ثقاة عدول .. ولكنهم ظالمون .. تعبتنا يا فضيلة الإمام

[أبو محمد]

بدون مناسبة .. فاجأنا فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر - فى احتفال "الدولة" بالمولد النبوى الشريف - بالتفاخر بــ "علم الرجال" الذى لم يخلق مثله فى البلاد .. واستعان بشهادات من خارج الدين والملة ليقول لنا أن "الحق ما شهدت به الأعداء" 

1) "أعرف" أن الغرض من علم "الرجال" أو "الإسناد" أو "الجرح والتعديل" هو غرض نبيل بلا شك .. وهو "الحفاظ على السنة النبوية الشريفة" .. وذلك بـ "جرح" واستبعاد من لا يوثق فى نقله "عن" من سبقه فى سلسلة "العنعنة" التى تصل ما بين "المدوِّن" وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكذلك بـ "تعديل" من يوثق فى نقله عن من سبقه .. ومنحه ختم "العدالة" فيصير كل ما نقله "صحيحا" مقبولا عند علماء "الإسناد" أو "الرجال" .. وبالتالى يُمنح المنقول خاتم "صحيح" أو "حسن" .. إلخ ، إن كان من فى السلسلة "عدول" .. أو خاتم "ضعيف" أو "موضوع" أو "غريب" ... إلخ ، إن كان فى السلسلة "مجروح" أو أكثر
باختصار .. فإنه "علم" قائم إلى حد ما - كبُر أو صغُر - على "سمعة" الرجال .. ويهتم فى المقام الأول بـ "من" قال .. وليس بـ "ماذا" قال
ويشترط علماء الإسناد أو الرجال فى الناقل "العدل" شروطا "لازمة" : الإسلام .. العقل .. البلوغ .. السلامة من الفسق .. الخلو مما يؤثر فى سلامة شخصيته ودينه مما يبعث على الاطمئنان إلى ما ينقله

2) فى الحقيقة بحثت عن معيار يكشف إذا ما كان الناقل منافقا أم لا ، فلم اجد .. ليس لقصور بحثى فقط (فما كامل إلا وجه الله) .. ولكن لاستحالته .. فالنبى صلى الله عليه وسلم كان حوله - فى المدينة المنورة - منافقون .. عَلِم "بعضهم" ، هو والمؤمنون .. وعَلِم بعضهم ، ولم يعلمهم المؤمنون .. وكان هناك من أهل المدينة منافقون لم يعلمهم النبى عليه الصلاة والسلام ، وكذلك لم يعلمهم المؤمنون : 
"وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ ۖ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ۖ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ ۖ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٍ"

3) وكذلك لم اجد - فى هذا العلم - آلية للتأكد من "الهوى" فى نفوس الرواة "العدول" الناقلين (مهما كانت درجة عدالتهم) ، أو لضبط إدراكهم لحقيقة الحدث الوارد فى رواياتهم (مهما كانت درجة عدالتهم) ، أو للتأكد من عدم تأويلهم لما نقلوه فى اتجاه مصالح خاصة أو مذهبية (مهما كانت درجة عدالتهم) 

4) إن مسألة الحكم بـ "عدالة" شخص ما ، هى - فى اعتقادى - صورة من صور "التزكية" التى نهى الله عنها : " فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى" 

5) ثم .. من الذى يحكم بـ "جرح" أو بـ "عدالة" الراوى ؟ .. اليس بشرا يخطئ ويصيب ؟ .. فلنتأمل مقدار الاختلاف فى عدد الأحاديث "الصحيحة" الواردة فى صحيح البخارى وتلك الواردة فى كتاب صحيح تلميذه مسلم .. سنجد أن عدد الأحاديث الصحيحة عند التلميذ أقل من نصف عددها عند الأستاذ !!! .. اليس هذا غريبا ؟ المفروض أن التلميذ "يصدق" ما جاد به الأستاذ وربما يزيد عليه ، وليس العكس !!! .. أظن أن السر فى هذا الاختلاف يكمن فى "الرجال" .. فقد قرأت ذات مرة أن من أخذ عنهم البخارى ولم يأخذ عنهم مسلم كانوا أكثر من 400 "رجلا" .. وأن من أخذ عنهم مسلم ولم يأخذ عنهم البخارى كانوا أكثر من 600 "رجلا" .. فيكون بذلك المجموع أكثر من ألف "رجلا" إختلف فيهم الأستاذ والتلميذ !!! .. وبذلك أظننى قد فهمت ما المقصود بما يقال عن بعض الأحاديث من أنها "فى أعلى درجات الصحة" .. أعتقد أنه ما يطلق عليه إسم "متفق عليه" .. أى متفق عليه بين البخارى وتلميذه مسلم .. فقبل ذلك كنت لا أعلم أن الصحيح أيضا "درجات" 

6) ماذا يقول "علم الرجال" فى بعض من "رجاله" ، يقول عنهم الله سبحانه وتعالى إنهم "ظالمون" ؟ .. رجال تحقق الشيخ أو الشيخان ومن بعدهم علماء "علم الرجال" من الثقة فيما ينقلون .. رجال أكد الشيخان أنهم رووا رواية صحيحة عن النبى عليه الصلاة والسلام أن يهوديا اسمه لبيد بن الأعصم قد سحره (عليه الصلاة والسلام) حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيئ وما يفعله .. وظل مسحورا لمدة قيل إنها ستة شهور حتى بعث من يستخرج السحر من بئر فى المدينة كان فى مشط ومشاطة 
ويقول سبحانه وتعالى :
- "إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ" إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ رَجُلاً مَّسْحُورًا (الإسراء:47)
- "وَقَالَ الظَّالِمُونَ" إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا (الفرقان:8)

ولكن "علم الرجال" له كلمة أخرى - مخالفة لكلمة الله - أخذ بها الشيخان 

7) صدق الله العظيم .. وكذب "علم الرجال"  .. تعبتنا يا فضيلة الإمام

 

[Grandma]

شيخنا الجليل أحمد الطيب صعب جدا يغير قناعته .. لانه مقتنع ان ما يطلق عليه  " علم الرجال " هو منبع السنة النبوية الشريفة التي قيلت على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانتقلت عبر "   ألسن الرجال "   و مقتنع انه لا إسلام صحيح بدون " قرآن وسنة "  هل يمكن لنا أو للدولة أن تقنعه بما تربى عليه و أفنى عمره في دراسته ؟

يظن البعض  ان إمامنا الأكبر متشدد  في تمسكه  " بالعنعنات "  بينما يظنه البعض الآخر متساهلا  كل حسب فكره وعقيدته ... فالأفضل و الأريح و الأسهل ان الدولة تغير ما تريد أن تغيره بقوانين و تتحمل هي مسؤولية ذلك و لا تطلب من إمامنا الأكبر ما لا يستطيعه وهو في هذا السن وهذه المكانة فهو لن يخالف قناعاته و ايمانه بها مهما كان الأمر . 

 

[أبو محمد]

5 ساعات مضت, Grandma said:

شيخنا الجليل أحمد الطيب صعب جدا يغير قناعته .. لانه مقتنع ان ما يطلق عليه  " علم الرجال " هو منبع السنة النبوية الشريفة التي قيلت على لسان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وانتقلت عبر "   ألسن الرجال "   و مقتنع انه لا إسلام صحيح بدون " قرآن وسنة "  هل يمكن لنا أو للدولة أن تقنعه بما تربى عليه و أفنى عمره في دراسته ؟

يظن البعض  ان إمامنا الأكبر متشدد  في تمسكه  " بالعنعنات "  بينما يظنه البعض الآخر متساهلا  كل حسب فكره وعقيدته ... فالأفضل و الأريح و الأسهل ان الدولة تغير ما تريد أن تغيره بقوانين و تتحمل هي مسؤولية ذلك و لا تطلب من إمامنا الأكبر ما لا يستطيعه وهو في هذا السن وهذه المكانة فهو لن يخالف قناعاته و ايمانه بها مهما كان الأمر . 

 

للأسف .. مولانا "الطيب" ليس فردا .. إنه مؤسسة تعلَّمت ما تعتقد أنه علم
وتعلمه لأجيال من الدعاة الذين يعظون به البسطاء ويفهمونهم انه ثلاثة أرباع الدين 
جميل أن تعلم إحدى مؤسسات الدولة العلم .. ولكن ليس جميلا - بل كارثة - أن تعلم تقديس غير المقدس
علم الرجال يريدنا أن نصدق الشيئ وعكسه .. هل هناك كارثة أكبر من هذا ؟
 

[عادل أبوزيد]

برأس بارد أتشكك في امكانية و مصداقية النقل الشفهي عبر القرون بل عبر أيام معدودة … و يمكننا تجريب ذلك في ايامنا هذه بطلب نقل رسالة شفهيا إلى شخصين أو ثلاثة و سنجد التباين في نص الرسالة لدي من وصلت لهم الرسالة.

في بلدنا بالصعيد أذكر أن العمدة كان يستدعي المتهمين و يجعلهم يقسمون على البخاري الشريف الذي كان يستحضره للديوان - ديوان العمودية - في "قفة" ، إليكم رابط لحوار حول كتاب صحيح البخاري نهاية الاسطورة

https://m.facebook.com/mohamed.elghoul.96/posts/1584372738292784