اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

"هكذا ننظر .......! "


Recommended Posts

"هكذا ننظر .......! "

كنت تنافقين ، و كذلك كنت تنافقى غيرى ، كم غررت بى و بالآخرين ، إننى حقاً أبغضك. كذبت على كثيراً ، تارة تقولى إنى جميلة و تارة تقولى هذه أجمل منكى و هذه أقبح منكى ، تجعلينى أغار مرة و أغتر مرة فما أقبحك! . لكنى أنا الملامة لأننى صدقت و لم أصدق قلبى ، فكثيراً ما حذرنى لكنى لم أستجب إلا بعد فوات الأوان.

هكذا كانت قبل أشهر قليلة ، تلك الفتاة المسكينة ، كانت رائعة الجمال و كان الجميع يتلهف لإرضائها أو لسماع كلمة منها حتى تعرضت لحادث مروع أصابها بحروق شديدة و أدى لتشويه وجهها الفتان ، ليصبح مسخاً لا قيمة له ، فأصبحت حبيسة لنا فى مشفانا.

كل شئ تلاشى الأنف ، الحاجبان ، أجزاء من الأذنين ، اللون ، بالأحرى كل معالم الوجه عدا العينان لا زالت جميلتان و مبصرتان كأنهن واحتان فى جوف صحراء مقفرة ، فما أجملهما !.

كل يوم أراها أمام المرآة تجلس بالساعات الطوال ، تناجيها كأنها صديق و تارة تصارعها كأنها عدو عتيد ، ترى ما سر هذه الصداقة؟.

أو سر هذه العداوة ؟. لا ادرى لكنه بالتأكيد شئ مهيب.

ظللت أرقبها شهور عديدة و هى كما هى ، لا جديد ، يأس ، بوار ، موت مع حياة ، جالسة أمام المرآة مناجية مرة و مصارعة أخرى حتى أدهشتنى ذات يوم ، رأيتها خارجة من غرفتها لأول مرة و برفقتها شابة مقبولة الجمال و معها علب مزينة بزينة جميلة فيما يبدو إنها هدايا ، لكن ترى لمن؟ إنتابنى الفضول فراقبتهما من بعيد.

كان ما تعرضت له فى تلك الجولة مؤلم بل ليت مؤلم معبّرة كلما دخلت قسم من أقسام مشفانا أو غرفة من غرفه نفر الناس و فرّوا و هاجوا كأنهم رأوا الشيطان. حتى زميلاتى من الممرضات ملائكة الرحمة كانوا فى منتهى القسوة معها.

و عندما رأت الجميع يفر و يعرض عنها ، هرعت مسرعة إلى غرفتها و هى باكية بل تجش من البكاء ، و كانت تصرخ و تصرخ من غرفتها المغلقة و رفيقتها تحاول تهدئتها ، كان صراخها عالياً لم أفهم منه سوى إن البشر ظالمون ، نظراتهم سطحية ، كنت قاسية عليها ، اغفر لى يا إلهى إنى كنت من الظالمين.

مرت الأيام ، وفى جوف إحدى الليالى و الجميع فى سكون ، رأيتها مع رفيقتها تخرجان من غرفتهما و معهما تلك الهدايا و إحدى زميلاتى و دخلوا فى خفية لمعظم غرف المشفى ، ثم عاودا كلهم إلا الهدايا فقد أختفت ، فيما يبدو أنها وزعت.

تكرر ذلك ليالى كثيرة و صار الجميع يسأل من هذا الملاك صاحب تلك الهدايا لكن لا مجيب ، يبدو أنها أوصت من رأوها أن يتكتموا السر ، كنت أريد أن أصرخ فيهم إن ذلك الملاك هو نفسه ذلك الشيطان أو من قسوتهم عليه و قلتم إنه شيطان و هو فى الحقيقة ملاك لكننى لم أستطع.

و شاء الله أن يكرم ذلك الملاك فأعد الأسباب ليعلم الجميع حقيقة ذلك الملاك ، فقد لاحظ البعض دخول و خروج طفل صغير مع جدته و معه هدية جميلة فى كل مرة ، فجعل الجميع يتساءلون ماذا يفعل ذلك الولد عند ذلك المسخ؟. و ما أثار تعجبهم هو ازدياد الأطفال المترددين عليها ثم ازدياد كبار السن ثم الزوار فى خلال أيام قليلة.

نعم أنتشر خبر تلك الجميلة و صار الجميع يزورها ، و صارت تزورهم ، فما صارت وحيدة ، وقد أجريت جراحة لها منذ أيام فى محاولة يائسة من الأطباء لتحسين جمالها ، و الجميع يدعوا لها بالشفاء و بكل خير. وقد كنت فى غرفتها منذ أيام أتابع حالتها و كنت أنظر إلى تلك المرآة العجيبة التى كانت تناجيها فوجدت من تنادينى و تقول لى :- لا تكن نظرتك للناس كنظرة المرآة. فما أجملها من حكمة!.

LIVE....................AND LET THEM DIEEEEEEEEEE

رابط هذا التعليق
شارك

عودة جميله مؤثره جدا يا اخ رعد وخصوصا النهايه اعجبتنى جدا وفعلا حكمة غاليه ليتنا نتعلمها ونطبقها كى لا يظلم بعضنا بعضا او يجرح بعضنا بعضا

فكم هى سطحية نظرة المرآه وكم هى عميقه نظرة الانسان الروح الذى يكتشف معادن الانسان النفيسة بغض النظر عن الشكل الخارجى السطحى الذى كثيرا ما يخدع حتى صاحبه

دمت مبدعا ..............وصديقا .

:rolleyes:

انما الامم الاخلاق ما بقيت .............. فان همو ذهبت اخلاقهم ذهبوا

...................................................................!

وعلمتنى الحياه اضحك لأحبابى

واضحك كمان للعدو علشان يشوف نابى

واخده كمان بالحضن لو خبط على بابى

فيحس انى قوى وميشفش يوم ضعفى.......

قناتى ع اليوتيوب ....

صفحتى ع الفيس بوك .....

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...