اولاد البطة السوداء

[mohameddessouki]

المسلمون درجات…!

لقد خلق الله تعالى الناس سواسية، يقفون امامة لا فرق بين إنسان وإنسان فيقول تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13

ولا تستطيع أن تفرق بين مسلم وآخر في الصلاة فالكل يركع ويسجد لله وانفه في التراب، ولا تستطيع أن تفرق بين هيكل عظمى لجثة مسلم وبين آخر، فلا تعرف الغنى من الفقير ولا ذو النفوذ والسلطان من الإنسان الفقير .

اكتب هذا بعد أحداث جسر رمى الجمرات في الحج الأخير، حيث تسبب تأمين أمير أو وزير أو صاحب سلطان أثناء قيام معاليه أو سموه أو فخامته في السعي لرمى الجمرات مما أدى إلى تكدس فقراء المسلمين وعامتهم ومن لا نفوذ لهم فتضاغطوا بعضهم على بعض فمات من مات وأصيب من أصيب ثمنا لتمكين صاحب النفوذ أو الحيثية من أداء مناسك الحج وهو مستريح لا يعكر صفوه عامة المسلمين ممن ليس لديهم نفوذا مثله

واننى اذكر انه أثناء قيامي بالحج في احد السنوات الماضية وبعد أن أديت الطواف والسعي جلست أمام الكعبة المشرفة أتطلع إليها حيث أن النظر إليها عبادة كالنظر للمصحف من داخل المسجد وليس في أماكن الطواف، وفوجئت بأربعة جنود يامروننى بترك مكاني حتى يتمكن وزير خارجية تركيا من الصلاة والطواف، فاعترضت على ذلك لاننى في بيت الله ولست في أملاك البشر كما أن المكان يتسع له ولغيره فما كان منهم إلا أنهم حملوني بالقوة من يدي وقدمي ووضعوا فوقى متاعي والقوا بي خارج المسجد.من أنا حتى اعترض و أنا في ضيافة صاحب البيت

و أمام قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحينما وصلت امراءة عجوز بعد عناء إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقفت تنظر وتستند وتتشبث بالقبر الشريف لمن قطعت له أميال وجاهدت وعانت لتزور قبر أفضل إنسان في الوجود إذا بالجنود يضربونها بالعصي وهى تستميت على بوابة القبر الذي باتت سنين عمرها تحلم بالوصول لهذا المقام فلما وصلت إليه يضربونها ولما سألتهم أن يتركوها لحظات فقد لا يقدر لها الرجوع والزيارة مرة أخرى قالوا لي ولها هذه بدعة وكل بدعة ضلالة !

هكذا أصبح المسلمين ليسوا متساون كأسنان المشط ولكنهم أصبحوا درجات، درجة أولى ودرجة عاشرة وليس بينهم من يشغل الدرجات مابين الأولى والعاشرة. فالمسلمين الدرجة لولى يخلى لهم أماكن الطواف ويتمتعون بكل منسك هم ناسكوه على حساب هناء وأحلام وآمال المسلمين الدرجة العاشرة وتخلى لهم وتفتح لهم أبواب الكعبة دون باقي المسلمين حتى يزوروها من الداخل وتخلى لهم أماكن الصلاة حتى يصلوا بدون أن يعكر صفوهم مسلموا الدرجة العاشرة ! ومن غير المهم أن يقتل عدة عشرات من مسلمين الدرجة العاشرة تحت الأقدام نتيجة للتزاحم الناتج عن توفير الراحة لمسلمين الدرجة الأولى

(رحم الله عمر بن الخطاب حكم فعدل فنام دون حراسة دون بودي جارد بدون سيارات مصفحة تكلفة الواحدة عدة ملايين وكان يسير بدون موكب طويل يضم عشرات من هذه السيارات)

وطالما أن المسلمين أصبحوا فئتين أولى وعاشرة، وحيث أنهم ليسوا جميعا من تراب ولكن الدرجة العاشرة فقط وهم أبناء البطة السوداء و لكي لا يكروا صفو الدرجة الأولى فاننى اقترح على حكومة خادم السادة أصحاب المعالي والنفوذ مسلمين الدرجة الأولى (خادم الحرمين سابقا) أن يقيموا لمسلمين الدرجة الأولى كعبة أخرى من الرخام الايطالى الفاخر في صالة مغطاة حتى لا تلفح وجوههم أشعة الشمس أو تبلل ثيابهم مياه الأمطار وحتى لا يؤذى أنظارهم رؤية المسلمين الدرجة العاشرة، ملحق بهذه الصالة ممر مغطى ومكيف ليسعوا فية ويقيموا لهم مكان نظيف به مقاعد مريحة من السندس والإستبرق بدلا من منى والمزدلفة ويقيموا لهم أماكن للرجم مضاءة وعليها علامات التصويب ويعطوا لكل منهم عدد من الحصوات من افخر أنواع الرخام والجرانيت مغسولة ومعقمة حتى لا تلوث ايدى مسلمين الدرجة الأولى وكله من أموال رسوم الحج الذي تحصل علية حكومة خادم أصحاب النفوذ (خادم الحرمين سابقا) ومن لموال ثروات المسلمين الدرجة العاشرة من البترول والتي لاتصل أليهم ولكن تدخل في جيوب أصحاب المعالي والسمو

وليتمكن أيضا المسلمين الدرجة العاشرة من تحقيق أحلامهم التي يحلمون بها طوال حياتهم ويدبرون من أقواتهم تكاليف أداء مناسك الحج والعمرة وزيارة من تعشقه قلوب المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم دون أن يعكروا صفو الصفوة من المسلمين

وبذلك نحقق لحكومة خادم أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي ( حكومة خادم الحرمين سابقا) رغبتها في التمييز بين مسلم ومسلم لأنها ترى وتؤمن بان الإنسان لم يخلق من ذكر وأنثى وان الناس لآدم وادم من تراب ولكن هناك خلق من ادم وادم من تراب وهناك ناس من ماء مهين

[Sherief AbdelWahab]

العزيز محمد دسوقي : وجهة نظرك وصلت .. أتمنى أن أعرف إن كان هذا المقال لك أو منقول من جريدة.. إذا كان لك فسأستأذنك في نقله للمناقشات الدينية.. و إن كان منقولاً أطلب منك مصدره تمهيداً لنقله إلى مختارات من الصحافة..

شكراً لسعة صدرك..

خلص الكلام