سيد يوسف بتاريخ: 10 أبريل 2006 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 أبريل 2006 ثقافة التبرير والحركات السياسية (إن الباطل والفساد يُصنع عند أهله ولا مفر من مواجهته بأخلاق الفرسان فعلى الفرسان أن يفطنوا ألا تستعملهم الأحداث فيخوضوا معركة فرعية(كالجدل وإثبات أنهم أفضل و و و ) نيابة عن أعداء قضيتنا الرئيسية). سيد يوسف لا شك أن هناك حراكا سياسيا تشهده بعض بلداننا العربية ولا سيما مصر، ونؤكد أن هذا الحراك قد تجاوز خطوطا كانت محرمة من قبل مثل شخص الحكام وأسرهم ،والمطالبة بحسابهم والتوسع فى نقدهم حتى إن النقد تجاوز حدوده أحيانا منتقلا من نقد آلية الإدارة والحكم إلى نقد المسالك الشخصية وغيرها. ولا شك أيضا أن هذا الحراك تقف وراءه بعض التنظيمات المجتمعية والسياسية وقد حققت كسبا ما فى إثارة الوعى السياسي والاجتماعي..وقد استطاعت حسب طاقتها تعبئة فئة من الجماهير وتوجيهها نحو المطالبة بمقاومة الفساد ، والمفسدين والعبث بمقدرات الأمة ...وكل هذا محمود نرجو له التفعيل بوعي وحكمة والانتقال من الشجب والتنديد إلى آلية للعمل الجماعي المنظوم والمتحد عبر اتفاق أو ميثاق عام يجمع ولا يفرق يتولى تنسيقه الفاقهون من كل اتجاه..نرجو ذلك وإن كان صعب المنال للاختلافات الأيديولوجية التى يتبعها كل فصيل. ورغم ذلك فيبدو أن مناخ الاختلاف الفكري هذا سوف تعانى منه أمتنا لأعوام قادمة تقدر بالعشرات من السنين ذلك أن الغفلة عن تجاوز عوامل الاختلاف إلى فطنة ووعى العمل على الاتفاق من حتميات النجاح لاى عمل يقاوم الفساد ... وهذا لما يظهر بعد. تحديات ومواجهة بالطبع لا يمكن أن نقلل من قيمة التحديات الكبرى التي تواجه العمل الوطني لمجابهة الأنظمة الدكتاتورية ومحاصرتها ومحاولة تلك الأنظمة فى تشويه واعتقال العاملين خاصة بعد هذا الحراك السياسي حتى وإن كان محدودا فقد تشكلت القناعة الفكرية اللازمة للثبات حتى يتم محاكمة المفسدين وإن طال الزمن بهذا السجال. ونريد أن نؤكد على أن التحديات والمؤامرات والمكر والاعتقالات هى أمور طبيعية حتى يستقر الحق بأهله فالمعركة بين دعاة الحق والباطل باقية أبد الدهر. ومن هنا نريد أن نلفت نظر قومنا إلى أن الانتقال بالعمل إلى مراحل متقدمة يلزمه بعض الأمور من ذلك مثلا: التخلي عن ثقافة التبرير. وثقافة التبرير تعنى إعفاء النفس من المسؤولية عن التقصير والبحث في أسبابه ووسائل علاجه ، بإلقاء التبعة على الآخرين .... وهذه آفة تبرر بها الحركات عند ضعفها استمرار وجودها دون أن تتوقف ولو قليلا لتبحث في طبيعة تشكيلها الثقافي غير السليم ، الذي يمكن الآخرين منها . . تطرح هذه التبريرات دون أن تشعر أنها تدين نفسها ولا تبرئها وتكتب لنفسها تراجعا عن التمدد والانتشار. إن قراءة سريعة فى أدبيات الحركات السياسية فى عالمنا العربى والإسلامي سوف تظهر أنه قلما يجد القارىء لها هذا النقد الذاتي وقبول المناصحة من الغير والتعلم من أخطاء الماضى وفى مقابل ذلك يجد التغني بالماضي والتستر على بعض الأخطاء..وتلك آفات لا يستقيم معها نجاح. وفى يقينى أن سيادة هذى الثقافة تحرم تابعيها من التجدد والانتشار وتفقد بها أسباب النصر وأراني أجد قياداتها حينئذ فقدت مبررات وجودها. وتنتشر هذه الثقافة حين يتوقف الحوار مع الغير وحين يضيق أهلها بالنقد وتنوع الآراء وحين تأخذ حرب الحزازات النفسية موضعها من القلب وحين يزعم أهلها أنهم قادرون على العمل دون رؤية الناس والواقع وحين تستبد بعقليتها عوامل تفقدها سلامة الرؤية من ذلك مثلا: * التعامل مع الحركات الأخرى من مبدأ ( لنا قيادة العمل وإلا لا) . * التعصب والجمود لبعض النجاحات والاكتفاء بالعيش فى الماضى. * غياب آلية الحوار والديمقراطية فى التعامل مع الحركات الأخرى. * النظر إلى الحركات الأخرى على أنها منافسة لا أنها مكملة. * الاكتفاء بالعمل الإعلامي والاحتجاجي والتنديدي فقط فلا نجد قضية إلا وطرحت لها ندوة أو ندوات ،أو ورش عمل حتى أصبحت تلك المناقشات وكأنها هى الحل أو قد حلت مشكلاتنا . * عدم فهم الطبيعة النفسية لهذه الشعوب وأقصد مصر تحديدا وكيف أن الدين وإيثار السلامة من المكونات الأساسية والرئيسية لهذا الشعب ومن ثم تجاهل هذا خطأ كبير. * التحول دونما شعور- عمل اللاشعور- من الوسيلة إلى الغاية ولنضرب مثلا: هل الاكتفاء بعمل تظاهرة يحل مشكلاتنا؟(لا يمكن إهمال أثر التظاهرات حين تتم بشكل وبكمٍٍّ محسوب...فتكرارها الكثير يفقدها فعاليتها وستصير كمن يحادث نفسه). * الافتتان بالتنظيم ودقته والانضغاط لمدح سيق بسبب نجاح تم فى الماضى فيحدث ما يمكن وصفه بعدم الرغبة ابتداء فى الاستفادة مما لدى الغير. * العجز عن إقامة حوار داخلي يمتد خارج القيادات إلى صغار الأتباع لمعرفة شكل الحركة/الحركات لدى ابن الشارع العادي والبسيط ولاستطلاع رأيه فيما يريد. فى النهاية كانت هذى كلمات عن بعض الحركات من كل اتجاه والتى نرجو لها تفعيلا ومنهجا مدروسا ومغالبة لعوامل الضعف ولفتا للانتباه من ثقافة هدامة تعرف بثقافة التبرير. أسأل الله أن يوحد صفوفنا بفعل الفاقهين من كل اتجاه. سيد يوسف سيد يوسف رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان