مسلم-فلسطين بتاريخ: 24 فبراير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 فبراير 2006 ولنا في اجتياح التتار لبغداد عبرة فلقد اجتاح التتار دمشق وبغداد ومدناً أخرى من حولهما عام 656 للهجرة، وعادت بغداد، بعد ما كانت آنسَ المدن كلها، كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة، وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين جراء الغزو التتري، فقيل: ثمانمائة ألف، وقيل: ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل: بلغت القتلى ألفي ألف نفس. وقد قُتل الخليفة، وقتل معه ولداه الأكبر والأوسط، وأسر ولده الأصغر، وأسرت أخواته الثلاث، وأسر من دار الخلافة ما يقارب ألف بكر فيما قيل، والله أعلم. وقتل أكابر الدولة واحداً بعد واحد، وجماعة من أمراء السنة وأكابر البلد، وكان الرجل يستدعى به من دار الخلافة من بني العباس فيخرج بأولاده ونسائه فيُذهب به إلى مقبرة الخلال، فيذبح كما تذبح الشاه، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه، وقتل الشيوخ والخطباء والأئمة وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد. ولما انقضى الأمر المقدر وانقضت الأربعون يوماً بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون. ولما نودي ببغداد بالأمان، خرج من تحت الأرض من كان بالمناطير والقِنىَ والمقابر كأنهم الموتى إذا نُبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضُهم بعضاً فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى، واجتمعوا تحت الثرى بأمر من يعلم السر وأخفى، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وقد تعرضت الأمة لغزو صليبي محكم ضخم متوال في حملات يحدوها الحقد الشديد والطمع الفظيع، وعلى رأسها القساوسة والرهبان، والفرسان والنبلاء، والأمراء والملوك، وأسسوا ممالك وإمارات صليبية على أرض المسلمين. وقد بدأت عمليات الشحن المعنوي لها بخطبة للبابا أوربان الثاني سنة 1095 طالب فيها العامة بتخليص قبر المسيح المقدس من أيدي المسلمين، وتطهير القدس منهم. فقاد بطرس الناسك أولى الحملات العسكرية التي استمرت قرنين والتي عرفت باسم الحملات الصليبية لأنها اتخذت الصليب شعاراً لها، واحتل بطرس الرملة ودمر يافا، وحاصر القدس بجنود يقدر عددهم بأربعين ألفاً، وبعد شهر من الحصار استسلمت الحامية المصرية الصغيرة التي كانت موجودة هناك، فدخلوا القدس عام 1099 وقتلوا فور دخولهم أعداداً كبيرة من سكانها المسلمين، قدرتهم الكثير من المراجع التاريخية بسبعين ألفاً. وأعلن الصليبيون إقامة مملكة لاتينية في القدس، ومدوا نفوذهم إلى عسقلان وبيسان ونابلس وعكا واستقروا في طبريا. هل كان ذلك نهاية المطاف في الصراع بين الحق والباطل، وبين الإيمان والكفر؟ كلا، لقد قيض الله تعالى للمسلمين رجالاً عظماء، أمثال نور الدين وأبيه عماد الدين وخليفته صلاح الدين، حيث أذاقوا الصليبين طعم الذل والهوان، وأخرجوهم من ديار الإسلام ذليلين مدحورين، ونجح نور الدين زنكي بعد قتال عنيف مع الحاميات الصليبية في استعادة بعض المدن والإمارات، واستكمل صلاح الدين الأيوبي تلك الانتصارت، فكانت معركة حطين الشهيرة التي استرد بعدها بيت المقدس عام 1187. ثم قيض الله للمسلمين رجالاً عظماء آخرين أمثال سيف الدين قطز والظاهر بيبرس، حيث أذاقوا التتار طعم الذل والهوان، وأخرجوهم من ديار الإسلام ذليلين مدحورين، في عهد الدولة المملوكية حيث استطاع قطز وبيبرس صد الغزو المغولي الذي اجتاح أجزاء واسعة من العالم الإسلامي، وكانت معركة عين جالوت قرب الناصرة في عام 1259 واحدة من أهم وأشهر المعارك الإسلامية. النصر قادم لا محالة، فذلك وعدُ الله لنا ووعدُ رسولِه. ومهما تداعت علينا أمم الكفر وتحالفت ضدنا، فمعنا قوة الإيمان التي لا تخيب، قال تعالى: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}، وقال تعالى: {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد}، ومعنا إرادة العمل التي لا تلين، فلا مجال لليأس ولا مكان للقنوط، بل الأمل والعمل رائدان لنا في كل حين، والله أكبر منهم ومن كل ما يجمعون، وهو القاهرُ فوق عباده، والقائلُ في محكم كتابه: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون}. فإن خسرنا جولةً فأمامنا جولات، وإذا فشلنا في معركة فالمعارك الحاسمة بحق قادمات، {وتلك الأيام نداولها بين الناس}. وسيتجدد فينا خالدٌ ونورُ الدين وصلاحُ الدين وقطزٌ وبيبرس. أيها المسلمون: من أحب أن يلحق بركب الخير، فليصدق الله في العمل لإقامة الخلافة على منهاج النبوة، ومن لم يبصر هذا فهو مفتون، ومن أبصره فليسأل الله الثبات، فإن الأعمال بالخواتيم. اللهم اجعلنا من القليل الآخر، الذين تجلسهم قدامك على منابر النور، واغفر اللهم لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان، وفرج الكرب عن المظلومين المخلصين، وعجل بالجماعة على إمام، قد وعدت ووعدك الحق، ومن أصدق منك قيلاً. عن الجريري عن أبي نضرة قال : كنا عند جابر بن عبد الله قال: (( يوشك أهل العراق أن لا يُجبى إليهم قفيز ولا درهم. قلنا من أين ذاك؟ قال: من قِبل العجم يمنعون ذلك, ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يُجبى إليهم دينار ولا مُد, قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم يمنعون ذاك, ثم أمسك هنيهة, ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثوا لا يعده عدا)). عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يوشك أن أهل العراق لا يجيء إليهم قفيز– مكيال لأهل العراق - ولا درهم ، قلنا من أين ذلك ؟ قال : من قبل العجم ، يمنعون ذلك ، ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجيء إليهم دينار ولا مُدي– مكيال لأهل الشام – ، قلنا : من أين ذلك ؟ قال : من قبل الروم ، ثم سكت هنيهة ، ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يكون في آخر أمتي خليفة يحثو المال حثوا لا يعده عدا ). رواه مسلم رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
last_Samurai بتاريخ: 25 فبراير 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 فبراير 2006 شكرا اخى على الموضوع القيم جزاك الله كل خير :::ملف النصرة بكل اللغات::: ملف دعوي شامل لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ينطق بأشهر لغات الأرض رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان