عادل أبوزيد بتاريخ: 30 أبريل 2017 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 أبريل 2017 العنوان هو عنوان مقال في جريدة "المصري اليوم" بقلم ياسر عبدالعزيز ، المقال يتكلم و ينقد ما كنا نصرخ من أجله هنا في محاورات المصريين و هاكم بعض الموضوعات تصرخ من سطوة شركات الإعلان أكرر شركات الإعلان على إعلام مصر: بعد الروابط السابقة إليكم ، ترى ألم نخطئ في القبول بدعوى إلغاء وزارة الإعلام ؟ لا بأس من إلغاء وزارة الإعلام و لكن البديل لا يليق أن يكون شركات المكرونة أليس كذلك اقتباس الت لى إنها اضطرت إلى ترك البرنامج الذى قدمت عشرات الحلقات منه، كما غادرت القناة بأكملها، بعدما أفهمها القائمون على العمل أن أداءها لا يساعد على تحقيق نسبة مشاهدة عالية، بسبب افتقادها «الروح والحماس والكاريزما». تلك المصطلحات الثلاثة، «الروح والحماس والكاريزما»، لا تعنى فى عرف هؤلاء القائمين على العمل فى معظم الفضائيات الخاصة المصرية سوى مصطلح «الصراخ»، والتعبير المسرحى عن الغضب المصطنع، واختلاق الاهتمام المبالغ فيه، وتضخيم الأمور بشكل درامى. ذكرتنى تلك المذيعة المحترفة المجتهدة بزميل قادم من بيئات عمل احترافية خارج مصر، وقد عانى فى بداياته من التهميش والتعامل الفاتر، حتى استطاع أن «يثبت نفسه»، وأن يحظى باهتمام المحطة والقائمين عليها، بعدما تحسن ترتيبه فى قوائم المشاهدة. سألته مباشرة: «ماذا فعلت لكى تحسن مركزك، وتتجاوز الفتور الذى واجهته سابقاً؟»، فأجاب بوضوح: «اشتغلت بلدى.. شوية زعيق على تمثيل، وطبعاً طوفان من الآراء الشخصية الحادة، والإفتاء بدون علم فى أى أمر.. من الإبرة إلى الصاروخ». لعلك سألت نفسك مراراً: «لماذا يصرخ هؤلاء المذيعون على الشاشات؟»، ولعلك لم تجد إجابة مقنعة، لكن الأكيد أن صراخهم يشد انتباهك، فتضطر إلى متابعتهم، ربما لتنتقدهم، أو تفهم أسباب صراخهم، أو لتعودك عليهم، وأثناء ذلك، أو بعده بقليل، لن تنسى أن «تُشير» فيديوهات لهم، لكى يشاهدهم أصدقاؤك ومعارفك. وفى كل الأحوال، فقد كان صراخهم وسيلة للفت انتباهك، ومشاركتك فى الترويج لهم، ليحصدوا نسب مشاهدة عالية، وتزيد أجورهم، وتتمسك بهم إدارات الفضائيات، ويواصلوا الغضب والصراخ. ليست تلك هى كل التداعيات الكارثية لمساهمتك فى تكريس ظاهرة «المذيع الغاضب»، وزيادة درجة التلوث السمعى فى بلادنا، عبر تعزيز الأداء الصارخ، لكن ثمة ما هو أوخم عواقب من ذلك، إذ يصبح هؤلاء «الغاضبون الصارخون» نموذج الأداء الجيد المطلوب، ويضطر عشرات من القادمين الجدد إلى الصناعة إلى الاقتداء بهم، ومحاولة تقليدهم. تعرف صناعة الإعلام فى مصر الكثير من الأزمات وجوانب العوار المؤثرة، لكن ظاهرة المذيع الغاضب الصارخ تعد إحدى أكثر تلك الأزمات إثارة للانتباه. لا يمكن أن تظل شاشاتنا فى تلك الساعات المسائية عبارة عن وصلات لإعلان الغضب عبر الصراخ من قبل مجموعة من مقدمى برامج «التوك شو» الرئيسة. جرب أن تتنقل بين القنوات مستخدماً «الريموت كنترول»، لتجد معظم هؤلاء لا يتوقف عن الصراخ وإعلان الغضب، استناداً إلى نسق من الآراء الحادة والمأفونة غالباً، التى عادة ما يعتبرونها «الحقيقة المطلقة». تلك العروق التى تنفر فى محاولة مسرحية لإظهار الغضب والاهتمام تكاد تنتقل من شاشة إلى أخرى، وفى بعض الأحيان تنفر تلك العروق، وترتفع نبرات الصوت فى اتجاهات متعارضة، بحيث لا يجمعها سوى الغضب والنبرة الجامحة، حتى لو اختلفت الآراء وتصادمت الاتجاهات. بسبب تضعضع الحالة الإعلامية المصرية، وتهاوى الصناعة، لم يعد هناك فرق واضح بين دور مقدم برامج «التوك شو» و«المشخصاتى». بعض مذيعينا المشهورين يدركون أن جزءاً كبيراً من صنعتهم يكمن فى إتقانهم أدوار الممثل، وليس الصحفى. ولذلك فهم يسخرون طاقات تمثيلية كبيرة لكى يبقوا المشاهدين على أثيرهم، ولكى يصلوا إلى هذا يضربون بكل المعايير المهنية عرض الحائط. برامج «التوك شو» التى تعالج أحداثاً جارية (مثل الحوادث، وتطورات الاقتصاد، والعلاقات الخارجية، وأداء البرلمان، وغيرها من الأمور التى تطرحها برامج المساء اليومية الرئيسة على القنوات الفضائية) تقع ضمن نطاق «الأخبار». الجمهور يلجأ إلى التزود بالأخبار لكى يتفادى الخطر، أو يجلى الغموض، أو يتخذ قراراً، أو يكون رأياً، وبالتالى فإن تلك البرامج يجب أن تخضع لمعايير صارمة، مثل الدقة، والتوازن، والحياد، والعمق، والموضوعية، لأن الأخطاء والانحيازات التى قد تؤطر تقديمها، يمكن أن تقود الجمهور إلى الوجهة الخطأ، وأن تحرف اتجاهاته، بما يؤثر سلباً فى مصالحه. وبدلاً من أن يتنافس زملاؤنا المذيعون فى مدى الاقتراب من تلك المعايير التى تؤدى إلى جودة الممارسة والمنتج الإعلامى، فإنهم للأسف باتوا يتنافسون فى كسرها وتجاهلها والقفز عليها. إن صنعة «الممثل» لا يمكن أن تتسق مع متطلبات العمل الإعلامى فى مجال معالجة الأحداث الجارية، كما أن أداء الإعلامى، الذى يقدم أخباراً، لا يمكن أن يرضى جمهوراً يبحث عن الترفيه والتسلية. ليس الإعلاميون الصارخون مسؤولين وحدهم عن تردى الصناعة وتهاوى معاييرها، إذ يشاركهم هؤلاء القائمون على القنوات الفضائية المسؤولية، ومعهم بطبيعة الحال المعلنون الذين يضعون الأموال بحسب كمية الصراخ ومدى علو نبرة الصوت. لكن ثمة من يتحمل مسؤولية أيضاً، فالجمهور شريك أساسى فى تلك المهزلة، إذ يغذى أنماط الأداء الحادة، وينصف «المشخصاتية» على حساب أصحاب المهنة المحترفين. الإعلامى الجيد، فى مجال تقديم الأحداث الجارية، لا يجب أن يكون «مشخصاتياً»، والجمهور الواعى لا يجب أن يمنح الغاضبين الصارخين الجوائز، ويقصى هؤلاء الذين يحترمون المهنة ويحافظون على مصالحه. مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان