أسامة الكباريتي بتاريخ: 25 مارس 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 مارس 2006 الأسباب الحقيقية لمقاطعة القوى الفلسطينية لحكومة "حماس" إبراهيم أبو الهيجاء لاشك أن فلسطين بحاجة لحكومة وحدة وطنية تواجه التحديات الخارجية والمخططات (الإسرائيلية) التي لا تحاول فقط معاقبة الشعب الفلسطيني على خياره، بل والانقضاض التام على أحلامه تحت مسميات خطط الانفصال أحادية السلوك، ولكن اضطرار حماس لحكومة اللون الواحد هي معذورة أمام شرائح ومكونات الشعب الفلسطيني، لأنها حاولت وقدمت كل الصيغ التي ذهبت بعيداً في مرونتها لتجاوز إشكالية البرنامج السياسي، رغم أن "حماس" بصراحة لم تكن مستوجباً عليها مناقشة الطروح السياسية لحكومتها للأسباب التالية: الحكومة الفلسطينية صيغة للبرامج الداخلية وليس للمفاوضات السياسية، دون أن ينفي هذا حق "حماس" بأن تسعى بالوسائل القانونية والسلمية لتغيير معادلات التسوية الظالمة، ولعل إنجاز تغيير سياسي مرتبط أكثر بإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وليس بإصلاح السلطة وحسب. حماس فازت على أساس برنامج واضح حاز على ثقة شعبية واسعة وليس مطلوب منها أن تقدم على تنازلات لبرامج سقطت واقعياً وشعبياً. الانتخابات التشريعية أجريت على أساس عقد شرعي توافقت عليه القوى الفلسطينية جميعاً بما فيها القوى التي لم تشارك ووقعت في " القاهرة " وهو يمثل القاسم المشترك، وحماس على ضوئه غير ملزمة بتقديم صيغ جديدة، بالعموم تذرعت القوى الفلسطينية ، بعدم قبولها في صيغ "حماس " السياسية للأسباب التالية : عدم قبول "حماس" بمنظمة التحرير الفلسطينية: وهذا مبرر يناقضه عقد القاهرة الذي وقعت عليه "حماس" والتي تؤكد على أهمية المنظمة والحاجة لإصلاحها، أم الإصرار على إعطاء الشرعية للمنظمة الحالية دون ارتباط ذلك بالحاجة لإصلاحها على أسس جديدة، كون منظمة التحرير جسماً مختلاً في أهدافه وآلياته، ومن حق " حماس" التي لم تكن شريكة به أن تقول كلمتها حين يجري إعادة صياغتها حسب اتفاق القاهرة . ـ عدم قبول " حماس" بوثيقة إعلان الاستقلال: وثيقة الاستقلال على الرغم من احتوائها على ايجابيات كثيرة ، إلا أنها تتضمن اعترافاً "حمساوياً" بـ (إسرائيل) وبالتسويات وبقرارات الأمم المتحدة ونفيا واضحا لحق وخيار المقاومة الفلسطينية من بوابة خلفية، فالسؤال المركزي لماذا مطلوب من حماس التأكيد على هذه المعاني التي تتناقض مع برنامج حازت على أساسه الأغلبية الساحقة؟ ..أليس في ذلك تنكر منها للعقد الاجتماعي الذي فوضت على أساسه؟، ثم ألا يدلل ذلك على تضحية من حماس بلا مقابل، ألا يدل ذلك على شروط تعجيزية لا تريد الوصول إلى قاسم مشترك؟ . ـ عدم قبول "حماس " بالتسويات القائمة: وهذه كمن يطلب من "حماس" أن يعترف باتفاقيات ماتت في واقعنا الفلسطيني وثبت لدى كل عاقل أنها اتفاقيات بالغة الظلم لم يراد أن يقتل حتى الحلم الفلسطيني، ولم الإصرار على اتفاقيات لا تلتزم (إسرائيل) التي وقعت عليها؟. لذا وحسبما نرى فإن الأسباب أنفة الذكر لم تكن سوى أسباب مظهرية قصد منها إما إضعاف شرعية حماس وممارسة المزيد من الضغط عليها جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة و(إسرائيل) أو بقاء "حماس" وحيدة في ملعب تحديات السلطة أملا بالتشفي والنظر إلى سقوطها من بعيد . لكن لكي نكون دقيقين، فإننا لا نستطيع القول إن القوى الفلسطينية كلها في سلة واحدة في أسباب الرفض فمنهم من يريد ابتزاز حماس ومساومتها على حصص في السلطة، ومنهم من هو مدفوع بالضغط الأميركي و(الإسرائيلي)، ومنهم من يريد وضع عراقيل إضافية لإسقاط حكومة "حماس" في أعجل ما أمكن.. ولكن جميع الفصائل برأينا تتقاطع عند الأسباب التالية : ـ الخوف من توجه الشعب الفلسطيني بشكل أكبر نحو برنامج حماس الفكري والسياسي، وبالتالي الخشية من الذوبان. ـ الخوف من العواقب الأميركية و(الإسرائيلية)، وما جرى في سجن أريحا درس لمن يتجرأ؟ رغم أن الفصائل الفلسطينية غلبت النظرة الحزبية الضيقة على المصلحة الوطنية العليا في التعامل مع محاولات "حماس" لضمها، ولعل استماتة "حماس " في إنجاز حكومة وحدة وطنية اطمع الفصائل بها، ظنا منهم أن حماس تريد من خلف ذلك حماية ذاتها والحصول على ايجابيات السلطة دون تحملها لأثمانها.. مما حدا ببعض الفصائل إلى مطالبة "حماس " بديمقراطية توافقية تضع من جلب ثلاثة مقاعد كمان أتى بسبعين.. وهذا استخفاف بإرادة الشعب الفلسطيني، بل محاولة للانقلاب على خياره ..لأن من يرفض تحمل المسؤولية الوطنية وقراءة الرغبات الشعبية هو ذاته من يتنكر لها وإن قبل مظهريا نتائج الانتخابات وتغنى بها . عموماً نجاح أو فشل "حماس" يتحدد من خلال ثلاث موازنات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار: أولاً: الموازنة ما بين ثوابتها الفكرية والسياسية، والوقائع الدولية. ثانياً: الموازنة ما بين برنامج المقاومة والتحرير وبرنامج السلطة والبناء. ثالثاً: الموازنة بين المصالح الحركية الذاتية والمصالح الفلسطينية العامة، والمتطلبات الدولية الكلية . لا يجب على أحد أن يقلل من حجم الضغوط التي تواجه حماس، لأن العوائق كبيرة وحماس لا تملك عصا سحرية، ولكنها ستحرص على أن تصنع الكثير، ولكن دعنا نتعامل مع المستقبل من خلال الحكمة التي تقول تشاؤم العقل وتفاؤل الإرادة.. لأن فشل "حماس" بفعل ظروف قهرية وعوائق جدية خارجية فلن تكون القوى الداخلية بريئة مما جرى.. وسيكون من الوهم المراهنة على انخداع الشعب وانفضاضهم عن "حماس" لأنها صمدت على ثوابتها ورفضت أن تقايض الكرامة بالخبز.. فالسلطة وسيلة وحينما تفشل هذه الوسائل لأسباب قهرية فهذا لا يعني أن يجري التضحية بالهدف لصالح الوسيلة.. وعندها سيتأكد لدى الشعب الفلسطيني أن هذه السلطة لا يراد أن تكون أداة صلاح وبناء بل معول هدم وفساد.. وأن المال الغربي ملوث بالدم الفلسطيني .. وأن الفساد "الفلسطيني" مرتبط بالضرورة مع التسوية السياسية. --------------------------------- http://img133.echo.cx/img133/884/fairooz7zg.gif http://www.islamonline.net/arabic/news/200.../images/pic.jpg يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان