عادل أبوزيد بتاريخ: 10 أغسطس 2021 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 10 أغسطس 2021 كثيرًا ما نقول إن الفكرة أخطر من الرصاصة وإن «الفتوى» قنبلة موقوتة على لحظة يتجلى فيها «مفتى الدم» ويبث هوس القتل فى أتباعه- جنوده ويأمرهم بالاغتيال.. وفى قائمة اغتيالات المفكرين ستجد اسمًا مجهولًا أو مشهورًا أمر بالتصفية الجسدية من أمراء ومنظرى الإخوان والجهاد والجماعة الإسلامية والقاعدة وداعش. مَن أفتى بقتل السادات هو الشيخ عمر عبدالرحمن، مفتى الجهاد والجماعة الإسلامية، مَن أفتى بقتل المفكر فرج فودة أمام أطفاله هو الشيخ محمد الغزالى، خريج الأزهر، ابن تنظيم الإخوان الإرهابى، ومَن أفتى بقتل النائب العام هشام بركات هو الشيخ محمد عبدالمقصود و68 من دعاة الإخوان فى مصر وخارجها. وهكذا سوف تصل لمَن أفتى بقتل السادات، لكنك فى كل مرة تدين مَن ضغط الزناد ولا تلوم مَن وفر الإطار التنظيمى للقاتل!.. أليس الإرهاب الذى نحاربه الآن حلقة من حلقات نفس السيناريو المتكرر بحذافيره؟!. الفارق الوحيد أن المُحرض توضأ بدماء الشهداء ثم تبرأ من دم ضحاياه من المنفذين لأوامره. فى هذا السياق يمكن فهم شهادة «محمد حسان» ومن قبله «حسين يعقوب» فى قضية «خلية داعش إمبابة»، بعدما طلب محامى اثنين من المتهمين فى القضية، زاعمين أنهما سارا على نهج وأفكار «حسان ويعقوب». ليس بينهم مَن يملك شجاعة التمسك بأفكاره التكفيرية، ولا جرأة مواجهة الشعب الذى اكتوى بنار الإرهاب، فخلال محاكمة قتلة المفكر الراحل الدكتور «فرج فودة» وقف الشيخ «محمد الغزالى» أمام هيئة المحكمة وأدلى بشهادته الدموية، وقال إن «فودة» فى حكم المرتد، والمرتد مهدور الدم، وولىّ الأمر هو المسؤول عن تطبيق الحد، وأفتى بجواز «أن يقوم أفراد الأمة بإقامة الحدود عند تعطيلها.. وإن كان هذا افتئاتًا على حق السلطة ولكن ليس عليهم عقوبة».. لكنه ساعتها لم يكن يشك واحد فى المائة أنه يمكنه أن تطارده تهمة التحريض.. وهو نفس ما يفعله «يوسف القرضاوى»، مفتى التنظيم الدولى للجماعة الإرهابية، الذى حرض على قتل الرئيس «عبدالفتاح السيسى» وقتل جنود الجيش والشرطة بعد عزل «محمد مرسى».. فالهروب وأموال التنظيم الدولى حصنة كافية لأمثاله. لكن «حسان» وقف تحت القَسَم أمام هيئة المحكمة نافيًا أن تكون أفكاره أو خطبه أو الدروس الدينية التى يلقيها أو يشرف عليها ذات صلة أو تشجع على الفكر المتطرف.. وقال: «إن أى جماعة مهما كان مسماها خرجت عن كتاب الله وسنة الرسول واستحلت الدماء باسم الدين والإسلام والجهاد فهى جماعة منحرفة عن كتاب الله وسنة الرسول وسبب للتنازع والخلاف». وأضاف: «الجماعات التى تستحل دماء إخواننا من الجيش والشرطة هى جماعة منحرفة عن سنة رسول الله».. (تنظيم داعش الإرهابى رأس الخوارج وأصحاب الانحراف الفكرى الذى يدمر ويخرب)، أما تنظيم القاعدة فيقول عنه «حسان»: «إنهم كافرون مرتدون، فهم يقومون بتكفير وتدمير واستحلال الأموال والدماء والأعراض»!!. فتش عن «محمد حسان» نفسه سوف تجد له فتاوى تحرم آليات الديمقراطية «الدستور والقانون والبرلمان» وتدعو إلى دولة الخلافة وتطبيق الشريعة، ستجده يحرم الموسيقى والغناء ويضرب الاقتصاد فى مقتل بتحريم فوائد البنوك.. ستجده يدعو إلى الجهاد لتطبيق الشريعة، وربَّى أجيالًا سلفية!... لكنه تنصل من تاريخه. هذا الرجل تمكن فى غفلة من الزمن من إلقاء الدروس فى المساجد، وتقديم البرامج الإسلامية على القنوات الفضائية، ومن قبل الإخوان بزمان كان «حسان» يهيئ التربة لما توهموا أنه «لحظة التمكين». ونحن لا نتعظ، نترك ظاهرة التحريض على القتل وهتك الأعراض وهدم الكنائس وتمزيق اللُحمة الوطنية تتكرر.. مع اختلاف «المكياج والملابس» فيلم مُعاد ومُكرَّر ومُمِلّ من «سيد قطب» إلى وقتنا هذا.. رغم أننا نعرف جيدًا ساحتهم وملعبهم: «الإنترنت» لكننا نتركهم يتضخمون مثل آلهة من عجوة، ويكسبون متابعين بالملايين.. ثم نسأل بكل بلاهة: مَن حرض هؤلاء على اغتيال الأرواح البريئة؟. بشكل أو بآخر نحن شاركنا فى صناعتهم، وإلى حد ما كلنا مُدانون (ولو بالصمت المتواطئ قليل الحيلة).. وأحيانًا بالمباركة والصفقات السياسية المعلنة!. s.gaara@almasryalyoum.co مواطنين لا متفرجين رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان