أسامة الكباريتي بتاريخ: 9 أبريل 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 9 أبريل 2006 "ماذا بعد الانسحاب من قطاع غزة؟" الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ألقى الدكتور موسى أبو مرزوق محاضرته هذه التي ننشرها في المركز الثقافي العربي بمخيم اليرموك بمدينة دمشق – العاصمة السورية - بدعوة من لجنة الدفاع عن حق العودة حضرها جمّ غفير من القوى الفلسطينية والشخصيات واللاجئين الفلسطينيين . وقد ركّزت المحاضرة القيّمة على تأسيس قيم التعامل مع الظرف الراهن ومنطلقاته وضوابطه، ثم ناقشت المحاضرة ثماني ملفات خطيرة يتم تداولها في شأن هذا الانسحاب الصهيوني من خلال أفكار محددة تتضمن أفكارا أخرى لمعالجتها طرق التعاطي معها. وقد كنا ننوي اختيار بعض جمل هذه المحاضرات كـ"مانشيتات" رئيسة إلا أن تركيز هذه المحاضرة وتكثيفها جعل منها جملة واحدة يجعل التركيز عليها كلها ضرورياً. المركز الفلسطيني للإعلام نص المحاضرة مقدمة: هذا النصر هو نصر لشعبنا، لشعبنا المظلوم الذي واجه صفوف الذل والعذاب، وبقي صامدا، صابرا، متحسّباً، مقاوما، وبأت بشائر ثمار هذا النضال، والصبر والجهاد الطويل، بدأت بشائره اليوم في غزة هاشم وغدا تستكمل إن شاء الله في القدس. بلا شك ! إن هذا النصر صنعه الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات دون استثناء، وفصائل المقاومة بكافة أشكالها وألونهاأ، كل فئات الشعب الفلسطيني، كل من ساهم بالكلمة والصمود ورفع راية المقاومة بلا شك صنع هذا النصر الكبير. هذا النصر هو حدث فريد: لأنه انهيار لهذا المشروع الذي عانينا منه الكثير، فلم تفكك مستوطنات العدو قبل هذا اليوم من على أرضنا الفلسطينية، لم ينسحب العدو من هذه الأرض مرغما كما انسحب هذه الأيام من غزة. نحن على أبواب نصر جديد في القدس إن شاء الله وهذا هو الذي يبشر به كل المجاهدين والمناضلين، ويبشر به كل أبناء شعبنا في كل مكان، ولذلك حق لشعبنا الفلسطيني أن يفرح وأن يقلق، يفرح لهذا النصر الكبير ويقلق على بقية الأرض، ولا شك لابد لنا أن نستذكر في هذا اليوم الشهداء، الذين كان ثمرة وثمن دمائهم الزكية التي أريقت على تراب الوطن، اليوم أينعت في جزء بسيط، صحيح لا يتعدى 1.5% من أرض فلسطين، لكن هذا سيمتد ليشمل كل ربوع الوطن إن شاء الله، وهذا اليوم يوم نستذكر فيه الأسرى وهم قابعون خلف قضبان الاحتلال ينتظرون شمس الحرية، ولا بد لهذه الشمس التي أشرقت في قطاع غزة لا بد من أن تشرق على كل أسير فلسطيني. هذا اليوم هو يوم قد يكون فيه بصيص أمل لأولئك اللاجئين ونحن منهم في كل بقاع الشتات، خارج الوطن بأن هناك أمل صنعته المقاومة، والمقاومة لا بد أن تستمر لكي تعيد كل هذه الجموع، جموع اللاجئين إلى وطنهم إلى أرضهم إلى مقدساتهم. قبل الدخول في موضوع ماذا بعد "الانسحاب من قطاع غزة" لا بد من الإشارة إلى عدة نقاط: 1. في المسائل الوطنية: لا يجوز بالمطلق أن يكون هناك استبعاد أو تهميش لأي فصيل ولأي جهة مهما كبرت أو صغرت في الساحة الفلسطينية، فنحن جميعا في الداخل والخارج شعب واحد، ولا بد أن تكون المسائل الوطنية هي شرائحه لكل ألون الطيف الفلسطيني مهما كبرت ومهما كان حجمها. 2. القضية الثانية: لا بد من مرجعية لهذا الشعب، مرجعية شاملة تشمل كل أبناء الوطن، وتكون هذه المرجعية لكل أبناء الوطن، وتكون مؤسسية على أسس لا يستثنى منها أحد، ولا يستأثر بها أحد، مرجعية تكون مخرجاتها الشعب الفلسطيني بمؤسسية ديمقراطية، حتى تعبر تعبيرا صادقا وأمينا عن آمال وطموحات شعبنا الفلسطيني. 3. النقطة الثالثة: غزة هي ليست فلسطين، فمساحتها لا تزيد عن 1.6 من أرض فلسطين، وبالتالي مشروع المقاومة، ما زال هو خيار الشعب الفلسطيني لاستكمال النصر والتحرير. 4. لا بد من التأكيد وباستمرار أن الدم الفلسطيني مقدس ولا يجوز المساس به، مهما كانت الظروف ومهما كانت الأحوال، ومهما كانت الاختلافات السياسية أو تعدد وجهات النظر، وكما يقول الرسول(ص) "لإن أحرقت الكعبة وذر رمادها في الهواء، أهون على الله من قتل رجل مسلم"، فالدم يجب أن يكون محرما بين أبناء الشعب الفلسطيني مهما كانت الاجتهادات والاختلافات السياسية. 5. الوحدة الوطنية وحمايتها وصيانتها هدف لا يجوز تجاوزه أو السماح بالعبث به، المعركة محصورة فقط مع العدو الصهيوني بلا تبديد لطاقات وآمال وطاقات الشعب. 6. الحقوق الوطنية لا يمكن تجزئتها ولا يمكن التنازل عنها، وفي مقدمتها القدس، وحق العودة والتحرير. 7. من أولى أولوياتنا في المرحلة القادمة هي قضية تحرير الأسرى والمعتقلين وضمان الإفراج عنهم دون أي تهاون في هذه المسؤولية. 8. لا يمكن تجزئة الشعب أو الأرض الفلسطينية، فالقضية لا تقبل التجزئة وكذلك الشعب والأرض. ومن هنا ننطلق إلى ما بعد التحرير، ما هي القضايا المهمة بعد التحرير، يوجد 8 ملفات متعلقة بهذا الموضوع : الملف الأول: ملف السلاح: السلاح الفلسطيني بشكل عام وسلاح المقاومة بشكل خاص، فالذرائع المطروحة في هذا الوقت أن هناك سلطة، وهذه السلطة يجب أن تكون سلطة واحدة، وأن يكون هناك سلاح واحد ووجهة نظر السلطة أنه لا يجوز أن يبقى السلاح بيد أبناء الشعب الفلسطيني أو منظماته المقاتلة، لا سيما وأن الاحتلال قد رحل، وأن المستوطنات قد أزيلت، وأن السلطة أصبحت متفردة في القطاع وبالتالي ما الداعي لاستعراض السلاح، من هنا لا بد من توضيح هذه المسألة في عدة نقاط: 1. سلاح المقاومة سلاح نظيف، سلاح شريف، شرعي، سلاح أجبر شارون على الخروج من قطاع غزة صاغرا، وتحدث كثيرون بأن خطة شارون هذه خطة أحادية الجانب، والمقاومة وإن ساهمت لم تكن عاملا رئيسيا، وهذا ليس صحيحا، شارون منذ توليه الحكومة ضرب بعدة مشاريع قوى الشعب الفلسطيني والمقاومة، سواء بخطة المئة يوم أو بخطة السور الواقي، أو الاجتياحات المتكررة للضفة والقطاع، لكنه لم يستطع القضاء على المقاومة ولم يستطع إرغام الشعب الفلسطيني على الانحناء لهجماته البربرية، وبالتالي لم يجد بدأ من أن يلغي كل تلك المشاريع ويخرج صاغرا من قطاع غزة ولولا المقاومة لما خرج من القطاع ومن يجبره وهو أبو الاستيطان (الإسرائيلي). 2. الاحتلال لا زال على أرضنا ومغتصب لمقدساتنا ولا زال شعبنا في الشتات، والذي تحرر إن تحرر كاملا فلا يعدو أن يكون 1.5 من مساحة أرض فلسطين، فبالتالي لا زالت القضية كاملة ولا زالت المقاومة ضروة. 3. احتفاظ (إسرائيل) بالسيادة: يظن كثير من الناس بأن إزالة الحكم العسكري عن قطاع غزة معناه إزالة الاحتلال الصهيوني، وهذا ليس دقيقا، لا يزال العدو الصهيوني مرتبط أو يدعي أنه صاحب السيادة على القطاع، فلا زال يغلق الميناء البحري ويغلق الميناء الجوي ولا زالت طائرات الاستطلاع موجودة في سماء قطاع غزة، ولا زال لا يستطيع لا الجانب المصري ولا الفلسطيني فتح معبر صلاح الدين الآن إلا بموافقة (إسرائيلية)، لأنه لا زال العدو صاحب السيادة على الأراضي أي أن التحرير لم يكتمل بعد. 4. يجب التمييز وهذا حق بين سلاح المقاومة وسلاح الفوضى، سلاح الخطف والاغتيال وهذا سلاح لا يجوز أن يبقى في الشارع الفلسطيني وذاك سلاح يجب أن يشرعن في الساحة الفلسطينية، ويجب أن يحمي كل الشعب الفلسطيني هذا السلاح، وتاريخنا نحن وأبناء الشعب الفلسطيني في موضوع السلاح تاريخ لا يكاد ينساه إنسان، فكلما كان هناك نزع للسلاح الفلسطيني، كان هناك عدوان واحتلال (مثال الإنكليز كانوا يجرمون كل فلسطيني يحمل رصاصة في الوقت الذي سلموا الأسلحة بمختلف أنواعها للعصابات الصهيونية وكانت نتيجة ذلك نكبة فلسطين 48) فذاكرتنا مع نزع السلاح ذاكرة أليمة، ذاكرة لا يمكن أن ينساها أبناء الشعب الفلسطيني ذاكرة يجب أن تكون محفورة عند السلطة الآن كما عند غيرها، بأنه يجب أن يسلح الشعب الفلسطيني، وعجبا المستوطنون كلهم مسلحون، فلم نزع سلاح العشب الفلسطيني ويسلح المستوطنون، عددهم يزيد عن 400 ألف في الضفة الغربية، هنا يجب الانتباه بأن هذا السلاح يجب أن يشرعن يجب أن ينظم، سلاح يجب أن يكون في مواجهة العدو وليس في شيء آخر. الموقف واضح: سلاح المقاومة هو حق لأبناء الشعب الفلسطيني وفصائله ولكن يجب أن يفتح حوارا مسؤولا مع السلطة الفلسطينية ومع غيرها، هذا موضوع يهم كل أبناء الشعب الفلسطيني لحل هذه القضية حلا يحفظ كرامة الشعب الفلسطيني، لا سيما أن العدو لا زال يهدد باجتياح القطاع، وضرب أي مقاومة وأي تجاوز في قطاع غزة، هذا هو الوقت الذي يجب أن يفتح فيه هذا الملف مع إخواننا في السلطة حتى نخرج بحل يحفظ كرامة الشعب الفلسطيني وأرضه، وأن يمنع الاحتلال أن يجدد على قطاع غزة. الملف الثاني: هو تحويل قطاع عزة إلى سجن كبير: وهذه الاتفاقيات الأخيرة سواء مع الجانب المصري و(الإسرائيلي) أو كانت من الجانب (الإسرائيلي) منفردا بأن يغلق المعبر والميناء ويسجن أبناء قطاع غزة إلا عبر ممرات العدو ومنافذه، هذا الموضوع من الموضوعات الأساسية التي يجب أن يقاومها الشعب وفصائل المقاومة والسلطة، لأنه لن يكتمل الانسحاب من قطاع غزة والتحرير بدون أن يكون هناك حرية لأبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج أن يتمتعوا بهذا الجزء الغالي من أرضهم التي حررت بسواعدهم ونضالهم. الملف الثالث: ملف التطبيع مع العدو الصهيوني: بلا أدنى شك بأن هناك حملة ضغوط شديدة تمارس على أكثر من دولة عربية وإسلامية لإعطاء ثمرة لانسحاب شارون، لإعطاء جائزة للكيان الصهيوني، بفتح العلاقات مع هذا الكيان، وهناك عدد من الدول العربية سواء كان في السر أو العلن تتحدث عن هذا الموضوع، وهذا فيه خطورة شديدة، وهذه الخطورة متمثلة بأن الشعب الفلسطيني في مهاجره و تحت الاحتلال في فلسطين لا زالت القضية قائمة لا زالت الضفة محتلة، لا زالت القدس تنتهك، لا زالت الجولان محتلة، كل هذه المناطق لم ينتهي ملف الاحتلال حتى يسارعوا لإعطاء جائزة لسارون، هذا الملف يجب أن يكون واضحا، فالعدو لا زال عدوا، والاحتلال لا زال قائما، والعدوان على الشعب الفلسطيني لا زال موجودا، وبالتالي لابد من أن تتنبه الدول العربية والإسلامية إلى ملف التطبيع والمراد منه. الملف الرابع: هو بيع لوهم يظن شارون بأنه يستطيع تسويقه، وهذا الوهم بالمسرحية التي قام بها المستوطنون في مستوطنات قطاع غزة من بكاء وعويل والجيش يحملهم حملا ليغادروا مساكنهم، ولم يعلم العالم بأن هذه المساكن سرقت من الشعب الفلسطيني قبل أن يسكنوها، وبأن هذه المستوطنات هي مغتصبات من أبناء الشعب الفلسطيني، وأن الشعب الفلسطيني عاني الأمرين من هدم للبيوت ومن حصار (كمنطقة المواصي في ساحل خانيونس، 4 سنوات وهم محجوزين لا يستطيعون تناول حتى حبة الأسبرين إلا بتصريح (إسرائيلي)، وكانوا حتى إذا المرأة الحامل أرادوا إخراجها إلى المشفى أحيانا تلد على معبر المواصي، لأنه كان يستحيل أن يتم التواصل بين المواصي ومساحتها صغيرة وبين رفح وخانيونس إلا عبر إجراءات لا يعلم الله بها من سلطان) فهذا المشهد يراد منه أن يتم إعطاء جائزة لشارون بأنه غامر بمستقبله السياسي، وبأنه ضحى كثيرا بالانسحاب من قطاع غزة، وبالتالي لا بد من الضغط على السلطة الفلسطينية لتكثيف ونزع سلاح منظمات المقاومة ولا سيما حماس والجهاد الإسلامي. لا بد من إعطاء جائزة لشارون بأن يجعلوا يوم المحرقة يوما عالميا في الأمم المتحدة وينتظر طرح هذا الموضوع في الاجتماع القادم لزعماء العالم في الأمم المتحدة، لا بد من الحديث بأن (إسرائيل) أدت ما علهيا في خريطة الطريق، وجاء الدور على الفلسطينيين فلا بد أن يقوموا بدور آخر متعلق بخارطة الطريق التي طبقت (إسرائيل) الجزء الخاص بها، وهذا ليس صحيحا أيضا، لا بد من الضغط على الدول العربية والإسلامية للتطبيع مع العدو حتى يعطى جائزة لشارون، هذا المشروع يجب أن يقاوم رسميا وشعبيا وبكل السبل حتى لا يكون جائزة لشارون بعد هذه المسرحية التي قام بها . الملف الخامس: السياسة الصهيونية في الضفة الغربية ومنطقة القدس: الكل يعلم بأن شارون حاول أن يصطاد سمكة كبيرة بسمكة صغيرة، هذه السمكة الكبيرة هي الضفة الغربية، والمعركة القادمة هي معركة الضفة الغربية، شارون انسحب خطوة من قطاع غزة ولكنه تراجع خطوات في الضفة الغربية، شارون أراد أن ينزع الاستيطان من قطاع غزة ليعززه في الضفة الغربية، الآن في القدس سيصل مساحة القدس الكبرى إلى مشارف البحر الميت، وبالتالي سيفصل الضفة إلى جزئين كبيرين في الشمال والجنوب، سيكون هناك زيادة في وحدات الإسكان، 30 ألف وحدة سكنية في هذه الأيام، سيرتفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية والقدس إلى 460 ألف مستوطن سيكون هناك ضم لمستوطنات كبرى، هناك خلاف حول 4 مستوطنات أو 6 مستوطنات أيا كان العدد هذه المستوطنات إذا ضمت إلى دولة الكيان سيكون مساحتها مثل مساحة قطاع غزة بالضبط، سيكون هناك تعزيز للاستيطان في منطقة الأغوار والهدف بذلك فصل الضفة الغربية بالكامل عن الأردن حتى يكون هناك عازل بين الدولة الفلسطينية المنتظرة وشرقي الأردن، ولتعزيز الاستيطان سواء مستوطنات زراعية أو صناعية أو علاجية على شاطئ البحر الميت يحرم الفلسطينيين من منطقة كاملة في البحر الميت، شارون يريد تعزيز الاستيطان وتعميق الجدار حتى يحصر الفلسطينيين بما مساحته 40% من مساحة الضفة الغربية، ويحشر كل أبناء الشعب الفلسطيني في كانتونات معزولة 4 كانتونات أساسية وكل كانتون له بوابة كبيرة، يغلقها في أي لحظة وتصبح المدينة بأكملها وقراها معزولة عن بقية القرى والمدن في الضفة الغربية فهم، يريدوا قضم الضفة الغربية، تعزيز الاستيطان فيها، عزلها عن الضفة الشرقية وعن عمقها في فلسطين محاولة أخذ كل الأراضي الصالحة للزراعة في القرى الفلسطينية بعد الخط الأخضر، وحشد الفلسطينيين بما مساحته 40% من مساحة الضفة الغربية هذه السياسة الصهيونية يجب أن تقاوم، هذه السياسة يجب أن يكون في مقابلها سياسة لكل فصائل المقاومة الفلسطينية وأبناء الشعب، هذه عنوانها المقاومة، عنوانها طرد هذا الاستعمار الاستيطاني المستشري في جسد الضفة الغربيةـ والمقاومة هذه يجب أن تكون على أشرف ما تكون لإفشال خطة شارون. شارون في خطته أحادية الجانب بعد أن فشل في فرض الأمن يريد أن يخلق كيانا فلسطينيا سياسيا معزولا لا يتجاوز 42% من الضفة الغربية وقطاع غزة التي لا تشكل 26 % من مساحة فلسطين وبالتالي أي دولة فلسطينية مقطعة الأوصال معزولة، ستكون مستقبلها بلا شك هو مستقبل كئيب، وليس معناه إلا شيء واحد هو أن يرحل الفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة إلى الضفة الشرقية ومصر طلبا للرزق وبالتالي تهجير قسري للشعب الفلسطيني عوضا أن يكون هناك عودة للشعب الفلسطيني. الملف السادس: محاولة تصفية القضية الفلسطينية وخاصة ملف العودة: وسمعنا الكثير من التصريحات سواء بإعطاء الجنسيات للفلسطينيين في الدول العربية، أو بأنه توصية جامعة الدول العربية بإغلاق ملف عدم تجنيس الفلسطينيين قد طواه الزمن، وذهب بالتقادم، هذا الملف ليس هو ملف متعلق بقضية خاصة لشعبنا الفلسطيني، هي قضية متعلقة بقومية الصراع العربي الصهيوني، فإذا كانت قضية الصراع لا زالت تهم كل مواطن عربي، فهناك مسؤوليات متعقلة بهذا الملف، اللاجئون الفلسطينيون ليس لهم من خيار سوى خيار العودة إلى فلسطين وهذه العودة ستكون اليوم أو غدا، لكنها ستكون حتما ولا يمكن التنازل عن هذا الملف مهما كانت الأحداث، هناك ضغوط متعددة ومشاريع متكررة لأبناء الشعب الفلسطيني سواء بتوطين أو بإغرائه أو مشاريع قسرية، يريدون تطبيقها على أبناء الشعب الفلسطيني سواء كانت بنية تحتية لتحسين المخيمات الفلسطينية وتحويلها إلى مدن صغيرة سواء في الأردن وسوريا ولبنان، أو إعطاء الفلسطينيين حقهم في لبنان، لن تكون هذه المشاريع عوضا عن حقهم في العودة وكل هذه المشاريع سيقاومها الشعب الفلسطيني لأن خياره الأساس هو عودته لوطنه هو عودته لمقدساته ولا يمكن أن يكون لهذا الهدف بديل. الملف السابع: الوضع الاقتصادي في قطاع غزة: من أهم القضايا المتعلقة بعد الانسحاب والمشكلة الأساسية في هذا الملف بأنه منظمات المقاومة إذا استشعرت المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني واستمرار قضيته فلا بد من استمرار المقاومة ولا بد من رحيل الاحتلال بالمقاومة ولا يمكن أن يكون هناك رحيلا للاحتلال إلا بالمقاومة، فكيف يكون هناك بيئة مقاومة تقتضي هذه البيئة بيئة عدم استقرار سياسي بالأصل وبيئة لا بد أن تحل مشاكلها بشكل طبيعي، هذه المشاكل متعلقة بأكثر من 42% عاطلين عن العمل في قطاع غزة، وأكثر من 70% من السكان تحت مستوى الفقر، وأكثر 36% من العائلات في بطالة مطلقة بمعنى تأخذ مساعدات من هيئات اجتماعية أو مؤسسات خيرية أو من السلطة لا تتعدى 100 دولار ومتوسط المعيشة يتعدى 500 دولا بمعنى بطالة مقنعة. فهذا الشعب الذي يطحنه الاقتصاد ويطحنه العوز، هذا الشعب كيف نستطيع معالجة وضعه الاقتصادي بعد أن آلت المسؤولية لأبناء الشعب الفلسطيني، هذا الموضوع بالذات وهنا كيف تواءم بين بيئة تحتاج إلى المقاومة وبيئة تحتاج إلى حل مشاكلها الاقتصادية، هي من المشاكل الأساسية التي يفرضها واقع ما بعد الانسحاب فلا بد من مسؤولية مشتركة لكل الفلسطينيين حتى نستطيع أن نخرج هؤلاء المليون و200 ألف مواطن على مساحة صغيرة لا تتعدى 360 كم2 من أرض فلسطين، من الفقر حتى لا يكون هناك إشارة لهؤلاء بأنهم اتجهوا للفقر. الملف الثامن: تلخيص الموقف من استعراض الملفات الأساسية بالتالي: - الانسحاب الأحادي الجانب لا يلزم السلطة ولا أبناء الشعب الفلسطيني بأي أمر لا يخدم مصالح شعبنا الفلسطيني في المستقبل. - الانسحاب من القطاع لا يلبي الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية، والصراع سيظل مستمرا حتى تحرير كل الأرض الفلسطينية من بحرها إلى نهرها. - تهويد وضم القدس والمسجد الأقصى من أكبر التحديات التي لا يسع أي فلسطيني أو أي عربي أو مسلم إلا العمل على التصدي لها وإفشالها. - إبقاء السيادة الصهيونية في البحر والجو والبر وتقييد المنافذ والحرية لأبناء الشعب الفلسطيني والاستمرار في مصادرة السيادة يعني أن السيطرة الصهيونية والاحتلال لا يزال جاثما على صدر شعبنا ولا رد عليه إلا بالمقاومة حتى استكمال التحرير. - إن خنق مدننا وقرانا في الضفة الغربية وسرقة الأراضي وحصر السكان في معازل سيكون وقودا جديدا للمقاومة والجهاد. - حق العودة حق مقدس لا يمكن التنازل عنه بأي شكل من الأشكال. - التأكيد على أن وحدة الشعب والقضية وإنشاء المرجعية الجامعة والحفاظ على سلاح المقاومة ثوابت المرحلة القادمة وعنوانها بناء قطاع غزة والحفاظ على بناءه الاقتصادي والاجتماعي واجب الجميع ومسؤولية مشتركة. - أهمية وقيمة الانسحاب من غزة يكمن في أنه انسحاب دون أي التزام أو تنازل فلسطيني، وحصل بفضل مقاومة وتضحيات شعبنا وليس بالتفاوض والتسوية، وهو بداية لانكماش وتقهقر المشروع الصهيوني، وإبطال الدعاوى هي أن أرض فلسطين كاملة هي صهيونية وقدسية الاستيطان قد انهارت، والأمر الذي يمهد لمزيد من التراجع والتآكل في هذا المشروع بشرط أن نواصل المقاومة والصمود وأن نحسن الاستفادة من هذا الإنجاز وهذا الانتصار وإن كان جزئيا لابد من البناء عليه واستكمال تحرير ما تبقى من أرضنا. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان