ريان يا فجل (رسالة من محمد مصطفى نجا )

[عادل أبوزيد]

 

‏رياااااااان يا فجل !

كان من عادة المطربين الكبار أمثال الحامولي والخلعى وسيد درويش زمان انهم يسمعوا غناء الباعة والعمال، ومنهم يطلعوا بأجمل الألحان الشعبية ، ويمصروا الفن اللى غلب عليه "آمان يا لاللى والغنا العثمانلي وكان البياعين بيتفننوا في انهم ينادوا على بضاعتهم ‏بأغاني واصوات جميلة وصلت انهم يتنافسوا بيها وده طبعا لان مفهوم الدعاية والإعلان مكنش زي دالوقتي .

يُقال ان في يوم عبد الحامولى  كان راجع من سهرة صباحى، وسمع صوت غناء بياعين الخضار والفاكهة في السوق فنزل من الحنطور وراح يسمعهم زي عادته لحد ما لفت نظره ست عجوزة بتعيط قرب منها وسألها عن سبب ‏عياطها ده فقالتله انها مبتعرفش تغني ولا تنده بصوت حلو ومش عارفة تبيع الخضار بتاعها عبده الحامولي اتحمس وخد ربطة فجل من قدام الست ووقف ينده ويقول : 

ريان يا فجل كان بيقولها كده عادي لأ طبعا...عبده الحامولي غناها ومش اي غنا بكل المقامات الموسيقى المعروفة نهاوند وصبا وسيكا وبياتي 

‏الناس اتلمت وكان يوم عجيب انتشر فيه خبر ان عبده الحامولي واقف بيبيع فجل في السوق والناس من كل مكان راحوا عالسوق ده حتى الأعيان واتقلب الموضوع وقتها اشبه باحتفالية وحتى اتعمل مزاد على شرا الفجل من ايد عبده الحامولي

‏ووصل سعر الربطة لجنيه دهب بحاله ويقال انه عبده الحامولي عمل للست بالفلوس اللي جمعها بيت جديد وانتشر بين الناس ان عبده الحامولي مطرب عصره ومفيش زيه حتى لو غنى وقال: 
" ريان يا فجل"!