اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

إحترام المواطن..... هناك


الأفوكاتو

Recommended Posts

إحترام المواطن ..... هناك.

عندما نريد أن نقيم شعب لكى نختبر " معيار حضارته" , فإننا لا ننظر إلى " تحضر " المواطن, أو "تمدنه" , و إنما نقيس درجة " تحضر" و " تمدن" هذا المجتمع, بتقييم سلوكه العام, و كيف يتصرف كمجتمع متلاحم, و ليس كحبات بطاطس فى صندوق فيه " المتحضر" و " المتمدن" , و فيه أيضا " الغير متحضر و لا متمدن".

و كلمة سلوك أقصد بها "أسلوب" تعامل الأفراد مع بعضهم بعضا, و سلوك الدولة تجاههم, و مدى تلاحم الأفراد مع الحكام, و مدى فهم الحكام لرغبات و مطالب الأفراد.

فإذا كانت علاقة الأفراد ببعضهم البعض يسودها الإحترام المتبادل, و إذا كان سلوكهم ينم عن تلاحم, و فهم, و و معزّة, و تقدير, و إنتماء, و تعاون, و تراحم, فهذا هو نصف الطريق إلى فهم مدى حضارة هذا المجتمع.

و يقتضى النصف الثانى من التقييم التحرى عن العلاقة المتبادلة بين الشعب, و حكامه.

فإذا كانت علاقة المواطن بالدولة هى علاقة ثقة, و إحترام, و عشم, و إنتماء,و تاييد, و احترم للقوانين, و إلتزام بالأصول و الأخلاق الحميدة, التى أوصت بها جميع الأديان,

و إذا كانت علاقة الدولة بالمواطن تتسم بالإهتمام بمشاكله, و الرعاية, و الإخلاص فى أداء العمل بأمانة و صدق, و إعطاء كل ذى حق حقه, و الرحمة, و الشفقة, و العناية, و إبداء الإحترام الواجب للمواطن,

فإذا تحلى " مجتمع " بهذه الخصال, لوجدنا أمامنا شعب عنده " حضارة" رغم أن ليس كل فرد من أفراد هذا المجتمع يمكن وصفه بالتحضر, أو التمدن.

ما ذكرته عاليه هو مقدمة للحديث عن " إحترام المواطن"

و دفعنى إلى كتابته موقفا قابلنى الأسبوع الماضى أثناء رجوعى من أجازتى القصيرة بالريف الإنجليزى.

رجعنا من منزل أسرة زوجتى,الذى يبعد عن مكان سكننا بحوالى 200 ميل, و تستغرق الرحلة حوالى ثلاث ساعات و نصف, فى الطريق السريع, و أقوم عادة بقيادة السيارة نصف المسافة, و تقودها زوجتى فى خلال النصف الثانى.

على إمتدادهذا الطريق الطويل, توجد حوالى 10 إستراحات, على كل جانب من جوانب الطريق, الذى تتوسطه منطقة خضراء, مزروعة بالأشجار الوارفة, و الزهور الجميلة.

و نصف هذه الإستراحات تملكها مؤسسات خاصة, مثل محطات البترول, أو سلسلة مطاعم مثل

" ماكدونالد ", و يتم , فى هذه الإستراحات, تقديم خدمات تموين السيارات بالبترول, و الزيوت, و قطع الغيار... الخ. كما تتضمن هذه الإستراحات كفاتيريات فاخرة, و دورات مياة 5 نجوم, و محطة صيانة للسيارات( ورشة ميكانيكى)

و جميع دورات المياة مجانية,سواء أشتريت أم لم تشترى, و لا يوجد " عامل نظافة" على باب التواليتات ممسكا بأوراق " التواليت" كما يحدث فى مطار القاهرة الدولى ( رجاء مراجعة موضوع: حتى أنت يا مطار القاهرة الدولى), كما أن الإنتظار فى مواقف هذه الإستراحات مجانى أيضا.

و النصف الآخر من المحطات يتبع وزارة " النقل"

و استراحات الدولة ليست فى فخامة الإستراحات الخاصة, و لكنها أكثر شعبية, و تتكون من حديقة كبيرة, و مواقف مجانية خاصة بالسيارات الملاكى, و أخرى مخصصة للنقل الثقيل, و لا يتحكم فيها " منادى"

و تواليتات هذه الإستراحات تتراوح بين 3 و 4 نجوم, و هى مجانية, و لا يقف أمامها عمال نظافة يطلبون القشيش.

و سبب عدم رؤية عمال النظافة هو أنهم يحضرون بسياراتهم قبل شروق الشمس, ثم يعودوا بعد غروبها, لإستكمال عملهم.

كل هذا لم يشرح ماذا أقصد من كتابتى لهذا الموضوع, لأنى لم أذكر بعد ماذا أقصد.

عندما اقتربنا من نقطة منتصف الطريق, حيث نتوقف عادة لإستبدال السواقة, رأينا يافطة جديدة على بعد 100 ياردة من الإستراحة, تقول:

إحترس..... منطقة عمل.

من فضلك, تناول فنجان شاى أو قهوة أثناء الإستراحة.

و تعجبنا, لأننا نعلم أن هذه الإستراحة الحكومية ليس بها كافيتيريا.

و لما كان هذا شيئ لم أره من قبل, فقد هدأت السرعة, و دخلت الإستراحة ببطئ شديد, ووجدت علامات حمراء على قوائم, ثم شرائط بلاستيك تحدد الأماكن التى يقوم بعض العمال بأعمال حفر فيها, و أشياء أخرى لم نفهمها إلا بعد أن إقتربنا من منتصف الإستراحة.

و جدنا أسهم تشير إلى أمكان جديدة لركن السارات , حيث أن الأماكن القديمة قد تمت إزالتها, و أصبحت ركاما.

ركنا السيارة, و خرجنا منها لنجد سهما يشير إلى مكان وسط الأنقاض, حيث حدد شريطان حمراوان ممرا بين الأنقاض, يؤدى إلى دورة المياة التى تعودنا عليها, و لم يكن قد مسها ضرر ( كانت 3 نجوم فقط)

و أمام دورة المياة, رأينا كرااكات, و بلدوزورات, و كشك " ميدانى" كبيرعليه لوحة بها كلام كثير.

و كانت البلدوزورات تتحرك ذهابا و إيابا, تحمل أنقاضا و تنقلها من مكان إلى آخر, ثم رأينا وراء

" الكشك" الميدانى لوحة كبيرة عليها رسم هندسى يشبه الخريطة, فاقتربنا من هذه اللوحة و قرأنا الآتى:

" مشروع تحسين موقع الإستراحة"

1- إعادة تشجير المنطقة

2- إنشاء صالات مفتوحة و مظللة, تستضيف مقاعد و موائد فى مجموعات مختلفة, و مثبتة بالأرض

3- إضافة دورات مياة حديثة, و حمامات مزودة بالدوش, و المياة الساخنة

4- حجرة حضانة للأطفال الرضع

5- حنفيات ماء مغلى لعمل الشاى و القهوة

6- آلات تدار( بالعملة المعدنية) لبيع المشروبات و الأكلات الخفيفة.

ثم قرأنا التالى فى آخر اللوحة:

نعتذر عن الضوضاء التى تسببها الآلات المستعملة فى المشروع, و التى قد يزعجكم صوتها.

و قد وجدنا أنه من الواجب أن نعتذر بصورة عملية, لذا, نرجوكم التفضل بالحصول على فنجان شاى أو قهوة, و قطع من البسكويت, من الكشك الذى جهز أيضا ببراد للمياة, و أكواب, و ملاعق, و أطباق بلاستيكية.

نعتذر مرة أخرى على إقلاق راحتكم.

هنا قفز فكرى إلى مكان آخر نعرفه جميعا.

كما, قفز فكرى فى إتجاه مخالف, إلى عام مضى, عندما كنت فى زيارة لأستراليا, و لاحظت تقليدا جديدا لم يكن متواجدا أثنا تواجدى هناك كأستاذ زائر لمدة 6 شهور, و ذلك منذ سنوات طويلة.

و لكن هذه هى قصة أخرى , سأكتب عنها فى مقالى القادم, و إن كانت تدور أحداثها أيضا حول:

إحترام المواطن..... هناك.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

شوف بقى ياسيدي

احترام المواطن .....هنا

مش هناك :D

كان عندي زميل في الجامعه ساكن في حي بولاق الدكرور بالجيزه

و عرفت منه ان الكهربا والماء تم قطعهم عنهم فجأه معا لمدة 20 يوم متواصلين

وولا حصل اي حاجه

لا الناس اعترضت

ولا الدوله اعتزرت

انت بس يا عم افوكاتو اللي مكبر المواضيع :P

Vouloir, c'est pouvoir

اذا كنت لا تقرأ الا ما يعجبك فقط فإنك لن تتعلم ابدا

Merry Chris 2 all Orthodox brothers

Still songs r possible

رابط هذا التعليق
شارك

اخى العزيز زهيرى,

لقد افحمتنى,

فقد كنت أتكلم عن ... هناك,

و لكن الناس .... هنا,

لهذا .... فكلامى غير موصوعى, و لا معنى له, لأن هنا... ليس مثل هناك؟

و السؤال....... لماذا؟

تحياتى و تمنياى بعدم إنقطاع المياة لمدة أكثر من 20 يوما.

تم تعديل بواسطة الأفوكاتو

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

عمو الافوكاتو اللى انت بتتكلم عليه موجود فى مصر، بس فى مناطق لا يدخلها المصريين..و الكهرباء و المياه الدائمين طبيعى جدا يكونو قاصرين على مناطق معينة ساكن فيها ناس مميزين يسهرون على راحة البلد و يدبرون شئونها ، ام من يسكن مصر من مواطنيها فدول مش بشر دول مصريين يعرفوا يدبروا امورهم و يقضوا الليالي بالطول و العرض

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزى الأخ نمر,

لهذا كتبت هذا المقال,

و يبدو أن الصفوة فقط قد أصبحت هى المواطن, أما بقية المواطنين, فهم عمال تراحيل, الذين يطلق عليهم كلمة "ظهورات"

شكرا على تعليقك الذى لخص الواقع...... المر.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...