مذابح الطريق...

[الأفوكاتو]

مذابح الطريق...تجربة من أستراليا.

ذهبت العام الماضى إلى أستراليا لزيارة أصدقائى هناك, و أثناء تجوالى بين الولايات عبر الطرق السريعة,لاحظت زيادة كبيرة فى عدد الإستراحات المخصصة للسيارات و المركبات, كما لاحظت تواجد أحدث وسائل لإتصال فى حالات الطوارئ, و قياس سرعة السيارات, , و الحزم الشديد فى التعامل مع من يتهور فى القيادة, و يتجاوز السرعة القانونية.

و جميع الطرق السريعة مجهزة بوسائل إخطار السائق بسرعة مركبته, كما أن حافتى الطريق مكسوة بمادة بيضاء بلاسنيكية " محببة" بحيث تحدث صوتا مثل الصفير عند سير إطارات السيارة عليها, لتنبيه السائق أنه قريب من حافة الطريق, و خرج عن المسار المحدد.

و لكن ما لفت نظرى هى لافتات جديدة لم ارها فى زيارتى السابقة, و يبدو أنها ليست دائمة, بل موسمية, تقول ما معناه:

إسترح Revive

إبقى على قيد الحياة Survive

تصل (بالسلامة) Arrive

ثم يافطة تقول:

من فضلك, توقف فى الإستراحة القادمة.

و لكن هذه الكلمات لم تكن جوفاء, فعندما توقفنا فى إستراحة عمومية بعد قيادة لمدة ساعتين, و جدنا ما يشبه " البوفيه الميدانى" . أى مايدة كبيرة و عليها غطاء ابيض نظيف, و فوقها سخان ماء كهربائى, و برطمانات مملوءة بالقهوة, و الكاكاو, و الشاى, و مياة مثلجة, و صحون مملوءة بقطع الكيك و الجاتو, و صحون بلاستيك, و أكواب ( فووم) و ملاعق, و شوك.

و ضحكت, و قلت لزوجتى مازحا:

كيف علموا أننى قادم؟ و كيف اعدوا حفل الإستقبال بهذه السرعة؟

فنظرت إلى بسخرية و قالت, : بطل غرور.

كان بجانب المائدة ثلاث سيدات فى منتصف العمر, يقمن بإعداد المشروبات الساخنة, ثم يقدمنها لزوار الإستراحة, مجانا.

تجاذبنا أطراف الحديث مع " المتطوعات" و فهمنا منهن الآتى:

1- هذه البوفيهات ليست مستديمة, و إنما يتم إقامتها فى أيام الأعياد الرسمية, و عطلات نهاية الأسبوع, و أثناء بداية و نهاية العطلات المدرسية.

2- جميع المتطوعات يسكّن فى أماكن قريبة من الإستراحات.

3- تقوم الدولة بتقديم الدعم المالى لإقامة هذه البوفيهات.

4- جميع المتطوعات يقمن بهذه الخدمة " تطوعيا" أى كخدمة قومية, بدون مقابل.

5- الغرض من ذلك هو تشجيع المسافر على التوقف للحصول على راحة, حيث أن القيادة لمدد طويلة تصيب السائق بإجهاد جسمانى و عصبى, يجعله يسيئ التحكم أثناء القيادة.

و قد دلت الإحصائيات أن 80 % من حوادث الطريق ترجع لإجهاد السائق.

و قد تذكرت الآن أثناء كتابة هذا المقال, هذه "الكمائن المتمدنة" التى شاهدتها فى أستراليا, (و التى تشجع قائد السيارة على الطرق السريعة لأخذ استراحة, لكى يعيش, و يصل إلى حيث يريد,بالسلامة), بحادث إنقلاب الأتوبيس السياحى الذى كان يقل حشدا من رجال البوليس الأسترالي, و أسرهم, الذين لم يستفيدوا بقواعد سلامة المرور فى بلدهم, و لقوا حتفهم فى بلد آخر.

و كما مات الأستراليون على أرضنا, بعيدا عن " أمان طرقهم", فقد سقط آلاف من المصريين الأبرياء, صرعى طرقنا السريعة,والبطيئة, التى تستحق وصفها بأنها " مذابح الطرق السريعة", أو " أسرع الطرق للموت".

و لا شك أن السائق المسكين كان مجهدا كما شهد بعض الأسترال, حيث كان مطلوبا منه الوصول إلى نهاية الرحلة فى وقت محدد, وإلا تم عقابه, و تعنيفه, و قطع مرتبه, و أدى عدم قدرته على الحصول على قسط من الراحة, إلى سقوط ضحايا أبرياء. كما سقط هو أيضا ككبش فداء لأخطاء إرتكبها الكبار.

أهدى هذه االكلمات إلى إدارة المرور المصرية, التى ستتجاهلها كما تجاهلت وزارة التربية التعليم محاولاتى المتكررة,( عن طرق السفارة المصرية فى لندن), لإدخال مادة " مبادئ القانون" فى منهج دراسة المدارس الثانوية,

و يبدو أن كل ما فيه إنقاذ لحياة المصرى, أو لحقوقه الإنسانية, ليس له مكان فى "أجندة" النظام الحاكم. :

تقبلوا تحياتى.

تم تعديل 16 مارس 2006 بواسطة الأفوكاتو

[احمد هادي]

"التى ستتجاهلها كما تجاهلت وزارة التربية التعليم محاولاتى المتكررة,( عن طرق السفارة المصرية فى لندن), لإدخال مادة " مبادئ القانون" فى منهج دراسة المدارس الثانوية,"

رفضت وزارة التعليم في مصر تدريس مبادئ القانون لأن القصص الخياليه التي لا تمت للواقع بصله لها تأثير سلبي علي عقول الناشئه

كما أن ذلك يتعارض مع منهج الوزارة الذي يركز علي المواد العمليه وليس النظريه

لذلك من المتوقع تدريس مواد البلطجة والكذبوالتزوير وخلافه في المرحلة القادمة

هذا وبالله التوفيق

عبده مخمخ الجاهز

مستتشار السيد الوزير اللواء المحافظ

لشؤن تأفيش المعارضين وسحق المغرضين

[الأفوكاتو]

عزيزى السيد الفاضل أحمد هادى,

أشكرك على تعليقك الظربف,

و لكنى نشرت الموضوع فى باب " موضوعات جادة" ,و افضل الإستمرار فى مناقشته على هذا الأساس..

و أنا على يقين أن لديك أفكارا يمكن أن تفيد فى هذا الموضوع, و أنا أرحب بها.

أشكرك على مرورك الكريم

و تقبل تحياتى..

تم تعديل 16 مارس 2006 بواسطة الأفوكاتو

[الأفوكاتو]

عزيزى الأخ هوايت

شكرا على تعليقك الإيجابى, الذى استند إلى بحث ودراسة فى أصل المشكلة.

و أنا أتفق معك فى أغلب ما طرحت, و لكن من اللازم أن أشرح بعض النقاط:

1- ولاية فيكتوريا تشبه الريف المصرى, و منطقة الدلتا, و يتوجد قرية و بلدة كل عدة كيلومترات, و تم ‘نشاء طرق سريعة تدور خارج المناطق السكنية,

2- المسافة بين عاصمة فيكتوريا" ملبورن" و حدود ولاية " نيو سوث ويلز" هى 320 كيلومتر فقط. و يفصل الخط الفاصل بين الولايتين شارع واحدفى بلدة مزدوجة الإسم وهى " أولبرى/ وادونجا"

3- فى هذه المسافة, توجد 20 إستراحة حكومية, و 6إستراحات خاصة.

4- المسافة بين القاهرة و الغردقة هى حوالى 500 كيلومتر, و المسافة بين القاهرة و الأسكندرية هى 210 كيلومتر, و لا أعرف المسافة من القاهرة لأسوان, أو إلى شرم الشيخ.

و سؤالى:

1-ما هو عدد الإستراحات الحكومية المنشأة على هذه الطرق؟

2- و ما شكلها؟

3- و هل هى مجهزة بدورات المياة, و إسعاف أولى؟

4- أليست كل هذه الأماكن التى ذكرتها خارج الكردون السكنى المزدحم؟ أى أن الطرق المؤدية لها هى طرق سريعة تستحق الإهتمام؟

كان هذا الغرض من كتابة موضوعى الذى جاء تكملة لموضوع:

"إحترام المواطن….. هناك", الموجود فى هذه الوصلة.

أحترام المواطن... هناك

تقبل تحياتى