حمى التوقف والتبين

[tarek_almeghallawy]

في مرحلة المخاض ..في بدايات المد الإسلامي الحديث ظهرت جماعة محدودة الإنتشار والصخب من بين كثير من الجماعات التي أطلقت في حينها ولعلها لم تكن جماعة محددة بل هي أكثر منها فكرة..الجماعة سميت بالتوقف والتبين..الفكرة تقوم على التوقف في الحكم على الناس بالإيمان أو الكفر حتى ولو كانوا يصلون ويصومون ويؤدون الشعائر الظاهرة حتى يتبينوا معتقداتهم في أمور معينة..ويختلفون عن جماعة التكفير في أن جماعة التكفير تقدم الحكم بالتكفير ابتداءاً على كل من عداهم.

الجماعة قد تكون اندثرت تماماً والفكرة ضمرت ولم يعرف لهل نجوم أو دعاة..

بعيداً عن قضية الكفر والإيمان وبعيداً عن الثوابت الدينية.

تذكرت هذه الجماعة في هذه الأيام وأراني قد وقفت مواقف كثيرة فيها توقف وتبين من أمور كثيرة..أحكام تاريخية ومواقف سياسية وحركات وحراك وأفكار عامة وخاصة .

أتعجب أحياناً من أناس يتحمسون لفكرة ويبلغ منهم الحماس مبلغه ..ترى في سطورهم العرق يتصبب والأوداج تنتفخ وتحمر ويطل الشرر من عيونهم ويفترسون مخالفيهم افتراساً..وأراني بارداً أهز رأسي ناحية اليمين موافق لهؤلاء في أشياء وناحية اليسار موافق لهؤلاء في أخرى.

لا أدري هذا البرود تطور طبيعي بعد تعدي مرحلة الشباب إلى بدايات الكهولة ؟

هل هي حكمة الأيام واتساع الرؤية ؟

أم تراها حمى قد أصابتني بسبب فوران المعلومات وتدفقها ؟

أم هو تراجع أو مراجعة ومحطات نقف فيها ونعيد الحكم على أشياء كانت مسلمات في وقت سابق ؟

أم هي رؤية المفاسد والمصالح بزوايا أخري كان يحجبها الحماس الزائد وحداثة السن؟

هل نحتاج إلى كثير من التوقفات والتبينات ؟

[عادل أبوزيد]

أتصور أن ذلك هو النضوج الحقيقى ... هى ببساطة رفض فلسفة القطيع أو رفض للإنسياق مع الهستريا الجماعية.

عنما تبحث فى تاريخ الفكر الإنسانى تجد دائما هؤلاء هم قادة الفكر هم الذين لا يتقبلون الدعاوى التى تنطلق من حناجر المتحمسين للحزب أو الجماعة كما هى و لكنهم يعملون فكره أو كما تفضلت و وصفتها ب "التوقف و التبين" و المطلوب منا نحن المثقفين أن نمارس هذا الأسلوب و خاصة فى ظل فترة المخاض التى تمر بها بلادنا

و من الناحية الدينية علينا ألا نتقبل مقولات يصحبها كم غزير من القص و اللصق و إدعاء بأن هذا من دين الله و لو مررت على موضوعات مثل "بغض الآخر لأنه آخر " أو لو بحثت فى موضوع تهنئة المسيحيين بأعيدهم لوجدت مثالا لما يجب علينا فعله إزاء هؤلاء الذين "يخترعون" أحكاما شرعية و مع الصوت العالى يتصور الغريب أنهم يتكلمون فى حقائق.

أسوق لك مثالا آخر ... هو قضية شركة المسبوكات و خلاصتها إتهام الرجل بإختلاس مليار و ربعمائة ألف جنيه .... و عندما تدقق فى الموضوع تجد أن هذا المبلغ هو حساب إفتراضى هكذا لو أنه إستخدم كذا بدلا من كذا و لو أنه إستغنى تخزين المواد الأولية و لو أن ... أشياء كثيرة لكان وفر مبلغا ما بإحتساب الفوائد عليه لمدة عشرة سنوات وصلوا إلى رقم الألف ربعمائة ألف جنيه موضوع التهمة أدعوك لتصفح الموضوع فى باب الفساد.

أكرر علينا كلنا مراعاة التوقف و التبين قبل قبول أى دعوة أيا كان مصدرها.

[tarek_almeghallawy]

أستاذ /عادل

شرفتنا

شكراً على الإضافة وإثراء الموضوع

رفض فلسفة القطيع موضوع مهم جداً وضرورة حياة وخاصة للشباب في مرحلة عمرية

مزخمة بالحماس والاندفاع

هذا الكلام غير موجه ضد أحد

هو وقاية من التجنيد الذي يقود إلى الاعودة

وقاية من المراجعات بعد الكوارث