اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

نبش فى الجذور:على هامش أزمه الرسوم المسيئه للرسول


Mina

Recommended Posts

تتابعت الأحداث بشكل سريع و متفجر .. بدءا من نشر الرسوم المسيئه لشخص الرسول ( رمز الاسلام ) ، مرورا بحمله المقاطعه للمنتجات الدنماركيه التى اتسع نطاقها ليشمل معظم الوطن العربى و انتهاءا بالمظاهرات الصاخبه و ردود الأفعال الأكثر حده من مجرد المقاطعه السلميه ..

و يبدو أن الامر يحتاج لهدوء فى التعامل – و لو على الورق و من خلال السطور – و اعاده قراءه للمعطيات ومن ثم استنباط مختلف للنتائج ، على النحو الذى يمكننا من فهم الأمور بدقه تامه .. و بالتالى التعامل معها بالشكل اللائق و السليم و الأكثر أمانا !

1 – بدايه .. و قبل أن نتحدث فى أى أمر آخر .. يجب الاتفاق على نقطه واضحه .. و هامه للغايه .. و هو ( الرفض التام و القاطع لنشر مثل هذه الرسوم أو مجرد التفكير فى رسمها من الأساس ) .. لأن الحق لابد أن يقال .. هذه الرسوم هى ادانه صريحه لكل من رسمها و نشرها – بل و من طالعها و تفاعل معها بالايجاب .. و لم يمتعض أو يشمئز ! .. لماذا ؟ .. لأن هذه الرسوم ( ضد الانسانيه ) بكافه المقاييس ..

يتشدقون هناك فى الغرب – على مستوى الصحافه و الاعلام – بالديمقراطيه و حريه التعبير عن رأى الفرد – الانسان – فى مواجهه المجتمع .. و تتباهى الحكومات باحترام حقوق الانسان و الحيوان أيضا ! .. لكن فتح الباب لبعض الصحف و المجلات لنشر هذه الرسوم هو ببساطه ضد كل ماله علاقه بالانسان و الانسانيه .. لانك تهين – بمثل هذه الأفعال – مشاعر ملايين البشر .. أو ليسوا بشرا ؟ .. أم هم مجرد جماد لا يحس و لا يتأثر .. و لا يتألم مما يشاهده و يقرأه .. انك تهين بنشر مثل هذه الرسوم رمز لمعتقد و مؤسس لدين يؤمن به مئات الملايين من البشر من مختلف أنحاء العالم بأجناسه و ألوانه و ثقافاته و طبائعه .. اى اهانه للبشريه و تدنيس لسمو فكره ( حقوق الانسان ) أكثر من هذا ؟ ..

ما أريد قوله هو ان هذه الرسوم مدانه .. مدانه ادانه قاطعه .. و نشرها خطأ عظيم .. و من لا يعترف بهذا .. عربى كان أو أعجمى .. مسلم أو مسيحى أو يهودى أو بوذى .. أبيض أو أسود .. أراه ليس معاديا للساميه - موضه العصر – بل معادى للانسانيه كلها .. و شخص سيكوباتى لا يكترث بمشاعر الآخرين و لا معتقداتهم .. لأن هناك فرق هائل بين الايمان و الاحترام .. يمكنك أن لا تؤمن ( تقتنع ) بفكره معينه .. و هذا حقك تماما .. لكن يجب أن تحترم من يؤمنوا بمثل هذه الفكره أو هذا المعتقد .. لأن هذا حقهم أيضا .. و الاحترام هنا يعنى عدم الاساءه .. عدم الاهانه .. عدم العبث بمشاعر بشر .. و خصوصا اذا كانوا من العالم الثالث .. هؤلاء المساكين المسلوب حقهم فى كل شئ تقريبا .. فى مأكل و مشرب يشد عودهم ( الحد الأدنى من الحاجات ) .. فى مسكن يأويهم فى ليالى البرد القاسيه .. فى ابداء رأى و مشاركه فى حكم اغتصبه صاحب الكرسى و حاشيته من حوله .. هؤلاء لم يعد بحوزتهم أى شئ على الاطلاق .. وسط كبت اقتصادى و سياسى و اجتماعى مريع .. و حقوق هائله مسلوبه .. و نظم قمع جاثمه كالكابوس .. لم يعد بحوزتهم الا قناعات دينيه و معتقدات شخصيه مستقره فى القلوب و لصيقه بالذات كالأسماء .. فلا تأتى و تدوسها هى أيضا فيكون الانفعال – الناجم عن احتقان – و من ثم الانفجار له ألف ألف مبرر .. لا ألوم هؤلاء عندما يخرجوا فى مظاهرات صاخبه و تتحطم أشياء هنا و تتناثر أشياء هناك .. لكن المشكله فى انه توجد على الدوام أياد قذره تلعب من وراء الكواليس و تكون مصلحتها تهييج الشعب لتحقيق غايات ضيقه .. و يمكن أن يتسبب الاحتقان فى انفجار طائفى أو قوموى (انظروا الى بيروت المسكينه و أشفقوا لحالها ) .. هنا مكمن الخطر الوحيد .. و أظن أيضا أن أسلوب المقاطعه أقوى فى مثل هذه الحالات و أشد تأثيرا عليهم هناك ..

لأننا عندما نحطم و نحرق فهذا فى ممتلكاتنا العامه فى الأغلب .. و ضد صورتنا أمام العالم أجمع ..

فالاحترام اذن واجب .. حتى و ان كنت لا تؤمن بما تحترمه .. و التحجج بفكره ( حريه التعبير ) هو شئ باطل و دليل ادانه لا تبرئه .. لانك بمثل هذا الفعل تهين تلك الحريه و تدنسها .. اذ تستخدمها أسوأ استخدام ممكن لكى تسحق مشاعر بشر لهم أيضا كل الحق فى الاحتفاظ بها سليمه مصانه من الاهانه و التجريح .. هى أولى حقوق الانسان .. ( الحق فى المعتقد ) ..

2- الأعمق و الأخطر من الرسوم و الذى يجب أن نفكر فيه بعمق و رويه .. هو لماذا فكروا فى مثل هذا الرسوم ؟ .. لماذا خرجت من عقولهم على هذا النحو المهين ؟ لماذا ظنوا أن صوره رمز الاسلام لابد و أن تكون كذلك ؟ .. هذا هو السؤال الحقيقى .. و مربط الفرس كما يقولون .. أريد أن نذهب الى ما هو أبعد و أعمق و أخطر مما يظهر على السطح .. أريد ان نصل للجذور و ننبش فيها لنستخرج أقصى ما يمكن استخراجه من حقائق ..

اذن .. هل يمكن اختزال السبب فى تلك العباره المقتضبه ( المؤامره على الاسلام ) ؟ .. الهجوم عليه و استهدافه .. ظنى أن هذا تسطيح غير مقبول للأمور ..

فمن جهه .. أجد اننا نعطى أنفسنا حجما يفوق الواقع و أهميه لا تتوافر فى الحقيقه .. و هذا جزء أصيل من معاناتنا ( جنون العظمه المرتبط دوما بهوس الاضطهاد ) لكن ما يجب ان نضعه فى الحسبان هو أننا لا شئ تقريبا بالنسبه لهم ( أتحدث عن النواحى السياسيه و الاقتصاديه فقط ) فعلى أى أساس اذن يتآمروا علينا ؟ .. هل تحاك المؤامرات ضد الفاشلين ؟ .. لا أظن .. هل يخافون منا الى حد المهاجمه من خلال الدين فى مثل هذه الحاله ؟ .. لا أظن أيضا .. نحن أرانب مذعوره .. لطيفه .. لم و لن تفعل شيئا على الاطلاق ! ..

من جهه أخرى .. لابد من الانتباه الى أن المجتمعات الغربيه تأخذ فى الغالب بمنطق علمانى شامل ، فتفصل الدين عن المجتمع و الدوله بشكل شبه قاطع ،(هذا بالطبع يختلف عن العلمانيه بشكلها الجزئى المحدود المقتصر على فصل الدين عن السياسه و أمورها فقط .. لكنه يسرى – أى الدين - داخل المجتمع وعائا للقيم و حاميا للمبادئ و الأخلاقيات ) لذلك الاعلام و الصحافه ( بل و المواطن العادى فى حياته العاديه ) يمكنه أن يتناول أى شئ بأى شكل دون تحذير أو رقابه مسبقه ناجمه عن ثواب دينيه أو تقاليد مجتمعيه راسخه .. يصبح من اليسير أن نجد تناولات مختلفه و متنوعه لمواضيع و أفكار دينيه محضه .. تظهر على الورق و على الشاشات بشكل مسئ ( أو على الأقل مستفز و عابث بالمقدسات ) فى معظم الحالات .. أى أن المواضيع و الشخصيات الدينيه يتم تناولها من جديد فى قالب علمانى تام ..

هذه المره كان التعرض للاسلام ( ممثلا فى الرسول ) .. من قبل تعرض المسيح – و هو رمز المسيحيه ديانه هذه الدول الرسميه – لأقسى أنواع التناول و أشدها استخفافا و اهانه .. و قد شاهدت بنفسى عملا كارتونيا مرعبا يظهر فيه المسيح و موسى بشكل مقزز .. أقولها بكل أسى ..

لماذا هذا الكلام ؟ .. هل لتبرئه الرسوم .. هل لايجاذ أعذار لمن رسمها و نشرها .. أو لنصل فى النهايه لنتيجه مفادها : دعهم يفعلون ما يريدون ! .. كلا .. ليس هذا هدفى أبدا .. كما ذكرت فى البدايه .. الفعل فى حد ذاته مدان .. لكن ما أريد أن أصل اليه – و هذا رأيى الشخصى – أنه لا وجود لما يسمى بالمؤامره الكونيه الطابع على الاسلام و استهدافه تحديدا دون المعتقدات و الأفكار الدينيه الأخرى ..

و لا وجود أيضا لما هو منتشر فى الأوساط العربيه على كافه مستوياتها انتشار النار فى الهشيم ، و أقصد أفكارا مثل ( صراع الأديان ) أو تصادمها أو أى شئ من هذا القبيل .. لأننا نعلم الآن أن هذا التناول المسئ هو بدافع علمانى بحت ، ليس دينى بأى حال من الاحوال ( تناول المسيح و ثوابت المسيحيه مستمر منذ قرون و أحدث الأشياء شفره دافنشى ) .. حتى فى الحالات التى بدا انها بدافع دينى ( الحروب الصليبيه ) كان الأمر لا يعدو كونه صراع مصالح و مخططات استعماريه .. أقول هذا لأنى أرفض أن يزج باسم المسيحيه فى هذه الامور ، رفض المسلم أن يرتبط اسلامه بسفك الدماء و ترويع البشر .. فلا ذنب للمسيح اطلاقا فيمن يدعى انه مسيحى ظاهريا و لكنه من الداخل لا يملك روح المسيح ابدا ! .. ( متى 5 : 3-9 ) .

اذن .. ما السبب الحقيقى الذى يدفع هؤلاء للتفكير فى رسم تلك الصور بمثل هذا الشكل .. و يحمس الناشرين على نشرها أيضا ؟ .. ما الذى جعلهم يقتنعون بأن نظرتهم الى الاسلام من هذه الزاويه صائبه تماما على النحو الذى يجعلهم يتمسكون بمبدأ ( حريه التعبير عن الرأى ) .. من أين أتى هذا الرأى ؟

3 – هل رأى الرسامون الرسول ليرسموه هكذا ؟ .. لا .. هل تعرفوا على مبادئ الدين الاسلامى بشكل كامل ؟ .. لا أعتقد .. لكن المشكله هاهنا هى انهم واقعون تحت تأثير الصوره المصدره اليهم عبر وسائل الاعلام و شاشات التلفاز .. صوره شديده القسوه .. و البشاعه .. صوره متعطشه للدماء و قطع الرقاب و ذبح الأبرياء .. انهم لا يرون الا الظواهرى يهدد بهدم السماء فوق الرؤوس .. أو الزرقاوى يلعن ( الكفار ) .. و ليس ( المحتلين ) .. أو سيوف الحق تذبح أناس لا حول لهم و لا قوه ( بل و ربما متعاطفون مع القضيه ) .. يرون ألف ارهابى .. ملئ بالثقوب النفسيه .. متعطش للقتل و الدم و التفجير بشكل جنونى .. يظهر على الشاشات يقتل و يذبح و يحرق و يفجر .. و فى النهايه يبرر كل ما فعله بانه ( شئ يسير يفتخر به لنصره الاسلام و رسوله )

على أى شكل تريدهم اذن أن يتخيلوا الرسول ؟ .. أنا أفهم أن المسلم الحق هو من يتبع خطى الرسول .. هم ( يدعون ) اتباع خطاه و تعاليمه .. اذن منطقيا – بحسب تفكيرالغرب - لابد ان تكون كل تعاليمه تدور فى هذا الفلك .. و لابد انهم أيضا نسخه منه .. هذه هى الصوره .. رغم كل بشاعتها لابد من الاعتراف بها .. بوجودها ..

يصرخ أحدكم : الرسول ليس كذلك .. من أين يعرفون يا صديقى .. و هم محاطون بهؤلاء المدعين .. و الصوره الحقيقيه مدفونه تحت ركام من الأتربه و الحجاره .. من أين يعرفون و هم لا يجدون الا هؤلاء المجرمين كلهم يدعى السير على نهج الرسول فى ظل صمت مريب و عجيب من المؤسسات الاسلاميه العربيه الرسميه أو على الأقل خفوت صوت ..

اذن هذا هو جزء من الصوره .. ( الارهابى ) .. ( المفجر ) ..

و عندما يسير أمير عربى – المفترض انه قدوه للمسلمين و صوره للاسلام فى المحافل المختلفه - .. عندما يسير الأمير ( محمد بن راشد المكتوم ) فى قلب السويد مع عارضه الازياء الشهيره ( ناعومى كامبل ) فى أواخر شهر يناير السابق ( فى عز الأزمه ) فهذا لا يعنى الا شيئا واحدا بالنسبه لكل غربى يلاحظهم وقتها .. هو أن الصوره التى ظهرت صحيحه .. و ان المسلم الى جانب كونه ( ارهابى ) فهو ( شهوانى ) أيضا لاهم له و لا قضيه الا النساء المثيرات ..

كلام صادم .. لكنه واقعى .. لا يعكس صوره الاسلام .. و لكنه معبر عن صوره قطاع من المسلمين مهم .. يظهر على الشاشات و المحافل الرسميه وغير الرسميه و يبدو اننا نحارب أنفسنا أو نحاول جلب الخزى و العار لنا بأفعالنا .. لا أدرى .. لأنه فى الوقت الذى يسير فيه الأمير مع المرأه المثيره .. و يزهق الارهابى ألف روح بريئه .. فى الوقت ذاته يتألم من الجوع ملايين المسلمين الشرفاء .. المؤمنين حقا بما قرأوه من الكتب .. المستعدين لأن يقفوا وقفه رجل واحد دفاعا عن رسولهم .. هؤلاء لم يرهم الغرب الا الآن .. الآن فقط .. أما فى كل الأوقات الماضيه و المستقبله أيضا لن توجد الا صوره واحده .. تتكون من عده صفات سخيفه .. ( الارهابى ) .. ( البدوى المهتم بالنساء ) .. و ( البليونير ) أيضا .. الذى لا يجد مكانا أفضل من ( صالات القمار ) و ( حوانيت الخمور ) فى باريس و مونت كارلو لاراقه الملايين أنهارا ( الخمر و القمار من المحرمات فى الاسلام و هذه هى المفارقه البشعه التى تشكل الصوره الأكثر بشاعه ) .. هذه هى نواه الرسوم التى رأيناها جميعا و امتعضنا منها جميعا .. الرسامون الأوربيون لم يروا الرسول أبدا .. و لم يسمعوا عنه الا القليل .. لكنهم رأوا بعيونهم و سمعوا بآذانهم كل هذا الهراء و قله الأدب ..

ما أود قوله هو أننا لابد أن نفعل شيئا واحدا سليما و فى الاتجاه الصحيح .. و هو تصدير الصوره السليمه – التى نعرفها و هم لا يعرفونها .. التى نقرأها و هم لا يقرأونها .. التى نحيا بها و هم يرون اناس بعيدين كل البعد عنها .. هذه الصوره السليمه للاسلام و المسلمين ان ترسخت فى عقول الغربيين ستصنع المعجزات .. ستقضى على الصوره المشوهه للمدعين و الآفاقين و المتاجرين بالدين و بالرسول .. و هذا شئ طبيعى .. و الاجمل انه لن يفكر اى مخلوق فى رسم أو نشر مثل هذه الرسومات .. لانها ضد ما هو قائم .. و عكس ما يرونه .. بهذا نكون قد نبشنا فى الجذور و استخلصنا سبب الأزمه الرئيسى و قضينا عليه نهائيا .. اذ لم يبق الا صوره محترمه .. واقعيه .. متوازنه .. سويه .. عن الرسول و عقيدته فى أذهان و عقول الغرب و الغربيين ..

أبحث الآن عما هو أعمق من المقاطعه .. و أكثر تأثيرا من المظاهرات .. المقاطعه ضروريه و قد أدت دورها و لا مانع من الاستمرار بهذا النمط فتره .. و المظاهرات هى رد فعل شعبى فطرى ضد الاساءه .. و هذا أيضا من طبائع البشر .. لكن كل هذا لا يعدو كونه رد فعل .. و ليس الفعل ذاته .. المقاطعه ستنتهى فى يوم من الأيام .. بعد سنه .. عشره .. مائه .. ألف ( لنتذكر حمله المقاطعه ضد البضائع اليهوديه ) .. و المظاهرات ستخفت حدتها أيضا ..

اذن لماذا لا نستغل فوره الحماس .. و الاحساس بالمهانه الذى يدفع الى عمل المستحيل من اجل ازالتها .. لماذا لا نستغل هذا الشعور القوى فى وضع خطه شعبيه و رسميه على كافه المستويات فى جميع أنحاء الوطن العربى يكون هدفها الأول و الأخير : تصدير صوره محترمه و متوازنه للاسلام و المسلمين يراها الغرب و يقتنع بها و ترسخ فى ذهنه تماما .. هذا صدقونى أبقى .. و أنفع .. و كفيل بالقضاء تماما على التناولات المسيئه من جذورها .. لأن لن يعود لديها أصل فكرى تستند اليه و تنطلق منه ..

ان لم نتعامل مع عمق الأشياء بالنحو الذى ذكرته الآن .. ستضيع كل جهودنا فى الفراغ .. مقاطعاتنا .. و شجبنا .. و صراخنا .. لن يعود بالنفع علينا ابدا .. لانه كما قلت مجرد رد فعل .. مهما عظم شأنه سيخفت يوما ما .. و الأهم انه يتعامل مع عوارض و ظواهر الأشياء .. ليس جوهرها .. ربما سيفكر الرسامون ألف مره قبل ان يرسموا مثل هذه اللوحات .. لكن الصوره ستظل باقيه مترسخه فى أعماق الذهن .. و ستظهر بألف صوره و ألف شكل .. كاركاتير .. أفلام سينمائيه ( عشرات الأفلام تدين العربى المسلم ) .. كتب و أدبيات ( سلمان رشدى و آياته .. ولائم حيدر ) .. أسنظل نتعامل مع كل جديد من هذا القبيل بذات المنطق .. المظاهره و المقاطعه ؟ .. أين عامل الخبره اذن .. ألم نصل بعد لأصل الداء ؟ .. و هو واضح بشكل كبير .. أعتقد اننا نعرف أساس المشكله .. يتبقى فقط العلاج .. و الحلول الجذريه ! ..

4- لا مانع أيضا من أن ذكر بضعه أشياء هامه تأتى فى السياق .. ربما أولها منطق ( ازدواج المعايير ) الذى نتعامل به مع أنفسنا .. المسلمون شعروا بالانسحاق و المهانه عندما مس رسولهم ( رمز ايمانهم ) بشكل مسئ و سخيف .. و هذا شعور بشرى طبيعى .. و حق مكفول تماما .. لكن ( بعض ) الشيوخ .. و ( بعض ) الدعاه .. و ( قطاع ما ) من الشعوب لا يشعر بغضاضه و هو يتناول بالتجريح ثوابت مسيحيه تدخل فى صلب العقيده و تعتبر من جوهرها بطبيعه الحال ( الاتهام الدائم بالكفر و الحديث المتواصل عن الثالوث المقدس ) و أعتقد ان الشعور المر الذى سرى فى حلق المسلمين سيدفع الكثيرين - ممن اعتادوا على الاستماع الى مثل هذه التناولات – الى نبذها و رفضها التام .. و لابد من التذكير هنا أيضا على حتميه وقوف المسيحيين العرب ضد تلك الرسوم المسيئه لأنها كما قلت ضد الانسانيه ، و أن يكف قطاع منهم أيضا ( على مستوى الرؤساء الدينيين و المواطنين العاديين ) عن الاساءه الى شخص الرسول و ثوابت الاسلام فهذا شئ لا يزيدهم فخرا و لا يثبت من ايمانهم ان كانوا يعتقدوا هذا .. هم أيضا يشعرون بالأسى عندما يتم تناول ثوابتهم .. و الانسان السوى هو من يرفض المساس بمشاعر غيره قدر رفضه للتلاعب بمشاعره الشخصيه ..

نقطه أخرى هامه .. و هو التعامل مع الغرب ( الدنمارك مثلا ) بمنطق ( الكتله الصماء ) .. أى أنهم كلهم معادون للاسلام و رسوله و للشعب الاسلامى .. و هذا أيضا خطأ كبير .. فاطلاق التهم جزافا على ( الجميع ) بلا استثناء و نعتهم بالكفر أعتقد انه غير لائق .. فيه من العنصريه ( الطائفيه ) ما نرفضه نحن العرب و ندينه .. فلا يصح – أعتقد – أن نستخدم ذات الاسلوب .. ان دور النشر التى سمحت بعرض الرسوم مدانه .. و متهمه .. لكن ليس كل دور النشر الدنماركيه و الغربيه .. و ليس كل الشعب الدنماركى و الأوربى يوافق على الأمر برمته .. و لهم مواقف رافضه للاحتلال الأمريكى و الممارسات الاسرائيليه ..

لقد عانينا من هذا التفكير .. النظر الى الآخر باعتباره كتله واحده صماء لا تحمل أى تنوع أو اختلاف و تتبنى جميعها رأيا واحدا لا يتغير مضاد للطرف الآخر على طول الخط .. فعلى سبيل التذكره : عندما انفجرت القنابل فى محطات لندن ، ظهرت الجاليه الاسلاميه على الشاشات لتندد بمثل هذا التوجه الفكرى باعتباره ظالم و غير منطقى .. فلا يصح الآن أبدا أن نتبع ذات الأسلوب .. ففيه أيضا من الظلم و عدم المنطقيه الكثير

فخاتمه القول و خلاصه الكلام لا تخرج عن هذا : ان كان أى مسلم يريد حقا نصره الاسلام و رسوله فلابد من العمل الجاد و من خلال خطه محكمه على جميع المستويات تهدف الى تصحيح الصوره المسيئه و المخجله للمسلم العربى – و غير العربى – و اعاده تصديرها سليمه رائقه الى العالم أجمع .. بهذا فقط تكون نصره الاسلام و الرسول .. بالأعمال الصالحه و الصوره المتحضره المحترمه .. بالأفعال العمليه الحقيقيه البعيده عن المزايده و الشعارات و القذائف الصوتيه التى لا تصيب هدفا و لا تخترق مجالا ..

هذا لأن هذه الصوره المشوهه الموبوءه بكل العقد النفسيه و النقائص الأخلاقيه – و التى يشكلها للأسف مجموعه من المدعين و المرتزقه و التجار و أصحاب الدكاكين – تلك الصوره .. هى أساس البلاء كله .. هى التى جعلت رسامو الدنمارك يظنوا ان الرسول ( و المسلمين جميعا ) ليس الا كذلك .. كما رسموه ..

5- حسنا .. يبدو انى ثرثرت كثيرا .. لكنى اخرجت كل ما فى جعبتى .. حتى هذه اللحظه على الأقل .. و شرحت رؤيتى للموقف ككل .. و رأيت أنه من الأفضل أن نهتم بالأعماق .. و نؤدى الفعل لا ننتظر لنقوم دائما برد الفعل .. و ركزت على هذه الفكره ( الرسوم مدانه .. لكن السؤال الحقيقى هنا هو لماذا رسموها ؟ ) .. ليس لايجاد تبرير للفعل الأحمق .. و لكن لكشف الواقع و اعاده صياغته .. و تشكيل صوره المسلم العربى و اعاده تصديرها سليمه متزنه للغرب بعدما استقرت الصوره المغلوطه كثيرا .. أتحدث من منطلق مصريتى .. و عروبتى .. و شعورى الدائم بأننا جميعا فى مركب واحد .. لأنه عندما يأتى الكاوبوى الأمريكى ليعيد تأهيل المواطن العربى لتعاطى الديمقراطيه و اصول الحضاره .. لن يفرق فى استعباده له و طغيانه عليه ما بين مسلم أو مسيحى .. سنى أو شيعى .. خليجى أو شمال أفريقى .. فى النهايه .. ( كلنا فى الهم .. عرب ! ) .. و هذا ما أريده أن يصل للجميع .. بلا أى أستثناء ..

********************************************************** مينا 4 / 2 / 2006 **************************

الليل ثوبُنا, خباؤُنا

رتبتُنا, شارتُنا, التي بها يعرفُنا أصحابُنا

"لا يعرفُ الليلَ سوى مَن فقدَ النهار"

هذا شِعارنا

لا تبكِنا, يا أيها المستمعُ السعيد

فنحنُ مزهوُّون بانهزامنا

رابط هذا التعليق
شارك

أخى مينا,

تحليلك للأزمة يتسم بالموضوعية, و الإخلاص لمصر و شعبها, و للمسلمين على العموم.

أحيى فيك وطنيتك, و لتفهمك لأساليب الغرب فى التسلل و راء الأحداث, لطعن الإسلام و المسلمين فى عقيدتهم.

و لكن هذا لا يعفى من المسئولية أطراف أخرى ,

تلك التى شوهت صورة الإسلام وهم فى صفوفنا,

أو من تقاعسوا فى الدفاع عن الإسلام حين يكون ذلك فى مقدورهم.

أحمل مسئولية ما حدث للأنظمة الشمولية الديكتاتورية, التى تعاملت مع الأحداث بما يرضى القوى المعادية للإسلام , و تقاعست عن القيام بواجبها عندما تطلب الموقف وقفة حازمة.

تقبل تحياتى.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

أختلف معك في بعض النقاط يا مينا .. وأتفق معك في البعض الآخر..وأحييك على تحليلك..

هناك إكليشيه سخيف نردده حينما تحدث هكذا أزمات : الغرب لا يعرف شيئاً عن الإسلام ، وعليه إذا أرسلنا لهم مقالات تبين صورة الدين الحنيف فإن الغرب سيحترمنا احتراماً شديداً..

قمة العبط..

سيفهم الرد أولاً على أنه مجرد مساحة إعلانية مدفوعة الأجر ، مساحة مشكوك في صدقيتها..

ثانياً .. وهذه هي المسخرة : أن الكثير من المفقرين عاشوا في العالم الغربي ومع ذلك لا يفقهون شيئاً في التحولات التي أصابت المجتمع الغربي نفسه ، وأن المجتمع الغربي ليس كله من المعتدلين المحترمين لثقافة من هو "آخر" بالنسبة لهم ، بل هناك عنصريون وجهلة لا يختلفون كثيراً عن "الهووليجانز" الشهيرين في عالم الرياضة.. والعنصريون صاروا رقماً صعباً في أوروبا هذه الأيام .. ولا يمكن التعامل مع العالم الغربي متجاهلين متعصبيه قبل معتدليه..

وعليه ، كان من المفترض أن يعاد صياغة خطابنا الثقافي الموجه للغرب كله ، أولاً بحيث أن يتضمن فصلاً بين الدين والموروث ، ولا نفاجأ بمن يروج مثلاً للزعامة الدينية للإسلام رغم أن الإسلام ليس به زعامة دينية ، ثم يقول لنا أن هذا هو الإسلام ، وثانياً بحيث يعكس أننا أمة لها خصوصيتها الدينية التي هي جزء من خصوصيتها الثقافية ، فأنا مسلم لا يقلل من شأني مثلاً ذبح الخراف على العيد ، ولا يقلل من شأني قسمة المواريث بين الرجل والمرأة ، وثالثاً وهو الأهم أن يراعي تنوع المجتمع الغربي ما بين متطرف ومعتدل ، كما أن في مجتمعنا متطرفون ومعتدلون..

لكن هل وصلنا أولاً إلى تعريف منطقي للتطرف؟

طبعاً لا..

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

استاذ مينا..........

اشكرك على إدانتك الرسومات ولكنى أختلف معك فى بعض الأشياء.

انت خلصت الى نتيجة مفادها ان السبب فى نشر هذه الكاركتيرات هو عدم معرفة بالإسلام وفى نفس الوقت فى بداية مشاركتك تعترف بأن هناك إساءات أشد توجه الى سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام!!!!!!!!!!!

طب هل هؤلاء لا يعرفون أيضا سيدنا عيسى كما لا يعرفون سيدنا محمد؟!!!!!!!!!

طبعا هذا الكلام لا يستقيم مع بعضه والحقيقة من وجهة نظرى أن السبب الرئيسى فى تلك الرسومات التى تتطاول على الأنبياء بشكل عام هو العلمانية.

العلمانية تحارب الأديان و لا تعيرها اى إهتمام.

ثانيا أن تقول

اذن .. هل يمكن اختزال السبب فى تلك العباره المقتضبه ( المؤامره على الاسلام ) ؟ .. الهجوم عليه و استهدافه .. ظنى أن هذا تسطيح غير مقبول للأمور ..

فمن جهه .. أجد اننا نعطى أنفسنا حجما يفوق الواقع و أهميه لا تتوافر فى الحقيقه .. و هذا جزء أصيل من معاناتنا ( جنون العظمه المرتبط دوما بهوس الاضطهاد ) لكن ما يجب ان نضعه فى الحسبان هو أننا لا شئ تقريبا بالنسبه لهم ( أتحدث عن النواحى السياسيه و الاقتصاديه فقط ) فعلى أى أساس اذن يتآمروا علينا ؟ .. هل تحاك المؤامرات ضد الفاشلين ؟ .. لا أظن .. هل يخافون منا الى حد المهاجمه من خلال الدين فى مثل هذه الحاله ؟ .. لا أظن أيضا .. نحن أرانب مذعوره .. لطيفه .. لم و لن تفعل شيئا على الاطلاق ! ..

وانا متفق معك فى بعض هذا الكلام وان جنون العظمة موجود ويتخذ فى بعض الأحيان أشكال مضحكة ولعلك تذكر الإشاعة التى انتشرت عن التطعيم المسمم الذى يتم إعطائه للأطفال وقيل ان هذه الإشاعة مؤامرة صهيونية أمريكية وكأن أمريكا مالهاش شغلة غير الترويج للإشاعات.

ولكنى أعتقد أن مقولة انها حرب على الإسلام والمسلمين فيها بعض الصحة خصوصا فى هذه الحالة..........

بعيدا عن جنون العظمة هناك حالة من الإسلامفوبيا فى الدول الغربية وهناك موجة من النمو للتيار اليمينى المتشدد فى أوروبا وهو التيار الكاره للمهاجرين بشكل عام و للمسلمين بشكل خاص........

ولو نظرت الى البلاد الغربية بشكل عام تجد تنامى لهذا العداء وتجد تنامى لقوانين موجهة بالأساس للأقليات المسلمة فى هذه البلاد(عن نفسى بأسميها قوانين تطفيشية لأنها على ما يبدو تهدف الى تطفيش المسلمين ).

والأمثلة كثيرة على هذه القوانين وأولها قوانين مكافحة الإرهاب التى انتشرت فى الدول الغربية إنتشار النار فى الهشيم من امريكا لكندا لأوروبا لأستراليا.........

وهى قوانين أطلقت يد الشرطة فى القبض وإحتجاز بل وإطلاق النار على الناس لمجرد الإشتباه وطبعا أول حاجة فى الأشتباه أن يكون للشخص ملامح عربية أو أسيوية(يعنى مسلم)

ولعلك ترى ما فعلت هذه القوانين فى تيسير علوانى مراسل الجزيرة القابع الآن فى السجون الأسبانية.

أمثلة أخرى كثيرة عندك قانون الحجاب فى فرنسا نهاية بقانون أمتحان الإخلاص فى المانيا والقائمة طويلة.

وطبعا هذه الكاركتيرات جزء من موجة العداء للمسلمين وهناك قبلها فيلم هولندى وكلها موجهة الى المسلمين فى داخل الدول الأوروبية وليس لنا نحن فى الشرق.

من يهن يسهل الهوان عليه مـا لجرح بميـت إيـلام
رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى الأفوكاتو : شكرا على تفعالك و أوافقك فى اتهامك للأنظمه القمعيه العربيه .. يبدو انها استفادت كثيرا من الأزمه و جعلتها أشبه بالملهاه للشعوب .. لصرف النظر عن الأمور السياسيه ربما ..

عزيزى Sherief AbdelWahab : المشكله يا صديقى هو ان الغرب يعرف - و ليس لا يعرف - .. و لكن ما الذى يعرفه ؟ .. هذا هو المخجل فى الموضوع .. انه يرى صوره ما معتاده و متكرره .. يفهم انها - لتكرارها و نمطيتها - الصوره الوحيده للعربى المسلم .. و لا يدرى انها لا توافق عموم الشعب من الأساس ؟ .. هل كلنا مولعون بسفك الدماء .. هل كلنا سكارى ؟ .. هل كلنا نملك أموالا لاندرى كيف و أين نصرفها ؟ .. الحق ان الغرب أيضا فيه من الطائفيه و الصور القذره الكثير .. الشواذ مثلا .. العرى و الأباحيه ( لاحط هنا أننا كمجتمعات عربيه لا نأخذ من الغرب الا الأطعمه السريه و الكليبات العاريه و موضات الشذوذ .. أى اننا نتعامل مع صورتهم القذره بمنتهى التسامح و القبول و نرسخها فى أعماقنا ) .. لكن على النقيض هناك فى الغرب أيضا صور مخفيه عن احترام العمل و أهميه العلم و تطور منظومه التعليم .. كل هذا نتناساه كثيرا و لا نحاول الاقتباس منه ..

ما أريد قوله اننا نراهم ( زفت ) .. و هم يروننا ( اطران ) !! .. " على حد قول ابراهيم عيسى " ..

لكن الفارق انهم يتهكمون على صورتنا البشعه أما نحن .. فنحاول تمصيرها و خلجنتها و مغربتها و و و ( نظره سريعه على ستار اكاديمى سترى الرعب بعينيك ! )

عزيزى kotoz9 :

كما ذكرت يا صديقى .. البشاعه انهم يظنون ( المعرفه ) .. ان مهمتنا كعرب اصعب .. و أقسى .. و أشد .. نحن لا يلزمنا أن نصدر لهم صوره سليمه عن الاسلام فقط .. بل يجب علينا أولا أن نمحو كل اثر للصوره السخيفه السابقه ( المترسخه .. و هذه هى الصعوبه ) .. ثم نبدأ فى اعاده التشييد .. و تكوين صوره جديده مختلفه تماما ..

المجهود مضاعف .. و هذا ينذرنا بالتحرك السريع قبل أن تستفحل الأمور أكثر فأكثر خلال السنوات المقبله ..

نحن أمام قوم يظن أنه يعرف الاسلام .. فماذا نفعل ؟ .. أمران .. أولا : لا .. لست تعرف شيئا .. هذه الصوره مغلوطه .. ثانيا : أما هذه الصوره .. فهى تعبر عن الاسلام كما نراه نحن ..

طبعا العلمانيه كما ذكرت فى المقال لها دور كبير فى عدم الأكتراث للمقدسات ( العلمانيه الشامله اللامحدوده ) .. لكن هل سبق ان رأيت المسيح ارهابيا ؟ .. هذه هى المشكله .. فخ عميق واقعون فيه .. فخ يدعى ( القولبه ) .. كل عربى ارهابى .. كل عربى مسلم يدعى الاقتداء بالرسول .. اذن الرسول ارهابى .. ( هذا هو تفكير الرسام بالظبط .. أكاد أقرأ أفكاره !!! )

الاسلاموفوبيا موجوده .. لكن من أين أتت ؟ .. من الصوره أيضا .. و شئ آخر لابد من التركيز عليه .. علينا الفصل بين نظم الحكم و الادارات و بين الشعوب .. الاداره الأأمريكيه مثلا لا رجاء فيها .. لأنها تتبع سياسات معينه و تحكمها شبكه هائله من المصالح لا تكترث لا باسلام أو بمسيحيه أو بشرق أو بغرب أو أى شئ من هذا القبيل ..

( و من مصلحتها تعميق الفجوه .. سياسه فرق تسد .. لأن هذا التحفظ و العداء بين الجانبين يتيح لها حريه الحركه و المرونه فى خططها و سياساتها .. و يكون لاستعمار الشرق و احكمام السيطره عليه ألف مبرر " اانا ذاهبون لنقضى على هؤلاء الارهابيين " .. فان بيينا اننا لسنا ارهابيين و ان هم قبلوا هذا( الشعب الأمريكى ) .. فبأى حجه سيذهب بوش و صقوره للشرق ؟ )

خطابنا لابد من أن يوجه الى الشعوب .. المواطن الأمريكى البسيط الذى لا يشاهد العالم الا من عين ( CNN ) .. و الذى لا يعرف أين تقع مصر .. و ان سالته عن الشرق سيقل لك : فراعنه .. و جمال .. و بوذا !! ..

هذا هو ما يجب أن نصل اليه و نحاوره .. و نقدم له أنفسنا .. لكى يفهم جيدا اننا ايضا أشخاص متزنه .. طبيعيه .. ترفض العنف .. و لها دور سياسى اذا اتيحت لها الفرصه .. و انها تتعامل مع الكمبيوتر بطلاقه .. و تتحدث الانجليزيه و الفرنسيه أيضا ..

و مع هذا كله .. تعتز بثقافتها العربيه و قيمها .. و دياناتها .. و تقرأ الشعر العربى .. و تشرب القهوه العربيه ! ..

الليل ثوبُنا, خباؤُنا

رتبتُنا, شارتُنا, التي بها يعرفُنا أصحابُنا

"لا يعرفُ الليلَ سوى مَن فقدَ النهار"

هذا شِعارنا

لا تبكِنا, يا أيها المستمعُ السعيد

فنحنُ مزهوُّون بانهزامنا

رابط هذا التعليق
شارك

أولاً : أنا أتفق معك في الرفض التام والقاطع لنشر أي رسوم مهينة ومستفزة وساخرة لأي ديانة ولأي مذهب أياً كان ، فالعقائد هي أمور لا يجب السخرية منها بهذه الطريقة البشعة ، فالواجب عند التحدث عن أي عقيدة ، التحدث عنها باحترام ومناقشتها بأسلوب متحضر ، مراعاة لمشاعر من يعتنقها ويؤمن بها .. حتى ولو كنا لا نتفق معه في هذا الإيمان .. والمتتبع لأسلوب القرآن في هذا المجال .. يجد الرقي والتحضر في مناقشة أصحاب الديانات الأخرى ( بالتي هي أحسن ) .. والحرية لا تسمى حرية ... إذا كان فيها اعتداء على أشخاص الآخرين أو على مشاعرهم ..

لكن إذا نظرنا تعاملنا نحن كعرب أو كمسلمين مع أي شيء يستفزنا .. نجد العجب !!

نحن أناس عاطفيين جداً .. ردنا يأتي عنيف وحماسي وبدون تفكير في البداية .. ثم لا يلبث أن يخفت حتى يتلاشى مع الأيام .. لا تجدنا نستخدم أساليب مدروسة ومخططة وعقلانية لتحقيق أغراضنا على المدى البعيد ..

أنا لا أقصد أن لا نثور ونغضب .. يعني في حالتنا هذي .. غضبنا وثورتنا مطلوبة .. مقاطعتنا للبضائع الدانماركية .. أيضاً شيء جميل ومطلوب .. الخروج في مظاهرات سلمية للاحتجاج وسيلة جيدة .. لكن لا بد أيضاً من التفكير بأشياء تفيدنا على المدى البعيد .. عشان مش يجي حد بعد خمسين سنة ويرسم صور أخرى .. فنثور ونغضب ونقاطع البضائع .. وتتكرر الأحداث !!

أما بالنسبة لما حدث في بيروت ودمشق من حرق وتدمير لمباني السفارة .. فأنا أعترض على هذا الأسلوب الهمجي – إن صح التعبير – صحيح أن الخطب جلل والأمر كان مهيناً لنا بدرجة كبيرة .. والغضب بلغ منا مبلغه لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يمثل كل شيء بالنسبة للمسلمين فهو حبيبنا ورسولنا وقدوتنا.. لكن الفكر يواجه بفكر .. لا يواجه بحرق وقتل وتدمير .. ولنا في رسولنا القدوة الحسنة .. أسلوب الحكمة و الموعظة الحسنة .. " اللهم اهدي قومي فإنهم لا يعلمون" .. هم رسموا رسوم أساءت للرسول عليه السلام ونشروها في جريدة .. نستطيع أن نوضح وجهة نظرنا ونرد على هؤلاء الناس ونبين للعامة من هو هذا الشخص الذي صوروه بتلك الصور في نفس الجريدة .. !!

ثانياً: إذا أتينا للنقطة الأعمق كما ذكرت وهي ما الذي دفعهم لذلك العمل ؟؟

الجهل بالتأكيد .. فالإنسان عدو ما يجهل ..!!

بالإضافة إلى الفهم الخاطئ للإسلام .. فالصورة لديهم مشوهة جداً جداً .. صُور الإسلام بأنه دين الحرب والقتل وقطع الرؤوس .. والإنسان المسلم إما شخص إرهابي أو شهواني لا هم له سوى النساء ..

ونحن لم نقدم أنفسنا بطريقة صحيحة .. لم نشرح للآخرين ما هو الإسلام .. دين السلام والعدل والإنسانية .. حتى من يذهب هناك من المسلمين فهو إما أن يتنازل عن هويته ويتنكر لثقافته ويخجل منها ويذوب في تلك المجتمعات .. وإما يتقوقع على نفسه ويرفض الاندماج في تلك المجتمعات .. صحيح أن هناك أناس مسلمون محترمون .. معتزون بدينهم وهويتهم وثقافته ويمثلون الإسلام والشرق في أبهى صوره .. لكنهم للأسف ليسوا النمط السائد هناك ..

لكن دعني يا مينا اختلف معك في قولك " المؤامرة على الإسلام " .. لا أعني بذلك أني أؤمن أن كل شيء مؤامرة !!

لا .. ولكني لا أنفي وجود " مؤامرة على الإسلام" نفياً قاطعاً .. كل ما يحدث الآن من صراع ديني .. إنما هي رواسب ومخلفات للصراعات القديمة .. فكلنا يعرف وجود صراعات قائمة على أسس دينية ..

صحيح أن المجتمع الأوروبي الحديث مجتمع علماني .. والدين أصبح مهمشاً بعد انتصار العلم والعلماء على الدين والكنيسة .. والمتدينين أصبحوا قلة .. وهذا أدى إلى جعل تناول المقدسات والثوابت الدينية شيئاً عادياً .. لا أحد يثور له .. وهذا ما نختلف عنهم فيه .. حيث أننا مجتمع ديني محافظ .. الدين يشكل الشيء الرئيسي والجانب الأهم في حياة أغلب الناس .. ونحن كمسلمين لا نرضى بإهانة محمد ولا المسيح ولا موسى عليهم الصلاة والسلام (لا نفرق بين أحد من رسله ) ..

في حالتنا هذه الهجوم جاء من أناس رسامي كاريكتورات أعتقد أنهم علمانيين ، لكن في حالات أخرى كثيراً ما يأتي الهجوم على الإسلام من قساوسة ورجال دين .. كان الأولى بهم وهم حماة الدين والربانيين ويفهمون معنى كلمة "إيمان" .. أن لا يتعرضوا للعقائد والأديان التي يعتنقها الآخرون ..

نحن لا نلوم الناس العامة .. الذين تتشكل نظرتهم للإسلام من خلال ما يرونه في وسائل الإعلام والتي أغلبها تقدم صورة خاطئة عن الإسلام .. لكننا نلوم أولئك الذين يعتبرون مثقفين والذين لا شك أنهم يعرفون الإسلام بصورته الأقرب للحقيقة .. لا كما يراها العامة .. ونلوم انفسنا قبل كل ذلك ..

لكنه الجهل و الكره لكل ما هو مختلف عنك .. هو الذي يجعلهم يمثلون الإسلام بتلك الصورة .. !!

العالم الآن أصبح قرية صغيرة لا بد أن ينهض المسلمين ليقدموا الإسلام للآخرين بصورته المشرقة .. المضيئة .. ليس تلك التي يراها الآخرون في الجماعات التفجيرية الإرهابية المتعطشة للدماء والخراب والقتل ..

مؤتمرات دولية .. نشرات تعريفية .. مواقع انترنتية .. قنوات فضائية .. !!

نحن متقاعسون .. كسالى .. نعيش في قهر وذل .. متأخرون كثيراً عن العالم .. هانت علينا أنفسنا فهنا على الآخرين .. لا نهتم بأن يعرفنا الآخرون على حقيقتنا .. نتكلم .. نتكلم .. نتكلم .. لكن لا نعمل ..لا هم لنا إلا البحث عن لقمة العيش .. والترفيه عن أنفسنا .. !!

تقدر يا مينا تقول " نحن مزهوون بإنهزامنا "..

اللهم إلى من تكلنا إلى بعيد يتجهمنا أم إلى عدو ملّكته أمرنا !!

جيجي ...

سعودية الجنسية ... مصرية الهوى ...

رابط هذا التعليق
شارك

مينا

بالرغم من كلامك الناعم الرقيق

إلا أن العسل لم يغطى على السم بشكل كاف

قال الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا - أى شبيها أو مثيلا أو ندا - أحد

" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "

السنة سفينة نوح من ركبها فقد نجا ومن تخلف عنها هلك .

اللهم بارك لنا فى ولي أمرنا وقائدنا وزعيمنا ورئيسنا - أمير المؤمنين فى مصر - محمد حسنى مبارك واحفظه من كل بطانة سوء وشر ويسره لكل خير . اميين

رابط هذا التعليق
شارك

مينا

بالرغم من كلامك الناعم الرقيق

إلا أن العسل لم يغطى على السم بشكل كاف

قال الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا - أى شبيها أو مثيلا أو ندا - أحد

" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم "

يااخى الرجل ادان بشكل واضح الرسوم..

اى سم هذا الذى تتحدث عنه ?????? :rolleyes:

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...