قصيدتان

[احمد هادي]

هاتان قصيدتان ...لشاعرين كبيرين

كلاهما يصف تجربة واحده هي باختصار ..مرض الموت

الأولي لنزار قباني والثانيه لأمل دنقل

الممتع هنا ان كليهما يصف نفس التجربة

وهي في نظري اعمق تجربه في حية الانسان

تجربة مرض الموت

لي رأي خاص في المقارنة بين القصيدتين

احتفظ به لنفسي حتي يثري الاصدقاء هذا النقاش إن أرادو

اليكم القصيدتين

ولنا عودة

ممنوعة أنت من الدخول-يا حبيبتي – عليّه

ممنوعة أن تلمسي شر اشفي البيضاء

أو أصابعي الثلجية

ممنوعة أن تجلسي أو تهمسي

أو تتركي يديك في يديّه

ممنوعة أن تحملي من بيتنا في الشام

سرباً من الحمام

أو فلّة أو وردة جورية

ممنوعة أن تحملي لي دمية أحضنها

أو تقرأي لي

قصة الأقزام ، والأميرة الحسناء ، والجنيّه

أو تشتري لي كتباً

ففي جناح مرضى القلب، يا حبيبتي

يصادرون الحزن والأشواق

والرسائل السرية

* * * * * *

لا تشهقي

إذا قرأت الخبر المثير في الجرائد اليومية

قد يشعر الحصان بالإرهاق يا حبيبتي

حين يدق الحافر الأول في دمشق

والحافر الأخر

في المجموعة الشمسية

* * * * * *

تماسكي …

في هذه الساعات يا حبيبتي

فعندما يقرر الشاعر أن يثقب بالحروف

جلد الكرة الأرضية

وأن يكون قلبه تفاحة

يقضمها الأطفال في الأزقة الشعبيّه

مثلما يموت أهل الطرق الصوفيّه

وعندما يقرر الشاعر أن يجعل من أشعاره

أرغفة يأكلها الجياع للخبز والحرية

فلن يكون الموت أمراًً طارئاً

لأن من يكتب يا حبيبتي قصيدة

يحمل في أوراقه ذبحته الشعرية

* * * * * *

أرجوك أن تبتسمي

أرجوك أن تبتسمي

يا نخلة العراق

يا حدائق المأمون

يا عصفورة الرصافة الليلية

فذبحة الشاعر ليست أبداً قضية شخصية

ألا يكفي أنني

تركت للأطفال لفة ؟

وأنني تركت للعشاق أبجدية ؟

أغطيتي البيضاء

والوقت ، والساعات ، والأيام كلها بيضاء

وأوجه الممرضات من حولي

كتب أوراقها بيضاء

فهل من الممكن يا سيدتي ؟

أن تضعي شيئاً من الأحمر ، فوق الشفة الملساء

فمنذ شهر وأنا .. أحلم كالأطفال أن تزورني

فراشة كبيرة حمراء

* * * * * * *

أطلب أقلاماً فلا يعطونني أقلام

أطلب أيامي التي ليست لها أيام

أسألهم برشامة

تدخلني في عالم الأحلام

حتى حبوب النوم قد تعودت

قبلي على الصحو …فلا تنام

* * * * * *

إن جئتني زائرة

فحاولي أن تلبسي العقود والخواتم الغريبة الأحجار

وحاولي أن تلبسي الغابات والأشجار

وحاولي أن تلبسي الأمواج والأصداف والبحار

وحاولي أن تلبسي قبعة مفرحة كمعرض الأزهار

فإنني سئمت من دوائر الكلس

ومن دوائر الحوّار…….

ما يفعل المشتاق يا حبيبتي إليك

في هذه الزنزانة الفردية

وبيننا الأبواب ، والحراس ، والأوامر العرفية

وبيننا أكثر من عشرين ألف سنة ضوئية

ما يفعل المشتاق للعشق وللنجوى

وللعزف على الأنامل العاجية

والقلب لا يزال في الإقامة الجبرية

* * * * * *

لا تشعري بالذنب يا صغيرتي لا تشعري بالذنب

فإن كل امرأة أحببتها

قد أورثتني ذبحة في القلب

* * * * * *

وصية الطبيب لي :

أن لا أقول الشعر عاماً كاملاً

وأن لا أرى عينيك عاماً كاملا

ولا أرى تحولات البحر في العين البنفسجية

الله كم تضحكني الوصية

* * * * * *

ضِدُّ منْ..?

في غُرَفِ العمليات,

كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ,

لونُ المعاطفِ أبيض,

تاجُ الحكيماتِ أبيضَ, أرديةُ الراهبات,

الملاءاتُ,

لونُ الأسرّةِ, أربطةُ الشاشِ والقُطْن,

قرصُ المنوِّمِ, أُنبوبةُ المَصْلِ,

كوبُ اللَّبن,

كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.

كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!

فلماذا إذا متُّ..

يأتي المعزونَ مُتَّشِحينَ..

بشاراتِ لونِ الحِدادْ?

هل لأنَّ السوادْ..

هو لونُ النجاة من الموتِ,

لونُ التميمةِ ضدّ.. الزمنْ,

***

ضِدُّ منْ..?

ومتى القلبُ - في الخَفَقَانِ - اطْمأَنْ?!

***

بين لونين: أستقبِلُ الأَصدِقاء..

الذينَ يرون سريريَ قبرا

وحياتيَ.. دهرا

وأرى في العيونِ العَميقةِ

لونَ الحقيقةِ

لونَ تُرابِ الوطنْ!

[bentmasria]

جميل ما اخترت

رائع

شجى

ومؤلم .........واقعى

وبين شجون العاشق الذى يوصيه طبيبه الا يشاهد العيون البنفسجية

الى عيون الحقيقة ولون تراب الوطن

كلاهما فى العشق نال المرتبة

وفى الحب اقام المأدبة

وفى الموت

احس وتمنى ولم ينس رغم قسوة اللحظة ان يجيد الوصف

ويسهب فى احاسيسه وامنياته

والا ينسى ان يذكر حلاوة امسياته التى رحلت

وربما لن تعود

اشكر لك طرحك الراقى واختيارك الموفق

دمت بكل الحب

البنت المصرية