اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

هل هي ثورة حقيقية، وهل ستكتمل؟


زيزو

Recommended Posts

قرأت هذه المقالة على موقع كفاية، وهي منقولة عن القدس العربي، بقلم محمد عبدالحكم دياب.

المقالة تتحدث عن المناخ السياسي في مصر وأن هناك بوادر ثورة ظهرت في عام 2004. والسؤال هو: هل فعلاً الشعب المصري سيثور؟ أظن أن الشرارة الباقية هي زيادة أسعار الخبز والعاء الدعم عن السلع الأساسية والتي ستجعل الفئة الأكثر فقرًا والأقل ثقافة تتحرك.

المقال:

الشعب يتحرك.. والمثقفون في واد آخر.

من يتذكر طفولته من المصريين، خاصة من عاشوا في الريف، يجد أن لعبته المفضلة كان اسمها عسكر وحرامية ، خاصة في الليالي غير المقمرة، في شوارع وحواري ضيقة متربة مظلمة، لم تكن رأت الكهرباء بعد، وقليل من أهلها من كان يضع فانوسا أمام منزله، أو علي رأس حارته أو شارعه.

عند استرجاع هذا الزمن، منذ أكثر من نصف قرن، كانت هناك ترجمة للعبة وإطارا لقانونها. كانت في المعني لعبة مواجهة بين الشرطة (العسكر) واللصوص (الحرامية)، ومثلت في أيام البراءة مستوي إدراكنا لصراع بدا لنا، ونحن في تلك السن، أنه دائم بين طرفين، علي كل منهم أن يتصدي للآخر، وكنا نشعر بالسعادة الغامرة حين تنتصر الشرطة علي اللصوص، في اللعبة طبعا، وكانت بنادق وأسلحة اللعب لدي الطرفين من البوص أو عيدان الحطب الجاف، وغاب عنا وقتها أنها معارك دارت في فراغ، ليس لها مجال حيوي أو خلفية، علي هيئة جمهور أو شعب أو جماعة يمكن أن يحتويها المشهد.

هكذا كانت توحي ألعابنا، قبل دخول الكُتّاب وحفظ القرآن، وفك الخط.. كان ذلك طموحا كبيرا لبسطاء وفقراء مصر، ممن يريدون أن يتخلصوا من عار الأمية وألا يكون أولادهم بصمجية ، كحال الأغلبية الكاسحة من الشعب، في ذلك الزمان. وكانت أحلام بعض الأسر أن يوجد فيها من يفك الخط ، وأخري تريد أن ترتقي درجة في سلم التعليم، وتتيح لأولادها أو بعض منهم الحصول علي الشهادة الابتدائية، تمكنه من وظيفة حكومية أو الالتحاق بالأزهر، ليتخرج مقرئا أو واعظا أو مأذونا، يتولي تحرير عقود الزواج والطلاق، وكل هذا كي لا يرث الأولاد أو بعضهم ميراث أبائهم الثقيل. كانت هذه حدود قصوي لكثير من أبناء مجتمع لم تطرق الثورة بابه، ولم يكن شعار طه حسين التعليم كالماء والهواء قد وجد فرصته بعد.

ولما تطورت مداركنا وتفتح ذهننا وتعرفنا علي الحياة وجدنا أن المجتمع ليس مقسما علي هذا النحو الطفولي. وأن هناك أناسا، لا هم من العسكر ولا هو من الحرامية ، يذوبون في بحر واسع وعميق اسمه الشعب. ونكبر ثم نشيخ ونسمع من يصف الشعب بـ الحرامية.. وكلنا يذكر ذلك الوصف الذي ورد علي لسان السادات في حديثه عن انتفاضة كانون الثاني (يناير) 1977، علي أساس إنها انتفاضة الحرامية، واختلطت المفاهيم والأوصاف عن عمد، بهدف ادماج العسكر مع الحرامية، بالمعني الذي عشناه في طفولتنا.. بدأ ذلك بتحالف العسكر والحرامية الحقيقيين، وفي مرحلة تالية اتحدوا علي عدو واحد هو الشعب، أو الحرامية، حسب ما ورد في القاموس الساداتي، إلي أن انتقل القرار بالكامل إلي ممثليهم، في عصر حسني مبارك، فضبطوا حدود ومجال نشاط مؤسسات الدولة، وليس الشرطة ورجال الأمن فقط، علي مصالحهم ووظفوها لمنافعهم.

وعند وصول الأوضاع إلي مثل هذا المستوي المتدني علينا إعادة التعرف علي نوعية من العقليات تدير دفة السياسة والحكم، كثير منهم لا يتمتع بأي حس إنساني أو أخلاقي.. فقد كامل حواسه، سواء بالمعني المادي أو المعنوي، والإنسان الفاقد لحواسه لن يحس، أو يسمع، أو يري، أو يتذوق، أو يشم، ويعجز عن التعرف علي ما يحيط به ووصل الأمر ببعضهم ألا يري الخطر وهو يقترب منه ويهدد وجوده، حتي ليخيل لك أنه أدني في القدرات والملكات من مخلوقات دنيا في مملكة الحيوان، فالصراصير، وهي تعيش بين القاذورات، وداخل الأماكن العطنة، وبين الروائح الكريهة، تعتمد علي قرون استشعار تدرأ بها الخطر عن نفسها، وتجد أن مثل هذه القرون غير متوفرة لمخلوقات تتحكم في كل شيء تقريبا في مصر.

فقدان هؤلاء للحس السياسي والاجتماعي والإنساني والوازع الأخلاقي، يجعلهم غير مؤهلين للحكم، والمطلوب منهم هو تمثيل دور الحكام.. يحكمون دون حاجة إلي المعرفة أو الخبرة السياسية، ودون توفر ملكات القيادة. ويسترون قصورهم بتهويمات يقولون عنها فكر جديد دون جديد، ولا علاقة له بالمعرفة أو الثقافة العامة، وتجد أن من يدعي رعاية الثقافة من بينهم يمارس ادعاءه وهو يتحسس مسدسه، علي الطريقة النازية. وليس في قدرة أي من هؤلاء الارتقاء بالأداء أو السلوك، لا علي المستوي الشخصي، ولا علي مستوي العام. فافتقدوا إمكانية التعاطي السوي مع الحياة والبشر، وهم في اختيارهم لأدواتهم ومساعديهم يختارونهم من نفس الطينة.. بلا حواس ولا مشاعر ولا خلق. وكل نجاح يتحقق لهم ليس إلا فشلا ذريعا علي الصعيد العام، فسياسة الاستقرار من أجل الاستمرار المتبعة في مصر، علي مدي ربع قرن، وجلبت كل المصائب، تتم بالانتقام والبطش والملاحقة وهتك الأعراض والفساد والتبعية. ونجاحها المفترض جاء علي حساب الاستقرار ذاته، ومدفوع من راحة الإنسان وكرامته، وتحت كم من الرعب حول الحياة إلي جحيم لا يطاق. وهو ما انتهي إلي مواجهة نتابعها لحظة بلحظة.. فطاقة أي شعب أو جماعة علي التحمل لها حدود.. درس لا يعيه هؤلاء. فالناس لديهم كتل صماء، ليست لها مطالب واحتياجات، ولا تملك إلا الرضوخ والإذعان. وكل هذه ظروف تدفع الناس دفعا نحو الثورة.

فمن يقيم الجدران ويغلق النوافذ هو في الحقيقة يمارس ذلك ضد نفسه.. وغياب الإحساس بالأمان لديه يجعله أول من يختنق، ويضعه في مقدمة من يقع تحت طائلة الحصار، ومع أول ثغرة في الجدار وفتح أول نافذة، يصاب بالهلع والذعر، وإذا لم يقدر علي الهرب فإنه يواجه مصيره. وهكذا تُصنع الثورات وتتهيأ ظروفها، فالطاغية والجلاد يتصور كل منهما أن السوط والعنف هو الحل، وأن إعمال السيف وقطع الرقاب هو السبيل لإحكام القبضة. ومع وضع اعتبارات الزمان والمكان في الحسبان فالمسار نحو الثورة واحد.. في أساسياته وثوابته.. الوقت مطلوب للتأكد من نفاد الصبر وضياع الفرص، وهو النار الضرورية لإنضاج الواقع وبلورة الفعل المناسب، وصقل الأدوات وإعدادها. والصبر النافد والفرص الضائعة قضت علي حكم مبارك، ولم تبق غير الثورة طريقا لإزاحته ودفنه.

وعن الثورة.. لنترك الثورة الفلسطينية جانبا. فمع أنها الأطول والأكثر جسارة، في التاريخ العربي والإسلامي، منذ أيامها الأولي عام 1936، حتي مرحلتها الأخيرة، وتجلياتها المعاصرة، باندلاع انتفاضتين: أولي وثانية، وعندما ننتقل إلي مصر نجد أن المماليك، العسكر والحرامية، فتتوا البلاد وحولوها إلي ضيع وإقطاعيات لحسابهم وورثوها لأولادهم من بعدهم، ما تصوروا أبدا أن هناك من سيتمكن من إزاحتهم، وفاجأتهم ثورة مزدوجة، تقاومهم وتقاوم الحملة الفرنسية، في نهاية القرن الثامن عشر، واستمرت متصاعدة بقيادة عمر مكرم، منذ 1798 وحتي انتصرت 1805، بتولية محمد علي حكم البلاد. ثورة استمرت سبع سنوات متواصلة حتي حققت هدفها.

وثورة عرابي نفسها، بذرتها وُضٍعت سنة 1879، لم تبدأ وتنتهي في 9 أيلول (سبتمبر) 1881، كما يذكر بعض المؤرخين، بحصار قوات أحمد عرابي لقصر عابدين وتقديم مطالب باسم الشعب بأسره إلي الخديوي توفيق.. إنما اندلعت قبل ذلك، في كانون الثاني (يناير)، حين رفعت مطالب الضباط المصريين في الجيش، وسرعان ما تلاحقت الأحداث، ولم تنته مع الغزو البريطاني، واستمرت تقاوم الغزو وهزمت بفعل الخيانة بعد شهرين في موقعة التل الكبير.. استمرت من يناير 1881 إلي سبتمبر 1882. وثورة 1919. بدأت في تشرين الثاني (نوفمبر) 1918، بتشكيل وفد حصل علي توكيل شعبي لعرض مطالب الاستقلال أمام مؤتمر الصلح في باريس، ووصلت ذروتها في سنة 1919 وشملت مصر من أقصاها إلي أقصاها، وانتهت عام 1922 بالحصول علي الاستقلال الإسمي، وحتي ثورة تموز (يوليو) 1952 لم تكن استثناء.. كانت تتويجا، لمسيرة انطلقت سنة 1946.. السنة التي شهدت توحيد الجهد الوطني بين الطلبة والعمال، وهم يواجهون الاحتلال ويتصدون لاستبداد اسماعيل صدقي. واستمرت المواجهة في الشارع حتي تهيأت الظروف التي استولت فيها القوات المسلحة علي الحكم.. ست سنوات من الكفاح المنظم والمستمر.

أما شرارة الثورة الجديدة فقد اندلعت.. صحيح أنها لم تكتمل بعد، وقد تجهض، لا قدر الله، فمصر لن تشهد تراجعا، لا من الشعب ولا من عائلة مبارك.. كل يواجه الآخر، وكثير من المؤشرات تقول بأن الوحشية التي تمارس فقدت تأثيرها، في جو نفسي شاعت فيه التضحية وتحلي فيه الناس بالجرأة.. ونفض كثير منهم عن نفسه غبار السلبية، مع درجة عالية من الثقة في قرب التخلص من حكم العائلة.. وهذا الذي يطلقون عليه حراكا سياسيا، وبدأ مع ظهور حركة كفايه ليس إلا بداية لثورة انطلقت في 2004، ونعيش حلقاتها، حلقة وراء أخري، ويمكن رؤية ذلك بالعين المجردة.

أليس هذا الاشتباك القائم بين عائلة مبارك والشعب الرافض لها مظهرا من مظاهرها؟ وما مغزي التصدي لترتيبات التوريث واستمرار عائلة مبارك في حكم مصر؟ وما دلالة اشتباك الرئيس الموازي ومواليه، الذي لا يتوقف مع الصحافيين والمثقفين والمحامين وأساتذة الجامعات؟.. وما الذي جعل نساء مصر يلبسن الحداد ويخرجن إلي الشوارع ردا علي ما حدث لزميلاتهن الصحافيات والمحاميات من هتك للأعراض في يوم الأربعاء الأسود؟، ولماذا يقاوم أساتذة الجامعة سطوة الأمن علي الجامعة وعلي أعضاء هيئات التدريس بها؟ ولماذا اعتصمت نساء وبنات المعتقلين في السجون، دون تهمة أو محاكمة، لمدد زادت عن خمسة عشر عاما؟، ولماذا انتفض القضاء بعد أن رفض أن يكون شاهد زور علي جرائم التزوير والبلطجة التي تمت بتعليمات مباشرة من الرئيس الموازي؟ ولماذا لم يسكت علي ما حدث له داخل وخارج لجان الانتخابات التشريعية، في شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الاول (ديسمبر) الماضيين، وتعرضه لاعتداءات الأمن وبلطجية الحزب الحاكم؟ ولماذا الحصار المضروب حول أحزاب، هي في الأصل ضعيفة؟ ومبرر الاشتباك مع كفايه؟ أليست هذه مظاهر الثورة؟ الشارع يموج بالحركة. وكلما انضمت قوي جديدة إليه كلما اقترب النصر.

ومصر الآن تعيش لحظة تتطلع فيها إلي العمال وهم يعيشون محنة تصفيتهم، كقوي منتجة، بتصفية مشروعات وصناعات عاشوا عليها وفي كنفها، وبناها الشعب من عرقه ودمه وماله، وإلي الفلاحين وهم يواجهون عودة الإقطاع بجبروته وغبائه المعهود، وإلي الطلاب الذين هم محرك الثورات ووقودها، ويوم ينضم هؤلاء إلي الجموع المشتبكة مع العائلة ومواليها، سيكون ذلك هو يوم انتصار الثورة الكبير، لكن السؤال هو هل لا يتورع هؤلاء عن طلب التدخل الأجنبي لحماية العرش، كما فعل الخديوي توفيق؟!!.

وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ

أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ

فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِّن ذَهَبٍ أَوْ جَاء مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ

فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ

فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ

فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ

رابط هذا التعليق
شارك

قرأت هذه المقالة على موقع كفاية، وهي منقولة عن القدس العربي، بقلم محمد عبدالحكم دياب.

المقالة تتحدث عن المناخ السياسي في مصر وأن هناك بوادر ثورة ظهرت في عام 2004. والسؤال هو: هل فعلاً الشعب المصري سيثور؟ أظن أن الشرارة الباقية هي زيادة أسعار الخبز والعاء الدعم عن السلع الأساسية والتي ستجعل الفئة الأكثر فقرًا والأقل ثقافة تتحرك.

المقال:

الشعب يتحرك.. والمثقفون في واد آخر.

أما شرارة الثورة الجديدة فقد اندلعت.. صحيح أنها لم تكتمل بعد، وقد تجهض، لا قدر الله، فمصر لن تشهد تراجعا، لا من الشعب ولا من عائلة مبارك.. كل يواجه الآخر، وكثير من المؤشرات تقول بأن الوحشية التي تمارس فقدت تأثيرها، في جو نفسي شاعت فيه التضحية وتحلي فيه الناس بالجرأة.. ونفض كثير منهم عن نفسه غبار السلبية، مع درجة عالية من الثقة في قرب التخلص من حكم العائلة.. وهذا الذي يطلقون عليه حراكا سياسيا، وبدأ مع ظهور حركة كفايه ليس إلا بداية لثورة انطلقت في 2004، ونعيش حلقاتها، حلقة وراء أخري، ويمكن رؤية ذلك بالعين المجردة.

أليس هذا الاشتباك القائم بين عائلة مبارك والشعب الرافض لها مظهرا من مظاهرها؟ وما مغزي التصدي لترتيبات التوريث واستمرار عائلة مبارك في حكم مصر؟ وما دلالة اشتباك الرئيس الموازي ومواليه، الذي لا يتوقف مع الصحافيين والمثقفين والمحامين وأساتذة الجامعات؟.. وما الذي جعل نساء مصر يلبسن الحداد ويخرجن إلي الشوارع ردا علي ما حدث لزميلاتهن الصحافيات والمحاميات من هتك للأعراض في يوم الأربعاء الأسود؟، ولماذا يقاوم أساتذة الجامعة سطوة الأمن علي الجامعة وعلي أعضاء هيئات التدريس بها؟ ولماذا اعتصمت نساء وبنات المعتقلين في السجون، دون تهمة أو محاكمة، لمدد زادت عن خمسة عشر عاما؟، ولماذا انتفض القضاء بعد أن رفض أن يكون شاهد زور علي جرائم التزوير والبلطجة التي تمت بتعليمات مباشرة من الرئيس الموازي؟ ولماذا لم يسكت علي ما حدث له داخل وخارج لجان الانتخابات التشريعية، في شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الاول (ديسمبر) الماضيين، وتعرضه لاعتداءات الأمن وبلطجية الحزب الحاكم؟ ولماذا الحصار المضروب حول أحزاب، هي في الأصل ضعيفة؟ ومبرر الاشتباك مع كفايه؟ أليست هذه مظاهر الثورة؟ الشارع يموج بالحركة. وكلما انضمت قوي جديدة إليه كلما اقترب النصر.

ومصر الآن تعيش لحظة تتطلع فيها إلي العمال وهم يعيشون محنة تصفيتهم، كقوي منتجة، بتصفية مشروعات وصناعات عاشوا عليها وفي كنفها، وبناها الشعب من عرقه ودمه وماله، وإلي الفلاحين وهم يواجهون عودة الإقطاع بجبروته وغبائه المعهود، وإلي الطلاب الذين هم محرك الثورات ووقودها، ويوم ينضم هؤلاء إلي الجموع المشتبكة مع العائلة ومواليها، سيكون ذلك هو يوم انتصار الثورة الكبير، لكن السؤال هو هل لا يتورع هؤلاء عن طلب التدخل الأجنبي لحماية العرش، كما فعل الخديوي توفيق؟!!.

أضيف إلى هذا ما أسميه ثورة القضاة و ثورة الصحفيين صحف اليوم يبدو أنها لم تلحق - زمنيا - تغطية أحداث غجتماع الجمعية العامة لنادى القضاة أمس و التى أعتبرها حدثا فاصلا فى تاريخ مصر لقد تكلم القضاة عن ضرورة حل أمن الدولة هل تتصورون أن إنشاء نيابة أمن الدولة تمت بقرار وزارى فقط و ضرورة إلغاء قانون الطوارئ و أن وزارة الداخلية يجب أن يتولاها شخص مدنى و قوات الأمن المركزى يجب حلها و يجب عدم الزج بالقضاء فى النقابات المهنية و يقول الرجل هل من المعقول الزج بالقضاء فى الإشراف على الإنتخابات الفرعية لنقابة النقل البطئ مثلا (النقل البطئ هو " العربجية ") و قالوا الكثير الذى ربما تنشره الجرائد غدا ...

و فى نفس الوقت و السياق إنعقدت أول جمعية عمومية للصحفيين و طالبت بوقف الحبس فى جرائم النشر و هددت بتصعيد إعتراضها فى هيئة إعتصامات و غيرها مع التصعيد المستمر.

و الغريب و الجديد أنه إجتماعات القضاة و الصحفيين تمت فى غيبة شبه كاملة للأمن ............ هناك حراك هناك ثورة و لكن ببطء شديد.

أما عن العمال و الطلبة و المزارعين فالأمر يتطلب صياغة للحلم المصرى حتى يشعر المواطن العادى بمدى الغبن الواقع عليه فى ظل نظام حكم مستبد

مواطنين لا متفرجين


رابط هذا التعليق
شارك

الحقيقة المرة في عالمنا العربي لم يتم تغيير أي نظام بالثورات الكلامية وبعيدا عن المزايدات ماذا قدمت الثورات الكلامية وهذا الباشا وهذا المناضل ولم يتغير الحال الا بعد ثورة 23 يوليو 00 ثم اضاف لنا القدر بأن تغيير أي زعيم كان بواسطة الموت 0000 فقط 00

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...