مسلم-فلسطين بتاريخ: 4 مارس 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 مارس 2006 ذكرى هدم الخلافة الاسلامية منذ82 عاما, وبالتحديد في الثالث من آذار عام 1924م, أعلن مصطفى كمال " أتاتورك" إلغاء الخلافة, وإقامة جمهورية تركية علمانية, متنصلا من مسؤوليته عن بقية البلاد الإسلامية التي احتلها الكفار في الحرب العالمية الأولى. وبعد هذا اليوم المجلل بالسواد, بدأ شأن المسلمين ينحدر من سيئ إلى أسوأ, حتى وصلوا إلى ما هم عليه الآن, من فرقة وضعف, ومن ذلة وهوان. منذ ذلك الحين غاضت أحكام الإسلام فلم يعد للمسلمين راع يطبق قوله عليه السلام: "والإمام راع وهو مسؤول عن رعيته", ولاحام يطبق علينا قوله عليه السلام: "الإمام جنة يقاتل من وراءه ويتقى به", ولا رادع لاصحاب المعاصي يطبق قوله عليه السلام: "لحدّ يقام في الأرض خيرلاهلها من أن يمطروا أربعين صباحا". لقد خسر المسلمون الكثير الكثير بعد هذا اليوم الأسود, نذكر أهمها وأعظمها: 1. تعطلت بزوال الخلافة كل الفروض المنوطة بالدولة, مثل الجهاد والجزية وحمل الإسلام إلى شعوب العالم وغيرها, وهذه إثمها على جميع المسلمين لأنها فروض كفاية لا يسقط إثمها حتى تقام بالفعل, ولا يغني المسلم عن العمل لاقامة الخلافة أي عمل أخر مهما علت منزلته عند الله تعالى, لان الفرض لا يقوم مقامه أي فرض أخر, كما لا تقوم الصلاة مقام الصيام. 2. خسر المسلمون جماعتهم مع أن الله افترض عليهم أن يكونوا جماعة بأدلة كثيرة معروفة ونهاهم عن الفرقة, فرضوا أن يبقوا متفرقين, كما أراد لهم عدوهم, بل إن كثير منهم صار يدافع عن الفرقة باسم الاستقلال والأوطان, ويقاتل أخوه المسلم من اجل ذلك. 3. خسر المسلمون مهابتهم التي كانت في قلوب أعدائهم منهم, مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام: "ولينزعن الله من قلوب أعدائكم المهابة منكم" فصاروا كالعبيد كما وصفهم حذيفة رضي الله عنه فيما أخرجه عنه ابن أبي شيبه قال: قال حذيفة: كيف أنتم إذا بركت تجر خطامها فأتتكم من هاهنا ومن هاهنا؟ قالوا لا ندري والله, قال ولكني والله ادري, انتم يومئذ كالعبيد وسيده إن سبه السيد لم يستطع العبد أن يسبه, وان ضربه لم يستطع العبد أن يضربه..." . وروي أن ضابطا يهوديا أحبل بكرا من بنات المسلمين, ولما ظهر عليها الحمل ذهب إلى أبيها في بيته قائلا: إن المولود الذي في أحشاء ابنتك هو ابني, فإذا آذيتها قتلتك. هذه هي مهابة عدونا منا الآن أيها المسلمون, تخرج علينا يهودية حاقدة في الخليل لترسم النبي الكريم على شكل خنزير أجلكم الله, وتأتي الدنمارك لترسم حضرته ومقامه الطاهر وتسيئ اليه. أرأيتم كيف مهابة عدونا منا الآن أيها المسلمون. فانظروا الى مهابة عدونا منا في زمن أنار الظلمات بعدله: عن البراء رضي الله عنه قال: لقيت يوم مسيلمة رجلا, يقال له: "حمار اليمامة" رجلا جسيما بيده سيف ابيض, فضربت رجليه فكأنما أخطاته وانقعر, فوقع على قفاه, فأخذت سيفه واغمدت سيفي فما ضربت به ضربة حتى انقطع قطعة قطعة. اخرج الطبراني عن مهاجر: ان اسماء بنت يزيد بن السكن بنت عم معاذ بن جبل رضي الله عنهما قتلت يوم اليرموك تسعة من الروم بعمود فسطاط. اخرج ابن سعد عن سعد رضي الله عنه قال: رايت اخي عمير بن ابي وقاص رضي اللع عنه قبل ان يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر يتوارى, فقلت: ما لك يا اخي؟ قال: اني اخاف ان يراني رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستصغرني فيردني, وانا احب الخروج لعل الله ان يرزقني الشهادة. فعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرده, فبكى, فأجازه, فقتل وهو ابن 16 سنة. ذكر يونس عن ابن اسحاق قال: خرج نوفل بن عبد الله بن المغيرة المخزومي, أي يوم الخندق, فسال المبارزة. فخرج اليه الزبير بن العوام رضي الله عنه فضربه, فشقه باثنتين حتى فلّ في سيفه فلّا. كان البطّال رأس الشجعان والأبطال، وكان من أمراء الشاميين، وطليعة جيش مسلمة بن عبد الملك، وقد أوطأ الروم ذلاً وخوفاً. حكى عن نفسه هذه القصة فقال: اتفق لي أن أتينا قرية ( في بلاد الروم ) لنُغير ، فإذا بيت فيه سراج و صغير يبكي ، فقالت أُمُّه: اسكت أو لأدفعنَّك إلى البطال ، فبكى فأخذته من سريره وقالت : خذه يا بطال ، فقلتُ : هاتِه. تقدم رجل أسود من جيش المسـلمين الفاتح للأندلس ، واسـمه رباح ، وكان ذا بأس ونجدة ، فكمن في بستان ملتف الأشجار ؛ لعله يظفر بعلج يقف به على خبر القوم ، ليستفـيد منه المسلمون . ولكنه لما صعد في بعض أشجار البستان المثمرة ليجني ما يأكله، بصر به أعداؤه ، فشدّوا عليه فأخذوه وأسروه ، وهم في كل ذلك هائبون له ، منكرون لخـلقه وسـواده ، فاجتمعـوا عليه ، وكثر لغطهم وتعجبهم من سواده ، وحسبوا أنه مصبوغ أو مطلي ببعض الأشياء التي تسـوّد . فجرّدوه ، وأدنوه إلى قناة كانت تأتيهم بالماء إلى مكان تحصّـنهم ، وأخذوا في غسله وتدليكه بالحبال الخشنة حتى أدموه وشـقوا عليه ، فقال لهم [ بالإشارة ] : إن الذي به خلقة من بارئهم عز وجل ، ففهموا إشارته ، وكفوا عنه وعن غسله ، واشتد فزعهم منه ، ومكث في أسرهم سبعة أيام ، لا يتركون التجمع عليه والنظر إليه ، إلى أن يسر الله الخلاص ليلاً. عن الزبير رضي الله عنه قال: عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفا يوم احد فقال: من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فطلبه منه عمر رضي الله عنه فاعرض النبي عنه, ثم طلبه منه الزبير رضي الله عنه, فاعرض عنه, فوجدا في انفسهما من ذلك. ثم عرضه الثالثة. فطلبه ابو دجانة رضي الله عنه فدفعه النبي اليه. فاعطى السيف حقه. قال: فزعموا ان كعب بن مالك رضي الله عنه قال: كنت فيمن خرج من المسلمين, فلما رايت مثل المشركين بقتلى المسلمين قمت فتجاوزت, فاذا رجل من المشركين جمع سلاحه وهو يقول: استوسقوا كما استوسقت جزر الغنم. قال: واذا رجل من المسلمين ينتظره وعليه لأمته (السلاح) فمضيت حتى كنت ورائه, ثم قمت اراقب قتال المسلم والكافر, فاذا الكافر افضلهما عدّة وسلاح وهيئة. قال: فلم ازل انتظرهما حتى التقيا, فضرب المسلم الكافر على حبل عاتقه ضربة بالسيف فبلغت وركه وتفرق قرقتين (انقسم قسمين), ثم كشف المسلم عن وجهه وقال: كيف ترى يا كعب؟ انا ابو دجانة. ذكر ابن جرير في تاريخه: أن يزدجرد كتب الى ملك الصين يستمده, فقال ملك الصين لرسول يزدجرد: قد عرفت ان حقا للملوك إعانة الملوك على من غلبهم فصف لي صفة هؤلاء القوم الذين أخرجوكم من بلادكم فاني اراك تذكر قلة منهم وكثرة منكم ولا يبلغ أمثال هؤلاء القليل الذين تصف منكم فيما اسمع من كثرتكم الا بخير عندهم وشر فيكم, فقلت: سلني عما أحببت؟ فقال: أيوفون بالعهد؟ قلت: نعم, قال: وما يقولون لكم قبل ان يقاتلوكم؟ قلت: يدعوننا الى واحدة من ثلاث: اما دينهم فان أجبناهم أجرونا مجراهم, او الجزية والمنعة, أو المنابذة, قال: فكيف طاعتهم أمراءهم؟ قلت: أطوع قوم لمرشدهم, قال: فما يحلون وما يحرمون؟ فأخبرته, فقال: أيحرمون ما حلل لهم او يحلون ما حرم عليهم؟ قلت: لا, قال: فان هؤلاء القوم لا يهلكون ابدا حتى يحلوا حرامهم ويحرموا حلالهم, ثم قال: اخبرني عن لباسهم, فأخبرته, وعن مطاياهم, فقلت: الخيل العراب, ووصفتها, فقال: نعمت الحصون هذه, ووصفت له الإبل وبروكها وانبعاثها بحملها, فقال: هذه صفة دواب طوال الأعناق. وكتب له يزدجرد انه لم يمنعني أن ابعث إليك بجيش أوله بمرو وأخره بالصين الجهالة بما يحق عليّ ولكن هؤلاء القوم الذين وصف لي رسولك صفتهم: لو أرادو جرّ الجبال لجرّوها ( وفي رواية: لو يريدون الجبال لهدموها) ولو خلى لهم سربلهم- جماعتهم- أزالوني ما داموا على ما وصف, فسالمهم وارض منهم بالمساكنة ولا تهجهم مالم يهيجوك. 4. خسر المسلمون الشهادة على الناس يوم القيامة, فالله سبحانه جعلهم أمة وسطا أي عدولا يشهدون على الناس انهم بلغوهم الدين القيم (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا), إلا انهم في هذه الأيام السوداء لم يطبقوا الإسلام على أنفسهم ولم يحملوه لغيرهم بالطريقة التي أمرهم الله بها, واكتفوا بحمل الدعوة منقوصة للعامة وتجاهلوا الحكام والعلماء, فكيف يشهدون وقد تركوا التبليغ. أيها المسلمون: كان أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام لا يثبت لهم العدو فواق ناقة عند اللقاء, فقال هرقل وهو على انطاقية لما قدمت منهزمة الروم: ويلكم اخبروني عن هؤلاء القوم الذين يقاتلونكم, أليسوا بشرا مثلكم؟ قالوا بلى. قال فأنتم اكثر أم هم؟ قالوا بل نحن منهم أضعافا في كل وطن. قال فما بالكم تهزمون؟ فقال شيخ من حكمائهم: من اجل انهم يقومون الليل ويصومون النهار ويوفون بالعهد ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويتناصفون بينهم, ومن اجل أننا نشرب الخمر ونزني ونركب الحرام وننقض العهد ونغضب ونظلم ونأمر بالسخط وننهى عما يرضي الله ونفسد في الأرض. فقال هرقل: لئن كنت قد صدقتني ليرثن ما تحت قدمي هاتين, وهكذا كان... هذه هي شهادة عدوكم لكم أيها الاخوة بالخيرية, فهلاّ اشتاقت أنفسكم لان تكونوا سادة على عرش الوجود. أما آن لكم أن تخرجوا من بينكم خليفة يحبنا ونحبه يدعوا لنا وندعوا له, يحكمنا بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. أيها المسلمون: إن في إقامة الخلافة الحل لكل مشاكل المسلمين, حلا كما أنزله الله, لا حلا كما يراه الإنسان العاجز المحدود. وفوق هذا, بل قبل هذا ففي إقامة الخلافة الإسلامية رضوان الله تعالى علينا, وإبراء للذمة ورفع لإثم طال تعطيله وهو الحكم بالإسلام. أيها المسلمون: إن خير أمة أخرجت للناس لاتحيي ذكرى الأمور التافهة التي يمليها الكفار عليها, فهي لا تحي يوم المرأة ولا يوم الشجرة ولا أيا من صغائر الأمور, بل تحيي ذكرى الأمور العظيمة التي تؤثر في كيانها. وإحياء هذه الذكرى يكون بالعمل الذي يُبرئ الذمة ويرفع الإثم ويعيد العز ويبني المجد, وذلك بالعمل مع العاملين المخلصين الذين يعملون لإقامة الخلافة بالطريق الشرعي لا العقلي. أيها المسلمون: أبشروا فالخلافة كائنة, فلا يلفتنّكم عن العمل لها الذين لا يعملون ورد في تاريخ ابن عساكر عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( هذا الأمر يعني (الخلافة) كائن بعدي بالمدينة ثم بالشام ثم بالجزيرة ثم بالعراق ثم بالمدينة ثم ببيت المقدس فإذا كانت ببيت المقدس فثم عقر دارها, ولن يخرجها قوم فتعود إليهم أبدا )). من فقه الحديث: يؤكد هذا الحديث أن الخلافة تكون بالمدينة المنورة وكانت, ثم بدمشق وكانت, ثم بالجزيرة شمال سوريا وكانت أيام الخليفة الأموي مروان الملقب بالحمار, ثم بالعراق أيام العباسيين, ثم بالمدينة وهي مدينة هرقل القسطنطينية التي فتحها محمد الفاتح السلطان العثماني واتخذها عاصمة له بعد ذلك واسماها إسلام بول والتي قال بحقها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سُئل أي المدينتين تفتح أولا يا رسول الله القسطنطينية أم رومية؟ قال صلى الله عليه وسلم: " مدينة هرقل تفتح أولا", ومعنى إسلام بول مدينة الإسلام, وظلت الخلافة هناك حتى أسقطها مصطفى كمال اتاتورك اليهودي الأصل عميل الإنجليز سنة 1924. وبقيت المرحلة الأخيرة من مراحلها وهو قيامها ببيت المقدس لتُنقل إليه وتستقر فيه في عقر دارها, قال صلى الله عليه وسلم: (عُقر دار الإسلام بالشام ). رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان