عادل أبوزيد بتاريخ: 1 أكتوبر 2020 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 أكتوبر 2020 هذا مقال بقلم الكاتب سيد علي و أزعم أن كل ما قاله عانيت منه و أكثر في الست شهور الماضية ، الكثير مما ينعم به به الإنسان العادي - إنسان ما قبل الكورونا - حرمت منه .... أبسط الأشياء نعمة تبادل الحديث مع الآخرين الأهل و الأصدقاء تبادل الحديث مع الأقارب ليس هناك ما هو أبسط من ذلك توقفنا عنه خوفا من الأخبار الرديئة ليس جراء الكورونا و لكنها تصاريف الحياة الطبيعية و كنا قبلها تأتينا الأخبار بالتدريج الطبيعيالإنساني. ما سبق كان إستهلالا لابد منه ما بين ليلة وضحاها، صار الإنسان الذي كان يستمد وجوده من كونه كائنا اجتماعيا. صار كائنا منعزلا وبصرف النظر عن حقيقة ومآلات فيروس كورونا الذى غيّر مجرى التاريخ البشري، فقد كان البديل هو الاستنجاد ب تكنولوجيات الاتصال من باب الحرص على تسيير مظاهر الحياة السابقة، فصارت شبكات الهواتف والتواصل الاجتماعى هى الهواء الجديد الذى لا يستطيع الناس الاستمرار فى العيش دونه، كما صار « العمل عن بعد » و« التعليم عن بعد »، هما الثابتين الأكثر بعد تفشى وباء كورونا. وأيّا كان الأمر، فإن هناك ما يشبه الإجماع على أن خطوط إنتاج وتسويق تكنولوجيات الاتصال عن بعد، هى المستفيد الأكبر مما جرى ويجرى حتى الآن. وفى ضوء توطن الوباء لن تكون البشرية قادرة على العودة إلى مزاولة الحياة الواقعية إلا بعد سنوات، وسيصبح إنسان تلك الحقبة كورونيا وهذا يعنى أن العالم ملزَم بالتفاهم على توفير الحدّ المطلوب من مظاهر السيادة الواقعية التى سيتولى تمثيلها الأطباء، بينما ستظل غالبية شعوب الأرض محتجَزة فى شققها، كما ستتراوح نسبة مزاولة «الأعمال وعملية التعليم عن بعد » ما بين 50% و75%، علما بأن النسبة المئوية المتبقية تعني عدم القدرة على الالتحاق بالواقع الإلكترونى الجديد، لأسباب تتعلق بظروف كل بلد على حدة، كما تملى هذه النسبة ضرورة تقبل حقيقة ركود أو انهيار العديد من الانشطة الاقتصادية، وبطبيعة الحال ستزيد نسب البطالة بسبب انتفاء الحاجة إلى العديد من الوظائف التقليدية، واقتصار هذه الحاجة على عدد محدود ونوعى من الوظائف الحيوية، وعلى رأسها الوظائف الصحية والبرمجية .وربما تضطر المجتمعات البشرية إلى الانسحاب التامّ من الحياة الواقعية والتسليم بالحياة عن بعد لعقود طويلة، ما يعنى الدخول فى طور وجودى وحضارى جديد، لن يكون فيه للحرية أيّ مبرر أو مسوّغ، ما دام أن الإنسان يقضي عمره بين الجدران، كما ستسوده أقليّات إلكترونية حاكمة، ناهيك عن أن منظومته القيمية ستكون براجماتية إلى حدّ بعيد. ومن البديهي أيضا أن تختفي الحاجة إلى تحقيق معظم الغايات الاجتماعية، لأن أشكال التعامل والتبادل ستقتصر على الأقليات القادرة فى العالم والتى ستتنافس على شراء وبيع تكنولوجيات المستقبل, فما حاجة الناس آنذاك للأحزاب السياسية والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني؟ وما حاجتهم للكتب الورقية والصحف والمجلات؟ وما حاجتهم للمهرجانات والاحتفالات؟ ومن المؤكد أن طقوس الزواج ودوافع الإنجاب ستخضع لتعديل جذري، كما سيخضع مفهوم السعادة لمراجعات سافرة، وستتعالى مهارات البقاء على قيد الحياة فى المقام الأول، بينما ستحظى بعض الصفات مثل ضبط الذات والطاعة والصبر بالتقدير الأعلى. أما التعليم فسيخضع لجراحات عميقة، فى ضوء ندرة الوظائف والحاجة الماسة فى الوقت نفسه، لملء أوقات الملايين من الأطفال والمراهقين بما يوازى ما يتلقونه الآن فى المدارس، لكن مهارات القراءة والكتابة والحساب والبرمجة ستكون حتما فى مقدمة ما يجب أن يتعلموه. ولهذا يجب أن تكون الشركات مستعدة لعقد الاجتماعات عبر الهاتف أو تطبيقات الفيديو، مثل سكايب للأعمال أو تطبيق زووم، وأن تكون على دراية تامة باستخدام تطبيقات متخصصة للمشاركة و العمل عن بعد بسهولة، مثل حزمة تطبيقات جوجل للأعمال G-suite، أو خدمة «دروبكس» الشهيرة للتخزين والتعاون فى العمل على تخزين المستندات. مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان