عادل أبوزيد بتاريخ: 16 يونيو 2019 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 يونيو 2019 احتفالات مئوية ثورة 1919 التى أثارت اهتمامًا شديدًا، طغى عليها أمران، الأول هو نضال سعد زغلول والوفد المصرى. أما الأمر الثانى فهو الوحدة الوثيقة التى صهرت المصريين فى بوتقة واحدة، فالمسلمون والمسيحيون فجأة أصبحوا سمنا على عسل وعاشوا وحدة حقيقية مذهلة ليس فيها تمثيل ولا شيخ وقسيس يقبلان بعضهما بل مصر المتوحدة تفكر فى الوطن. أكتب عن جانب غير معروف فى ثورة 1919، هناك دراستان حديثتان أولهما للباحث الأمريكى كايل أندرسون الذى استخرج أوراقًا هامة من دار الوثائق البريطانية تشير إلى أن ثورة الشعب فى الريف ضد الاستعمار البريطانى قد بدأت فى عام 1918 أى قبل الثورة بعام كامل، فهو يرصد أحداثًا فى قرية أرمنت بمحافظة قنا حيث حدث اعتداء شعبى على الخفراء وشيخ الخفر وتم إطلاق النار عليهم وضربهم حتى الموت بواسطة الفلاحين. وتكرر هذا الأمر فى فارسكور فى شمال الدلتا حيث اعتصم 26 فلاحًا فى المركز وحدثت مظاهرة من 200 فلاح خارج المركز وألقوا حجارة على الشرطة التى ردت بإطلاق النار، وجرح ضابط شرطة وقبض على 31 فلاحًا. الوثائق البريطانية تؤكد على الأقل 25 حادثة عنيفة فى الشهور السابقة للثورة ولكن لم يكن معروفًا عنها إلا القليل بسبب الرقابة على الصحف وحالة الطوارئ أثناء الحرب. غضب الفلاحين كان يعود إلى تجنيدهم بالسخرة كعمال فى الجيش البريطانى أثناء الحرب العالمية وهو ما تؤكده أسماء مئات الآلاف من شباب الفلاحين المسجلين فى ثلاثة ملفات بريطانية، وكان يتم تجنيدهم بالخطف من الشوارع والبيوت، وكانوا يعاملون كالعبيد وقاموا بتعبيد الطرق ووضع أنابيب المياه وتركيب قضبان السكة الحديد ونقل وتحميل البضائع فى سيناء وفلسطين وسوريا وأوروبا، ويوجد صور لهم مؤثقة فى المتحف الإمبريالى البريطانى فى لندن. واستولى الإنجليز على الجمال المملوكة للفلاحين بأثمان بخسة لعبور الصحراء. ويعتقد أندرسون أن ثورة الفلاحين كانت بسبب خطف أولادهم للعمل فى السخرة وليس بسبب القبض على سعد زغلول. وكان عنف الفلاحين قد وصل إلى ثورة قرى بأكملها، حتى طلب حسين رشدى رئيس الوزراء فى خطاب يوم 9 نوفمبر 1918 من المندوب السامى البريطانى إيقاف السخرة ولكن الجنرال اللنبى قائد الجيش البريطانى طالب باستمرار السخرة حتى بعد انتهاء الحرب العالمية. وقد وجد أندرسون أن 12 حادث عنف ضمن 35 حادثا كان فى محافظة أسيوط وأشهرها حادثة كانت فى ديروط حين أوقفوا القطار وقتلوا 7 ضباط إنجليز كبار يوم 17 مارس 1919 وبعد أسبوعين اغتالوا الكولونيل الإنجليزى المسؤول عن تجنيد الفلاحين. وتمت محاصرة المنطقة الحدودية بين أسيوط والمنيا، وأقيمت محاكمة عسكرية قضت بإعدام 51 مصريا وخفف الحكم إلى أشغال شاقة فى 34 حالة، وذلك فور قيام تظاهرات الفلاحين فى قرى ضفة النيل الشرقية، وأعلنوا ما سمى بإمبراطورية المنيا من 22 إلى 28 مارس ونصب الثوار المحامى القبطى رياض الجمل رئيسًا. وقد وجد أندرسون أغنية مصرية محفوظة فى الوثائق البريطانية مترجمة إلى الإنجليزية وقد ترجمتها إلى العربية بعد أن فشلت فى العثور على الأصل العربى: اعذرنا يا ونجت لقد هزمت بلدنا أخذتم القمح والجمال والحمير وكذلك الذرة فاتركنا فى حالنا لقد أخذتم فلاحينا وكذلك جنودنا تركوا زراعة الأرض وذهبوا إلى أرض بعيدة وعملوا فى الخنادق وحتى فى جبال لبنان وتلقون بالعيب علينا ونسيتم أنكم سبب الكوارث الدكتورة المصرية عالية مسلم أيضًا بحثت فى الوثائق البريطانية ووجدت أن الإنجليز جندوا 327000 فلاح كعمال مع الجيش البريطانى، وكان اسمهم فرقة العمال المصرية. ووجدت د عالية ضمن الوثائق كلام أغنية مصرية حزينة يغنيها العمال أثناء عملهم فى الجيش البريطانى فى سيناء وفلسطين وسوريا واليونان وفرنسا، وكذلك تعليق الضباط الإنجليز على الأغنية وهى أغنية «يا عزيز عينى، وأنا بدى أروح بلدى.. بلدى يا بلدى، والسلطة خدت ولدى» التى لحنها سيد درويش وغنتها نعيمة المصرية. وشرح د. خالد فهمى فى مؤتمرأقيم فى جامعة SOAS فى لندن احتفالًا بثورة 1919 تفاصيل حديث أحد العمال الذى عاد إلى مصر بعد أن عمل فى السخرة ووصل إلى فرنسا وشاهد كيف أضرب العمال حتى يلبى الفرنسيون طلباتهم من أكل أو سجائر أو غيرها. وقال إن الفلاحين حين عادوا من الخارج إلى أرضهم بعد سنوات من العذاب الأليم كانوا ناقمين على الإنجليز وكذلك على أوضاعهم السيئة فى الريف المصرى، ولذا ثاروا. ويعتبر كل من أندرسون وعالية مسلم أن ثورة الفلاحين فى الريف كانت قوية وعنيفة ولها أسباب مختلفة عن ثورة القاهرة والإسكندرية، كلتاهما كانت ثورة ضد الإنجليز ولكن لأسباب مختلفة. ثورة الفلاحين كانت ضد السخرة وتأثرًا بما فعله الإنجليز، وثورة المدن كانت طلبًا لإلغاء الحماية وإعلان الاستقلال وطلبًا لدستور وبرلمان وحرية صحافة وديمقراطية. قوم يا مصرى مصر دايمًا بتناديك. مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
عادل أبوزيد بتاريخ: 16 يونيو 2019 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 يونيو 2019 المقال للدكتور محمد ابو الغار و نشر في جريدة المصري اليوم بتاريخ ٧مايو سنة ٢٠١٩ كتاب مآذن ديرمواس للدكتورة كوثر البحيري يوثق لبطولة شعب ديرمواس و مأساة شعب ديرمواس سنة ١٩١٨ و هي قضية اكثر عنفا و مأساوية من حادث دنشواي سنة ١٩٠٨ و لكن تلك قدر لها مصطفى باشا كامل الذي فضح الانجليز في العالم كله اما ديرمواس فكانت اثناء الحرب العالمية الاولى و فرضت بريطانيا سياجا شديدا من الرقابة على الاخبار مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان