السجون, ,و احترام آدمية الإنسان

[White heart]

طوال هذه الزيارة,لم أرى ضابط أو ضابطة برتبة ملازم, أو ملازم أول أو رتبة أعلى,

و لم أرى مظاهر سلطة, أو تسلط, أو منظرة , أو تعالى..

لم أرى أى من مظاهر "الواسطة" أو " المحسوبية" فمن يحاول ذلك سوف يتم طرده فورا,

لم أرى من يقول :

أنا من طرف فلان.

أو يقول:

إنتا عارف أنا مين؟

أو يقول:

معلهش يا باشا ,أنا فى عرضك. ربنا يخليك

لم أرى سجانا واحدا يهمس طالبا رشوة, ( إكرامية الحرامية)

لم أرى سيدات يرتدين ملابس مبهدلة, ووجوه مكفهرة, يطفن لتحصيل الإتاوة الرسمية اليومية للزيارة, ثم نكتشف فى النهاية أنهن " سجانات".

لم أرى السجانين و السجانات خارج السجن يتقاسمون علنا, و فى عرض الشارع, حصيلة اليوم من الإتاوة المفروضة على السجناء و زوارهم.

لم أرى عساكر تحضر كراسى من الخارج للزوار المريشين , و الراشين.

لم أرى عساكر تطوف موقف السيارات, و تعظم الزوارعمال على بطال, طمعا فى " حلوان"أو إكرامية.

لم أرى طوابير زوار يحملون حلل المحشى, ,و زجاجات الماء, و مشنات العيش, و أكياس الفاكهة, التى يدفعون فيها نصف دخلهم الشهرى, رغم علمهم أن نصفها, أو أكثر سيرى طريقه إلى كروش غير مستحقيها.

لم أرى عشرات القطط التى توافدت, و قبلت الحبس الإختيارى تحت أقدام الزوار و السجناء, منظرين الفرصة لإلتقاط الفتات المتروك من الزوار.

لم أرى هذه الأمور لأنها لا تحدث إلا فى البلاد التى تذل مواطنيها, و لا تحترم آدميتهم.

و رغم أنى وعدت فى مقدمة الموضع أن لا أعلق على الأوضاع فى سجون مصر, إلا أنى لا أعتبر سطورى الأخيرة تعليقا , بل هى بعض مشاهد مما رايته فى سجوننا, و أنفت أن أعلق عليها فى حينه.

هل تبقى للإنسان المصرى كرامة بعد كل ما فعلته الحكومة به؟

متى نحس بالظلم؟ و نصرخ بصوت عالى؟

أم أن كل شيئ على ما يرام, و شكرا لكرمك يا حكومة؟ :)

رحم الله العزيز الغالي الأفوكاتو ... طرح علينا بدقة معايشته وإنطباعاته حول إحدى السجون الاوروبية ... ومدى إحترامها لآدمية الإنسان...

ولم يمهله القدر ليعايش معنا إحدى أفكار أحد مرشحي الرئاسة المصرية .. مولانا فضيلة الشيخ حازم أبو اسماعيل:

http://www.youtube.com/watch?v=aAV8-kAnUl4&feature=youtu.be