قصة مدينتين .... و حقائق عن قناة السويس و تاريخ الناس

[Guest مختار الطرابيلي]

 في بغض اﻻحيان احب ان اعود لفتره صباي واتذكرها ليس ﻻنها ذكريات شخصيه ولكنها وصف لمرحله تاريخيه في حياه مصر ﻻ يعرفها كثيرون وهي مصدر سعادتي ﻻ نها فعﻻ من احسن فترات تاريخ مصر والتي لن تعود
 فقد ولدت في مدينه ذات موقع استراتيجي وشهدت وشاركت في كل الحروب التي خاضتها مصر او عايشتها فانا مواليد مدينه بورفؤاد وهي تقع علي الجانب الشرقي لبورسعيد وهي مدينه اوروبيه كوزموبولتيه اي تجمع جنسيات مختلفه وانشات اواخر الثمانينات واوائل التسعينات مع انشاء قناه السويس
 وساتحدث اليوم عن الحروب التي شاهدتها واﻻحتﻻل اﻻنجليزي فاتذكر وانا طفل ان امي كانت تجمعنا في غرفه ارضي مظلمه وتردد يالطبف يالطيف وعرفت ان هذا يحدث في الليل عند اغاره الطائرات اﻻلمانيه علي معسكرات الجيش اﻻنجليزي زالتي كانت داخل المدينه بيننا
 ورايت منطاد الماني سقط علي منزل بجوارنا وكان ضخم لونه رمادي من قماش صناعي كما اتذكر وانا صغير وكنا نسكن احدي فلل الشركه الفرنسبه زعلي طريق رئيسي طابور اﻻسري اﻻلمان في طابور من معسكرهم للمطعم للفطور زفي يد كل واحد كوب مثل المج وكانوا يلقون لنا علب بسكوبت
 ولم بكن هناك رادار لكشف الطائرات بل كشافات صخمه تسلط في السماء لرؤبه الطائرات
 ثم حرب 48 وكنا نسمع اغاني سعاد محمد يامجاهد في سبيل الله زغيرها ثم ظهر شرق المدينه حيث اننا اول مدينه بعد سيناء شاهدنا بدو بلباسهم مع معبز وببيعون لنا لبن الماعز
 ثم ظهور بعص العائلات من فلسطين واتذكر منهم حليم الرومي وكان ملحن مشهور ووالد ماجده الرومي فقد كانت اﻻذاعه المصربه صعيفه وكنا نسمع اذاعه الشرق اﻻدني ودمشق والقدس اورشليم وكنا نسمع اغاني قديمه لفبروز منها سمراء مها وغيرها وكنا نسمع اسم حلبم الرومي وكانت لدينا اسره شاميه مسبحيه امهم اسمها ام جورج وكانت لديهم بنت جميله وفي يوم ساهدنا رجل وقالوا هذا حلبم الرومي وتزوج تلك اافتها وانجب ماجده الرومي

 ساتحدث عن اﻻحتﻻل ابريطاني كشاهد عيان وليس ناقﻻ لما في كتب التاريخ فالتاريخ يقول ان مصر احتلت عسكريا بعد هزيمه اسطول الجيش العثماني والاسطول المصري في عهد محمد علي واحتل الجيس البريطاني الوجه البحري والشواطئ ولم تذكر كتب التاريخ تحديدا اماكن تواجد هذا الجيش ولكن من مذبحه دنشواي ندرك انه كان منتشرا في الوجه البحري كله وقبل تراجع اﻻحتﻻل الي مدن القناه كانت ثكنات قصر النيل اكبر المعسكرات تقع محل فندق هيلتون في ميدان التحرير تم تراجع عام 36 الي مدن القناه فقط
 وكانت المغسكرات تمتد بطول مدن القناه وعلي ضفته وانا احكي عما رايته واعييه في بورسعيد فقد كان في بورسعيد في منطقه الجولف معسكر كبير وهو الذي احرقه الطفل نبيل منصور سنه 52 علي ما اظن ومبني القاعده البحريه علي القناه اما في بورفؤاد حيث كنت اعيش فتوجد ثﻻث معسكرات علي اطراف المدينه وهي مدينه صغيره كان ﻻ يتعدي طولها وعرضها عن كيلو متر واحد
 وكانت بعض اسر الجيش تستاجر شقق بيننا وكان عدد المصريين في المدينه 60% والباقي جنسيات مختلفه وكان رزق ناس كتير علي العمل بالمعسكرات وكنا نسميها كامب  وكان الرابش وهو بقايا مطاعهم بضاعه جيده للبيع فكنت تشتري الزبده زالشاي والتوست زالبطاطين والمربي من جامعي مطاعمهم وفي حاله جيده وجديده
 وكان الجنود يتجولون بحريه وكان لهم علي البﻻج مكان محاط ببوص وكنا نتلصص عليهم من خلال البوص واتذكر وكنا صغار كانت عائله بربطانيه لديها بنت اسمها اودري كنا جميعا نحبها وكانت تحبنا كلنا
 وكان الجيش يضم جنسيات مختلفه من استراليا وكانوا يلبسون قبعه جوخ عليها ريش وافريقيين ودول الكومونولث وكانت سيارت جيب حربيه تطوف المدينه لمراقبتهم مكتوب عليها mp اي شرطه عسكريه عﻻوه علي اﻻف المصريين الذين يعملون عندهم
 الي ان جاءت سنه 51 واعلن النحاس باشا الغاء معاهده 36 وطالبهم باﻻنسحاب من مصر كلها وتوترت اﻻوضاع وبدات الحركات الفدائيه وانسحب العمال المصريين من العمل عندهم وتوتر الوضع بمظاهرات يوميه امام المعسكرات والقاء لهب نار عليهم وتذكر هنا قصه نبيل منصور الطفل الفدائي علي معسكرات لورسعيد
 ثم قامت الثوره واشتد الوضع تا زما وهنا اتذكر انه قبل ظهور تلك اﻻحدات كان لدينا نشاط اخواني وكانوا يدربونا ونحن اطفال علي الطوابير العسكريه والرياضه والله اكبر ولله الحمد زالموت في سبيل الله اسمي امانينا ومع ذلك لم نراهم في الحركه الفدائيه مغ اﻻنجليز
 وبعد قيام الثوره تطورا المقاومه من مظاهرات الي تكون جماعات منظمه تحمل اسلحه علي طول مدن قناه السويس وحرق معسكراتهم الي ان تم الجﻻء سنه 54 او 55 علي ما اتذكر ورفع العلم المصري علي القاعده البحريه

[Guest مختار الطرابيلي]

 قبل ان احكي لكم عن حرب 56 يجبب ان اوضح قصه مدينتين وهي ليست روايه تشالرز ديكنز ولكن عن بورسعيد وبورفؤاد كما رايتهما ولست كاتب تاريخ وﻻ قصاص ولكن شاهد عيان لفتره تاريخيه معينه
 لم تكن لورسعيد او اﻻسماعيليه موجودتين قبل حفر القناه بل السويس كمدينه منذ ايام الفراعنه وكان البحر اﻻحمر يسمي بحر القلزم زالسويس تل القلزم وهي مدخل مصر الشرقي الجنوبي ومدخل اهل البحر اﻻحمر واسيا وتل القلزم قلعه قديمه شرق المدينه وعندما كنت اعمل في السويس كنت ازورها وﻻحظت ان اسماء العائﻻت القديمه بالسويس اسماء ليست مصريه بل مشابهه للسعوديه كاسم اسره ابو الجدايل وابو سريوه والجداوي زالعنبري والفص وهي اسماء موجوده في السعوديه وكان هذا طبيعيا لقرب الموقع واﻻتصال
 ويﻻحظ هذا في دمياط فاسماء العائلات اقرب ﻻهل الشام ومهنه الحلويات واعمال السيدات الدمايطه القدام في التطريز علي مﻻ بسهم والقرطه مﻻحظات مشابهه لعادات اهل الشام ورايت بعيني المراكب الشراعيه تاتي بالبرتقال اليافاوي وهو اجود انواع البرتقال لبورسعيد واسم جدتي ﻻبي لم يكن مصريا واتضح ان لهم جزور بلبنان وقابلوهم
 المهم قبل حفر القناه كان مكان بورسعيد بلده صغيره اسمها الفرما وكانت محطه استراحه للقادمين من الشرق لدخول مصر من الشام واسيا حيث كان يوجد ثﻻث دروب لخول شمالي محاذي للبحر اﻻبيض مرورا علي الفرما الي الوادي
 وطريق اوسط عن طريق الممرات في وسط سيناء الي وسط الدلتا الي محافظه الشرقيه وهي واجهه بوابه مصر السرقيه وتوجد قري في الشرقيه من ناحيه اﻻسماعليه اهلها من عرب سيناء والشام وفلسطين وتسمي باسمهم كقريه الكرد
 اذن البحر اﻻحمر جنوبا وبترك مسافه 180 كيلو متر وهي عرض سيناء الصخراوي من السويس لبورسعيد وهذه المسافه هي ممر العبور البري لمصر من الشرق وبوابه الغزوات والحروب علي مدي التاريخ
 وعما تم حفر القناه في اواخر الثمانيات انشاوا بورسعيد وشرقها بورفؤاد واﻻسماعيليه في الوسط وبورتوفيق جنوبا
 وكان اول من عمر بورسعيد وعاش فيها اهل دمياط والمنزله والقري القريبه المحيطه ببحيره المنزله كمرحله اولي الي جانب الاجانب الفنيين ومتشردي الدول اﻻورزبيه

 المهم ان لدي اعتقاد ان القناه لم تحفر بالسخره والفاس كما  علمونا لسببين مهمبن ان فتره الحفر غير غير ان تكون بالفاس والزمبيل ﻻنها فتره ﻻ تتعدي اربع سنوات عﻻوه علي وجود كراكات حفر تحفر في المياه فكيف لكراكه ان تعمل مع الزنبيل ولكن هذه رغبه كتبه التاريخ ﻻغراض في نفسهم
 عموما بعد الحفر وتواجد فرص عمل توافد اهل المنطق القريبه للعمل في المهن المختلفه وكانت اهم مهنه جلب المياه من مدينه المطريه لبورسعيد عن طريق المراكب الشراعيه ثم احتياج السفن لخدمات وتموين وهنا ظهر في المدينه افراد تولوا تلك الخدمات وكونوا طبقه من اﻻثرياء سيطرت علي المدينه في جميع الخدمات البحريه بكل انواعها حتي التاميم ثم الكارثه الكبري المنطقه الحره
 وبدات المهن حسب احتياج المدينه واقبل غزو اهل الصعيد وتخصصوا في مهنه اﻻشكربيه حيث كانت السفن تسير بطافه البخار والبخار يحتاج لغﻻيات لتوليده والنار محتاجه فحم فكانوا يحملون اجوله الفحم ويصعدوا بها للباخره وفي طريقهم يفع الفحم بقصد في المياه وبعد مغادره السفبنه يغطسون ﻻنتشال الفحم واعاده بيعه
 المهم كانت المدينه بها انوع وتخصصات كثيره من المهن وتنوعت وكانت بورسعيد المدينه التي ﻻ تنام حيث كانت البواخر فعﻻ ﻻ تنفطع عن الميناء ويفاس نجاح الميناء بعدد الساعات التي تربط فبها في المبناء مما بعطي وقت اطول لللمبوطيه وهم تجار الفﻻبك الذبن يصعدون للتجاره او بنزل الركاب للتسوق او اللصوص الذين يسرقون كل ما علي الباخره من حبل الغسبل الي مستلزمات السفبنه نفسها وكان مما يساعد علي كثره السفن ان حركه بواخر الركاب كانت كثبره بسبب حركه الهجره من اوروبا ﻻستراليا ولم تكن حركه الطيران بقوه هذه اﻻيام وكان هذا في اﻹربعبنات والخمسبنات وحتي 56 حبن اممت القناه.

حينما اتكلم عن بورسعيد فانني اتكلم عن قبل عام 56 وتاميم القناه فقد اصبح حالها عكسيا تماما وفي شهور كمن امسك قلم رصاص زقصفه نصفين
كانت بورسعيد كمدينه وميناء تجاري وبورفؤاد كمدينه سكنيه مدينتين ﻻ تتكرران وﻻ مثيل لهما اﻻ في اوروبا ويفهم كﻻمي هذا سكان المونئ 
كانت المدينه التي ﻻ تنام مدينه عالميه ياتي اليها البشرمن جميع انحاء العالم اليك وانت تتطلع اليهم

 كانت من اهم موانئ العالم وصله بين اوروبا وجنوب العالم وكان السفر بالبحر هو اﻻمثل زاﻻكثر لتنقل البشر وكانت بواخر الركاب تقف للتموين فينزل الركاب للتسوق زالفرجه وفي اي وقت صباحا مساءا ﻻ فرق فكانت المدينه ﻻ تنام من العاملين في شركات المﻻحه الي البمبوطيه تجار الفﻻيك تحت وفوق السفن في البحر وبائعي العاديات والتحف الفرعونيه وسائقي الحنطور والكافيهات والكباريهات ويقف خلفهم في خط الدفاع الثاني محﻻت البقاله زالفاكهه والجزاره منتظرين عودتهم لبيوتهم ليشتروا لوازم منازلهم حتي طلوع النهار
وكانت المدينه تتعامل بكل عمﻻت العالم فﻻ باس من دوﻻر او ين او استرليني حتي الروبيه الهنديه والصيا رفه منتشرين مترجلين او في محﻻت
 وكان الكل راضي وسعيد واتذكر انه كان لي خالي يعمل في خدمات البواخر ويصعد عليها ورايت الشاي ابو فتله عنده وجميع اشكال الماجات والكاري الهندي والفلفل اﻻبيض في الخمسينات وكانت تلك اشياء مجهوله لعامه الناس
 واتذكر وانا شاب انني كنت اشتري المﻻبس الجينز وكنا نسميه بنطلون دانجريه ماركه ليي اﻻصليه وكانت جميع انواع المﻻبس تياع علي مقهي يسمي مقهي البمبوطيه حيث يصعدون للبواخر ويسرقون الملابس المنشوره او يفايضوا البحاره وكانت مﻻبس اوروبيه حديثه.

وكنا حين التنزه نخرج لحي اﻻفرنج لنري الركاب من جميع انحاء العالم وتسمع جميع اللغات وكان عمال البواخر والبمبوطيه ﻻ يعرف احدهم كتابه اسمه باللغه العربيه ومع ذلك يتقن عده لغات حتي يستطيع التفاهم مع هذا العالم وكنا بتمشي علي رصيف ديليسبس حتي تمثاله لنشاهدالتقاء القناه بالبحر ومتابعه حركه البواخر ختي 56 عندماقام الثوار اﻻحرار باسقاط تمثاله رمز اﻻستعمار فماذا كانوا يريدون محله هل البكباشي صﻻح سالم (ان اﻻستعمار من العمار ياحنجوريه).

حينما اكتب فانا ﻻ احضر مسبقا اﻻ نوع الموضوغ بدون تفاصيل وخينما ابدا الكتابه تتدفق الخواطر لذا حينما ا راجع اجد انني نسيت تفاصيل اخري كثيره فارجو اﻻ يكون ما اكتب ثقيل عليكم ولكني احس اني اكتب تاريخ وليس ذكريات شخصيه

تم تعديل 26 أكتوبر 2018 بواسطة Advisor

[Guest مختار الطرابيلي]

 تذكرني قصه اسقاط تمثال ديليسبس بذكريات مؤلمه في حياتي حيث شاهدت هذا الموقف المؤسف عن بعد حيث كنت حديث السن في الثالثه عشره من عمري تقريبا واسقط معه تمثال للجندي المجهول عباره عن حصان بارك علي قدمه وبجواره جندي وكنت وانا صغير حينما نذهب للتنزه علي رصيف ديليسبس ولم اكن افهم في الحياه وﻻ في اﻻقتصاد كنت انظر للتمثال واحس بامتنان وشكر لهذا الرجل لماذا ﻻ ادري ولكن الحماس والجهل وسياسات المرحله اججت الصدور وحمست الشباب بتاييد منها للقيام باعمال جهل والمؤسف انه حتي اليوم وفي ذكري عيد بورسعيد تستضيف اﻻذاعات زالتلفزيون من تبقي منهم علي قيد الحياه ليشيدوا بعملهم البطولي كاسقاط رمز للاستعمار طيب كنتم عايزبن تحطوا تمثال مين مكانه البكباشي صﻻح سالم وﻻ اخوه قائد الجناح جمال سالم وياعجبي علي تضليل الشعوب
 ويحضرني هنا موقف اخر ففي مدخل مدينه بورفؤاد توجد قاعده رخاميه كانت مهياه لتركيب تمثال الملك فؤاد عليها حيث انشات المدينه في عهده ولكن علي اخر لحظه قامت الثوره ولم يوضع التمثال حيث انه سليل اﻻستعمار واسره محمد علي التي خربت مصر وخلوا بالم انها خربت مصر طيب لما اسره محمد علي خربت مصر مين اللي اصلح مصر معلش المهم مرت السنون حتي عام 2010 وكانت هناك رغبه شعبيه في رفع التمثال المغطي في ورش هيئه قناه السويس وفعﻻ احضرت الهيئه ونش في العاشره مساء ورفعت التمثال وكنت متواجد حيث انه تمثال الرجل الذي سميت المدينه باسمه وسط فرحه شعبيه
 وكان هناك نائبان عن بورفؤاد من ذيول الحكومه اﻻ ول سيف محمود وكان عامﻻ في تليفونات بورسعيد والثاني الحنجوري البدري فرغلي وكان اﻻثنان بالونين فارغين من اذناب الحزب ااوطني فانتهازاها فرصه للصياح زالضجيج حبا للظهور وارسﻻ برقيات عاجله لمبارك وفتحي سرور كيف يقف تمثال عميل في واجهه المدينه وفي السادسه صباحا تم انزال التمثال ولكن والحمد لله اعيد العام الماصي زاصبح واجهه جميله للمدينه انظروا كيف كان اعﻻم الدوله يحرك الشارع وﻻ زلنا فالله يرحمنا وينجينا.

 قد يتعجب اخد حينما تهكمت علي من سيخلف ديليسبس بتمثال له يحل مكانه واخترت اسم البكباشي صﻻح سالم وهو من اعضاء مجلس الثوره ويطلق اسمه علي اهم محور يخترق القاهره وهو طريق صﻻح سالم وكان له شقيق طيار من المجلس ايضا يفال له جمال سالم وكانا كما كتب من اسوا اعضاء المجلس ويقال ان بعض اعضاء المجلس نهبوا القصور الملكيه بلجان جرد المجوهرات وعلي راسهم صﻻح سالم والذي ساعد احدي شقيقات فاروق علي تهريب مجوهراتها وتزوجها فيما بعد واتذكر في بدايه الثوره انه سافر للسودان وكانت السودان تحت الحكم المصري وتلك الزياره لدعم العﻻقه بين البلدين واتذكر انني رايت بام عيني صوره لصﻻح سالم يرتدي البوكسر (اللباس) وفانله بحماﻻت ويرقص بين قبائل السودان ثم يعود لمصر وتعلن السودان انفصالها عن مصر بعد يومين من عودته ويموت مبكرا ويطلق اسمع علي اكبر طريق يخترق القاهره علي جليل انجازاته وانه كان عضو في الثوره المباركه
 وانا احمد الله انني شاهدت بام عيني كثير من التحوﻻت التي حدثت في مصر كلها فقد غادرت بورسعيد عام 59 للقاهره للدراسه وما ادراك ما تلك الفتره كانت ازهي عصور مصر والحركه الثقافيه وكنت اتردد علي اماكن وسط البلد مقاهي شارع سليمان والتي كانت تضم براعم الصحفيين والفانين الصغار في تاريخه وكان ممن اعرفهم من اﻻصدقاء في مجال الفن محمود ياسين ومحمد سالم والعناني وغيرهم ممن وقفوا علي خشبه المسرح وكان كل الكبار الان كانوا شباب يبحث عن فرص ونقابلهم في المقاهي العامه
 وانتشرت الحركه المسرحيه وزاد انتشارها ظهور التلفزيون وكنت اذا اردت ان تدعي انك مثقف فاذكر انك تعشق المسرح ﻻنه ابو الفنون لتكون مثقفا
 واتذكر في هذا الزمان ان الفنانه تحيه كاريوكا تزوجت من ممثل نسيت اسمه وانها انضمت لحركات شيوعيه واجرت مسرخ ميامي مكان سينما ميامي وقامت بمسرحيات فيها اسقاط علي حكم عبد الناصر زاغلق المسرح عده مرات وزج بها في السجن واتذكر مسرحيه البغل في اﻻبريق والتي اتهمت بانها تقصد عبد الناصر بكلمه البغل.

 واتذكر اننا كنا كشباب نعتبر عبد الناصر هو منقذ مصر الذي هبط من السماء وكنا مبهورين بالشعارات والحماس كالقوميه العربيه واﻻصﻻح الزراعي زفساد الملك فاروق الذي كان يسلق مائه حمامه ويشرب شربتهم والخمر والنساء وكنا داخل ستار حديدي في مصر ﻻتسمع اﻻ ماتقوله وسائل اﻻعﻻم المصري
 صحيح فايز حﻻوه ولكنه ممثل ومخرج ورايت تمثيليه جميله له مغ سناء جميل وكان الممثل الرئيسي امام تحيه علي المسرح
 المهم كما ذكرت كنا عزاب في القاهره ونفركها كعب داير لتوفبر قرش صاغ ثمن تذكره اﻻتوبيس وكانت القاهره هي العاصمه الوحيده التي تنفذ القوميه العربيه فقد امتلأت بجميع الجنسيات العربيه تدرس وتاكل علي حساب مصر ومنهم من اصبح قاده لبﻻده بعد ذلك
 وفي حرب اليمن قابلنا شخص سوداني كانت بيده مجله تايم اﻻمريكيه وقال لنا اتدرون كم تصرف مصر كل طلعه شمس في اليمن فقلنا كم قال مليون دوﻻر يوميا فثرنا عليه كيف ينتقد عبد الناصر دا رجل ملهم ففتخ المجله فقلنا له ولكن مصر تقول انها تستفيد من ثروات اليمن اكثر مما تصرفه فقام الرجل زقال لنا انتم عبط
 واتضح بعدها ان مصر التي كانت تمتلك اكبر احتياطي ذهب باعت ذهبها وصارت تطبع اوراق بنكنوت بدون رصيد
 فهل لو لم تكن قد قامت الثوره هل كان حالنا افضل ام اسوا
 كما ﻻ يفوتني فتره عملي في السويس والتي كانت ثوره في الصناعه انني عاصرت فتره قفزه صناعيه وكفاح وعاصرت اﻻبطال الذين كانوا يعبرن اثناء حرب اﻻستنزاف والذين توفوا اثناء احتﻻ اليهود للسويس والذبن تذكر اسماؤهم حيث كانوا كانوا شخصيين وزمﻻء عمل في شركه السويس والي بقيه

تم تعديل 26 أكتوبر 2018 بواسطة Advisor