حقوقك في النرويج!

[طائر الشمال]

حقوقك في النرويج!

عندما تعطيك الدولة من خيرك، تردّ أنت لها العطاء من ولائك.
لو فهم الحُكّام في العالم الثالث وفي البرلمانات أن السلطات الثلاث، التنفيذية والتشريعية والقضائية، في خدمة المواطن لتنفيذ القانون المساوي بين الجميع، وتشريع القوانين الذكية، والإسراع في الأحكام القضائية العادلة لما تردد المواطن لحظة واحدة في بذل الغالي والنفيس من أجل وطنه.

اليوم أعاد لي التأمين الصحي كل قرش دفعته زيادة في المستشفى وللطبيب وللكشف وفي كل الصيدليات لنصف العام الحالي، والآن يصبح العلاج والدواء مجانا حتى نهاية شهر ديسمبر مهما كانت التكاليف التي تتحملها الدولة؛ فالدولة تعرف كل كرونة أنفقتها أنتَ!

اليوم أيضا تسلم ناصر ابني الذي يؤدي الخدمة العسكرية في شمال النرويج الكتب الدراسية التي يحتاج إليها خلال فترة وجوده في الجيش لتزيد درجاته في الجامعة إن شاء الله بعد الانتهاء من الخدمة العسكرية في شهر يناير القادم. الجيش دفع كل التكاليف!

نموذجان للعلاقة بينك وبين الدولة، فهي خادمة لديك وتمنحك مرتب بطالة عن العمل، وتزيد مرتبك مرة في العام قبيل العطلة السنوية فحق الترفيه من صُلب مجتمع الرفاهية!

إذا اقتنع سكان الدول النامية في العالم الثالث أن المواطن هو السيد، والحاكم هو الخادم فأغلب الظن أن شطرا عظيما من الأزمات المالية والنفسية والصحية والتعليمية تنتهي بصناعة مجتمع السعادة.
لكن تبقىَ المشكلة في اقناع الجماهير في العالم الثالث أن الحاكم رهن إشارتها، وأنها تستطيع أن تزيحه إذا تكاسل أو فشل أو رفع نفسه فوقها أو استغل منصبه لتحقيق أرباح له ولعائلته.
هنا تحتقر الجماهير اللص؛ وهناك تجد له مئة مبرر وفي النهاية تطلب من الله أن يأخذ لها حقها!

ربما يتعجب صديق عن سبب تلك الحقائق عن مجتمع الرفاهية؛ والحقيقة أن كتاباتي هي للتحريض، فإذا خلت من التحريض فلا فائدة في قلمي.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 7 يونيو 2019