة الغلو والتعميم. يدخل الشهاوى التراث مختبر اجتهاداته، ليخرجه لابسا رؤى تفاجئ الذهن، تحمل القارئ إلى فضاء فكرى تحليلى عاصف..القصة–عنده - ببساطة أن أناسا اعتبروا أنفسهم المؤمنين بالله حقا، متخذين من أنفسهم «نوابا» عن الله فى الأرض، لمحاسبة غير الملتزمين وغير المؤمنين، وتلك هى الخدعة الكبيرة المتجددة.. ويعترف بأنه يسعى من وراء فضح هذه الخدعة، للانتصار للدين الحق الصافى ضد «بيزنس» الدعاة والمكفِّرين، الدين المناصر للحرية، والذى يُجِلُّ روح الإنسان ويعترف بأفضليته، ضد مَنْ يتعاملون مع البشر على أنهم قطيع، ومع المرأة بوصفها متاعا، يؤمِّمون «اسم الله» لخدمة مصالحهم، ويحتكرونه دفاعا عن كراسيهم وطموحاتهم فى السلطة والحكم، تحت وهم تاريخى اسمه «الخلافة الإسلامية». يعادى الشهاوى «عقيدة الوصاية» التى نالت من سماحة الإسلام وألقت فى ساحته ظواهر مدمرة، تسربت إليه من كتب فقهية مسمومة وضغوط سياسية وعصور انحطاط طويلة متعاقبة، ودعاة الفتن المذهبية متعددى المشارب والنحل، وما يرافقها من غياب مناخ الحرية والتعبير، وحرق الكتب واضطهاد العلماء والمتصوفة وأصحاب الرأى المخالف، وتعذيب الخصوم أو قتلهم والتمثيل بجثتهم، وهى الأفكار التى يتبناها وينفذها الآن تنظيم داعش، الذى يتتبع المؤلف جذوره بتاريخنا القديم ويرجع ظهوره الحديث، لتبنى ثقافة الصحراء لهم بالدعم والتمويل، رابطا بين داعش والإخوان والسلفية التكفيرية، هذا الربط هم مقيم على امتداد فصول الكتاب العشرة، وصفحاته الـ320، يظهر فى محاوره وعناوينه مثل: «داعش هم الإخوان والسلفيون»، «ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن»، «القتل موعدنا فى رمضان»، «خلافة الجوارى والمحظيات»، «فقهاء الثعبان الأقرع»، «الفقيه حين يحسد ويحقد ويكيد»، «تحرير الإسلام من خاطفيه واجب مقدس»، «الجهل يقود إلى الفوضي»، «مرشدو الظلمات يشعلون الحروب الدينية»، «القتل نيابة عن الله»، «لاتتعامل كأعمى مع ما تركه الأسلاف»، حيث يحاول نسج براح للاجتهاد والعقلانية، مشيدا بالتراث المعتزلى والراشدى –نسبة لابن رشد- فى هذا المضمار. وقف المؤلف طويلا أمام شخصيات مفصلية صنعت مآسى تاريخية، فإلى جوار عدد وافر من الخلفاء الأمويين والعباسيين، وغيرهم من الحكام المستبدين، وفقهاء السلطة، تطرق إلى أدوار خطيرة لعبها أمثال ابن سبأ وحسن البنا وسيد قطب فى تشويه الإسلام، ورصد على نحو غير مسبوق كيف لعب الإحباط العاطفى والفشل الأدبى دورا جوهريا فى تحولات نفسية عميقة لدى سيد قطب، دفعته إلى تكفير المجتمع الإنسانى كله. قضية أخرى استحوذت على اهتمام الشهاوى هى الفتاوى المتهافتة، ففى مصر، مثلا، ومع تعدد جماعات الإسلام السياسي، وانتشار أنصاف الفقهاء، تزدحم الساحة بفتاوى التحريم والتجريم والتكفير، يفتى هؤلاء عادة لصالح الجماعة أوالسلطان أو ولى الأمر، إنه نوع من تجارة الدين تروج دائما، عندما تتخبط المجتمعات فى الجهل. غاية الشهاوى أن الإسلام رسالة ربانية أنزلها الله - سبحانه وتعالى - للعالمين، لا تفرق تعاليمه بين المسلم وغير المسلم، لم تكن دعوة محمد - عليه أفضل الصلاة والسلام - سوى فى مبدأ الرحمة، الرحمة التى تسبق العدل والحرية، وأى رحمة للإنسان سوى عقله -الذى إن تلوث خاب سعيه،وانحرف عن سبب وجوده على الأرض- منهج الإسلام هو «إخراج الناس من الظلمات إلى النور»، ولن يكون ذاك بالعنف أو الظلم أو التحقير أو الاستبداد أوقطع رءوس الناس وحرقهم.. الرحمة مصباح يزرع فى القلب لينير العقل مناط التكليف، بعيدا عمن عينوا أنفسهم «نواب الله»، فالإسلام العظيم لايحتاج سماسرة أو وسطاء أو محاكم تفتيش..! M_ha7@hotmail.comلمزيد من مقالات د. محمد حسين أبوالحسن; رابط دائم: http://www.ahram.org.eg/NewsQ/564238.aspx اقتباس مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انضم إلى المناقشة
You are posting as a guest. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.
Note: Your post will require moderator approval before it will be visible.