أسامة الكباريتي بتاريخ: 14 مارس 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 14 مارس 2006 الشهيد القائد إبراهيم المقادمة في الذكرى الثالثة لاستشهاده "لا بد من الرد على تضحيات الجهاد بمزيد من الجهاد" غزة ـ المركز الفلسطيني للإعلام "إن واقعنا تعيس إذا ما قيس بقوة أعدائنا وما يدبرونه لنا من مؤامرات، غير أن لي في الله أملاً أن يتولى دينه وينصر جنده ويخذل الباطل وأهله.. وبشارات القرآن الكريم وأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم تجعل هذا الأمل يقينًا راسخًا أراه رأي العين"، هذه العبارة وردت في كتاب حمل "معالم في الطريق إلى فلسطين". "لي أمل في شباب الحركة الإسلامية أن يقوموا وينفضوا عن أنفسهم غبار النوم والكسل، ويواصلوا العمل ليل نهار جهادًا في سبيل الله وتضحية بكل ما يملكون من جهد ونفس ومال ووقت، ويخلصوا توجيه هذا الجهد لله سبحانه، ويوطّدوا العزم على السير على طريق الإسلام، متحدين على طريق الإسلام لتحرير فلسطين وكل الأرض من رجس الطاغوت". هكذا كانت نظرة الشهيد المفكر إبراهيم المقادمة لمسار ومصير الحراك الفلسطيني الداخلي في ظل الاحتلال الصهيوني، كما أوردها في أحد أهم كتبه "معالم في الطريق إلى فلسطين". والآن، وبعد أقل من ثلاثة سنوات من اغتياله، تتمكن المقاومة الفلسطينية من دحر الاحتلال الصهيوني عن قطاع غزة وشمال الضفة الغربية، وتفوز حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، وها هي الآن "حماس" تعكف على تشكيل الحكومة التي ستقود المجتمع الفلسطيني نحو الرؤية التي خطها المقادمة في كتبه ومقالاته ودراساته.. إبراهيم المقادمة هو مفكر الحركة الإسلامية في فلسطين وأحد الرجال الذين لا يشق لهم غبار، تميز طوال سنيه حياته بنظراته الثاقبة وعزيمته التي لا تلين، وصموده الأسطوري، وعطائه غير المحدود.. وكان الطبيب والداعية والمجاهد.. كان كل همه الدعوة و تحرير فلسطين وطنه الأرض والمقدسات من الصهاينة القتلة والإرهابيين. كان الشهيد المقادمة يرى أن الجهاد هو الحل.. يقول أحد القريبين منه: "كان رحمه الله متحمسًا لمواصلة الجهاد، مهما بلغت العقبات؛ فكان يردد: "لا بد من الرد على تضحيات الجهاد بمزيد من الجهاد"، كما كان المقادمة يرى أن يعيش السياسي بروح الاستشهادي، حتى يكون قويًّا اجتماعيًّا فاعلاً؛ فكان يصف الذين يريدون جهادًا بلا دماء وأشلاء وتضحيات بأنهم أصحاب "جهاد الإتيكيت". كان صخرة في صموده قبل ثلاث سنوات، وبالتحديد صباح يوم السبت (8/3/2003) أطلقت الطائرات الحربية الصهيونية خمسة صواريخ باتجاه سيارة الدكتور إبراهيم المقادمة التي كانت تسير في شارع اللبابيدي بالقرب من مقبرة الشيخ رضوان في غزة، فاستشهد وثلاثة من مرافقيه وأصيب عدد من المارة وطلاب المدارس.. قال عنه الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي: "إنه أكثر أفراد الحركة تعذيباً وليس قادتها فقط، فلا يوجد عنصر أو قائد في هذه الحركة واجه من المعاناة ما واجهه الدكتور المقادمة، وبرغم ذلك كان صخرة في صموده سواء في التحقيق من قِبل الصهاينة أو السجون.. رحمه الله" . بينما الوزير الصهيوني جدعون عيزرا الذي شغل في السابق منصب نائب رئيس جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك" فقد وصف الشهيد إبراهيم المقادمة بأنه أحد أخطر الفلسطينيين على الأمن الصهيوني.. وقال عيزرا: "المقادمة ليس مجرد قيادي في تنظيم فلسطيني تتم تصفيته بل هو مدرسة فكرية كاملة غذت اندفاع الفلسطينيين نحو مواصلة القتال ضد (إسرائيل)، من هنا فإن تصفية المقادمة تمثل توجه أجهزتنا الأمنية لتصعيد الحرب ضد المقاومة الفلسطينية". محطات في سيرة المقادمة ولد إبراهيم المقادمة عام 1952 في مخيم جباليا بعد أربع سنوات من تهجير أهله إلى قطاع غزة من قريته "بيت دراس" على يد المغتصبين الصهاينة عام 1948، إلا أن الحقد الصهيوني لاحق والده، وأجبره على الرحيل، فانتقل عام 1970 للعيش في مخيم البريج وسط قطاع غزة، حيث كان رئيس الحكومة الصهيونية الإرهابي أريئيل شاورن حينها حاكمًا لغزة، حيث انتهج شارون سياسة تدمير المنازل للقضاء على ثورة الشعب الفلسطيني المقاوم للاحتلال. حصل المقادمة على الثانوية العامة، وكان الأول على مدرسته، ثم التحق بكلية طب الأسنان في مصر، وكان في ذلك الوقت قد التحق بجماعة الإخوان المسلمين؛ فكان إلى جانب تحصيله للعلم يقوم بمهام الدعوة مع الإخوان المسلمين؛ وكان أحد أهم المسؤولين عن النشاط الطلابي الإسلامي الفلسطيني في الجامعات المصرية. أنهى المقادمة عام 1976 بكالوريوس طب الأسنان، وعاد إلى قطاع غزة بعد أن تزوج من ابنة عمه المقيمة في مصر، وفور عودته عُيِّن في مديرية الصحة زمن الاحتلال، وعمل في قسم الأشعة بمستشفى العريش الذي كان تحت الاحتلال قبل أن يعود إلى مصر، ثم انتقل للعمل في مستشفى النصر للأطفال والشفاء بغزة. في مخيم جباليا عاد المقادمة وفتح عيادة لطب الأسنان حتى يقدم خدمة لأهل مخيمه الذي عاش سني طفولته وشبابه فيه، ورغم النجاح الذي حققه في عمله، فإنه تفرغ فيما بعد لعمله الإسلامي ودعوته التي وهب لها عمره. عندما عاد المقادمة إلى قطاع غزة التحق بقيادة الإخوان المسلمين، وكان من المقربين من الشيخ أحمد ياسين، وشكَّلا معًا القيادة الفاعلة لحركة الإخوان في فلسطين، كما شكَّل المقادمة مع الشهيد القائد صلاح شحادة وعدد من المجاهدين النواة الأولى للجهاز العسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وعمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة.. تشكيل المجلس العسكري الخاص المجاهد نصر البغدادي "رجل المهمات الصعبة"، كما كان يوصفه الشهيد المقادمة.. البغدادي الذي مازال مرابطاً على الثغور على الرغم من فقدانه لبصره وبتر ساعده الأيسر إثر انفجار عبوة ناسفة كان يجهزها لإخوانه، والذي شهد مواقف في حياة إبراهيم المقادمة من عام 1982م وحتى استشهاده عام 2003، يقول: "كان القائد إبراهيم المقادمة متواضعاً في حياته ودائماٍ كان قدوة للشباب المسلم في العمل وعندما كان يرى الشباب الدكتور يرتدي ملابس العمل فيسارعون بالعمل"، وضيف: "من كان يراه أثناء العمل في تشيد المسجد لم يكن يصدق أنه طبيب". أما الشيخ صبحي اليازجي مدير رابطة علماء فلسطين فيقول: "الدكتور المقادمة كان طبيباً، والطبيب له مكانة الاجتماعية المرموقة فكان بمقدوره أن يعيش عيش البشوات، ولكنه رفض أن ينضم إلى صفوف أصحاب العقول المستريحة.. كما أنه لم يكتف بالعمل الدعوي في أوساط المجتمع الفلسطيني، فبعد عام 1982 قامت الحركة الإسلامية بتشكيل مجلس عسكري خاص يهتم بقضية الإعداد والتسليح، وكان من بينهم الدكتور المقادمة رحمه الله ". ويضيف اليازجي أن المجلس العسكري تمكن من توفير الأموال وشراء الأسلحة وتوزيعها على المخازن لإخفائها، ومضى يقول: "لم يستمر العمل طويلاً حتى قامت القوات الصهيونية باعتقال المقادمة والمجموعة التي معه، واقتادتهم إلى التحقيق.. وكان المقادمة رحمه الله صلباً قوياً".. كان ذلك في العام 1983 عندما اعتقل المقادمة مع الشيخ أحمد ياسين بتهمة الحصول على أسلحة، وإنشاء جهاز عسكري للإخوان المسلمين في قطاع غزة، وحكم حينها على الشيخ أحمد ياسين بثلاثة عشر عامًا، وحكم على المقادمة بالسجن بثماني سنوات. الاعتقال.. وجامعة يوسف الإسلامية يقول الشيخ اليازجي: "زج بالدكتور مقادمة في العديد من السجون الصهيونية، وقد تمكن في كل سجن صهيوني من أن يحدث، بعد فترة وجيزة من وجوده، تغييراً جوهرياً في نمط حياة الأسرى داخل سجون الاحتلال" ويضيف: "تمكن الدكتور المقادمة من أن يعلم الأسرى نموذجاً جديداً للحياة، فقد انكب عدد كبير من الأسرى على القراءة"، مشيراً إلى أن المقادمة كان يعكف على القراءة ساعات طويلة، وأحياناً يوصل الليل بالنهار وهو يقرأ، "حتى أنه قرأ جميع الكتب الموجودة في سجن المجدل، كما وضع له برنامجاً يومياً.. يبدأ بالرياضة، ثم المحاضرات التربوية والتاريخ الفلسطيني". وتابع قائلاً: "استطاع الشهيد المقادمة أن يوطد العلاقة مع إخوانه الأسرى، وكان يحرص على مواساتهم وحثهم على الصبر في مواجهة ظروف الاعتقال، كما أعد منهجاً دعوياً لإخوانه، حتى يزيد من معارفهم وعلومهم الدينية". ويلفت الشيخ اليازجي إلى أن الدكتور المقادمة استطاع أن يرسخ مفهوم العمل الشوري عند الجميع، "فقد تم تشكيل مجلس لقيادة الأخوة في السجن وتم تقسيم العمل إلى لجان مختلفة"، وأضاف: "كان المقادمة يصر إصراراً شديداً على القيام بدور الجلي الذي يقسم على الأخوة في داخل غرفة السجن". ويقول الشيخ اليازجي: "كلفني الدكتور المقادمة بأن أعطي أربع جلسات يومياً، فوافقت على ذلك بشرط أن يعطيني جلسة خاصة كل يوم ليلاً فوافق على ذلك، فدرسني سلسلة الراشد جميعها (المنطلق، العوائق، الرفاق، المسار، صناعة الحياة)، درست على يديه أيضاً أصول الفقه للإمام محمد أبو زهرة والرسائل للإمام حسن البنا وغيرها كثير". ويتابع قائلاً: "إن الشهيد المقادمة كان القائد الفذ الذي استطاع بفضل الله أن يحول السجن إلى حلقات علم ومعرفة، وقد تعلم منه الجميع الرجولة والثبات؛ فقد عاشرته في الإضراب عن الطعام في السجن فصبر وصمد.. لقد صنع في صفوف الأسرى جيلاً من الرجال الرجال". ويذكر الشيخ اليازجي بأنه تم انتخاب المقادمة أميراً للأسرى في سجن "النقب"، فأراد المقادمة أن يجعل من السجن مرحلة لإعداد المجاهدين على المستوى الثقافي والتعبوي، "في داخل السجن لا يمكن للسجين أن يتدرب على السلاح فلا بد إذاً أن ينال قسطاً من الدورات الثقافية والتنظيمية والعلمية". وأكمل اليازجي قائلاً: استطاع المقادمة بفكره الواعي الذي يفهم طبيعة الأمور أن ينشأ جامعة يوسف الإسلامية فكان لها رئيساً ثم أختار مديراً للجامعة ومدرسين.. ووفر المناهج والمدرسين المختصين، كانت تعقد البرامج في مواقيت رسمية معتمدة، داخل خيم معينة لإعطاء المحاضرات". أما الشيخ نصر البغدادي، فيقول عن الجامعة التي أنشأها المقادمة داخل سجن النقب: "قام المقادمة بإحداث انقلاب ثقافي وحول المعتقل إلى جامعة سميت بجامعة يوسف للعلوم الشرعية والأمن والحركية بحيث يتلقى طلابها من أربعة إلى خمس دروس في اليوم وكان لهذه الجامعة دوراً بارزاً في تربية الشباب المسلم داخل سجن النقب". ويضيف البغدادي: "كان من حسن الحظ أن الصهاينة لم يقوموا بإبعاد المقادمة إلى مرج الزهور في جنوب لبنان، وكان المقادمة قد خرج من السجن بتاريخ 29/12/1992 أي بعد أن أبعدت قوات الاحتلال قيادات الحركة الإسلامية إلى مرج الزهور"، وأضاف: "خروج المقادمة من السجن جاءت كالغيث، حيث استطاع المقادمة سد الفراغ الذي أحدثه غياب قيادات الحركة الإسلامية الذين أبعدوا إلى مرج الزهور، فقد تحمل المقادمة أعباء رئاسة مجلس الشورى بالإضافة إلى توليه مسؤولية العمل العسكري". وبعد أن أنهى المقادمة فترة حكمه حوّل إلى الاعتقال الإداري بعد أن كتب حول اتفاقية أوسلو ومخاطرها على القضية الفلسطينية، وعندما أطلق سراحه كتبت الصحف الصهيونية بأنه "تم الإفراج عن نووي حماس في غزة"، واصفة إياه بأنه "أخطر المعتقلين على (إسرائيل)". مختار إبريق الشاي كان المقادمة مثال للصبر والتضحية والحرص على خدمة إخوانه، عندما اعتقل في سجون السلطة الفلسطينية عام 1998 كان قد أصر على خدمتهم بعد أن كفوه ذلك إلا أنه كان يصر على أن يكون له دور وتحت هذا الإصرار وكل إليه عمل الشاي وأصبح من حينها يسموه "مختار إبريق الشاي". عندما خرج من سجون السلطة الفلسطينية في بداية "انتفاضة الأقصى" المباركة واصل المقادمة مشواره الجهادي، فكان لا يدخر مالاً ولا وقتاً ولا جهداً في سبيل الدعوة إلى الله، وكان المقادمة قد رفض عرض قدمته إليه الحركة من حرصها على حياته بأن يتقاضى راتباً شهرياً من الحركة مقابل أن يبقى يدير الأمور من منزله، لقد أصر على أن يعود إلى العمل كطبيب أسنان بالجامعة الإسلامية. ويذكر البغدادي عندما كانت الحركة بحاجة إلى المقادمة عام 1994 فقام بإغلاق إغلاق عيادته الخاصة والتي كانت مصدر الرزق لعائلته وعائلة شقيقه حسن، وأعطى المقادمة كل وقته للدعوة وترك العيادة التي كانت تقدر بعشرات آلاف الدولارات لتباع بعد ذلك بأزهد الأثمان. مفارقة عجيبة كما أشرنا، كان المقادمة من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو، وكان يرى أن أي اتفاق سلام مع العدو الصهيوني سيؤدي في النهاية إلى قتل كل الفلسطينيين وإنهاء قضيتهم، وأن المقاومة هي السبيل الوحيد للاستقلال، حتى لو أدى إلى استشهاد نصف الشعب الفلسطيني، وقد عبَّر الشهيد الدكتور عن مرارة نفسه عندما تم توقيع الاتفاق الذي فرط في 80 بالمائة من أرض فلسطين، في كتاب أسماه "اتفاق غزة أريحا.. رؤية إسلامية". ونتيجة لموقفه هذا تم اعتقاله في سجون السلطة الفلسطينية، ثم فصله من وزارة الصحة الفلسطينية، وداخل السجن تعرض للتعذيب الشديد من الضرب وصنوف العذاب حتى انخفض وزنه نتيجة للتعذيب أكثر من 40 كيلوجرامًا، وكُسـرت أضلاعه، ونقل إلى مستشفى الشفاء سرًّا بين الموت والحياة مرات عديدة. ورغم كل ذلك كان المقادمة حريصًا على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعدم الانجرار إلى الحرب الأهلية، حريصًا على توجيه الرصاص فقط إلى صدور الأعداء الصهاينة، وتحريم توجيهه إلى صدور أبناء الشعب الفلسطيني الصابر المجاهد. ويصف إسماعيل هنية أحد قادة حماس تلك الفترة من حياة الشهيد بقوله: "كم كان ذلك الوقت مخزيًا ومؤلمًا أن يكون الدكتور المقادمة يضرب بالسياط حتى لا يستطيع الوقوف على قدمه، في حين كان هو يوقف العدو الصهيوني على قدميه.. كم هي مفارقة عجيبة!!". الحل الأمريكي الصهيوني أسوأ من الحرب الدكتور إبراهيم المقادمة أحد مفكري الإخوان المسلمين وحركة حماس في فلسطين؛ حيث أكسبته قراءاته وإطلاعه على شتى التخصصات ثقافة ووعيًا، حتى وصفه كل من عرفه بأنه كان عالمًا في كل شيء، وقد اضطر المقادمة -لظروف السجن- أن يصدر عدة كتب ودراسات بأسماء مستعارة، ككتابه الشهير "الصراع السكاني في فلسطين" الذي ألّفه في سجن عسقلان في عام 1990 تحت اسم الدكتور "محسن كريم"، والذي يتحدث فيه بالتفصيل عن عمليات الهجرة اليهودية إلى فلسطين منذ عام 1881 وحتى عام 1990، ودوافعها وآثارها، ثم عرج على النمو السكاني الطبيعي عند اليهود والفلسطينيين، ثم ينتهي إلى الحديث عن مسؤولية الحركة الإسلامية في إدارة الصراع السكاني. كما كتب المقادمة الكثير من الكتب الدراسات والأبحاث ومنها: "معالم في طريق تحرير فلسطين"، و"الصراع السكاني في فلسطين"، وكتب أيضاً عن أوسلو وعن الجهاد وعن الأمن، وعن أحكام التجويد... وغيرها من القضايا، إضافة إلى حرصه على كتابة مقالات أسبوعية في الصحف والنشرات والمواقع الإلكترونية الإسلامية. كما كتب عشرات المقالات، وقام بإلقاء مئات المحاضرات في مختلف المساجد والمعاهد والجامعات. فأصدر عدة أشرطة كاسيت تتضمن بعض محاضراته، منها: سلسلة "بناء الشخصية"، و"حسن المعاملة" و"الأخوة الإسلامية"، و"العمليات الاستشهادية والروح الجهادية"، "أساس الدعوة"، و"توبة كعب بن مالك"، و"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". ومن مقالاته الأخيرة "الدور الأمريكي وخارطة الطريق"، و"عن المبادئ والمصالح"، و"أين الجماهير العربية؟"، و"استعينوا بالله واصبروا"، و"انفراد حماس بالمقاومة لا يعني العزلة"، و"طلابنا والثقافة"، و"فرصة الذبابة وفلسفة المقاومة". وكان آخر ما كتب المقادمة "الحل الأمريكي الصهيوني أسوأ من الحرب". الدكتور يوسف الكحلوت رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الإسلامية في غزة يؤكد أن الشهيد استطاع "أن يثري عقولنا بمضامين فكرية شتى كانت قد أنتجتها تجربته الخاصة فجاءت صادقة ومعبرة.. مما مكن لهذه التجربة الحضور الواسع في ساحة الأدب وفي ذهن المتلقي". "لا تسرقوا الشمس" الدكتور كمال غنيم أستاذ الأدب والنقد في الجامعة الإسلامية يشير إلى أثر السيرة الجهادية للمقادمة الذي قضى خُمس حياته في السجن انتصاراً للحق، وكتب إحدى عشرة قصيدة من أصل اثنتي عشرة في السجن، حيث أن قصائده "حملت طابعاً إنسانياً وجدانياً خاطب فيها أبناءه وأمته بأسلوب عاطفي رائع". ويشدد الدكتور حماد أبو شاويش على القيم الإسلامية في شعر المقادمة، خاصة الباعث الديني الذي خلق التجربة في نفس الشاعر متمثلاً بالبيئة والنشأة وصدق التجربة، فهو فارس السيف والقلم. ويضيف الدكتور عبد الرحيم حمدان أن القيم الإسلامية في ديوان "لا تسرقوا الشمس"، والتي تمثلت في الصبر والتوجه إلى الله بالدعاء ومناجاته والصمود والتحدي.. ويتناول الدكتور يوسف رزقة في مبحثه عن شعر المقادمة في ندوة جرت في الجامعة الإسلامية في غزة "الرومانسية الإيمانية في الخطاب الشعري لديوان المقادمة" بالوصف والتحليل والتفسير على مستوى الشكل والمضمون. وقارنها بالرومانسية الدنيوية المتمثلة في شعر أحمد زكي أبو شادي، وتطرق إلى قصيدته لابنته فاطمة "على الشبك" حيث كانت الطفولة أقوى في مواجهة الحياة من الأب. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
مصري المصري بتاريخ: 14 مارس 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 14 مارس 2006 (معدل) الفاضل . .أسامة أشكرك على هذه النبذة المختصرة عن حياة الشهيد بإذن الله إبراهيم المقادمة .. وندعو الله أن يتقبله بين الشهداء .. وأن يبعث فينا المئات بل الآلاف من هذه النماذج المشرفة .. إنه ولي ذلك والقادر عليه .. هنيئاً لك يا إبراهيم المقادمة .. ولا نامت أعين الجبناء .. تم تعديل 14 مارس 2006 بواسطة مصري المصري بسم الله الرحمن الرحيم ( إن الذينَ أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلِهمُ انقلبوا فكِهين * وإذا رَأوْهُم قالوا إن هؤلاء لضآلون * وما أرسِلوا عليهم حافظين * فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون * على الآرائك ينظُرون * هل ثوِبَ الكفارُ ما كانوا يفعلون ) رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان