عادل أبوزيد بتاريخ: 8 مايو 2017 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 8 مايو 2017 مرت مدة طويلة دون أن أكتب في باب السياسة الداخلية ، و أكتب اليوم لأوضح نقطة هامة ... من حقي أنا و أنت أن ينتابنا القلق على البلد دون أن يشكك أحد في ولائنا لهذا الوطن. يلجأ كتاب الصحف إلى مقدمات طويلة لإبعاد أي شبهة إتهام بأن الكاتب يتبع معارضة .. أي معارضة و تكو ن النتيجة أننا كقراء نلف و ندور حول نفسنا لنعرف ما الذي يقصده الكاتب اللوذعي و من في ربيع العمر يتذكر مقالا "بصراحة" طوال عهد جمال عبدالناصر. ما سبق كان خلاصة مقال للكاتب مصطفى حجازي .... من حقنا أن نقلق دون إتهام في وطنيتنا. اقتباس القلق حق «لورثة بنك القلق»! بقلم د. مصطفى حجازى ٨/ ٥/ ٢٠١٧ حين كَتَب المُلهِم الكبير توفيق الحكيم (بنك القلق).. وهى مسرحية ساخرة مُرَّة تَكمُن، سُخريتها فى عمق مرارة الواقع التى كانت تَرصُدُه فى أواخر ستينيات القرن الماضى.. صَوَّرَ فيها الحكيم صديقين مفلسين يريدان أن يتجاوزا حالة الضياع التى تعتريهما فما كان إلا أن اقترح أحدهما أن يؤسسا بنكاً للقلق ليتاجرا فى بضاعة لا تنفد فى كل زمان ولدى كل الناس.. وهى القلق ذاته! وكان أن رَصَدَ الحكيم كيف استثمرت السلطة القامعة مشروع المفلسين من وراء ستار بأن أصبح مآل ما تبوح به أوجاع الناس هو مادة خصبة للتجسس عليهم وعلى أوجاعهم وتتبع عوراتهم! على أن ما أراده الحكيم بدا صادماً فقط لكونه نقد لسلطة كانت فوق النقد.. وكان ثمن نقدها فادحاً موجعاً كما كل سلطة أتت على وطننا المبتلى وإن تفاوتت فداحة الأثمان.. إلا أننا لم نجد من قريب أو بعيد إشارات فى الرواية لأنه كان هناك من ينكر على البشر حقهم فى القلق أو يؤثمهم عليه، وإن عوقبوا على البوح به نقداً. أما حق الصمت، فكان مكفولاً.. حتى فى مجتمع أَرَّخَ الحكيم لانسحاقه! وكأننا فى وسط كثير من العبث الجارى حولنا سياسة واقتصاداً وإعلاماً وأمناً.. نلمح ميلاً جديداً، لا يؤثم النقد فقط أو يعاقب على البوح بالغضب وكفى.. بل صار يُنكِر على الناس حق الصمت بالقلق وحق منطق القلق ذاته! وكأن قول غادة السمان حين قالت: (لأننا نتقن الصمت حَمَلونا وزرَ النوايا) أصبح خير ما يوصف به حالنا أو ما يراد لنا! أسمع لسانَ حال المصريين العدول- ورثة بنك القلق- وهم من يَحمِلون تركة الإخفاق الثقيل الذى طال عقوداً سبعة، حتى صار كأنه قَدَرنا.. وكأنى بهم يتهامسون. هل القلق على المستقبل مُجَرَّم ومَكرُوه.. أم واجب ومفروض؟! هل الصمت والجزع بالصمت مازال حقاً؟! هل القلق حق من حقوق الإنسان مكفول بالدستور، أم أنه تمت خصخصته كما حقوق أخرى؟! هل القلق من الإصرار على قلب الحقائق واحتكار الوطن والدين واختزالهما فى أشخاص.. علامة رشد ممن يقلق أم أنه تَزَيُد؟! هل القلق على الأرض والعِرض خصوصية للبعض ورفاهية للبعض وجُرم للبعض؟! هل القلق على مؤسسات الدولة كلها سيادية وغير سيادية من حيث قدرتها على الاضطلاع بآماناتها الوطنية وأدوارها الواجبة فى خدمة الناس.. متاح أم مؤثم..؟! هل القلق من احتمالات إخفاقها وشواهد فشلها.. هو رُشد وطنى أم كُفر وطنى؟! هل حق الأسى على فقد زهرة شباب الوطن دفاعاً عن المستقبل والحلم فى ميدان ثورة أو ميدان قتال.. متاح أم مُجَرَّم.. مكروه أم محمود؟! هل نُعَلِّم أبناءنا أن يتماهوا فى شرف من دفعوا الروح رخيصة فى سبيل الوطن ومستقبله.. أم نقول لهم هذا حِكرُ لواهمين مَلَّكُوا أنفسهم دون أن يُمَلِّكَهم أحد ليصبحوا وحدهم مُلَّاك القلق ومُلَّاك الأسى كما مُلَّاك الاقتصاد والسياسة والتشريع والتنقيذ والحل والعقد والتحليل والتعقيد.. ومُلَّاك الكلام ومُلَّاك الصمت؟! ولورثة بنك القلق.. لنا جميعاً أقول: أن تسمع كلاما فى الاقتصاد لا يحمل معنى ولا جدوى.. فمن حقك أن تقلق.. أن تحاول أن تُخَطِّئ حواسَك ومنطقك وأن تظن أن المقدمات الخاطئة قد تؤدى إلى نتائج صحيحة.. ولا يحدث.. فمن الطبيعى أن تقلق.. أن تجد أن العقلاء والعُدول- ممن كبحوا حواسَّهم، وأقصَوا منطقهم عُذراً لكل تجربة وليدة- يكادون يجمعون أن المقدمات خاطئة والمعالجات خاطئة (مع التسليم بحسن النوايا) فى جوهر ما يتوجب إصلاحه أو إنقاذه فى شؤون مصر مجتمعاً ووطنا ودولة.. فمن المنطقى أن تقلق. أن ترى مشروع الحكم الواجب والمتأخر لإنقاذ مصر من انهيار إنسانى- جاء وعدها بالنجاة منه مرتين فى ٢٠١١ و٢٠١٣- قد اختُزِلَ إلى مجرد صراع سلطة.. فواجبك أن تقلق. أن يتأكد كل يوم أن المستقبل يؤسس على الحرام السياسى والوطنى والذى ما قامت ثورتا مصر المتأخرتين فى ٢٠١١ و٢٠١٣ إلا ضده.. من توهم لإعادة دولة الشخص أو الشخوص ومجتمع رأسمالية المحاسيب وقمع الحقيقة باسم الوطنية.. فمن الوطنية أن تقلق. أن يريد البعض ويعمل البعض أن يكون بقاء أسباب القلق هو أسباب بقاء السلطة.. أى سلطة.. فمن المقلق جداً ألا نقلق. القلق حق.. والبحث عن الحق واجب.. والاحتساب بالحق والجهر به أوجب. ما انهزم به ماضينا لن ينتصر به مستقبلنا.. ومن هذا فليقلق مصادرو القلق! فَكِّرُوا تَصِّحُوا. مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان