عادل أبوزيد بتاريخ: 18 نوفمبر 2017 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 18 نوفمبر 2017 مقال - ربما من سلسلة مقالات - عن وسائل التواصل الإجتماعي ، الكاتب أسامة غريب يكتب عن خبرته و موقفه من الفيسبوك و التويتر و يرى أنها تفرض عليك قبول صداقة الكثيرين ممن لا تعرفهم و بالتالي إضاعة الوقت في قراءة كتابات هؤلاء اللذين لا تعرفهم ... و منها كتابات لا تهضمها .. و إلى نص المقال: وسائل التواصل الاجتماعى (١) بقلم أسامة غريب ١٨/ ١١/ ٢٠١٧ لوسائط التواصل الإجتماعى فوائد لا تنكر، غير أنها مازالت تثير دهشتى بما وفرته من سهولة عرض الآراء والمواقف، وأغلبها كما نعلم شاذ وتافه، ذلك أن الأقلية من البشر هى التى تتمتع بالذوق والكياسة والقدرة على العرض الجيد، أما الغالبية العظمى فلا يتمتع أفرادها بأى من هذا، لذلك فإننى ترددت كثيراً قبل أن أقرر فتح حساب على كل من تويتر وفيس بوك لأننى خشيت من إضاعة الوقت فيما لا يفيد، وسبب آخر جعلنى أبقى طويلاً بعيداً عن هذه الوسائط هو أننى كنت أتصور أن الفكرة إذا عبّرت عنها على النت فقد احترقت وصارت قديمة، ويصعب بعد ذلك أن أضعها فى مقال أو أبنى عليها قصة قصيرة. كان هذا التصور نابعاً مما تعلمته فى دراستى للإعلام من أن الضيف التليفزيونى لو تحدثت معه قبل التسجيل وغاص معك فى الإجابات، فإنه سيأتى أمام الكاميرا ويتحدث باقتضاب، وغالباً لن يروى المواقف الطريفة التى قصها عليك منذ قليل لإحساسه بأنها صارت قديمة، وأنك لن تستقبلها بدهشة كما فعلت لدى سماعك لها قبل التسجيل. لكن على الرغم من ذلك يبدو أن التكنولوجيا تنتصر فى النهاية، فقد رضختُ بعدما تأكد لى أن هاتين الوسيلتين توفران إمكانية جيدة لعرض أفكار الكاتب ومقالاته وكتبه، كما توفران إمكانية التعرف على آراء قد تكون لها قيمتها. لكن بعد فترة تعودت فيها على آليات عمل وسائل التواصل اكتشفت أنه لكى يصل صوتك للناس لابد من قبول صداقات (هكذا يسمونها) ممن لا تعرفهم، وبمجرد قبول صداقة شخص ما تجد كل ما يكتبه وينقر به على لوح المفاتيح ظاهراً أمامك.. وهذا فى اعتقادى أسوأ ما فى الموضوع. بطبيعة الحال، فإن الأخ مارك عندما اخترع الفيس بوك كان يفترض فى أصدقاء الفيس بوك أن يكونوا أصدقاء حقيقيين فى الحياة، يسعون للتواجد سوياً وتبادل الأفكار على البُعد، ثم تطورت النظرة وأضيف إلى الأهداف التعرف على أناس جدد، بما يحمله ذلك من أفكار جديدة وإضافات تثرى الحياة وتُكسبها قرباً وتآلفاً. لكن الأمر بالنسبة لى كان جد مختلف، فالأصدقاء الذين أعرفهم معرفة شخصية ليس هناك من داعٍ للتواصل معهم عبر «تويتر» و«فيس بوك»، لأنه بالإمكان دائماً محادثتهم ولقاؤهم شخصياً، والذين أتواصل معهم على الشاشة هم غرباء عنى تماماً.. صحيح أن من بينهم من سعدتُ بمعرفته وشرفتُ بالتواصل معه إلا أنهم يظلون غرباء، لا يمكن الحكم عليهم إلا إذا التقيتهم شخصياً، وهذا غير ممكن فى معظم الأحوال لضيق الوقت وتفرُّق هؤلاء فى الأرض. وتبقى السلبية الكبرى ممثلة فى أن لمعظم هؤلاء الأصدقاء الافتراضيين مشاركات عجيبة لا أستطيع أن أهضمها أو أتفاعل معها، فهناك من يصحو من النوم وهو يشعر بالضيق فيكتب لأصدقائه (وأنا واحد منهم) أنه قرفان ويريد أن يتقيأ، وآخر يريد دخول الحمام ليفرغ أمعاءه فيحكى لنا عن معاناته مع الشطاف! وأخرى لا تستطيع النوم فتظل تلعن الأرق فى عشرين بوست متتالية لا تحمل أى إضافة، هذا غير من يقوم بعمل استفتاء بين الأصدقاء (وأنا منهم) موضوعه: هل يتعشى فول أم بطاطس؟! مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان