اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

تبديد أموال التأمينات الإجتماعية


ebrahim

Recommended Posts

نشرت جريدة الأهرام تصريحا لوزير المالية الدكتور بطرس غالى في الاجتماع الذي عقده مع اتحاد العمال وحضرته عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة عضو أمانة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى الحاكم والذى قال فيه : "قانون التأمين الاجتماعى الجديد يعتمد علي تنويع أدوات الادخار،‏ يستهدف وضع نظام تأميني تكميلي‏ يضمن توفير المعاش المناسب لكل مستفيد‏، فضلا عن أنه يستحدث نظاما تأمينيا مجانيا‏، يتم من خلاله صرف معاش مجاني قيمته‏ مائه‏ جنيه لكل مواطن يبلغ الخامسة والستين‏ دون اشتراط سداد أي اشتراكات أو إسهامات مالية‏" ، وأضاف الوزير عضو أمانة السياسات ايضا: "إن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرا في منظومة التأمين الاجتماعي التي تغطي نحو‏90%‏ من القوي العاملة في مصر بنسبة اشتراكاتتصل إلي ‏45% وأنه يجري حاليا صياغة مشروع جديد يستهدف رفع كفاءة صناديق التأمين الخاصة‏ لضمان تحقيق أفضل عائد من خلال إدارة متخصصة‏ وأنه سيتم إنشاء صناديق معاشات خاصة تصرف معاشا خاصا بعد الخروج من الخدمة‏." ، وأكد الوزير أن قانون التأمينات الجديد ، بخلاف قانون النشر الخاص بالصحفيين وقانون السلطة القضائية الخاص بالقضاة ، سيعرض علي التنظيم النقابي قبل التقدم به إلي مجلس الشعب لإقراره.

ذكرنى الخبر بأحداث مشابه حدثت فى الولايات المتحدة منذ عدة شهور قليلة عندما أقترح الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش إدخال تعديلات على نظام الـتأمينات الإجتماعية الأمريكى والذى بدأ العمل به عام 1950. والسبب فى ذلك ، طبقا للرئيس بوش وفريق عمله ، أن نظام التأمينات الحالى لن يستطيع تلبية إحتياجات المحالين على المعاش فى المستقبل. وعدد الرئيس حقائق على الأرض منها أنه فى عام 1950 كان كل 16 عامل يدعم شخص على المعاش مقابل 3,3 فى عام 2005 ، بالإضافة إلى اقتراب المجندين الذين خدموا فى الحرب العالمية الثانية ، أو مايطلق عليهم البيبى بومرز ، من سن التقاعد. وأكد الرئيس على حتمية إصلاحات هيكلية لنظام التأمينات الإجتماعية الأن لضمان عمله فى المستقبل لخدمة الأجيال القادمة.

وتتلخص التعديلات التى أقترحها الرئيس الأمريكى وفريقه فيما يلى : إستحدات أوعية إدخارية جديدة (أسهم وسندات) تستخدم لأستثمار أموال العاملين ، تحويل جزء من الضرائب على الدخل والمقتطعة من الأفراد لهاتيك الأوعية ، إشراف شركات إستثمارية خاصة على هذه الأوعية الإدخارية المستحدثة أو بمعنى آخر إلغاء الإشراف الحكومى الفيدرالى على إستثمار أموال االتأمينات ومنحه لشركات خاصة فى وول ستريت للمضاربة بها فى بورطة الأسهم والسندات.

لم يكتف الرئيس بالتعريض بالفكرة ولكنه ذهب إلى أبعد من ذلك بكثير فخرج فى جولات تطوف الولايات يتحدث فيها عن الإصلاحات الهيكلية التى يريد إدخالها على نظام التأمينات الإجتماعية فى محاولة للحصول على تأييد الأمريكيين وضم الرأى العام ، الأكثر أهميه ، فى صفه. تناقلت شبكات التلفزة تفاصيل الجولات وخصصت برامج تليفزيونية مشهورة أوقات مطولة لمناقشة اقترحات الرئيس بين فريقين أحدهما مؤيد ، يدافع عن مقترحات الإدارة ، وآخر معارض لها وقامت المراكز البحثية المستقلة بإجراء إستطلاعات لرأى رجل الشارع الذى بالتأكيد سينعم أو يتضرر من التعديلات المزمع اجرائها. كانت النتيجة قاسية وبمثابة فاجعة للإدارة الأمريكية ، الأمر الذى أضطر الرئيس بوش لإلغاء الباقى من جولاته ، بعد أن لقى معارضة ضارية من المواطنين العاديين ، وأنا واحد منهم ، الذين أتهموه بتحويل مدخراتهم لشركات الأموال فى وول ستريت للتربح منها وتخريب نظام تأمينات يعمل بدون مشاكل ولايستدعى تغييرات هيكلية.

هكذا فى قلعة الرأسمالية والشفافية أنتهى مشروع تعديل نظام التأمينات الإجتماعية الأمريكى بهزيمة مذلة للرئيس الأمريكى وإدارته ولكن ماذا يحدث فى المحروسة بلد الرأسمالية بالتبعية والشفافية الضبابية؟ ماهو مصير نظام التأمينات الإجتماعية بعدما أبتلعته وزارة المالية بأكمله وبات تحت عبائتها وتصرفها؟

الدكتور بطرس غالى ، وزير المالية وعضو أمانة سياسات نجل الرئيس ، من أكثر المتحمسين بل المتعصبين لتوجيهات الإصلاحات الأقتصادية الصادرة عن مؤسسات أمريكية. الوزير لم يناقش الأمر مع أصحاب الشأن ، المواطنين ، الذين سيتضررون أو يستفيدون من القانون الجديد وأكتفى بمناقشته بحضور مجموعة منتقاه منها السيد راشد رئيس اتحاد عمال مصر عضو الحزب الوطنى. ولم يوضح لنا الوزير سر إختيار الوصفة السحرية للقانون الجديد والجارى طبخه بطريقة طهى أمريكية ، لم يستسغها المواطن الأمريكى نفسه. كما أنه عجز أن يبين ماهية الضمانات الأكيدة لرؤوس الأموال او نوعية الرقابة على أموال المشتركين فى بلد الشفافية والضبابية فيه وجهان لعملة واحدة ومؤشرات فساده الإدارى على مقياس رختر للفساد تزيد عن 96 بالمائة.

لماذا لايوضح الوزير لماذ تعديل قانون التأمينات وهو يعمل بدون كوارث؟ لماذا لا يقول لنا وزير المالية عضو أمانة السياسات حجم الدور الذى يلعبه نجل الرئيس ، عضو مجلس إدارة شركة إستثمار ، وأصدقائه رجال الأعمال فيما أسماه "إدارة متخصصة" لها مطلق التصرف بالمضاربة بأموال التأمينات الإجتماعية فى البورصة واحتماليه خسارتها بالكامل فى يوم أسود حزين كيوم الثلاثاء المنصرم.

ليعلم جميع العاملين من أطباء ومهندسين وحقوقيين وضباط وإعلاميين وتربويين وموظفين وحرفيين وكادحين يصعب تصنيفهم أن حكومة الرئيس مبارك ونجله على وشك الشروع فى عملية تبديد هى الأكبر فى تاريخ مصر ، هى الأكبر من تبديد عمر أفندى وصيدناوى وممتلكات الشعب فيما عرف فى تاريخنا الحديث باسم الخصخصة. سرقة وإحتيال فشل مخططوها فى تنفيذها فى بلادهم الحرة الديمقراطية فهرعوا لمعمل الفئران المصرى لتنفيذها. من أراد أن يأتى عليه عامه الخامس والستون فلايجد معاشا يقتات منه فليسكت! ومن أراد أن يعيش خريف عمره بكرامة فليحارب تعديلات التأمينات الأجتماعية بكل قواه.

أنا أهيب بالأحرار أمثال سيدة مصر الأولى المستشارة نهى الزينى والشجعان من فصيلة الأستاذ يحيى حسين والأبطال من عينة الكاتب صنع الله إبراهيم والشرفاء من مقام الدبلوماسى يحيى زكريا نجم وأعضاء البرلمان عن الإخوان والمستقلين والشرفاء من الحزب الوطنى وأحزاب المعارضة على إختلاف مشاربهم والنقابيين والكتاب واليساريين بأطيافهم واليبراليين بأجنحتهم وحركة كفاية وأخواتها، أهيب بهم جميعا ، أن يحاربوا سرقة أموال التأمينات .. أموال الكادحين على أرض المحروسة.

إبراهيم حسين

مصريون بلا حدود

www.imbh.net

الولايات المتحدة

تم تعديل بواسطة ebrahim
رابط هذا التعليق
شارك

لأهمية هذا الموضوع يا عزيزى ebrahim فقد قمت بالبحث و الإطلاع على بعض المصادر لتكوين فكرة بشكل أدق .... ربما قمت بإيرادهم هنا لأننى أرى أنها تعطينا فكرة موسعة و مفصلة عن البرامج و الخطط الأمريكية حيال ملف " التأمينات الإجتماعية " ... و بالتالى عقد مقارنة نظرية بما يخطط له تطبيقه لدينا ....

National Interest Payments Due to President Bush's Social Security Proposal

Utilization of Tax Incentives for Retirement Saving

Employee Benefit Research Institute

Pension Plan Coverage of Workers by Selected Characteristics, Sex, Race and Hispanic Origin, and Poverty Status: 2001

لقد شجعنى موضوعك هذا على البحث أكثر على آلية التأمين الصحى القائمة و التى لم يسبق لى التعرف عليها بمثل هذه الدقة التى وردت فى هذا التقرير:

تقرير مؤتمر الجمعية العام الرابع "باتجاه التأمين الصحي الشامل" و الذى يناقش نظم إدارة التأمين الصحي في مصر و الخدمات المقدمة منها. و هى فى نفس الوقت رؤية مختلفة لفلسفة التأمين الصحي في زمن العولمة.

بصراحة هذه القضية من القضايا المؤرقة و المقلقة لكثير من دول العالم، حتى لدول الغرب و الذى بدأت الكثير من الحكومات بمنح بعض الإمتيازات الضريبية للمواطنين الذين يقبلون على الإشتراك فى تأميانات خاصة " تكميلية " خاصة تلك المتعلقة بالتقاعد ...

تحياتى.

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...