اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الفخ الأمريكي للغباء الإيراني


محمد عبد المجيد

Recommended Posts

أوسلو في 3 مارس 2006

لابد وأن تفغر فاك وأنت تراقب كيفية وضع الطُعم في السناّرة، واقتراب السمكة منها وهي تظن نفسها حوتا أو قرشا أو إحدى عجائب البحار السبعة.

كلنا نضحك أو نبتسم أو نستمتع ونحن نشاهد زعيما شابا يرتدي ملابس بسيطة بدون ربطة عنق، ويتظاهر، ويتحدى العالم كله، ويملك كلمة السحر في ملايين المواطنين ثم يأتي الزعيم الروحي للثورة ليمنحها قداسة فتبدو لتلك الجماهير الموعودة دائما بالموت بدلا من الحياة كأنها خلاص من الدنيا وتسلم مفاتيح الجنة من القصر الجمهوري بطهران أو من مقر إقامة الإمام في قم.

أغلب الظن أن تجار الأسلحة في أمريكا وأباطرة الحروب وعشاق موت مواطني العالم الثالث يفركون عيونهم ويصفقون استعدادا لبيع مزيد من أسلحة فتاكة، وتدمير البلد الاسلامي الثالث قبل أن يولوا وجوههم شطر سوريا .. الضحية الرابعة لغباء القادة وجنونهم.

ألا تكفي مليون من أرواح البشر في حرب مسعورة بين جنود آيات الله وعسكر شيطان بغداد لمدة ثمان سنوات كان يمكن أن تجعل شعبيّ البلدين يعيشان في رفاهية وسلام وأمن وتطور؟

الحق الايراني في تخصيب اليورانيوم وصناعة قوة نووية رادعة لا يملك أحد معارضته أو ذرة واحدة من منطق عقلاني يمنع الجمهورية الاسلامية من تطوير قدراتها في ظل ميزان دولي يطفف فيه كباره فيغضون الطرف عن الهند وإسرائيل، ويمسكون في خناق قادة إيران كأن طهران على وشك احتلال موسكو ثم الاندفاع ناحية الصين لتصبح قوة إسلامية ثالثة.

ولكن السياسة أيضا ليست صراخا أو استعداء أو تحديات نعرف مسبقا أنها ستنهي العصر الايراني الاسلامي وتسوي بحراس الثورة الأرض المتعطشة للحياة فوقها وليس للموت تحتها.

كلنا نعرف أن الكيان العنصري البغيض في فلسطين المحتلة هو مجموعة من المستعمرين الاستيطانيين الذين اضطهدهم الغرب فألقى بهم إلى الشرق ليتخلص منهم ومنا.

ولكن عندما تتربص الدول العظمى في ساحة الوغى، وتسن أسنانها، ويتطاير الشرر من عينيها، فعلى الحكمة الإيرانية التي مضى عليها ألفان وخمسمئة عام أن تنقذ القادة من ألسنتهم، وأن تعلمهم أن السياسة فن قبل أن تكون سردا للحقائق، وأن عقدة الذنب الأوروبية الأمريكية في تاريخ اليهود سيلقيها الغرب في وجه القادة الايرانيين ولن ينفعهم فرح الجماهير بثورية الرئيس وهو يطلب نقل إسرائيل إلى مكان آخر.

الهولوكوست أيضا ليست فقط تاريخا موثقا من المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، وليست متحفا يبكي فيه زوار إسرائيل أمام مضيفيهم، وليست ستة ملايين أو أكثر أو أقل في مقابل أربعة وأربعين مليونا من المسيحيين الذين حصدتهم جنون النازية العنصرية، لكنها دخلت نسيج القيم الغربية الحديثة، وأصبحت لها قوة الردع الأخلاقي والأدبي والملزم والقانوني، وعندما نقارنها بالازدواجية في الكيل الغربي بين التسامح مع الاساءة للاسلام الحنيف ونبيه الكريم، صلوات الله وسلامه عليه، وبين بركان الغضب لأي شكوك في الهولوكست ينبغي أن نتفهم كيفية عمل المنظومة الأخلاقية الغربية.

عظيم أن نغضب لخاتم الأنبياء، ورائع أن نفند أكاذيب الكارهين لسيرته العطرة، لكن الغضب أيضا فن قبل أن يكون حقائق، وعندما يكون الجهاز العصبي للمسلم محكوما بأزرار بلاستيكية واهنة، فإن قضايانا كلها سيحكمها الفشل، وسنظل أخيب محامين عن أعدل القضايا.

تحتاج الجمهورية الاسلامية لفن الصمت، وبناء القوة من الداخل، ورفع القيود عن أبناء شعبها، واغلاق المعتقلات، وتحسين أوضاع السجون، وحفظ كرامة مواطنيها الذين يجلدهم حراس الثورة أمام أبنائهم وبناتهم.

تحتاج الجمهورية الاسلامية للمصالحة مع الذات، وكبح جماح مهووسي الحروب الذين يربطون دائما الموت بأوسع أبواب الجنة حتى لو لم يكن هناك هدف جهادي واضح وصريح. تحتاج الجمهورية الاسلامية للتعامل مع دول مجلس التعاون الخليجي كوحدة واحدة تبدأ بالانسحاب من الجزر الإماراتية المحتلة، ومد يد الصداقة والتعاون لدولة الإمارات العربية المتحدة التي ستكون عونا لإيران، وسندا اقتصاديا لها.

كانت زيارة الرئيس أحمدي نجاد لدولة الكويت بداية موفقة, ورحلة ناجحة، وفتحا ذكيا لصفحة جديدة لوثها جنون صدام حسين، وعلى طهران أن تمد يدها لكل دول ( الخليجي )، وأن لا يشعر مواطن واحد، سني أو شيعي، في المنطقة أن الطائفية اللبنانية العراقية تقترب من دولته وسلامه وأمنه وعليها صُنع في إيران!

إيران سند للعرب، وقوة رادعة لأعداء الخليج، ودولة ذات تاريخ عريق، وحضارة تسبق حضارة كل دول المنطقة، وشعب يستطيع أن يحقق المعجزات دون وعود بمفاتيح الجنة لو هبطت فوق رأسه قذيفة أمريكية يطلقها صاروخ بحري في المياه الدافئة.

إيران قوة إسلامية، وثراء روحي، وسياج يحمي العرب ويحتمي بهم، وهوية تمتد جذورها إلى أولى حضارات العالم، لكن السياسة التي تحكمها تحتاج لتنظيف، وتنقية، وتدريب، وفن التعامل مع الآخرين، فالبراءة من الغير، والتلويح بقبضة اليد لن تجذب إلا الخصوم. إيران بعد العراق وأفغانستان وقبل سوريا فهل يحتاج الأمر لذكاء طفل كيف يفهم أبجديات العولمة؟

محمد عبد المجيد

رئيس تحرير طائر الشمال

عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين

http://www.tearalshmal1984.com

Taeralshmal@gawab.com

Taeralshmal@hotmail.com

Fax: 0047+ 22492563

رابط هذا التعليق
شارك

مقال جيد من حيث الصياغة و التعبير واللغة الصحافية الراقيه

ولكن دعنا نختلف في المحتوى بعض الشىء

تري أنه في هدوء اللهجة وخفض حدة الصوت مخلص لايران من ورطتها مع رأس الشيطان في واشنطن

واري أنك تعامل طفل مدلل أي شىء لا يرضيه يبكي من أجل الطعام تعطية الطعام يبكي من اجل ان تذهب به بعيدا

يبكي من أجل لعبه تعطيه لها بعض دقائق ويزهدها ويبكي من أجل أخرى وهكذا فأولاد العم السام يريدون كل شىء جرب أن تقدم لهم تنازل واحد وستري انك مطالب بأخر قدمه وسوف تجد المزيد مطلوب منك إلى ان تصل درجة المقربين من أمثال حكام عرب معروفين ورغم ما قدموا الكثير الكثير إلا أنهم لازالو في غير مرحلة الرضا التام ومطالبين بأكثر

أنا لا أكتب الأشـــعار فالأشعـــــــــار تكتبني

أريد الصمت كي أحيا ولكن الذي ألقاه ُينطقني

رابط هذا التعليق
شارك

قرات ذات مره ان الفرق بين الاسماك و البشر هو ان الاسماك ليس لها ذاكره جماعيه لذا فالاسماك اليوم تصاد بنفس الطريقه التى صيد بها اجدادها منذ مئات السنين

و على ما يبدو اننا كعرب لا نحب ان نقرا التاريخ

ان الفخ الذى يتحدث عنه الاخ محمد عبدالمجيد ابتلعه عبد الناصر فكلف مصر اكبر هزيمه فى تاريخها الحديث

و ابتلعه صدام حسين فاودى بالعراق الى هاويه لا يعلم الى الله متى و كيف سيخرج منها

و الغريب ان القذافى - الذى ننهال عليه تقريعا و سخريه - قرا الفخ مبكرا و افلت ببلده من عواقبه

ليس شرطا للموت ان يكفن الميت

ولا ان ينشر له نعيا

او ان يضعوا شاهدا على قبره

انت تموت عندما تصمت بينما كان ينبغى عليك ان تتكلم

"shinercorner"

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...