وصفعت الأمة ( بوش ) في الانتخابات الفلسطينية

[مسلم-فلسطين]

وصفعت الأمة ( بوش ) في الانتخابات الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم

قررت الدول الكبرى إشراك حماس في الانتخابات الفلسطينية لتحقيق عدة اهداف ، منها ، خلق افق للسلام واعادة تأهيل رواد الحل السلمي وإشراك المعارضة من خلال النظام لضبطها بالقانون .. وللمضي قدما في خطوات خارطة الطريق ، لتبريد قضية الشرق الاوسط تمهيدا للالتفاف حول المجاهدين في العراق وافغانستان ..

ليس صحيحا ان ابا مازن هو الذي اصر على اشراك حماس ، فابو مازن لا يمتلك قرارا وهو مجرد واجهة دولية للاحتلال الاسرائيلي وأداة لتصفية قضية فلسطين .. وليس صحيحا كذلك ان امريكا قالت لا لاشراك حماس بل كانت امريكا معنية باشراكها وبعد هدنة وبعد خلق اجواء التبريد وبعد الحصول على بعض التصريحات المتراجعة من خلال بعض عناصر قادة حماس ، وبعد ان غلب على ظنها ان مشاركة حماس لن يخترق أسوأ الاستطلاعات للرأي العام التي تعطي نصيبا اكبر لحركة حماس ولكن لا تعطيها الاغلبية ..

لعب الجميع على ما سمي استراحة المقاتل او بناء الوطن او البناء والمقاومة معا او استثمار التضحيات والمشاركة في القرارات ، وما الى ذلك مما يوجد اجواء تأهيل سلطة الحل السلمي لتقوم بادوارها الحقيقية التي اقيمت دوليا لاجل القيام بها .

ولكن ما الذي حصل وجعل نتيجة الانتخابات تحطم كافة نتائج الاستطلاعات المشبوهة التي هي جزء من اللعبة للتأثير على المسار والايحاء بان الامور تسير في هذا الاتجاه وليس في ذاك الاتجاه ، وان النتائج ستكون على خير ما يرام وتحت السيطرة الدولية مهما افرزت الاعمال السياسية من نتائج ..

لا يشك احد قط ان نتائج الانتخابات فاجئت جميع الناس بمن فيهم حماس ، حتى ان غير فتح وحماس كانوا يرون انهم سيكونون بيضة القبان ، وان نبيل شعث كان يقول وباطمئنان كبير ان فتحا لن تشارك حماس في الحكومة ، وكأن الصورة كانت ان فتحا ستكون الفائزة ولكن بدون حسم واكتساح ،وان الطريق الثالث وملحقاته ومن في حكمهم من العلمانيين وانصار التعاون الدولي هم الشريك الملون للحكومة والملون مع حماس للمجلس التشريعي ، الذي كان الحبل الذي سيشنق به ارباب الاستسلام خيار الجهاد والمقاومة باسم سلطة واحدة وسيادة القانون واستحقاقات البناء ، وقد ردد كثيرا من عبيد الشرعية الدولية ان الحل للمشكلة هو وجود تيار او فصيل خارج اطار النظام وان الحل في ادخاله الى داخل الاطار القانوني ، وقد رحب كثيرون من هؤلاء ايضا بمشاركة حماس لان ممارسة المعارضة سهل بينما المشاركة في النظام السياسي صعب بمعنى مكبل للارادة والتصريحات ... فمثل هذه الرؤى هي التي جعلت المهيمنون على القرار الفلسطيني يدفعون باتجاه مشاركة التيار الديني فضلا عم ما تبنته الادارة الامريكية وروجت له في الاونة الاخيرة من ضرورة التعامل مع التيار الوسطي المعتدل النيّر ،ليقف حاجزا اما تمدد التيار المتشدد الارهابي المظلم !! بعد ان عجزت الافكار الليبرالية والديمقراطية وقيم الغرب الكافر في الحلول محل الفكر الاسلامي .

هذا مكرهم ، وعند الله مكرهم ..

نعود لسؤالنا ما الذي حصل واحرج الكافة .. وسيّر الامور على غير ما كانوا يحسبون ..

انه مكر الله بكافة المتلاعبين والمخادعين ليزيد كشفهم وبيان حقيقة امرهم ليميز الخبيث من الطيب ..

- خرجت نتائج الانتخابات لصالح من رفع لواء الاسلام ، وخرج خطابه ساخنا ومعاكسا للطرح السلطوي خصوصا بعد ان اصدر حزب التحرير كتيبه عن الحكم الشرعي في الانتخابات الفلسطينية وواقعها ، فمن جهة حاول الوطنيون الافادة منه لصالحهم لابعاد الناحبين الذين يعتبرون الحلال والحرام ولكن اتزان السياسيين العمليين حال دون ذلك .. ومن جهة اخرى سخن من رفع لواء الاسلام من خطابه ليثبت للاتباع وللناس ان واقع الانتخابات هذه لا علاقة له بالحلول الاستسلامية وانهم لا يعترفون باسرائيل وانهم لن يوقفوا المقاومة وهذا يعتبر صناعة للاحداث من قبل القوامين على فكر المجتمع وحسه ، خصوصا بعد ان تفاعل الناس مع الكتاب وتلقوه بالقبول الحسن فصار المرشحون يتبارون في التباهي بالمقاومة والنضال ..

هذه النتيجة هي امتحان لحركة المقاومة الاسلامية ، هل هي بالفعل مع تغيير سياسات الحل السلمي ام انها ستلعب ذات الدور الذي لعبه خونة الامة في فلسطين من قبلهم .. فالشعب قد اختارهم وكسح بهم رواد الحل السلمي . فهل هم سيفعلون ذلك وقد ملكهم الله القدرة عليه سياسيا واعلاميا والتفافا جماهيريا ؟ وهذا مكر الله بحماس وابتلاؤه لها ، وعيون الناس مفتوحة على ما ستختاره حماس بشأن اهم قضية تتعلق بالقضية الفلسطينية وهو موضوع الجهاد كطريق لتحرير كافة الارض المغتصبة دون الاعتراف باسرائيل التي اوجب الله هدم كيانها من جذوره .